ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشدٍ من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمعٍ غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :
الضعفاء صانعو قوة الأقوياء:
من بين القضايا الحيّة التي تتصل بمصير الإنسان في الدنيا والآخرة هي علاقة الضعفاء بالأقوياء، أو علاقة التابعين بالمتبوعين، فمن الطبيعي أن المجتمع لا يمثِّل وحدة في المواقع، فهناك الأقوياء الذين يتنوّعون في مراكز القوة، وهناك الأقوياء في مواقع المال أو السلطة أو الخبرة أو في مواقع العمل، وهناك الأقوياء في الخطوط السياسية، وبالمقابل هناك التابعون لهم في كل هذه المواقع. إذاً كيف يتعامل الإنسان مع مراكز القوة هذه، حيث تحاول مراكز القوة في المجتمع أن تستغل موقعها لتفرض على الناس فكراً معيّناً أو سلوكاً معيّناً أو حركة أو مشروعاً معيّناً، باعتبار أن القوي يحاول أن يفرض كل فكره وعصبياته وحساسياته على الضعيف، ليستغلّ الضعيف لتنفيذ مصالحه أو للوصول إلى أهدافه، لأن القوي ليس قوة بنفسه، بل يصبح قوياً بانضمام الناس إليه واجتماعهم حوله ومقاتلتهم من أجله، ودخولهم معه كل ساحات الصراع.. وهناك قاعدة يقول بها بعض المفكّرين، أن بعض الضعفاء يجتذب الأقوياء إليه لأنه لا يعيش عناصر القوة في نفسه، وهذه موجودة على مستوى الأفراد والجماعات والشعوب، وإلا كيف نفسّر مسألة خدمة المحتل أو المستعمر..
وقد تعرّض القرآن الكريم لهذه المسألة وركّزها على قاعدة أن هؤلاء الناس الذين تتبعهم وتنحني إرادتك لإرادتهم ومواقفك لمواقفهم على قسمين: هناك أناس معصومون لا يخطئون كالنبي(ص) وأهل البيت(ع)، فإذا كان هؤلاء في مواقع القيادة فعليك أن تسلّم لهم لأنهم لا يخطئون ولا يعصون الله، وقد ركّز الله تعالى هذه المسألة في قوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكِّموك في ما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما}، لأن "من أطاع الرسول فقد أطاع الله"..
أما الأشخاص غير المعصومين فعلى قسمين: هناك أشخاص هم حجة بينك وبين الله مثل المجتهدين العدول الذين يرجع إليهم الناس في الفتاوى، هؤلاء لك أن تتبعهم في فتاواهم، وإذا كانوا في موقع الحكم لك أن تتبعهم في مواقع الحكم. وهناك أشخاص لم يعطهم الله تعالى الشرعية، فهم ليسوا مجتهدين ولا عدول، كرؤساء العشائر والأحزاب والمواقع السياسية والاقتصادية والعسكرية، فهؤلاء لا يملكون شرعية بالمعنى الشرعي من الله تعالى، ولا يمثلون الشرعية بالمعنى الذي يؤهلهم لكي تسير خلفهم مسلّماً لهم، وفي كلا القسمين ـ من غير المعصومين ـ لا مانع من أن تراقب عملهم وتدقق في أفعالهم، من حقك أن تحاول أن تدرس كلماتهم لتتفهمها أولاً حتى إذا وجدت فيها بعض الخطأ مما لم يتعمدوه فإنك تنبّه إليه، لأنهم غير معصومين وقد يخطئون من حيث عدم عصمتهم.
سمات المعصومين:
وقد يستغرب المسألة كثيرٌ من الناس، لكن عندما نأتي إلى النبي(ص) ـ وهو رسول الله وسيد ولد آدم ـ نراه عندما كان في آخر حياته، يقف خطيباً أمام المسلمين ويقدّم لهم الحساب، وهو ليس مسؤولاً أمامهم بل هو مسؤول أمام الله تعالى، ومع ذلك قال لهم: "إنكم لا تعلّقون ـ وفي رواية "تمسكون" ـ عليّ بشيء، إني ما حرّمت إلا ما حرّم القرآن وما حلّلت إلا ما أحلّ القرآن". والإمام عليّ(ع) عندما كان خليفة ـ وعليّ هو سيد المعصومين بعد رسول الله، وقد بلغ من العصمة الدرجة العالية، وإن كان بعض الناس ممّن لا يتقون الله ينسبون إليّ أنني أقول بعدم عصمته ـ وقال لهم: "لا تكلموني بما تكلِّمون به الجبابرة ولا تتحفظوا عندي بما يُتحفظُ به عند أهل البادرة، ولا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنوا بي استثقالاً لحق قيل لي، أو لعدل يُعرض عليّ، فإن من استثقل الحق أن يقال له والعدل أن يعرض عليه كان العمل بهما عليه أثقل، فلا تكفّوا عن مشورة بحق أو مقالة بعدل، فإني في نفسي لست بفوق أن أخطئ إلا أن يكفي الله مني ذلك"، وقد كفى الله تعالى منه ذلك.
عواقب تابعي المستكبرين:
أما بالنسبة إلى الناس الذين لا يملكون الشرعية فعليك أن لا تطيعهم في معصية الله، ولا تساعدهم في ظلم، ولا تتعصّب لهم في أيّ خط من خطوط الانحراف عن الإسلام، لأنك سوف تتحمّل مسؤولية من تؤيده وتدعمه وتصوّت له وتسير وراءه وتقاتل باسمه في الدنيا والآخرة. والله تعالى حدّثنا عن نماذج من هؤلاء الناس، وهذا الكلام كما هو حجة عليّ من الله، فهو حجة عليكم منه تعالى، لأنه سيقول لكم: {ألم يأتكم نذير}، فلننتقل من الدنيا إلى ساحة القيامة ـ في فيلم ديني ـ فماذا هناك؟
{إذ تبرأ الذين اتُبعوا ـ من الرؤساء والزعماء والكبار ـ من الذين اتَبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب ـ كل العلاقات الحزبية والسياسية والعشائرية التي كانت بينهم قد تقطّعت ـ وقال الذين اتَبعوا لو أن لنا كرّة ـ لو أن الله يرجعنا إلى الدنيا ويأتي وقت المعارك والانتخابات ـ فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار}.
وفي المشهد الثاني: {ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا ـ الذين كانوا يخضعون لهم ـ مكانكم أنتم وشركاؤكم، فزيّلنا بينهم ـ فرّقنا بينهم ـ وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون * فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين * هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وردّوا إلى الله مولاهم الحق وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}.
وفي المشهد الثالث: {وبرزوا لله جميعاً ـ وقف الضعفاء والمستكبرون للسؤال ـ فقال الضعفاء للذين استكبروا إنّا كنا لكم تبعاً ـ كنا أزلامكم فنقاتل من أجلكم ـ فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء، قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص}.
وفي المشهد الرابع يقف المجرمون أمام "إبليس" ليحمّلوه المسؤولية: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ـ والله تعالى قد حذّر من خداع إبليس ـ وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم ـ قرعت الطبل ـ فاستجبتم لي ـ وأنا أسألكم سؤالاً: لو أن أحداً دقّ الطبل في الشارع فكم يجتمع حوله؟ ـ فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم}.
ونصل إلى المشهد الذي يجتمعون فيه في النار: {هذا فوجٌ مقتحم معكم لا مرحباً بهم إنهم صالو النار* قالوا بل أنتم لا مرحباً بكم أنتم قدّمتموه لنا فبئس القرار* قالوا ربّنا من قدّم لنا هذا فزده عذاباً ضعفاً في النار* وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدّهم من الأشرار ـ هناك أناس كانوا معنا في الدنيا لم يدخلوا اللعبة السياسية ولم يظلموا ولم يُرتشوا وكنا نستهزئ بهم ـ اتخذناهم سخرياً أم زاغت عنهم الأبصار* إن ذلك لحق تخاصم أهل النار}، وفي مشهد آخر: {إذ يتحاجّون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار* قال الذين استكبروا إنا كلٌ فيها إن الله قد حكم بين العباد}.
ويحدّثنا الله تعالى عن صديق السوء، ومن الطبيعي أن الصديق يؤثّر في الصديق ـ سلباً أو إيجاباً ـ فيتخاصم الصديقان المنحرفان يوم القيامة: {قال قرينه ـ صديقه ـ ربَّنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد * قال لا تختصموا لديّ وقد قدّمت إليكم بالوعيد * ما يبدّل القول لديّ وما أنا بظلاّم للعبيد * يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}؟
والله تعالى يحدثنا عن أولئك الذين يشجعون بعض الناس على شهادة الزور أو القتل ويعدونهم بأن يحملوا المسؤولية عنهم، فيقول: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون * وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون}. وهناك آية كريمة علينا أن نتذكّرها في كل معركة وفي كل "حوربة": {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها}، عليك أن تعرف ما هو الحلال وما هو الحرام، فتترك الحرام وتفعل الحلال حتى تنجو غداً، {يوم لا ينفع مال ولا بنون* إلا من أتى الله بقلب سليم}.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله.. اتقوا الله وواجهوا مسؤولياتكم، فلا تكونوا في خط أتباع المستكبرين والظالمين والكافرين والمنحرفين، بل اتّبعوا ما أنزل الله ورسوله، حاولوا أن تنفتحوا بعقولكم على كلِّ ما تواجهونه من قضايا أو تتحركوا من خلال إيمانكم وإسلامكم ومبادئكم، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار، فلا يكون الإنسان محايداً بين الظالم والمظلوم. وعلى ضوء هذا، لا بد أن نتعرف إلى ما يحيط بنا من مشاكل وتحديات يفرضها المستكبرون علينا، الذين يلتقون اليوم في إيطاليا ليدرسوا سبل حماية مصالحهم في كل العالم الثالث، من أجل أن نبقى تابعين لهم وعلى هامش سياستهم وأمنهم واقتصادهم.. تعالوا لنعرف ماذا هناك على مستوى المنطقة، وما يدبّر لها من قبل المستكبرين.
انحياز استكباري مطلق للوحشية الإسرائيلية:
الحرب الإسرائيلية التدميرية بمختلف وسائلها الوحشية مستمرة على الشعب الفلسطيني، من القصف بالمدافع، إلى الاغتيالات وتدمير البيوت على رؤوس أصحابها، إلى تطويق مناطق الحكم الذاتي بالدبابات، إلى الحصار الاقتصادي والتجويع الغذائي ومنع المرضى والجرحى والحوامل من الذهاب إلى المستشفيات حتى الموت.. كل ذلك يجري بضوء أخضر أمريكي خافت تارة، وقويّ أخرى..
أما خطة لجنة "ميتشل" التي تهدف إلى إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانتفاضة، مما يجرّدها من معناها ويبتعد بها عن أهدافها، فإنها ـ لجنة ميتشل ـ لا تزال تراوح مكانها، لأن إسرائيل لا توافق على مراقبين دوليين يراقبون وقف إطلاق النار من جهتها، لأنها لا تسمح لأحد بتعطيل خطتها الوحشية في تدمير الشعب الفلسطيني من أجل إيقاف الانتفاضة وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، لتطويق المطالب الفلسطينية في الاستقلال والدولة المستقلة وعاصمتها "القدس"، وعودة اللاجئين وإزالة المستوطنات، وليس هناك أيّ رادع دولي لإسرائيل، بل إن الدول الثمانية "الكبرى" اكتفت بالمطالبة بالمراقبين من دون توجيه أيّ إنذار لإسرائيل لرفضها ذلك، بسبب الموقف الأمريكي الذي لا يسمح بأيّ ضغط على حليفته المميّزة إسرائيل!!
أما لجنة المتابعة العربية فقد أصدرت بياناً سياسياً هو أقرب إلى الإنشائيات البيانية منه إلى الموقف الحاسم، وقررت بعض المساعدات للفلسطينيين بما لا يحقق الكثير من الحاجات، كما دعت إلى عقد قمة عربية لن تكون أفضل من القمم السابقة، لأن هناك عجزاً عربياً واضحاً مانعاً من اتخاذ الموقف القويّ الحاسم الذي يوقف إسرائيل عند حدها، بحيث تشعر أمريكا والدول الأوروبية أن القضية بلغت حدود الخطر.. وقد سمع العرب من الأمريكيين كلمات مجاملة نافية للانحياز الأمريكي لإسرائيل، على طريقة النفاق السياسي.
الاستمرار في الانتفاضة يحقق الانتصار:
إننا نقول للشعب الفلسطيني: إن العالم يتحرك الآن من حول القضية الفلسطينية من خلال الضغط الذي تشكّله الانتفاضة على كيان العدو، الذي بدأ يتحرك بوسائله السياسية والإعلامية لإثارة الرأي العام العالمي ضد الفلسطينيين، على طريقة "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"، ما يفرض على الفلسطينيين ـ شعباً وسلطة وقيادات جهادية ـ الاستمرار في الانتفاضة لتضييق الخناق على العدوّ، لإيصال الموقف إلى المستوى الذي يشعر فيه الاستكبار العالمي بالخطر على مصالحه في المنطقة، لأن الوعود الدولية والإقليمية بوقف إطلاق النار لا تهدف إلا إلى تمييع القضية الفلسطينية بعد وقف الانتفاضة، لتذهب الدماء التي سالت أنهاراً هدراً.. إن صلابة الموقف، والعضّ على الجراح، والاستمرار في الانتفاضة، هو الذي يحقق إرادة الانتصار، ويحوّلها إلى واقع سياسي حاسم في المنطقة.
مراقبة الحركة الإعلامية السياسية:
وفي جانب آخر، تخوض إسرائيل الآن حرباً إعلامية سياسية ضد إيران، بحجة أنها أرسلت سبعة آلاف صاروخ للمقاومة، وأن هذه الصواريخ تهدِّد كيانها، للإيحاء للعالم بأنها تعيش ضمن دائرة التهديد، من أجل صرف الأنظار عن جرائمها الإرهابية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وإثارة الضجة ضدّ إيران بزعم أنها دولة "داعمة للإرهاب" ـ حسب التعبير الأمريكي ـ وتصوير المقاومة بأنها تقوم بنشاطات "إرهابية" ضد كيان العدوّ بدعم سوري وإيراني، من دون التركيز على الاحتلال الإسرائيلي لبعض الأراضي اللبنانية؟!
إن علينا أن نراقب هذه الحرب الإعلامية، ورصد مؤثراتها السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة، والبقاء في ساحة المواجهة في خط المقاومة في لبنان والانتفاضة في فلسطين، لأن ذلك ـ وحده ـ هو الذي يحقق للأمة العربية والإسلامية عنفوان الحرية للحاضر والمستقبل.
انشغال داخلي بالفواتير ونسيان المخاطر:
أما في الداخل اللبناني، فإن القوم مشغولون بالفواتير السياسية والاقتصادية التي تتراكم في لعبة التجاذب في لبنان، من خلال الخلفيات الخفية التي تتحرك في مثل حركة الأشباح، في ملفّ فواتير الكهرباء المتراكمة منذ سنوات من دون أن تُدفع، بعد أن أُغلقت ملفات أخرى لتُفتح بعدها ملفات جديدة، لإشغال البلد بالمناورات السياسية الشخصية، في الوقت الذي تهتز فيه المنطقة بتحديات كبرى، وتنذر ببركان سياسي ثائر قد يغيّر الوجه السياسي والأمني للمنطقة كلها..
إننا نحذّر الواقع السياسي على المستوى الرسمي أو النيابي أو الحزبي، أن المرحلة قد تُسقط الهيكل على رؤوس الجميع، فيفقد البلد الثقة به في هذا الاهتزاز الذي يوحي بعدم الاستقرار.. والسؤال: أيها اللبنانيون: هل تريدون في لبنان دولة في مستوى المسؤولية؟؟
إن هذه الأوضاع توحي بأن القوم لا يريدون للدولة أن تقف على قدميها، وأن تمارس دورها في بناء المستقبل لشعبٍ يواجه في كل قضاياه الحياتية أخطر مرحلة على صعيد الاقتصاد والخدمات الحيوية المعيشية.. إمنعوا كل اللاعبين المغامرين الذين يلعبون بالبلد، ولا تستمعوا إلى الخطابات الرنّانة، ولكن حدِّقوا بالواقع وبالمواقف، بالأفعال لا بالأقوال، لعلنا نستطيع أن نبدأ مسافة الألف ميل نحو السير في خط التغيير، في أول خطوة للتقدّم في اتجاه المستقبل الكبير. |