الشَّهيد محمَّد باقر الصَّدر: مواجهةُ الفكرِ الماركسيِّ بالفكرِ الإسلاميِّ العميق

الشَّهيد محمَّد باقر الصَّدر: مواجهةُ الفكرِ الماركسيِّ بالفكرِ الإسلاميِّ العميق

قليلون هم الأشخاص الّذين يمثّل مرورهم في الحياة نقلةً جديدة في مجتمعهم أو أُمَّتهم، من خلال ما يقدّمونه من عطاء على مستوى الفكر والتربية والمعاناة، أو من خلال ما يرسمونه من خطوط عمليَّة في طريق الهدف. وهؤلاء يستمرّون في الحياة بعد موتهم، من خلال استمرار حركة العطاء وحركة الخطّ من بعدهم. ولعلَّ من أبرز هؤلاء في مرحلتنا هذه، شهيد الإسلام، آية الله المفكّر الإسلاميّ الكبير السيِّد محمَّد باقر الصَّدر.
ونحن هنا، في محاولة لتقييم الدَّور الَّذي قام به في حياته القصيرة، من خلال الخطوات العمليَّة التي سارت حياته معها، وذلك في نقاط عدّة، [منها]:
مقارعته الفكر الماركسيّ بفكرٍ إسلاميّ عميق. فقد واجه الفكر الماركسيّ من موقع الفكر الإسلاميّ العميق الممتدَّ، بعد أنْ كانت الأساليب السياسيَّة التقليديَّة في وسائل الإعلام، تتَّخذ الوجه السطحيَّ الَّذي يعتمد على التَّشهير، ما كان يوحي إلى الفئات الأخرى بالاحترام للماركسيَّة، بمقدار ما تمثّل أساليب نقدها من سطحيَّة وابتذال..
وقد استطاع الشَّهيد أن يحقِّق في هذا الاتجاه نتائج عدَّة:
أ ـ الإيحاء بأنَّ الإسلام أمين على فكر خصومه الفكريّين، فيعمل على أن ينقل وجهة نظرهم كاملة غير منقوصة، من موقع أمانة الفكر، والشّعور بالقوّة أمام الفكر المضادّ.
ب ـ الإيحاء بأنَّ الإسلام يملك الفكر الفلسفيّ والاقتصاديّ الَّذي يستطيع من خلاله أن يواجه أفكار الآخرين من موقع الحوار الفكريّ، لا من موقع الشعارات العاطفية البرّاقة.
ج ـ تأكيد الموقع الإسلاميّ المتميِّز المستقلّ في مواجهته لمشاكل الحياة بحلول واقعيَّة عمليّة أصيلة، ولذلك كان نقد الماركسيَّة لا يمثِّل تأييداً للرأسماليَّة، بل كان يثير نقاط الضّعف هنا بالقوَّة نفسها الَّتي يثير بها نقاط الضعف هناك، من أجل إيضاح الحلّ الإسلاميّ الأفضل، وبذلك ابتعد عن الوقوع في حبائل الأساليب الَّتي تعتمدها المخابرات المركزية الأميركيَّة، من توظيف نقد الماركسية إلى دعم للرَّأسماليَّة، كونها تمثّل النظام الحرّ.
د ـ توجيه الأبحاث الإسلاميَّة للسَّير في هذا الاتجاه، بعيداً من الأساليب الانفعاليَّة السَّاذجة. ولهذا رأينا كيف انطلقت الدّراسات اللاحقة لتجعل من كتبه في الفلسفة والاقتصاد مصادر أساسيَّة لأفكارها وطروحاتها الفكريَّة.
وقد حدَّثنا بعض الثّقاة عن الفيلسوف الفرنسيّ روجيه غارودي، إعجابه بكتاب «فلسفتنا»، عندما أطلعه عليه أحد أصدقائه، نظراً إلى ما يتميّز به من عمق وأصالة، وعن الدكتور زكي نجيب محمود الَّذي أبدى اهتمامه وإعجابه بكتب الشَّهيد، ولا سيَّما كتاب «الأُسس المنطقيَّة للاستقراء» الَّذي قال عنه: «إنّه من الكتب الَّتي ينبغي أن تترجم إلى اللّغة الانكليزيَّة، لتعرف أوروبا أنَّ لدينا فلاسفة أصيلين يملكون العمق الفلسفيّ في الفكر المستقلّ»..
ولا يزال المثقّفون في سائر أقطار العالم الإسلاميّ يُقبلون على دراسة «فلسفتنا» و«اقتصادنا» و«الأُسس المنطقيَّة للاستقراء»، كمصادر أصيلة للفكر الإسلاميّ الجديد الَّتي لا بديل منها فيما ألّفه المؤلّفون في مواضيعها.
