سيرة الشيخ الطوسي

سيرة الشيخ الطوسي

الشيخ أبو جعفر الطوسي، الملقّب بشيخ الطائفة، هو من ألمع العلماء وأرفعهم شأناً، وله مؤلّفات متنوّعة في شتّى العلوم، وهو شخصيّة علميّة فذّة ملأت الدّنيا وشغلت النّاس إلى اليوم.

وُلِدَ الشيخ الطوسي سنة 385 هجريّة في شهر رمضان، في خراسان في ناحية طوس، ونشأ فيها وترعرع بين أهلها إلى أن بلغ الثالثة والعشرين من عمره. عندها، عزم على الهجرة إلى العراق، فنزل في العاصمة بغداد العام 408 هجرية، وبقي مقيماً في العراق إلى آخر عمره، حيث لعب دوراً نشيطاً في الحياة الفكريّة العامّة، وقام بتأسيس الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، وتوفي هناك سنة 460 هجرية، وله قبرٌ معروف.

مدينة "طوس"، باختصار، هي من المراكز العلميّة المهمّة في العالم الإسلامي، وفيها مرقد الإمام علي بن موسى الرّضا(ع). نبغ فيها الكثير من العلماء من القاصدين لها والمتولّدين فيها، منهم على سبيل المثال لا الحصر: "الفيلسوف الغزالي"، و"الشيخ بهاء الدين العاملي"، و"الشيخ الطبرسي"، و"الشيخ الحرّ العاملي"، صاحب "وسائل الشيعة"، و"الزمخشري"، وغيرهم الكثير...

درس الطوسي في طوس علوم اللّغة والأدب والفقه والحديث وعلم الكلام. وبعدها، هاجر إلى العراق، الّتي كانت مقصداً لطلاب العلم والمعرفة. وفي بغداد؛ مدينة الثّقافة الإسلاميّة ومختلف فنونها، كان أستاذه الكبير الشيخ المفيد متربّعاً على كرسي الزعامة الدينيّة والفكريّة، فدرس لديه خمس سنوات، ونهل من معينه العلمي، وحظي بمكانة خاصّة في درسه، وكان عالماً منفتحاً محبّاً للعلم، يأخذه بغضّ النظر عن مصدره، وهذا ما توضحه سيرته، لجهة تتلمذه على شيوخٍ وأساتذة ينتمون إلى مختلف المذاهب، من زيديّة وإماميّة وسنيّة، وهذا ما أعطى شخصيّته العلميّة بعداً غنيّاً وموضوعيّاً وموسوعيّاً، وساعده في كلّ ذلك، ميزته في حبّ التحرّي والبحث والاستقصاء العلمي على الدّوام، دون كلل أو ملل، وهذا ما انعكس على آرائه ومناقشاته العلميّة المتنوّعة.

بدأ بالتأليف في سنّ مبكرة، حيث شرع في شرح كتاب أستاذه الشيخ المفيد "المقنعة"، وسمّى كتابه "تهذيب الأحكام"، وضمّنه الأدلّة الفقهيّة والأحاديث، وردّ على الشبهات العقيديّة بشكل أصبح كتابه "التهذيب" أحد الكتب الأربعة المشهورة عند الشيعة، إلى جانب "الاستبصار"، و"الكافي"، و"من لا يحضره الفقيه". وبعد وفاة الشيخ المفيد، انتهت الزعامة الدينية والفكرية إلى السيد الشريف المرتضى علم الهدى (335هـ ـ 436هـ)، وكان للمرتضى مجلس علم ومناظرة وحوار، شارك الشيخ الطوسي فيه بقوّة، وهو ما منحه الكثير من التفنّن والإبداع والمهارة. وفي هذا الوقت، بدأ بتأليف كتاب يلخّص فيه كتاب "الشافي"، لأستاذه المرتضى، كما ألّف كتاباً آخر سماه "الفهرست".

ولعلّ معارضة الشيخ الطوسي لآراء أستاذه الشريف المرتضى في بعض المسائل، مثل "حجية خبر الواحد"، و"الإجماع"، تدلّ، وبشكل واضح، على مدى تعمّق الشيخ الطوسي وطول باعه في علمي الأصول والكلام، وهو ما يشير إشارة واضحة إلى الحريّة التي كانت تسود الأجواء العلميّة، والتي تبيح عرض مختلف الآراء ومناقشتها مناقشة علمية هادئة.

إنّ المؤهّلات الذاتيّة التي امتلكها الشيخ الطوسي؛ من ذكاء، وفطنة، وقوّة حافظة، وسرعة بديهة، وتوقّد ذهن، وحضور عقليّ عالٍ، وغير ذلك من العناصر، كانت مساعداً له في رحلته العلميّة والإنتاجيّة المديدة.

وساعده أيضاً كثرة الأساتذة الّذين أخذ العلم عنهم، وتوفُّر المكتبات ودور العلم الزّاخرة بجميع المصنّفات العلميّة النفيسة، وفي مختلف الفنون والعلوم والآداب.. أضف إلى ذلك، الجوّ الفكريّ والعلميّ المنفتح الذي ميّز عصر الشيخ الطوسي، حيث كانت بغداد مقصداً لرجال الفكر والعلم، ومركزاً للحضارة الإسلاميّة العظيمة، والتي خرّجت نوابغ من الفقهاء والمجتهدين.

كان عصر الشيخ الطوسي حافلاً بالأحداث السياسية والدينية، فقد فرّ كغيره من العلماء الفلاسفة من إقليم خراسان، نتيجة الاضطهاد الديني والسياسي الذي فرضه السلطان محمود الغزنوي، وجاء كغيره إلى بغداد، التي لم تكن بأحسن حال أيام المتوكل العباسي، بعدما حكم البويهيّون الذين أرادوا تثبيت دعائم الحكم، وإعادة الهيبة إلى الدولة، عبر ممارسة سياسة التقارب مع جميع الاتجاهات الدينيّة والفكريّة والسياسيّة، فنجحوا في ذلك.

وبعد مغادرته بغداد، توجّه صوب مدينة النجف الأشرف، ودخلها في العام 448 هجرية، حيث جعل من حياته العلمية حياة ملؤها النشاط والعطاء، وأنشأ مدرسة علميّة كبرى في النجف، مستفيداً من موهبته وتجربته العلمية الضّخمة، ومستغلاً الجوّ الهادئ الذي كانت تنعم به هذه المدينة، بسبب بعدها عن مسارح الأحداث والتيارات السياسية المتصارعة. وظلّ الشيخ الطوسي ملازماً التدريس حتى آخر عمره الشريف.

وقد أثنى على الشيخ الطوسي كلّ العلماء من المذاهب والاتجاهات كافّة، إذ كان شخصية علمية فذّة، تستقطب ثناء أهل العلم واحترامهم وتقديرهم، وقالوا في حقّه الكثير من الإشادات، ونوّهوا بفضله وعلمه، فالعلامة الحلّي يصفه بأنّه: "شيخ الإمامية، ورئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة، عين، صدوق، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأصول والكلام والأدب"...

أمّا السيّد بحر العلوم في "الفوائد الرجاليّة"، فيقول عنه: "شيخ الطائفة المحقّة، ورافع أعلام الشريعة الحقّة، محقِّق الأصول والفروع، ومهذّب فنون المعقول والمسموع، شيخ الطائفة على الإطلاق، ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق، صنّف في جميع علوم الإسلام، وكان القدوة في كلّ ذلك".

ومن علماء السنّة الذين تكلّموا عنه: ابن كثير، الّذي يصفه بأنّه فقيه الشيعة، وابن الجوزي الّذي ينعته بعبارة "متكلِّم الشيعة"، ناهيك بكبار الأعلام من أهل السنّة، كابن الأثير، وابن حجر العسقلاني، والسبكي، وغيرهم.

