اختيار شريك الحياة بين رغبة الشباب ورأي الأهل

اختيار شريك الحياة بين رغبة الشباب ورأي الأهل

استشارة..
لماذا تعاني الفتاة في المجتمع العربي صعوبة اختيار شريك حياتها بنفسها؟ ولماذا لا يصبح القرار قرارها، بدل من أن يعود القرار الأول والأخير إلى أبيها وأخوتها؟

هناك فتاة تقدَّم لخطبتها شاب فيه جميع المواصفات المطلوبة، من دين وخلق، ولكن أهلها رفضوه، بحجة نسبه وظروف عائلته، على الرغم من أنها ترغب بالارتباط به. فهل من الإنصاف أن يتحمَّل الشّاب مسؤولية أخطاء أبيه، ويحرم من الزواج بسبب خطأ لم يقدم عليه؟

استشرنا أحد رجال الدين في المنطقة الَّتي نعيش فيها، ولكن، للأسف، لم يبادر لمعالجة المشكلة. كيف نقنع أهل الفتاة بالشّاب، في ظلّ رفضهم الشديد له، وتمسّك الطرفين ببعضهما البعض؟

وجواب..
يُعتبر اختيار الشَّريك من الاستحقاقات المهمَّة في حياة الشّاب والفتاة على السواء، حيث سيعاني كلٌّ منهما خلال بحثه عن شريك حياته، صعوبة توافر الصفات التي يطلبها، والَّتي قد تكون غريبة في بعض الأحيان ومثالية وقليلة الوجود، إضافةً إلى كيفيَّة البحث عن الشَّريك والتَّخاطب معه، ولا سيَّما مع قلَّة التجربة، ووجود تقاليد وأعراف تفرض على الشَّباب سلوكاً معيَّناً في هذه الأمور. وعلى الرغم من كثرة فرص التَّعارف بين الشباب والفتيات، ووضوح بعض صفات كل منهما في الآخر في فترة الصداقة أو الزمالة في العمل والدراسة، فإنَّ ذلك غالباً ما يكون سطحياً.

لذا، لا غنى لكل منهما عن الاستعانة بالأهل كي يقوموا بدور فاعل في التعرف إلى الشاب أو الفتاة، وبخاصة دور النساء من الأهل في السؤال والتقصي عن هذه الفتاة وأهلها، أو عن ذلك الشاب وأهله، إذ تختلف نظرة الأهل المحايدة إلى الآخر، من موقع خبرتهم بالحياة، عن نظرة ابنهم أو ابنتهم، اللذين قد يتأثران بأمور عاطفيَّة انفعاليَّة، ولا سيَّما الفتاة، فإنها رغم معرفتها السابقة بالشاب الذي قد يتقدم لخطبها، وربما اطلاعها على أحواله، فإنه لا غنى لها عن الاستعانة بأهلها، ولا سيَّما الرجال منهم، كأخيها ووالدها، كي يتقصّوا عنه وعن أهله، بطرق قد لا تكون متاحة لها، ويقابلوه ويتحدثوا إليه ويجالسوه ويرافقوه عدة مرات، ليكونوا قادرين على تقييمه وأخذ فكره واضحة عن شخصيته، وعن مدى صلاحيته وأهليته ليكون زوجاً جيداً ومناسباً لأختهم أو ابنتهم.

وكأنَّ الشَّريعة حين استحبَّت للفتاة البكر الرشيدة أن تستأذن والدها أو جدها لأبيها في أمر زواجها وتستشيرهم، أرادت أن تحفظ الفتاة من اتخاذ قرار متسرع وغير مدروس، فأهلها هم ملجأها إذا اختلفت مع زوجها أو طلقها، فإذا تزوَّجت دون رضاهم، لن تجد من تلجأ إليه أو يناصرها في خلافها معه، وبخاصة مع استقواء الزوج عليها، مستغلاً خلافها مع أهلها أو عزوفهم عن مناصرتها.

كما أن الشريعة تريد للفتاة أن تخرج من منزل أهلها عزيزة مكرمة، وهو ما يعزز مكانتها عند زوجها وأهله، ولكنها لا تقبل بأن يستبدَّ الوالد من خلال هذه الصلاحية بابنته، ويكون عقبة أمام سعادتها، وذلك إذا كان اعتراضه على الشاب نابعاً من أسباب غير وجيهة ولا مقبولة شرعاً، مثل كونه من عائلة أو مسلماً من مذهب آخر، أو لأنَّه ليس في مستواهم من الغنى أو الجاه.

وعلى الرغم من أنه يجوز للفتاة أن تصر على موقفها، وتتزوج من دون رضا وليها، فإننا ننصحها بعدم فعل ذلك، تداركاً للسلبيات التي ذكرناها. وحين تتعسّر الأمور، فلتستعن ببعض العلماء أو الوجهاء من أهل بلدتها وأقاربها، لإصلاح الأمور والتوسط عند الأهل.

***
مرسل الاستشارة: ....
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
 التاريخ: 21 نيسان 2013م.
نوع الاستشارة: اجتماعية.

استشارة..
لماذا تعاني الفتاة في المجتمع العربي صعوبة اختيار شريك حياتها بنفسها؟ ولماذا لا يصبح القرار قرارها، بدل من أن يعود القرار الأول والأخير إلى أبيها وأخوتها؟

هناك فتاة تقدَّم لخطبتها شاب فيه جميع المواصفات المطلوبة، من دين وخلق، ولكن أهلها رفضوه، بحجة نسبه وظروف عائلته، على الرغم من أنها ترغب بالارتباط به. فهل من الإنصاف أن يتحمَّل الشّاب مسؤولية أخطاء أبيه، ويحرم من الزواج بسبب خطأ لم يقدم عليه؟

استشرنا أحد رجال الدين في المنطقة الَّتي نعيش فيها، ولكن، للأسف، لم يبادر لمعالجة المشكلة. كيف نقنع أهل الفتاة بالشّاب، في ظلّ رفضهم الشديد له، وتمسّك الطرفين ببعضهما البعض؟

وجواب..
يُعتبر اختيار الشَّريك من الاستحقاقات المهمَّة في حياة الشّاب والفتاة على السواء، حيث سيعاني كلٌّ منهما خلال بحثه عن شريك حياته، صعوبة توافر الصفات التي يطلبها، والَّتي قد تكون غريبة في بعض الأحيان ومثالية وقليلة الوجود، إضافةً إلى كيفيَّة البحث عن الشَّريك والتَّخاطب معه، ولا سيَّما مع قلَّة التجربة، ووجود تقاليد وأعراف تفرض على الشَّباب سلوكاً معيَّناً في هذه الأمور. وعلى الرغم من كثرة فرص التَّعارف بين الشباب والفتيات، ووضوح بعض صفات كل منهما في الآخر في فترة الصداقة أو الزمالة في العمل والدراسة، فإنَّ ذلك غالباً ما يكون سطحياً.

لذا، لا غنى لكل منهما عن الاستعانة بالأهل كي يقوموا بدور فاعل في التعرف إلى الشاب أو الفتاة، وبخاصة دور النساء من الأهل في السؤال والتقصي عن هذه الفتاة وأهلها، أو عن ذلك الشاب وأهله، إذ تختلف نظرة الأهل المحايدة إلى الآخر، من موقع خبرتهم بالحياة، عن نظرة ابنهم أو ابنتهم، اللذين قد يتأثران بأمور عاطفيَّة انفعاليَّة، ولا سيَّما الفتاة، فإنها رغم معرفتها السابقة بالشاب الذي قد يتقدم لخطبها، وربما اطلاعها على أحواله، فإنه لا غنى لها عن الاستعانة بأهلها، ولا سيَّما الرجال منهم، كأخيها ووالدها، كي يتقصّوا عنه وعن أهله، بطرق قد لا تكون متاحة لها، ويقابلوه ويتحدثوا إليه ويجالسوه ويرافقوه عدة مرات، ليكونوا قادرين على تقييمه وأخذ فكره واضحة عن شخصيته، وعن مدى صلاحيته وأهليته ليكون زوجاً جيداً ومناسباً لأختهم أو ابنتهم.

وكأنَّ الشَّريعة حين استحبَّت للفتاة البكر الرشيدة أن تستأذن والدها أو جدها لأبيها في أمر زواجها وتستشيرهم، أرادت أن تحفظ الفتاة من اتخاذ قرار متسرع وغير مدروس، فأهلها هم ملجأها إذا اختلفت مع زوجها أو طلقها، فإذا تزوَّجت دون رضاهم، لن تجد من تلجأ إليه أو يناصرها في خلافها معه، وبخاصة مع استقواء الزوج عليها، مستغلاً خلافها مع أهلها أو عزوفهم عن مناصرتها.

كما أن الشريعة تريد للفتاة أن تخرج من منزل أهلها عزيزة مكرمة، وهو ما يعزز مكانتها عند زوجها وأهله، ولكنها لا تقبل بأن يستبدَّ الوالد من خلال هذه الصلاحية بابنته، ويكون عقبة أمام سعادتها، وذلك إذا كان اعتراضه على الشاب نابعاً من أسباب غير وجيهة ولا مقبولة شرعاً، مثل كونه من عائلة أو مسلماً من مذهب آخر، أو لأنَّه ليس في مستواهم من الغنى أو الجاه.

وعلى الرغم من أنه يجوز للفتاة أن تصر على موقفها، وتتزوج من دون رضا وليها، فإننا ننصحها بعدم فعل ذلك، تداركاً للسلبيات التي ذكرناها. وحين تتعسّر الأمور، فلتستعن ببعض العلماء أو الوجهاء من أهل بلدتها وأقاربها، لإصلاح الأمور والتوسط عند الأهل.

***
مرسل الاستشارة: ....
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
 التاريخ: 21 نيسان 2013م.
نوع الاستشارة: اجتماعية.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية