التنبّه إلى وسائل الإعلام
هناك بعض الآيات القرآنية التي تتحرك لتوجّه الإنسان المؤمن في كل زمان ومكان، ولا سيما في القضايا الحيوية الخطيرة التي ربما تؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة قد تصنع حرباً، وقد تربك الواقع وتخلق فيه حالة الاهتزاز، وقد تدمّر البيوت أو تدمّر المجتمعات أو تجعل المجتمع المسلم يسقط تحت تأثير الوسائل الخبيثة التي يستخدمها الكافرون والمستكبرون.
لذلك، يؤكّد القرآن الكريم قاعدةً هامة ينبغي على كل مؤمن ومؤمنة أن يحملها وينفذّها في حياته، والآيات التي قرأناها هي من بين الآيات التي تعالج مسألة علاقة الناس ببعضهم البعض، في البيت، في السوق، في النادي، في الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأمني العام، وهي مسألة ما يتداوله الناس من الأخبار التي ينقلها البعض إلى بعض، فنحن نعيش في مجتمع ينقل بعضه إلى بعض الأمور الشخصية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية، وإذا كانت مجتمعاتنا السابقة في الماضي قبل تطوّر الإعلام والأجهزة تقتصر في معرفة ما عند الناس من الأخبار على النقل المباشر، فإن التطورات التي حصلت في العالم طوّرت وسائل الإعلام ونقل الأخبار، من أجهزة إذاعية أو مرئية أو الانترنت الذي أفسح في المجال لنقل أيّ شيء، حقاً كان أو باطلاً.
ومن الطبيعي أن هناك أجهزة مخابراتية تستفيد من هذه الوسائل، فتنقل الأخبار للناس بطريقة علمية بالمستوى الذي توظَّف فيه هذه الأخبار لقضايا سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية، وربما عمدت إلى نشر الإشاعات، وذلك بعد تحويل هذه الأجهزة إلى مصنع للأخبار من أجل أن توظّفها في تحريك الواقع الأمني والسياسي والاقتصادي.
دراسة الخبر وبيانه
فهذه الآية الكريمة تعالج هذه المسألة لتنبّه إلى خطورتها التي تعود بالضرر على الأفراد والجماعات والأمة، يقول الله تعالى: {إن جاءكم فاسق بنبأ ـ من هو الفاسق؟ الفاسق هو الذي تجاوز حدود الله والذي لا يخاف الله في نفسه وفي الناس وفي الحياة، هو الذي يتحرك خلف هواه ويطيع شهوته ومن أجل غرائزه وأغراضه الخاصة، من دون أن يلحظ أية مسؤولية تتصل بحياة الناس وأمنهم واقتصادهم وسياستهم، فإذا جاءكم هذا الفاسق بالنبأ فادرسوا هذا الخبر بوسائلكم الخاصة، اسألوا الثقاة وادرسوا القرائن التي تثبت صدقه، لأن الفاسق قد يكذب وقد يستخدم الخبر بطريقة ضارة، لماذا؟ لأن هذا الفاسق قد يكون كاذباً ويكون الخبر متصلاً بشخص بريء فتؤاخذ البريء بهذا الخبر وتتصرف تصرفاً سلبياً ضده، فتحكم عليه بالسوء أو تقاطعه فتكون قد ظلمته لأنك لم تتوثّق مما نقله إليك هذا الفاسق في حقه ـ أن تصيبوا قوماً بجهالة ـ فتندم على ذلك بعد أن يحمّلك الله مسؤولية ما تصرفت على أساسه وما حكمت به ـ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
وهذه المسألة قد تتحرك بين الأخ وأخيه نتيجة بعض التعقيدات العائلية، وغالباً ما تحدث في الحياة الزوجية بين الزوج وزوجته، فنحن نعرف أن بعض أقرباء الزوجين أو غيرهما قد ينقلون للزوج كلاماً من زوجته لم تقله أو قالته بطريقة أخرى، وقد يُنقل للزوجة كلاماً عن زوجها لم يقله أو قاله بطريقة أخرى، ما قد يؤدي إلى الطلاق أو الشقاق والخلاف وتعقيد الحياة الزوجية، وخصوصاً أن الناس يبادرون في ما يُنقل في الحياة الزوجية من الخيانة من غير أن يسألوا، وهذا ما نلاحظه في المجتمعات العشائرية، فإننا نرى أن البعض يبادرون إلى قتل المرأة لمجرد وجود إشاعة يطلقها إنسان فاسق أو مغرض، تحت عنوان "غسل العار".
في الإسلام هناك قاعدة إسلامية وهي قاعدة حضارية مرتكزة على العدالة وهي أنّ "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، أو كما دعا الإسلام إلى البيّنة والتثبّت مما أطلق من تهم وإشاعات، والنبي(ص) قال: "إنما أقضي بينكم بالأيمان والبيّنات"، يعني بوسائل الإثبات التي تثبت حق هذا وتنفي حق ذاك، فلا يجوز للإنسان أن يعتمد على الإشاعة أو أخبار من لا يوثق بخبره.
وهذه من الأمور التي تتناول القيادات المرجعية، دينية كانت أو سياسية أو اجتماعية، قد يكون لدى أحد نظرة سلبية تجاه هذه المرجعية أو تلك، ولكن لا يجوز أن نحكم عليها من دون إثبات أو دليل، المرجعية ليست فوق ذلك، ولكن علينا أن نثبت ذلك، لنتعوّد أن نحكم بالعدل، الله تعالى يقول: {ولا يجرمنّكم شنآن قوم ـ وهي العداوة أو البغض ـ على أن لا تعدلوا}، فعليك أن تكون عادلاً حتى مع عدوّك.
كثير من الناس قد يتناولون المراجع والعلماء، سواء في الوسط الديني أو غيره، ونحن نقول إن المراجع ليسوا معصومين، ولكن المسألة السياسية تدخّلت في هذا الموضوع لنحكم على هذا أو ذاك بأنه ليس مجتهداً أو ما إلى ذلك. وفي الواقع العام عندما تحصل المعارك السياسية فإن الناس قد تنقل الشيء وضده، من أجل أن يمنعوا الناس عن فلان أو يقرّبوه إلى فلان، فلا بد من وجود ميزان للحكم، حتى في المسائل الأمنية وغيرها من المسائل ففي الأمور الاقتصادية، مثلاً يحاول بعض الناس أن يلعبوا في حركة البورصة والأسهم والميزان التجاري ليدفعوا البعض إلى بيع هذه الأسهم الخاسرة أو شراء الأسهم الرابحة، وهكذا في كل الأمور العامة التي تمس حياة الناس.
هذه الآية الكريمة منهج لنا على أن لا نقبل أي كلام لا يصدر من جهة موثوقة، شخصاً، صحيفة، إذاعة، حزباً، لأن الإنسان مثلما لا يترك في معدته إلا الطعام المغذي لينمو جسدياً، كذلك عليه أن لا يدع في عقله أو قناعاته أيّ فكرة إلا إذا كانت تنفع حياته وفكره وموقعه. وقد نزلت هذه الآية عندما أرسل النبي(ص) الوليد بن عقبة لاستلام زكاة أموال بني المصطلق، ولم يكن هذا الرجل قد عُرف بفسقه بين المسلمين، وكان بين هذا الرجل وبين تلك العشيرة بعض الحساسيات فخاف من أن يذهب إليهم فرجع إلى النبي(ص)، وقال للمسلمين بأن هؤلاء القوم قد تركوا الزكاة وتمردوا على النبي(ص)، وعندما جاء وفد من هذه العشيرة إلى النبي(ص) تبيّن للمسلمين كذب هذا الرجل.
نحن الآن في مرحلة نعيش فيها الكثير من الأوضاع المعقّدة الصعبة، ولا سيما في هذه المعركة السياسية الانتخابية التي تكثر فيها الإشاعات والأخبار الكاذبة والمنازعات، لذلك لتكن هذه الآية الشريفة برنامجكم في ما تأخذون وما تتركون، حتى تسيروا في علاقتكم بالناس ـ في البيت، في النادي، في السوق، في المجتمع، في الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية ـ في خط العدالة، ولتتحمّلوا مسؤوليتكم أمام الله لتملكوا الدفاع عمّا تفعلونه أو تتركونه يوم القيامة: {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها}، {يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله}.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله.. اتقوا الله في كل ما حمّلكم الله مسؤوليته، وتذكّروا قول الله في كل ما تحكمون به وما تأخذون به وما تتصرفون على أساس: {ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً}، سيسأل الله أسماعكم هل سمعت وكيف سمعت؟ وأبصاركم هل أبصرت وكيف أبصرت؟ وعقولكم هل حكمت وعلى أيّ أساس حكمت؟ لأن لكل شيء سؤالاً، وعلى المؤمن أن يجيب عمّا يسأله الله عنه عندما يأتي النداء من الله يوم الحشر: {وقفوهم إنهم مسؤولون}.
في كل الواقع الذي نعيشه لا بد أن يكون لنا علم ما نحن فيه، من الأمور السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، والحياة العائلية والحياة العامة، لذلك لا بد أن يكون للإنسان الوعي ليعرف ما هو فيه، أن لا نستهلك حياتنا ونعيش اللامبالاة ونستمع إلى من لا يملكون الوثاقة والمعرفة فيما يحركونا نحوه، فماذا هناك؟
إذا ما نظرنا إلى العالم العربي والإسلامي، فإننا نواجه الدوّامة التي تعاني منها الشعوب العربية والإسلامية بشكل عام.
فلسطين في دوامة المتاهات الإسرائيلية
ففي فلسطين، لا تزال القضية الفلسطينية تتحرك في دوّامة المتاهات الإسرائيلية تحت حماية الخطة الأمريكية، لأن إسرائيل لا تريد للفلسطينيين دولة مستقلة قابلة للحياة، بل تريدها ـ بفعل الضرورات الدولية المتحركة ـ دولة مؤقتة يحاصرها الجدار، وتجتاحها المستوطنات، ويستنزفها الاقتصاد الصهيوني، وتبقى في دائرة الاهتزاز من خلال النزاعات المتحركة مع إسرائيل على طريقة تعقيدات الحدود، في غياب أية استراتيجية واقعية لحل قضية الصراع مع إسرائيل.
وهذا ما نلاحظ بوادره في اللعبة الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية، فبينما يعود الاقتصاد الإسرائيلي إلى الانتعاش لم يحصل الفلسطينيون على أيّ تقدّم اقتصادي، بعد دمار البنية التحتية الاقتصادية، ولا يزال الأسرى الفلسطينيون قابعين في السجون، وبناء الجدار لم يتوقف، والمستوطنات تتوسع باستمرار، وحق العودة في دائرة الرفض الأمريكي ـ الإسرائيلي، ولم يحصل الفلسطينيون على أيّ نتائج إيجابية لقاء ما قدّموه للإسرائيليين من تنازلات، ولا سيما فيما يتصل بالهدنة التي وافقت عليها الفصائل الفلسطينية مع السلطة.
فمن جهة لا تزال إسرائيل تطالب بنزع سلاح الانتفاضة وتفكيك منظماتها، بما قد يثير الفتنة الداخلية بين أطراف الشعب الفلسطيني، ومن جهة أخرى استأنفت إسرائيل العمل على تجديد القصف الصاروخي على مجاهدي الانتفاضة، واعتقال الشباب باجتياحها أكثر من قرية تحت ذرائع تعسفية. وإذا كانت الانتفاضة قد بدأت بالرد ـ بشكل محدود ـ في قصف المستوطنات، فإن ذلك يعد ردّ فعل طبيعي على الانتهاكات الإسرائيلية.
أمريكا: إسرائيل فوق العالم
أما أمريكا، فإنها تعمل على تجميد الأوضاع مؤقتاً لحماية الأمن الإسرائيلي، من دون أن تجد ضرورة للضغط على حليفتها، لأن سياستها هي الضغط المطلق على الشعب الفلسطيني لحساب إسرائيل، وهذا هو ما ينتظره رئيس السلطة الفلسطينية في لقائه المرتقب مع الرئيس بوش، لأن الرئيس الأمريكي لا يملك ـ أو لا يريد ـ الضغط على حليفه المفضّل شارون.
وهذه هي السياسة الأمريكية التاريخية التي ترى أن إسرائيل هي فوق العالم، حتى أن أمريكا كانت ولا تزال تصنع سياستها في المنطقة على قياس إسرائيل لا على قياس المصالح الأمريكية. وهذا هو ما ينبغي أن يعرفه الفلسطينيون بشكل خاص، فلا يخدعهم المندوبون الأمريكيون في لقاءاتهم، لأن هؤلاء يريدون إبقاء الملهاة في عملية التخدير السياسي.
وهذا ما ينبغي للعرب والمسلمين أن يفهموه، حتى لا يقدّموا في كل يوم تنازلات سياسية ودبلوماسية واقتصادية جديدة لإسرائيل، وهو ما لا يزال يصرّح به وزير خارجية العدو في مستقبل العلاقات العربية ـ الإسرائيلية، التي تمنح إسرائيل انتصاراً كبيراً مجانياً على كل العرب والعروبة التي تتساقط لدى الأنظمة في كل يوم، بفعل الضغط الهائل الذي تعانيه.
العراق: مسؤولية العلماء التصدي للفتنة
وفي العراق الذي لا يزال يُطبق عليه الاحتلال بكل أشكاله وألوانه ووسائله، ولا يزال يضغط على حكومته من أجل تقييد حركتها في التخطيط والقرار، نجد الضحايا من المدنيين الأبرياء تتساقط في كل يوم بالعشرات، وقد تبلغ المئات، بفعل السيارات المفخخة في الشوارع والجامعات والمساجد، أو الإنسان المفخخ، بينما لم يسقط من جنود الاحتلال إلا القليل.
وإذا كانت الأحداث تتحرك في اغتيال بعض أئمة المساجد من السنّة والشيعة، فإننا ندين التصريحات غير المسؤولة التي تركّز على فريق دون فريق من دون تدقيق في التحقيق، ما قد يثير فتنة طائفية مذهبية، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع أن الذين يخططون للفتنة هم ـ في الغالب ـ من النظام القديم الذي يستهدف استقرار العراق كله.
إننا نحمّل الجميع ـ ولا سيما العلماء ـ مسؤولية التصدي لكل محاولات إثارة الفتن المذهبية والطائفية بين أبناء الشعب العراقي، الذي نعرفه عصيّاً على كل المؤامرات والفتن التي أرادت في كل تاريخه النيل من وحدته، ونطالب العلماء بالحفاظ على الموقف الشرعي الإسلامي من خلال تأسيس هيئة للتحقيق بهدف اكتشاف المجرم هنا وهناك، مع التأكيد على أن المسؤولية تتناول الاحتلال الذي صنع هذا المناخ وخطط له، لكي يبقى طويلاً في العراق لخدمة مصالحه، بحجة توفير الأمن للعراقيين، هذا الأمر الذي تحوّل إلى ضدّه.
سياسة الأنظمة والفوضى الأمريكية البنّاءة
وفي أزبكستان يُقصف الشعب، ويسقط مئات الضحايا من دون رحمة، تحت عناوين غير واقعية، مما جعل العالم يطالب بلجنة تحقيق دولية. وفي السودان لا يزال الاهتزاز الأمني والسياسي يواجه هذا البلد الذي وصل أبناؤه إلى دون مستوى الفقر، بفعل الحرب المدمِّرة والسياسات الدولية التي لا تريد لهذا البلد الاستقرار. وفي مصر نجد الاعتقالات المتنوّعة للمعارضة الإسلامية والقومية والوطنية، بالطريقة التي لا تخدم عملية الإصلاح، ولا تحترم الإرادة الشعبية التي لم تتحرك إلا سلمياً. ونسأل أمام كل ذلك: هل أن سياسة الأنظمة هي صدى للفوضى الأمريكية "البنّاءة"؟!
هذا في الوقت الذي تستمر فيه السياسة الأمريكية في المنطقة من خلال حملة إعلامية وسياسية ضاغطة، في الحديث عن الديمقراطية في الانتخابات الحرّة، وفي الحريات وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى "الحرب ضد الإرهاب"، في خطة ترتكز على الإثارة في إيجاد الظروف السلبية هنا وهناك، وتحويل الساحات إلى ما تسمّيه "الفوضى البنّاءة" التي تزعم أنها تهدم واقع الاستبداد لتبني غد الديمقراطية.
لبنان: النادي السياسي أدمن الخارج
وهذا هو ما نلاحظه في حركة السفراء والمندوبين الأمريكيين، في التدخّل السري والعلني في شؤون لبنان حتى على مستوى التفاصيل الصغيرة في الإعلام والسياسة والتحالفات الانتخابية، مما بات يعرفه كل المراقبين في لبنان والعالم، بالرغم مما يعلنونه بأن هذا السلوك ليس تدخّلاً بل هو تعبير عن الموقف الأمريكي في التعاون مع اللبنانيين عل صنع المستقبل الحرّ!!
إننا نحبّ أن نسجّل أن الشعب اللبناني يريد الحرية، لأنها هي الرئة الوحيدة التي يتنفّس منها لبنان، فالحرية سرّ لبنان، وقد عانى في معركته من أجلها الكثير، ولكنه إذا لم يقبل بوصاية عربية فبالأولى أن لا يقبل بوصاية أمريكية أو فرنسية تخطط له مسيرته، وتضغط على سياسته، وتصادر إنسانه بالدرجة التي لا يملك لنفسه في ذلك قراراً.
وإذا كان بعض النادي السياسي اللبناني قد أدمن الخارج، فإن الإنسان اللبناني العادي يريد أن يدمن وطنه وحريته وقراره المستقل. إننا لا نتحدث من خلال العقدة ضد الخارج، فنحن منفتحون على كل العالم، ولكن علينا أن لا نلدغ من جحر مرتين، فإن هناك فرقاً بين أن يستعبدنا الخارج في خططه المرتبطة بمصالحه على حساب مصالحنا، وبين أن يتعاون معنا في حل مشاكلنا من موقع الاحترام المتبادل.
الوحدة الوطنية: شعار للاستهلاك
أما الخطاب اللبناني الطائفي، فإنه يبرز هذه الأيام صارخاً من الأعماق، مغلّفاً بغلاف وطني لا يحمل الكثيرون معناه ومسؤوليته بصدق وإخلاص خارج نطاق طوائفهم، وأصبحت المواقع الدينية حارسة للمواقع السياسية، حتى للذين شاركوا في الأزمة اللبنانية السابقة، وانطلقت التحالفات الانتخابية على أساس حسابات النجاح والخسارة في النسب العددية، لا في البرامج الوطنية السياسية والاقتصادية.