وطبيعي أن يكون للشيخ الطوسي تلامذة كثيرون استفادوا من علمه الغزير، واجتمعوا عليه ينهلون منه. وقد ذكر الشيخ "آغا برزك الطهراني" في مقدّمة "التبيان"، وكذلك، السيد محمد صادق بحر العلوم في مقدّمة "رجال الطوسي" و"آمالي الشّيخ الطّوسي"، قائمة بأسماء تلامذة الشيخ الطوسي الّذين بلغوا العشرات، ومنهم المشاهير الذين ذُكِروا في كتُب التراجم، وغيرهم من الأسماء، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: "الشيخ النسفي"، و"الشيخ أبوبكر النيسابوري"، والشيخ ابن بابويه القمي"، و"الشيخ أبو صلاح الحلبي"، و"الشيخ موفق الدين البكرآبادي الجرجاني"، و"الشيخ ابن البرّاج"، و"الشيخ هبة الله الطرابليسي"، وغيرهم الكثير ممن أفادوا من علم الشيخ الطوسي، وتابعوا المسيرة العلميّة بكلّ قوّة.

وللشيخ الطوسي عشرات المؤلّفات القيّمة، والّتي تركت أثراً كبيراً في المسيرة العلميّة، وشكّلت محطّاتٍ بارزة نهل منها العلماء، وأخذوا منها مادّتهم، وكتبوا كتبهم. وقد بلغ تعداد الكتب التي ذكرها الباحثون، سبعة وأربعين مؤلّفاً في مختلف الفنون والعلوم والآداب، فقد كتب في علوم كثيرة، منها الفقه والأصول والتّفسير والحديث والرّجال. ومن هذه الكتب: "كتاب الرّجال"، و"الاستبصار"، وهو أحد الكتب المهمّة عند الشيعة الإماميّة، و"أصول العقائد"، وهو كتاب كبير ومهمّ في التّوحيد والعدل، و"الآمالي" في الحديث، و"الإيجاز في الفرائض"، "التّبيان في تفسير القرآن"، "تمهيد الأصول"، و"تهذيب الأحكام"، "تلخيص الشّافي"، "المبسوط" في الفقه، وغير ذلك الكثير.

توفي الشيخ الطوسي على بعض الرّوايات، في العام 460هــ، في النّجف الأشرف، ودفن فيها بعد أن ترك في سماء العلم والاجتهاد أثراً لا يزال باقياً إلى اليوم.

هكذا، عرضنا ما تيسّر لنا من بعض الإضاءات على مسيرة عالمٍ وشخصيّة كبيرة في التاريخ الإسلامي، شغلت الدنيا بعطاءاتها وإسهاماتها الفكريّة والإنسانيّة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

الشيخ أبو جعفر الطوسي، الملقّب بشيخ الطائفة، هو من ألمع العلماء وأرفعهم شأناً، وله مؤلّفات متنوّعة في شتّى العلوم، وهو شخصيّة علميّة فذّة ملأت الدّنيا وشغلت النّاس إلى اليوم.

وُلِدَ الشيخ الطوسي سنة 385 هجريّة في شهر رمضان، في خراسان في ناحية طوس، ونشأ فيها وترعرع بين أهلها إلى أن بلغ الثالثة والعشرين من عمره. عندها، عزم على الهجرة إلى العراق، فنزل في العاصمة بغداد العام 408 هجرية، وبقي مقيماً في العراق إلى آخر عمره، حيث لعب دوراً نشيطاً في الحياة الفكريّة العامّة، وقام بتأسيس الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، وتوفي هناك سنة 460 هجرية، وله قبرٌ معروف.

مدينة "طوس"، باختصار، هي من المراكز العلميّة المهمّة في العالم الإسلامي، وفيها مرقد الإمام علي بن موسى الرّضا(ع). نبغ فيها الكثير من العلماء من القاصدين لها والمتولّدين فيها، منهم على سبيل المثال لا الحصر: "الفيلسوف الغزالي"، و"الشيخ بهاء الدين العاملي"، و"الشيخ الطبرسي"، و"الشيخ الحرّ العاملي"، صاحب "وسائل الشيعة"، و"الزمخشري"، وغيرهم الكثير...

درس الطوسي في طوس علوم اللّغة والأدب والفقه والحديث وعلم الكلام. وبعدها، هاجر إلى العراق، الّتي كانت مقصداً لطلاب العلم والمعرفة. وفي بغداد؛ مدينة الثّقافة الإسلاميّة ومختلف فنونها، كان أستاذه الكبير الشيخ المفيد متربّعاً على كرسي الزعامة الدينيّة والفكريّة، فدرس لديه خمس سنوات، ونهل من معينه العلمي، وحظي بمكانة خاصّة في درسه، وكان عالماً منفتحاً محبّاً للعلم، يأخذه بغضّ النظر عن مصدره، وهذا ما توضحه سيرته، لجهة تتلمذه على شيوخٍ وأساتذة ينتمون إلى مختلف المذاهب، من زيديّة وإماميّة وسنيّة، وهذا ما أعطى شخصيّته العلميّة بعداً غنيّاً وموضوعيّاً وموسوعيّاً، وساعده في كلّ ذلك، ميزته في حبّ التحرّي والبحث والاستقصاء العلمي على الدّوام، دون كلل أو ملل، وهذا ما انعكس على آرائه ومناقشاته العلميّة المتنوّعة.

بدأ بالتأليف في سنّ مبكرة، حيث شرع في شرح كتاب أستاذه الشيخ المفيد "المقنعة"، وسمّى كتابه "تهذيب الأحكام"، وضمّنه الأدلّة الفقهيّة والأحاديث، وردّ على الشبهات العقيديّة بشكل أصبح كتابه "التهذيب" أحد الكتب الأربعة المشهورة عند الشيعة، إلى جانب "الاستبصار"، و"الكافي"، و"من لا يحضره الفقيه". وبعد وفاة الشيخ المفيد، انتهت الزعامة الدينية والفكرية إلى السيد الشريف المرتضى علم الهدى (335هـ ـ 436هـ)، وكان للمرتضى مجلس علم ومناظرة وحوار، شارك الشيخ الطوسي فيه بقوّة، وهو ما منحه الكثير من التفنّن والإبداع والمهارة. وفي هذا الوقت، بدأ بتأليف كتاب يلخّص فيه كتاب "الشافي"، لأستاذه المرتضى، كما ألّف كتاباً آخر سماه "الفهرست".

ولعلّ معارضة الشيخ الطوسي لآراء أستاذه الشريف المرتضى في بعض المسائل، مثل "حجية خبر الواحد"، و"الإجماع"، تدلّ، وبشكل واضح، على مدى تعمّق الشيخ الطوسي وطول باعه في علمي الأصول والكلام، وهو ما يشير إشارة واضحة إلى الحريّة التي كانت تسود الأجواء العلميّة، والتي تبيح عرض مختلف الآراء ومناقشتها مناقشة علمية هادئة.

إنّ المؤهّلات الذاتيّة التي امتلكها الشيخ الطوسي؛ من ذكاء، وفطنة، وقوّة حافظة، وسرعة بديهة، وتوقّد ذهن، وحضور عقليّ عالٍ، وغير ذلك من العناصر، كانت مساعداً له في رحلته العلميّة والإنتاجيّة المديدة.

وساعده أيضاً كثرة الأساتذة الّذين أخذ العلم عنهم، وتوفُّر المكتبات ودور العلم الزّاخرة بجميع المصنّفات العلميّة النفيسة، وفي مختلف الفنون والعلوم والآداب.. أضف إلى ذلك، الجوّ الفكريّ والعلميّ المنفتح الذي ميّز عصر الشيخ الطوسي، حيث كانت بغداد مقصداً لرجال الفكر والعلم، ومركزاً للحضارة الإسلاميّة العظيمة، والتي خرّجت نوابغ من الفقهاء والمجتهدين.

كان عصر الشيخ الطوسي حافلاً بالأحداث السياسية والدينية، فقد فرّ كغيره من العلماء الفلاسفة من إقليم خراسان، نتيجة الاضطهاد الديني والسياسي الذي فرضه السلطان محمود الغزنوي، وجاء كغيره إلى بغداد، التي لم تكن بأحسن حال أيام المتوكل العباسي، بعدما حكم البويهيّون الذين أرادوا تثبيت دعائم الحكم، وإعادة الهيبة إلى الدولة، عبر ممارسة سياسة التقارب مع جميع الاتجاهات الدينيّة والفكريّة والسياسيّة، فنجحوا في ذلك.

وبعد مغادرته بغداد، توجّه صوب مدينة النجف الأشرف، ودخلها في العام 448 هجرية، حيث جعل من حياته العلمية حياة ملؤها النشاط والعطاء، وأنشأ مدرسة علميّة كبرى في النجف، مستفيداً من موهبته وتجربته العلمية الضّخمة، ومستغلاً الجوّ الهادئ الذي كانت تنعم به هذه المدينة، بسبب بعدها عن مسارح الأحداث والتيارات السياسية المتصارعة. وظلّ الشيخ الطوسي ملازماً التدريس حتى آخر عمره الشريف.

وقد أثنى على الشيخ الطوسي كلّ العلماء من المذاهب والاتجاهات كافّة، إذ كان شخصية علمية فذّة، تستقطب ثناء أهل العلم واحترامهم وتقديرهم، وقالوا في حقّه الكثير من الإشادات، ونوّهوا بفضله وعلمه، فالعلامة الحلّي يصفه بأنّه: "شيخ الإمامية، ورئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة، عين، صدوق، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأصول والكلام والأدب"...

أمّا السيّد بحر العلوم في "الفوائد الرجاليّة"، فيقول عنه: "شيخ الطائفة المحقّة، ورافع أعلام الشريعة الحقّة، محقِّق الأصول والفروع، ومهذّب فنون المعقول والمسموع، شيخ الطائفة على الإطلاق، ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق، صنّف في جميع علوم الإسلام، وكان القدوة في كلّ ذلك".

ومن علماء السنّة الذين تكلّموا عنه: ابن كثير، الّذي يصفه بأنّه فقيه الشيعة، وابن الجوزي الّذي ينعته بعبارة "متكلِّم الشيعة"، ناهيك بكبار الأعلام من أهل السنّة، كابن الأثير، وابن حجر العسقلاني، والسبكي، وغيرهم.

وطبيعي أن يكون للشيخ الطوسي تلامذة كثيرون استفادوا من علمه الغزير، واجتمعوا عليه ينهلون منه. وقد ذكر الشيخ "آغا برزك الطهراني" في مقدّمة "التبيان"، وكذلك، السيد محمد صادق بحر العلوم في مقدّمة "رجال الطوسي" و"آمالي الشّيخ الطّوسي"، قائمة بأسماء تلامذة الشيخ الطوسي الّذين بلغوا العشرات، ومنهم المشاهير الذين ذُكِروا في كتُب التراجم، وغيرهم من الأسماء، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: "الشيخ النسفي"، و"الشيخ أبوبكر النيسابوري"، والشيخ ابن بابويه القمي"، و"الشيخ أبو صلاح الحلبي"، و"الشيخ موفق الدين البكرآبادي الجرجاني"، و"الشيخ ابن البرّاج"، و"الشيخ هبة الله الطرابليسي"، وغيرهم الكثير ممن أفادوا من علم الشيخ الطوسي، وتابعوا المسيرة العلميّة بكلّ قوّة.

وللشيخ الطوسي عشرات المؤلّفات القيّمة، والّتي تركت أثراً كبيراً في المسيرة العلميّة، وشكّلت محطّاتٍ بارزة نهل منها العلماء، وأخذوا منها مادّتهم، وكتبوا كتبهم. وقد بلغ تعداد الكتب التي ذكرها الباحثون، سبعة وأربعين مؤلّفاً في مختلف الفنون والعلوم والآداب، فقد كتب في علوم كثيرة، منها الفقه والأصول والتّفسير والحديث والرّجال. ومن هذه الكتب: "كتاب الرّجال"، و"الاستبصار"، وهو أحد الكتب المهمّة عند الشيعة الإماميّة، و"أصول العقائد"، وهو كتاب كبير ومهمّ في التّوحيد والعدل، و"الآمالي" في الحديث، و"الإيجاز في الفرائض"، "التّبيان في تفسير القرآن"، "تمهيد الأصول"، و"تهذيب الأحكام"، "تلخيص الشّافي"، "المبسوط" في الفقه، وغير ذلك الكثير.

توفي الشيخ الطوسي على بعض الرّوايات، في العام 460هــ، في النّجف الأشرف، ودفن فيها بعد أن ترك في سماء العلم والاجتهاد أثراً لا يزال باقياً إلى اليوم.

هكذا، عرضنا ما تيسّر لنا من بعض الإضاءات على مسيرة عالمٍ وشخصيّة كبيرة في التاريخ الإسلامي، شغلت الدنيا بعطاءاتها وإسهاماتها الفكريّة والإنسانيّة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية