"إنما شيعة عليّ المتباذلون في ولايته"

"إنما شيعة عليّ المتباذلون في ولايته"

مع الإمام الباقر (ع) في الدين والأمانة والولاية: "إنما شيعة عليّ المتباذلون في ولايته"


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، وقال في خطبته الأولى:

في رحاب مدرسة الإمام الباقر(ع)

بعد أيام، نلتقي بذكرى وفاة أحد أئمة أهل البيت(ع)، وهو الإمام محمد بن عليّ الباقر(ع)، هذا الإمام الذي تصاغر علماء زمانه أمامه اعترافاً منهم بسعة علمه وموسوعيته، بحيث كان يجيب كل سائل على مسألته مهما كان موضوعها، وقد أغنى(ع) تلك المرحلة، في مدرسته التي امتدت في العالم الإسلامي، بمختلف المواضيع الإسلامية، عقيدة وفلسفة وفقهاً ووعظاً وإرشاداً وتفسيراً، فاتّسع تراثه لكل جوانب العقيدة الإسلامية.. ولو قرأناه قراءة دقيقة، لرأينا أنه عندما كان يُحدّث، فكأنه يحدثنا عن قضايانا ومشاكلنا، وعن كل التحديات التي تواجهنا.

ولذلك، فإننا نتحرك في منهج علمي ثقافي، نقدّم من خلاله الأئمة من أهل البيت(ع) من خلال ما قالوه وفعلوه، لأننا بحاجة الى أن يعيش أهل البيت(ع) معنا، يحدثوننا عن كل قضايانا وعن كل ما يحيط بنا، لنزداد علماً من علمهم، وروحانية من روحانيتهم، وقوة مما يوجهوننا إليه من مواضع القوة.

الاجتهـاد في الطـاعة

في هذا الموقف، نحبّ أن نثير بعض الكلمات للإمام محمد الباقر(ع) مما يتصل بالسلوك الأخلاقي للإنسان المسلم في علاقته بنفسه ومع الناس، فمن وصاياه(ع): "عليكم بالورع - الورع عن الحرام، بحيث يقف الإنسان عند حدود ما حرّم الله فلا يتعداها - والاجتهاد"، أن تجتهدوا في طاعة الله وفي التحرك بمسؤولياتكم في الحياة، بحيث لا يكون الإنسان الذي يعيش اللامبالاة في حياته، فلا يتحسس فيها أية مسؤولية، ويشعر أن على الناس أن يخدموه ولا يخدمهم، بل أن يكون الإنسان الذي يبذل جهده دائماً في القيام بمسؤولياته تجاه نفسه وعياله وتجاه الناس من حوله، ممن هو مسؤول عنهم، وتجاه وطنه وأمته، بحيث لا يعيش ذهنية الكسل والاسترخاء على طريقة ذلك الشاعر الذي يقول:

ما علينا إن قضى الشعب جميعاً أفلسنا في أمان

الصـدق والأمـانــة

ويكمل الإمام الباقر(ع) وصيته، فيقول: "وصدق الحديث"، إن مسؤولية الكلمة عند الله تعالى هي أنها تعبّر عن قضية أو شخص أو موقف أو خط، عندما تكون إنساناً يثق الناس بك ويتفاعلون مع كلمتك، فإن مسؤوليتك تكبر.. أن تكون صادقاً في الكلمة، لأنك إذا كذبت بالكلمة وأعطيت الباطل باسم أنه الحق، وأعطيت الزيف باسم أنه الإخلاص، فمعنى ذلك أنك تخون ثقة الناس بك وتخون الحقيقة، لأنك تُدخل إلى الناس الباطل وهم يتصورون أنك لا تقول إلا كلمة الحق، وتُدخل في عقول الناس الظلم وهم يتصورون أنك لا تقول إلا كلمة العدل، وتُدخل في عقول الناس الزيف وهم يتصورون أنك لا تقول إلاّ الإخلاص. لذلك، فكّر عندما تحدّث أهلك، أولادك، الناس من حولك، كل الذين يستمعون إليك، فكّر أنك تتحمّل مسؤولية كلمتك التي قد تجعل هؤلاء الناس يسيرون في الخط المنحرف إذا كانت منحرفة. لذلك، لم يوصِ الله تعالى بشيء كما أوصى بصدق الحديث، واعتبر أن الإنسان عندما يكذب يخرج من الإيمان،لأن الإيمان هو الالتزام بالحقيقة، والكذب هو الالتزام بالباطل، ولا يجتمع الالتزام بالحقيقة مع الالتزام بالباطل في قلب امرىء مؤمن.

"وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برّاً كان أو فاجراً، فلو أن قاتل عليّ(ع) ائتمنني على أمانة لأدّيتها إليه"، لأن بعض الناس يميّزون في الأمانة بين الكافر والمخلص، بين الخائن والوفي.. في الأمانة ليس هناك كافر ومسلم، خائن ومخلص، لك أن لا تقبل الأمانة، أما إذا قبلتها، فإنها تصبح في عنقك، وعليك أن تؤديها إلى من ائتمنك عليها مهما كانت صفته.. فحتى الموظف مسؤول في مواقع وظيفته وطبيعتها بأن لا يخون الأمانة، سواء كانت الوظيفة حكومية أو غير حكومية..

حسـن التخـاطـب

وفي وصية ثانية للإمام الباقر(ع): "قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يُقال لكم" - إذا أردت أن تتحدث مع الناس، فاختر كلماتك وأسلوبك وردّ الفعل، وتعاطى معهم كما لو كنت مكانهم - فإن الله تعالى يُبغض اللعّان السبّاب - الذي إذا دخل في مشكلة مع إنسان فإن اللعنات والسباب يكثران على لسانه، والذي يُبغض هنا هو رب العالمين القاهر القادر، فمن يتحمل تبعات هذا البغض؟ - الطعّان على المؤمنين - يذم المؤمنين وينسب إليهم الكلمات المسيئة - الفاحش المتفحّش - الذي تنطلق كلماته بالبذاءة والفحش ضد المؤمنين - السائل الملحف - الذي يلحّ بالسؤال فوق العادة - ويحبّ الحليم - الإنسان الطيب الواسع الصدر - العفيف - في كلماته وشهواته - المتعفف".

ثم يحدثنا الإمام الباقر(ع) عن فريقين من الناس، فيقول: "إن لله عباداً ميامين - كلهم يمنٌ وخير - مياسير - الله وسّع عليهم بالرزق - يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم - لا يعيش وحده بل يعيش الناس معه - وهم في عباده مثل المطر - كالمطر الذي ينـزل ليعطي الناس الري والرخاء - ولله عباد ملاعين - بعيدون عنه - مناكيد، يعيشون ولا يعيش الناس في أكنافهم - يعيش وحده ويتنعّم وحده - وهم في عباد الله مثل الجراد لا يقعون على شيء إلا أتوا عليه". فهل تريد أيها الإنسان أن تكون كالمطر الذي ينـزل ليعطي الأرض الريّ والخصب والرخاء، أو تريد أن تكون كالجراد الذي لا يترك شيئاً؟

اللسـان مفتـاح

وفي حديث عن الإمام الباقر(ع) وهو يحدثنا عن اللسان: "إن هذا اللسان مفتاح كل خير وشر - إذا قلت كلمة الخير فإن لسانك يفتح الخير على الحياة من حولك، وإذا قلت كلمة الشر فإن اللسان يفتح الشرّ على الحياة - فينبغي للمؤمن أن يختم على لسانه كما يختم على ذهبه وفضته - حاول أن تًقفل لسانك بقفل من التقوى - فإن رسول الله (ص) قال: رحم الله مؤمناً أمسك لسانه من كل شر، فإن ذلك صدقة منه على نفسه"، فإذا أردت أن تتصدق على نفسك، فتصدّق عليها بأن تحرك لسانك في الخير الذي يحبه الله. ثم قال (ع): "لا يسلم أحد من الذنوب حتى يخزن لسانه". وقد ورد في الحديث عن النبي (ص): "وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم"؟ ولذلك، لا بدّ للإنسان أن يمتلك قوة بحيث يستطيع أن يضبط لسانه..

احتــرام النـاس

وفي حديث آخر، يقول الإمام الباقر (ع): "إن الله خبّأ أشياء ثلاثة في ثلاثة أشياء: خبّأ رضاه في طاعته - فالله يرضى عمّن أطاعه - فلا تحقرن من الطاعة شيئاً فلعل رضاه فيه - فلا تستخف بالطاعة مهما كانت صغيرة - وخبّأ سخطه في معصيته، فلا تحقرنّ من المعصية شيئاً فلعل سخطه فيها - فلا تستصغر الذنب فلعل فيه غضب الله تعالى - وخبّأ أولياءه في خلقه، فلا تحقرنّ أحداً فلعله ذلك الولي"، فاحترم كل الناس مهما كان الإنسان بسيطاً فلعله وليّ الله.

