كلمة سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله التي ألقاها نيابة عنه نجله السيد علي فضل الله،
في اللقاء العلمائي الموسع الذي عقد في كلية الدعوة الإسلامية بدعوة من تجمع العلماء المسلمين تحت عنوان نصرةً للإسلام وزوداً عن رسول الله(ص)
نص الكلمة:
لم يعد خافياً على أحد بأن الحملات التشويهية التي تستهدف الإسلام في أكثر من موقع إعلامي أو ثقافي أو سياسي في الغرب وآخرها الحملة في بعض البلدان الاسكندنافية تتزامن مع ما يجري من أحداث تطاول المنطقة العربية والإسلامية، ويتداخل فيها العنصر السياسي مع العنصر الثقافي بطريقة مدروسة وهادفة.
ولذلك، فنحن في الوقت الذي نشعر بخطورة هذه الحملة من الزاوية العقيدية إلا أن علينا أن ندقق _ أيضاً _ في الجوانب السياسية والغايات التي قد لا تقل خطورة عن الأمور الثقافية والفكرية، وما إلى ذلك.
إن المسألة برمتها يمكن اختصارها بكلمة واحدة هي "الاستباحة"، لأن القوم وضعوا الإسلام في موقع العدو الذي قرروا أن يصوبوا عليه بكل أسلحتهم الثقافية والإعلامية والسياسية، فكانت هذه الاستباحة للشخصية الإسلامية الأولى المتمثلة بالنبي الأكرم(ص) بعد الاستباحة الأمنية والسياسية للواقع الإسلامي الذي بات رهينة للاحتلال المباشر في أكثر من موقع، ويُراد للإسلام كدين ولرموزه ومقدساته أن تكون موضعاً للتجريح والشتم والسخرية وما هو أبعد من ذلك.
إننا نشهد إرهاباً سياساً وإعلامياً يستهدف الإسلام بمقدساته ورموزه وشرائعه إلى جانب الإرهاب الأمني والعسكري الذي يستهدف البلدان الإسلامية واحداً بعد الآخر. والغريب أن الغرب بمؤسساته الإعلامية والسياسية يضع المسألة في خانة حرية التعبير التي لا تستطيع الحكومات الغربية نفسها أن تلغيها، ولكننا نسأل: لماذا تكون الإساءة للنبي الأكرم(ص)، واستباحة الشرائع الإسلامية مجرد أمر تقره قوانين حرية التعبير؟! بينما يكون مجرد التشكيك بروايات المحرقة اليهودية وأرقامها هو استعداء للغرب ويوضع في خانة العداء للسامية.
وفي المقابل، نحن نسأل المسلمين: لماذا هذا التخاذل عن نصرة قضاياكم، ولماذا نبقى دائماً في موقع رد الفعل، ولا نتعامل مع القضايا الخطيرة بعقلية الصدمة ورد الفعل؟ ولماذا نصر دائماً على أن نقيم الدنيا ونقعدها على أساس طائفي أو عندما تتعرض بعض الرموز الطائفية المذهبية للنقد ولا نقوم بدورنا الأساسي مع الآخرين على مستوى الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن وعلى مستوى تقديم الإسلام بصورته الحضارية إلى الآخرين؟ وأين هي مساهماتنا السياسية _ كجاليات إسلامية _ في الغرب، وأين هي مساهماتنا الإعلامية.
إننا ندعو إلى حملة إعلامية إسلامية على مستوى شرح المفاهيم الإسلامية في الاعتراف بالآخر، وإلى فضح الممارسات الصهيونية والأميركية ضد المسلمين، وإلى العمل على أوسع نطاق من خلال الاتصال بالنخب الغربية ومراكز الدراسات والوسائل الإعلامية لفضح أهداف هذه الحملات التي تحاول وضع الإسلام دائماً في موضع الاتهام والاستهداف لتأخير وتعطيل حركته الثقافية والحضارية في العالم.
كما ندعو _ في الوقت نفسه _ علماء المسلمين من سنة وشيعة، إلى أن يتصدوا لنوعين من الحملات: الحملات التشويهية التي تنطلق من الخارج، والحملات التشويهية التي تنطلق من الداخل من خلال الخرافة التي تزحف على ديننا ومفاهيمنا، ومن خلال العقلية المتخلفة التي تجتذب المزيد من التكفيريين والتضليليين هنا وهناك.
إننا جميعاً مسؤولون عن حماية الإسلام وتأصيل مفاهيمه وصون الوحدة الإسلامية التي من خلالها نستطيع مواجهة العالم كله، وبدونها نظل مزقاً متناثرة يلعب بنا اللاعبون ويعبث بنا العابثون.
كلمة سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله التي ألقاها نيابة عنه نجله السيد علي فضل الله،
في اللقاء العلمائي الموسع الذي عقد في كلية الدعوة الإسلامية بدعوة من تجمع العلماء المسلمين تحت عنوان نصرةً للإسلام وزوداً عن رسول الله(ص)
نص الكلمة:
لم يعد خافياً على أحد بأن الحملات التشويهية التي تستهدف الإسلام في أكثر من موقع إعلامي أو ثقافي أو سياسي في الغرب وآخرها الحملة في بعض البلدان الاسكندنافية تتزامن مع ما يجري من أحداث تطاول المنطقة العربية والإسلامية، ويتداخل فيها العنصر السياسي مع العنصر الثقافي بطريقة مدروسة وهادفة.
ولذلك، فنحن في الوقت الذي نشعر بخطورة هذه الحملة من الزاوية العقيدية إلا أن علينا أن ندقق _ أيضاً _ في الجوانب السياسية والغايات التي قد لا تقل خطورة عن الأمور الثقافية والفكرية، وما إلى ذلك.
إن المسألة برمتها يمكن اختصارها بكلمة واحدة هي "الاستباحة"، لأن القوم وضعوا الإسلام في موقع العدو الذي قرروا أن يصوبوا عليه بكل أسلحتهم الثقافية والإعلامية والسياسية، فكانت هذه الاستباحة للشخصية الإسلامية الأولى المتمثلة بالنبي الأكرم(ص) بعد الاستباحة الأمنية والسياسية للواقع الإسلامي الذي بات رهينة للاحتلال المباشر في أكثر من موقع، ويُراد للإسلام كدين ولرموزه ومقدساته أن تكون موضعاً للتجريح والشتم والسخرية وما هو أبعد من ذلك.
إننا نشهد إرهاباً سياساً وإعلامياً يستهدف الإسلام بمقدساته ورموزه وشرائعه إلى جانب الإرهاب الأمني والعسكري الذي يستهدف البلدان الإسلامية واحداً بعد الآخر. والغريب أن الغرب بمؤسساته الإعلامية والسياسية يضع المسألة في خانة حرية التعبير التي لا تستطيع الحكومات الغربية نفسها أن تلغيها، ولكننا نسأل: لماذا تكون الإساءة للنبي الأكرم(ص)، واستباحة الشرائع الإسلامية مجرد أمر تقره قوانين حرية التعبير؟! بينما يكون مجرد التشكيك بروايات المحرقة اليهودية وأرقامها هو استعداء للغرب ويوضع في خانة العداء للسامية.
وفي المقابل، نحن نسأل المسلمين: لماذا هذا التخاذل عن نصرة قضاياكم، ولماذا نبقى دائماً في موقع رد الفعل، ولا نتعامل مع القضايا الخطيرة بعقلية الصدمة ورد الفعل؟ ولماذا نصر دائماً على أن نقيم الدنيا ونقعدها على أساس طائفي أو عندما تتعرض بعض الرموز الطائفية المذهبية للنقد ولا نقوم بدورنا الأساسي مع الآخرين على مستوى الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن وعلى مستوى تقديم الإسلام بصورته الحضارية إلى الآخرين؟ وأين هي مساهماتنا السياسية _ كجاليات إسلامية _ في الغرب، وأين هي مساهماتنا الإعلامية.
إننا ندعو إلى حملة إعلامية إسلامية على مستوى شرح المفاهيم الإسلامية في الاعتراف بالآخر، وإلى فضح الممارسات الصهيونية والأميركية ضد المسلمين، وإلى العمل على أوسع نطاق من خلال الاتصال بالنخب الغربية ومراكز الدراسات والوسائل الإعلامية لفضح أهداف هذه الحملات التي تحاول وضع الإسلام دائماً في موضع الاتهام والاستهداف لتأخير وتعطيل حركته الثقافية والحضارية في العالم.
كما ندعو _ في الوقت نفسه _ علماء المسلمين من سنة وشيعة، إلى أن يتصدوا لنوعين من الحملات: الحملات التشويهية التي تنطلق من الخارج، والحملات التشويهية التي تنطلق من الداخل من خلال الخرافة التي تزحف على ديننا ومفاهيمنا، ومن خلال العقلية المتخلفة التي تجتذب المزيد من التكفيريين والتضليليين هنا وهناك.
إننا جميعاً مسؤولون عن حماية الإسلام وتأصيل مفاهيمه وصون الوحدة الإسلامية التي من خلالها نستطيع مواجهة العالم كله، وبدونها نظل مزقاً متناثرة يلعب بنا اللاعبون ويعبث بنا العابثون.