* من كتاب "مع الحكمة في خطّ الإسلام".
قليلون هم الأشخاص الّذين يمثّل مرورهم في الحياة نقلةً جديدة في مجتمعهم أو أُمَّتهم، من خلال ما يقدّمونه من عطاء على مستوى الفكر والتربية والمعاناة، أو من خلال ما يرسمونه من خطوط عمليَّة في طريق الهدف. وهؤلاء يستمرّون في الحياة بعد موتهم، من خلال استمرار حركة العطاء وحركة الخطّ من بعدهم. ولعلَّ من أبرز هؤلاء في مرحلتنا هذه، شهيد الإسلام، آية الله المفكّر الإسلاميّ الكبير السيِّد محمَّد باقر الصَّدر.
ونحن هنا، في محاولة لتقييم الدَّور الَّذي قام به في حياته القصيرة، من خلال الخطوات العمليَّة التي سارت حياته معها، وذلك في نقاط عدّة، [منها]:
مقارعته الفكر الماركسيّ بفكرٍ إسلاميّ عميق. فقد واجه الفكر الماركسيّ من موقع الفكر الإسلاميّ العميق الممتدَّ، بعد أنْ كانت الأساليب السياسيَّة التقليديَّة في وسائل الإعلام، تتَّخذ الوجه السطحيَّ الَّذي يعتمد على التَّشهير، ما كان يوحي إلى الفئات الأخرى بالاحترام للماركسيَّة، بمقدار ما تمثّل أساليب نقدها من سطحيَّة وابتذال..
وقد استطاع الشَّهيد أن يحقِّق في هذا الاتجاه نتائج عدَّة:
أ ـ الإيحاء بأنَّ الإسلام أمين على فكر خصومه الفكريّين، فيعمل على أن ينقل وجهة نظرهم كاملة غير منقوصة، من موقع أمانة الفكر، والشّعور بالقوّة أمام الفكر المضادّ.
ب ـ الإيحاء بأنَّ الإسلام يملك الفكر الفلسفيّ والاقتصاديّ الَّذي يستطيع من خلاله أن يواجه أفكار الآخرين من موقع الحوار الفكريّ، لا من موقع الشعارات العاطفية البرّاقة.
ج ـ تأكيد الموقع الإسلاميّ المتميِّز المستقلّ في مواجهته لمشاكل الحياة بحلول واقعيَّة عمليّة أصيلة، ولذلك كان نقد الماركسيَّة لا يمثِّل تأييداً للرأسماليَّة، بل كان يثير نقاط الضّعف هنا بالقوَّة نفسها الَّتي يثير بها نقاط الضعف هناك، من أجل إيضاح الحلّ الإسلاميّ الأفضل، وبذلك ابتعد عن الوقوع في حبائل الأساليب الَّتي تعتمدها المخابرات المركزية الأميركيَّة، من توظيف نقد الماركسية إلى دعم للرَّأسماليَّة، كونها تمثّل النظام الحرّ.
د ـ توجيه الأبحاث الإسلاميَّة للسَّير في هذا الاتجاه، بعيداً من الأساليب الانفعاليَّة السَّاذجة. ولهذا رأينا كيف انطلقت الدّراسات اللاحقة لتجعل من كتبه في الفلسفة والاقتصاد مصادر أساسيَّة لأفكارها وطروحاتها الفكريَّة.
وقد حدَّثنا بعض الثّقاة عن الفيلسوف الفرنسيّ روجيه غارودي، إعجابه بكتاب «فلسفتنا»، عندما أطلعه عليه أحد أصدقائه، نظراً إلى ما يتميّز به من عمق وأصالة، وعن الدكتور زكي نجيب محمود الَّذي أبدى اهتمامه وإعجابه بكتب الشَّهيد، ولا سيَّما كتاب «الأُسس المنطقيَّة للاستقراء» الَّذي قال عنه: «إنّه من الكتب الَّتي ينبغي أن تترجم إلى اللّغة الانكليزيَّة، لتعرف أوروبا أنَّ لدينا فلاسفة أصيلين يملكون العمق الفلسفيّ في الفكر المستقلّ»..
ولا يزال المثقّفون في سائر أقطار العالم الإسلاميّ يُقبلون على دراسة «فلسفتنا» و«اقتصادنا» و«الأُسس المنطقيَّة للاستقراء»، كمصادر أصيلة للفكر الإسلاميّ الجديد الَّتي لا بديل منها فيما ألّفه المؤلّفون في مواضيعها.
* من كتاب "مع الحكمة في خطّ الإسلام".
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية