استشارة..
لقد ابتلانا تعالى بقلة الرّزق وبالضيق في أمورنا، وأنا مازلت صبورة، لكن زوجي دائم التأفّف والاعتراض، فما هي نصيحتكم؟
وجواب..
على الإنسان المؤمن أن يصبر عند البلاء، ولا يعتبر أنّ الله تعالى بعيد عنه لا يجيبه، أو أن يؤثّر ذلك في إيمانه والتزامه، وإلا كان إيمانه بالله حاصلاً مادام رزقه يأتيه {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ}. والرزق لا يختصّ بالمؤمن، بحيث يعبّر قلّته عن عدم الإيمان: {كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا}، والأنبياء كانوا مبتلين بالفقر "الفقر شعار الأنبياء"، وعندما عرض على النبيّ (ص) الملك والرّزق قال: "أكون عبداً أجوع يوماً وأشبع يوماً، فإذا جعت صبرت، وإذا شبعت شكرت"، وكان (ص) يقول: "اللّهمّ أحيني مسكيناً، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين".
ومع ذلك، فالمؤمن يدعو ربّه بالرّزق والعافية من البلاء، والله مجيب الدّعاء، ولكن على الإنسان أن يستمرّ في الثقة بالله تعالى وحسن الظنّ به، ولا ييأس من إجابة الدّعاء ولو أبطأت عنه، وأن يزيد البلاء في صبره وإيمانه، وهذا مدعاة للفرج: {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}، وإننا نقدّر صبرك وإيمانك ووعيك، وندعوك وزوجك للاستمرار بذلك.
***
مرسل الاستشارة: ................
نوعها: اجتماعيّة.
المجيب عنها: العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) – استفتاءات، أخلاق.