التبـاذل في ولايـة علي(ع)

وفي ختام الحديث، يحدد الإمام الباقر(ع) صفة الشيعة، فيقول: "إنما شيعة عليّ المتباذلون في ولايتنا - الذين يبذل كل واحد منهم نفسه للآخر في ما يحتاجه منه في دائرة الولاية التي تشدّه إليه - المتحابّون في مودتنا - الذين يحب بعضهم بعضا في نطاق مودة ذي القربى - المتزاورون لإحياء دين الله - الذين يتزاورون لا ليتآمروا على الناس وليحرتقوا عليهم، لتهديم صورة إنسان هنا وصورة إنسان هناك، ولكنهم يتزاورون ليخططوا في سبيل إحياء دين الله الذي عاش النبي(ص) والأئمة من أهل بيته(ع) من أجل إحيائه - الذين إذا غضبوا لم يظلموا - بل يبقون في خط التوازن، فلا يظلمون مَن غضبوا عليه، بحيث يتصرفون معه تصرفاً ليس من حقهم - وإذا رضوا لم يسرفوا - إذا أحبوا لم يسرفوا في حبهم بحيث يعطون من أحبوا أكثر مما يستحقّ.. ونحن في هذا الشرق قوم نرفع من نحبه إلى أعلى القمم، ونُنـزل من لا نحبه إلى أسفل السافلين، لذلك كن المتوازن الذي يعطي لكل ذي حق حقه فلا يظلمه حقه، وأن لا يرفع الإنسان أكثر مما يستحقّ - بركة على من جاوروا - شيعة عليّ (ع) إذا جاوروا أحداً كانوا بَرَكة على من يجاورونه - سلم لمن خالطوا"، يعيشون حالة السلم مع الذين يعاشرونهم ويخالطونهم.

هذه أخلاق أئمة أهل البيت(ع)، وهذه هي أخلاق رسول الله(ص)، وهذه هي أخلاق الإسلام، فإذا أردتم أن تكونوا مع الله تعالى في رسالته، ومع الرسول في سنّته، ومع أهل البيت في خطهم، فتعالوا نتعاون من أجل أن نجسّد هذه الأخلاق في حياتنا، في البيت والشارع والعمل، وفي الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لأن ذلك هو الذي يرفع مستوانا ويوحّدنا ويفتح لنا أبواب المستقبل.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله.. اتقوا الله وانفتحوا على الإسلام والخير كله، وارفضوا الظلم والاستكبار والشر والكفر كله، لأن الله تعالى يريد لنا أن نؤكد إرادته في الأرض، وإرادته هي أن يكون الحق سيد الفكر، والعدل سيد الحكم، والاستقامة سيد السلوك. إن الله تعالى يريد للإنسان المؤمن أن يكون خيراً للحياة كلها، أن يعطي الحياة بقدر ما يأخذ منها أو أكثر، لأنه تعالى جعل الإنسان خليفة في الأرض ليعمّرها على صورة شريعته ورضاه في كل مواقعه..

الله تعالى أراد للإنسان المؤمن أن يكون مع كل العادلين والصادقين، وأن يكون حرباً على الظالمين والمستكبرين بما يملك من طاقة، بأن يجنّد هذه الطاقة في سبيل حماية الإنسان المستضعف والمظلوم، وأن لا يكون حيادياً بين الظالم والمظلوم، وبين الحق والباطل، وبين الخير والشر. لذلك، نحن بحاجة إلى أن نتخذ الموقف الذي اتخذه رسول الله(ص) عندما واجه المستكبرين بكل قوة ولم تأخذه في الله لومة لائم، فتعالوا لنرصد ماذا هناك، فلعلنا نستطيع أن نتعاون ونتكامل من أجل أن نواجه حركة الاستكبار في المنطقة والعالم.

لموقـف عربي موحّـد

لا يزال الوضع في المنطقة على حاله من الناحية السياسية، فإذا كان الشعور العربي يعبّر عن نفسه بطريقة عاطفية إيجابية، فإنه لم يصل إلى المستوى الذي نجد فيه موقفاً موحَّداً ضاغطاً على العدوّ وعلى الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث يترك تأثيره على الواقع بالمستوى الكبير الذي يشعر فيه العدو بأن عدوانه السياسي والأمني سوف يقلب الأمور رأساً على عقب.

وكنا نودّ أن يبحث "مؤتمر وزراء الخارجية العرب" الذي سينعقد في بيروت، موضوعاً واحداً، وهو الصراع العربي – الإسرائيلي في تطوراته الحاضرة، وفي انعكاساته السلبية على الأراضي المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان، وفي الوسائل العملية الواقعية في الضغط على العدو بشكل قويّ، بحيث يشعر أن ما حققه من مواقع في العالم العربي سوف تتعرض للسقوط، وأن الصوت العربي في دعم القضايا الحيوية في مسألة التحرير سوف ينطلق واحداً لا مجال فيه للنفاق السياسي، ولا للهروب إلى الأمام.

إن العرب يعرفون أن التمزقات السياسية في ساحتهم هي التي أعطت العدوّ قوّة في خط المواجهة، وهي التي جعلت أمريكا تدعمه بالمطلق وتلقي بالاحتجاجات العربية في سلة المهملات. ولذلك، فإن الوحدة العاطفية التي تجلّت بعد العدوان الأخير على لبنان، أربكت إسرائيل وأمريكا بعض الشيء، ما يوحي بأن هذا الموقف لو تحوّل إلى موقف سياسي موحَّد قويّ لأعطى تأثيره بشكل أكبر.. إن المسألة لا تتصل بفلسطين وسوريا ولبنان من ناحية إقليمية، ولكنها تتصل بالمستقبل العربي كله، لأن الصراع الآن هو صراع الإرادات في تأكيد الموقف، في التخطيط للموقع العربي في الساحة الدولية بشكل شامل، فإذا لم يحترم العرب مستقبلهم في هذه الساحة في الوقوف مع قضاياهم، فلن يحترمهم أحد.

التهديدات والمأزق الإسرائيلي

وفي هذا الجو، نسمع العدو يُطلق تهديداته بأساليب متعددة، فتارة يهدد بالانسحاب من دون اتفاق، وأخرى بضرب أهداف سوريا في لبنان.. إننا نقول له: فليحقق تهديده بالانسحاب فوراً، فذلك لن يخلق لنا مشكلة، بل إنه يمثل نصراً للّبنانيين في مقاومتهم له، بإجباره على الانسحاب من دون أيّ مردود سياسي، ونعتقد أن هذا هو ما يخشاه العدوّ، لما يترتب على هذا الأمر من تعقيدات في الداخل والخارج.

أما الحديث عن تدمير لبنان وضرب الأهداف السورية، فهو يُضاف الى مئات التهديدات التي تشير إلى حقيقة المأزق الإسرائيلي في استعراض العضلات الأمنية بين وقت وآخر، لأن العدوّ يعرف أن وحدة الموقف في لبنان – شعباً ودولة ومقاومة – ووحدة المسارين السوري واللبناني، لن تسقط أمام تهديداته.. وهو يعرف أيضاً أنه لا يملك حرية الحركة في الحسابات الدولية في تنفيذ تهديداته، كما أنها لن تكون نزهة لجنوده في الرمال اللبنانية المتحركة.

أمريكا وتشويه صورة إيران

إلى ذلك، لا بدّ أن نحدّق جيداً في اللعبة الأمريكية في المنطقة، ولا سيما في استمرار حملتها على إيران واعتبارها "مصدر التهديد للولايات المتحدة الأمريكية على المدى الطويل، على الرغم من صعود الإصلاحيين في الانتخابات الأخيرة"، على حدّ الزعم الأمريكي، لنعرف أن أهداف هذه الحملة لا تزال قائمة ومتحركة لجهة السعي لتشويه صورة إيران في المنطقة، وكذلك لمنع دول المنطقة – ولا سيما دول الخليج – من المطالبة بسحب الوجود العسكري الأمريكي منه، لأنه هو الذي يمثل التهديد لإيران ولهذه الدول على السواء.

وهناك نقطة أخرى، وهي أن هذا التصريح الأمريكي يدل على سقوط اللعبة الإعلامية الأمريكية، بالإيحاء بأن نجاح الإصلاحيين يمثل "مصلحة لها في الصراع السياسي الداخلي في إيران"، فقد انكشف لأمريكا أن الشعب الإيراني يعيش وحدة سياسية في مواجهة الضغوط الأمريكية الاستكبارية على إيران والمنطقة.. وبهذه المناسبة، فإننا ندعو الجميع في إيران إلى الابتعاد عن حساسيات المعركة الانتخابية، والتكامل فيما بينهم لمواجهة التحديات وبناء البلد في هذه المرحلة الصعبة.

ويبقى الجرح النازف في الشعب العراقي الجريح، تحت تأثير اللعبة الأمريكية – البريطانية في مجلس الأمن، من خلال الحصار المفروض على العراق، من دون مراعاة لحقوق هذا الشعب المظلوم في الداخل والخارج، لأن أمريكا تريد أن تصل إلى أهدافها في احتواء العراق اقتصادياً وسياسياً وأمنياً في الوقت المحدد لخطتها في المنطقة.

لحلول واقعية للمشكلات

وأخيراً، إن تعاظم الأحداث في المرحلة الحاضرة، لا ينبغي أن يكون مبرراً للابتعاد عن التخطيط الحكومي الفاعل لحل المشكلة الاجتماعية، واقتناص الفرص لإيجاد حلول واقعية للمسألة الاقتصادية لكي لا تجعل الشباب يعيشون في ضياع أمام المستقبل، ما يفرض على الدولة أن تستنفر كل طاقاتها وإمكاناتها، للوصول إلى رؤية واضحة للحلول، وحركة مدروسة – ولو بطريقة مرحلية – بحيث يرى الشعب بأن المشكلة قد أخذت طريقها نحو الحل.. ونحن بالانتظار.

مع الإمام الباقر (ع) في الدين والأمانة والولاية: "إنما شيعة عليّ المتباذلون في ولايته"


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، وقال في خطبته الأولى:

في رحاب مدرسة الإمام الباقر(ع)

بعد أيام، نلتقي بذكرى وفاة أحد أئمة أهل البيت(ع)، وهو الإمام محمد بن عليّ الباقر(ع)، هذا الإمام الذي تصاغر علماء زمانه أمامه اعترافاً منهم بسعة علمه وموسوعيته، بحيث كان يجيب كل سائل على مسألته مهما كان موضوعها، وقد أغنى(ع) تلك المرحلة، في مدرسته التي امتدت في العالم الإسلامي، بمختلف المواضيع الإسلامية، عقيدة وفلسفة وفقهاً ووعظاً وإرشاداً وتفسيراً، فاتّسع تراثه لكل جوانب العقيدة الإسلامية.. ولو قرأناه قراءة دقيقة، لرأينا أنه عندما كان يُحدّث، فكأنه يحدثنا عن قضايانا ومشاكلنا، وعن كل التحديات التي تواجهنا.

ولذلك، فإننا نتحرك في منهج علمي ثقافي، نقدّم من خلاله الأئمة من أهل البيت(ع) من خلال ما قالوه وفعلوه، لأننا بحاجة الى أن يعيش أهل البيت(ع) معنا، يحدثوننا عن كل قضايانا وعن كل ما يحيط بنا، لنزداد علماً من علمهم، وروحانية من روحانيتهم، وقوة مما يوجهوننا إليه من مواضع القوة.

الاجتهـاد في الطـاعة

في هذا الموقف، نحبّ أن نثير بعض الكلمات للإمام محمد الباقر(ع) مما يتصل بالسلوك الأخلاقي للإنسان المسلم في علاقته بنفسه ومع الناس، فمن وصاياه(ع): "عليكم بالورع - الورع عن الحرام، بحيث يقف الإنسان عند حدود ما حرّم الله فلا يتعداها - والاجتهاد"، أن تجتهدوا في طاعة الله وفي التحرك بمسؤولياتكم في الحياة، بحيث لا يكون الإنسان الذي يعيش اللامبالاة في حياته، فلا يتحسس فيها أية مسؤولية، ويشعر أن على الناس أن يخدموه ولا يخدمهم، بل أن يكون الإنسان الذي يبذل جهده دائماً في القيام بمسؤولياته تجاه نفسه وعياله وتجاه الناس من حوله، ممن هو مسؤول عنهم، وتجاه وطنه وأمته، بحيث لا يعيش ذهنية الكسل والاسترخاء على طريقة ذلك الشاعر الذي يقول:

ما علينا إن قضى الشعب جميعاً أفلسنا في أمان

الصـدق والأمـانــة

ويكمل الإمام الباقر(ع) وصيته، فيقول: "وصدق الحديث"، إن مسؤولية الكلمة عند الله تعالى هي أنها تعبّر عن قضية أو شخص أو موقف أو خط، عندما تكون إنساناً يثق الناس بك ويتفاعلون مع كلمتك، فإن مسؤوليتك تكبر.. أن تكون صادقاً في الكلمة، لأنك إذا كذبت بالكلمة وأعطيت الباطل باسم أنه الحق، وأعطيت الزيف باسم أنه الإخلاص، فمعنى ذلك أنك تخون ثقة الناس بك وتخون الحقيقة، لأنك تُدخل إلى الناس الباطل وهم يتصورون أنك لا تقول إلا كلمة الحق، وتُدخل في عقول الناس الظلم وهم يتصورون أنك لا تقول إلا كلمة العدل، وتُدخل في عقول الناس الزيف وهم يتصورون أنك لا تقول إلاّ الإخلاص. لذلك، فكّر عندما تحدّث أهلك، أولادك، الناس من حولك، كل الذين يستمعون إليك، فكّر أنك تتحمّل مسؤولية كلمتك التي قد تجعل هؤلاء الناس يسيرون في الخط المنحرف إذا كانت منحرفة. لذلك، لم يوصِ الله تعالى بشيء كما أوصى بصدق الحديث، واعتبر أن الإنسان عندما يكذب يخرج من الإيمان،لأن الإيمان هو الالتزام بالحقيقة، والكذب هو الالتزام بالباطل، ولا يجتمع الالتزام بالحقيقة مع الالتزام بالباطل في قلب امرىء مؤمن.

"وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برّاً كان أو فاجراً، فلو أن قاتل عليّ(ع) ائتمنني على أمانة لأدّيتها إليه"، لأن بعض الناس يميّزون في الأمانة بين الكافر والمخلص، بين الخائن والوفي.. في الأمانة ليس هناك كافر ومسلم، خائن ومخلص، لك أن لا تقبل الأمانة، أما إذا قبلتها، فإنها تصبح في عنقك، وعليك أن تؤديها إلى من ائتمنك عليها مهما كانت صفته.. فحتى الموظف مسؤول في مواقع وظيفته وطبيعتها بأن لا يخون الأمانة، سواء كانت الوظيفة حكومية أو غير حكومية..

حسـن التخـاطـب

وفي وصية ثانية للإمام الباقر(ع): "قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يُقال لكم" - إذا أردت أن تتحدث مع الناس، فاختر كلماتك وأسلوبك وردّ الفعل، وتعاطى معهم كما لو كنت مكانهم - فإن الله تعالى يُبغض اللعّان السبّاب - الذي إذا دخل في مشكلة مع إنسان فإن اللعنات والسباب يكثران على لسانه، والذي يُبغض هنا هو رب العالمين القاهر القادر، فمن يتحمل تبعات هذا البغض؟ - الطعّان على المؤمنين - يذم المؤمنين وينسب إليهم الكلمات المسيئة - الفاحش المتفحّش - الذي تنطلق كلماته بالبذاءة والفحش ضد المؤمنين - السائل الملحف - الذي يلحّ بالسؤال فوق العادة - ويحبّ الحليم - الإنسان الطيب الواسع الصدر - العفيف - في كلماته وشهواته - المتعفف".

ثم يحدثنا الإمام الباقر(ع) عن فريقين من الناس، فيقول: "إن لله عباداً ميامين - كلهم يمنٌ وخير - مياسير - الله وسّع عليهم بالرزق - يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم - لا يعيش وحده بل يعيش الناس معه - وهم في عباده مثل المطر - كالمطر الذي ينـزل ليعطي الناس الري والرخاء - ولله عباد ملاعين - بعيدون عنه - مناكيد، يعيشون ولا يعيش الناس في أكنافهم - يعيش وحده ويتنعّم وحده - وهم في عباد الله مثل الجراد لا يقعون على شيء إلا أتوا عليه". فهل تريد أيها الإنسان أن تكون كالمطر الذي ينـزل ليعطي الأرض الريّ والخصب والرخاء، أو تريد أن تكون كالجراد الذي لا يترك شيئاً؟

اللسـان مفتـاح

وفي حديث عن الإمام الباقر(ع) وهو يحدثنا عن اللسان: "إن هذا اللسان مفتاح كل خير وشر - إذا قلت كلمة الخير فإن لسانك يفتح الخير على الحياة من حولك، وإذا قلت كلمة الشر فإن اللسان يفتح الشرّ على الحياة - فينبغي للمؤمن أن يختم على لسانه كما يختم على ذهبه وفضته - حاول أن تًقفل لسانك بقفل من التقوى - فإن رسول الله (ص) قال: رحم الله مؤمناً أمسك لسانه من كل شر، فإن ذلك صدقة منه على نفسه"، فإذا أردت أن تتصدق على نفسك، فتصدّق عليها بأن تحرك لسانك في الخير الذي يحبه الله. ثم قال (ع): "لا يسلم أحد من الذنوب حتى يخزن لسانه". وقد ورد في الحديث عن النبي (ص): "وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم"؟ ولذلك، لا بدّ للإنسان أن يمتلك قوة بحيث يستطيع أن يضبط لسانه..

احتــرام النـاس

وفي حديث آخر، يقول الإمام الباقر (ع): "إن الله خبّأ أشياء ثلاثة في ثلاثة أشياء: خبّأ رضاه في طاعته - فالله يرضى عمّن أطاعه - فلا تحقرن من الطاعة شيئاً فلعل رضاه فيه - فلا تستخف بالطاعة مهما كانت صغيرة - وخبّأ سخطه في معصيته، فلا تحقرنّ من المعصية شيئاً فلعل سخطه فيها - فلا تستصغر الذنب فلعل فيه غضب الله تعالى - وخبّأ أولياءه في خلقه، فلا تحقرنّ أحداً فلعله ذلك الولي"، فاحترم كل الناس مهما كان الإنسان بسيطاً فلعله وليّ الله.

التبـاذل في ولايـة علي(ع)

وفي ختام الحديث، يحدد الإمام الباقر(ع) صفة الشيعة، فيقول: "إنما شيعة عليّ المتباذلون في ولايتنا - الذين يبذل كل واحد منهم نفسه للآخر في ما يحتاجه منه في دائرة الولاية التي تشدّه إليه - المتحابّون في مودتنا - الذين يحب بعضهم بعضا في نطاق مودة ذي القربى - المتزاورون لإحياء دين الله - الذين يتزاورون لا ليتآمروا على الناس وليحرتقوا عليهم، لتهديم صورة إنسان هنا وصورة إنسان هناك، ولكنهم يتزاورون ليخططوا في سبيل إحياء دين الله الذي عاش النبي(ص) والأئمة من أهل بيته(ع) من أجل إحيائه - الذين إذا غضبوا لم يظلموا - بل يبقون في خط التوازن، فلا يظلمون مَن غضبوا عليه، بحيث يتصرفون معه تصرفاً ليس من حقهم - وإذا رضوا لم يسرفوا - إذا أحبوا لم يسرفوا في حبهم بحيث يعطون من أحبوا أكثر مما يستحقّ.. ونحن في هذا الشرق قوم نرفع من نحبه إلى أعلى القمم، ونُنـزل من لا نحبه إلى أسفل السافلين، لذلك كن المتوازن الذي يعطي لكل ذي حق حقه فلا يظلمه حقه، وأن لا يرفع الإنسان أكثر مما يستحقّ - بركة على من جاوروا - شيعة عليّ (ع) إذا جاوروا أحداً كانوا بَرَكة على من يجاورونه - سلم لمن خالطوا"، يعيشون حالة السلم مع الذين يعاشرونهم ويخالطونهم.

هذه أخلاق أئمة أهل البيت(ع)، وهذه هي أخلاق رسول الله(ص)، وهذه هي أخلاق الإسلام، فإذا أردتم أن تكونوا مع الله تعالى في رسالته، ومع الرسول في سنّته، ومع أهل البيت في خطهم، فتعالوا نتعاون من أجل أن نجسّد هذه الأخلاق في حياتنا، في البيت والشارع والعمل، وفي الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لأن ذلك هو الذي يرفع مستوانا ويوحّدنا ويفتح لنا أبواب المستقبل.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله.. اتقوا الله وانفتحوا على الإسلام والخير كله، وارفضوا الظلم والاستكبار والشر والكفر كله، لأن الله تعالى يريد لنا أن نؤكد إرادته في الأرض، وإرادته هي أن يكون الحق سيد الفكر، والعدل سيد الحكم، والاستقامة سيد السلوك. إن الله تعالى يريد للإنسان المؤمن أن يكون خيراً للحياة كلها، أن يعطي الحياة بقدر ما يأخذ منها أو أكثر، لأنه تعالى جعل الإنسان خليفة في الأرض ليعمّرها على صورة شريعته ورضاه في كل مواقعه..

الله تعالى أراد للإنسان المؤمن أن يكون مع كل العادلين والصادقين، وأن يكون حرباً على الظالمين والمستكبرين بما يملك من طاقة، بأن يجنّد هذه الطاقة في سبيل حماية الإنسان المستضعف والمظلوم، وأن لا يكون حيادياً بين الظالم والمظلوم، وبين الحق والباطل، وبين الخير والشر. لذلك، نحن بحاجة إلى أن نتخذ الموقف الذي اتخذه رسول الله(ص) عندما واجه المستكبرين بكل قوة ولم تأخذه في الله لومة لائم، فتعالوا لنرصد ماذا هناك، فلعلنا نستطيع أن نتعاون ونتكامل من أجل أن نواجه حركة الاستكبار في المنطقة والعالم.

لموقـف عربي موحّـد

لا يزال الوضع في المنطقة على حاله من الناحية السياسية، فإذا كان الشعور العربي يعبّر عن نفسه بطريقة عاطفية إيجابية، فإنه لم يصل إلى المستوى الذي نجد فيه موقفاً موحَّداً ضاغطاً على العدوّ وعلى الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث يترك تأثيره على الواقع بالمستوى الكبير الذي يشعر فيه العدو بأن عدوانه السياسي والأمني سوف يقلب الأمور رأساً على عقب.

وكنا نودّ أن يبحث "مؤتمر وزراء الخارجية العرب" الذي سينعقد في بيروت، موضوعاً واحداً، وهو الصراع العربي – الإسرائيلي في تطوراته الحاضرة، وفي انعكاساته السلبية على الأراضي المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان، وفي الوسائل العملية الواقعية في الضغط على العدو بشكل قويّ، بحيث يشعر أن ما حققه من مواقع في العالم العربي سوف تتعرض للسقوط، وأن الصوت العربي في دعم القضايا الحيوية في مسألة التحرير سوف ينطلق واحداً لا مجال فيه للنفاق السياسي، ولا للهروب إلى الأمام.

إن العرب يعرفون أن التمزقات السياسية في ساحتهم هي التي أعطت العدوّ قوّة في خط المواجهة، وهي التي جعلت أمريكا تدعمه بالمطلق وتلقي بالاحتجاجات العربية في سلة المهملات. ولذلك، فإن الوحدة العاطفية التي تجلّت بعد العدوان الأخير على لبنان، أربكت إسرائيل وأمريكا بعض الشيء، ما يوحي بأن هذا الموقف لو تحوّل إلى موقف سياسي موحَّد قويّ لأعطى تأثيره بشكل أكبر.. إن المسألة لا تتصل بفلسطين وسوريا ولبنان من ناحية إقليمية، ولكنها تتصل بالمستقبل العربي كله، لأن الصراع الآن هو صراع الإرادات في تأكيد الموقف، في التخطيط للموقع العربي في الساحة الدولية بشكل شامل، فإذا لم يحترم العرب مستقبلهم في هذه الساحة في الوقوف مع قضاياهم، فلن يحترمهم أحد.

التهديدات والمأزق الإسرائيلي

وفي هذا الجو، نسمع العدو يُطلق تهديداته بأساليب متعددة، فتارة يهدد بالانسحاب من دون اتفاق، وأخرى بضرب أهداف سوريا في لبنان.. إننا نقول له: فليحقق تهديده بالانسحاب فوراً، فذلك لن يخلق لنا مشكلة، بل إنه يمثل نصراً للّبنانيين في مقاومتهم له، بإجباره على الانسحاب من دون أيّ مردود سياسي، ونعتقد أن هذا هو ما يخشاه العدوّ، لما يترتب على هذا الأمر من تعقيدات في الداخل والخارج.

أما الحديث عن تدمير لبنان وضرب الأهداف السورية، فهو يُضاف الى مئات التهديدات التي تشير إلى حقيقة المأزق الإسرائيلي في استعراض العضلات الأمنية بين وقت وآخر، لأن العدوّ يعرف أن وحدة الموقف في لبنان – شعباً ودولة ومقاومة – ووحدة المسارين السوري واللبناني، لن تسقط أمام تهديداته.. وهو يعرف أيضاً أنه لا يملك حرية الحركة في الحسابات الدولية في تنفيذ تهديداته، كما أنها لن تكون نزهة لجنوده في الرمال اللبنانية المتحركة.

أمريكا وتشويه صورة إيران

إلى ذلك، لا بدّ أن نحدّق جيداً في اللعبة الأمريكية في المنطقة، ولا سيما في استمرار حملتها على إيران واعتبارها "مصدر التهديد للولايات المتحدة الأمريكية على المدى الطويل، على الرغم من صعود الإصلاحيين في الانتخابات الأخيرة"، على حدّ الزعم الأمريكي، لنعرف أن أهداف هذه الحملة لا تزال قائمة ومتحركة لجهة السعي لتشويه صورة إيران في المنطقة، وكذلك لمنع دول المنطقة – ولا سيما دول الخليج – من المطالبة بسحب الوجود العسكري الأمريكي منه، لأنه هو الذي يمثل التهديد لإيران ولهذه الدول على السواء.

وهناك نقطة أخرى، وهي أن هذا التصريح الأمريكي يدل على سقوط اللعبة الإعلامية الأمريكية، بالإيحاء بأن نجاح الإصلاحيين يمثل "مصلحة لها في الصراع السياسي الداخلي في إيران"، فقد انكشف لأمريكا أن الشعب الإيراني يعيش وحدة سياسية في مواجهة الضغوط الأمريكية الاستكبارية على إيران والمنطقة.. وبهذه المناسبة، فإننا ندعو الجميع في إيران إلى الابتعاد عن حساسيات المعركة الانتخابية، والتكامل فيما بينهم لمواجهة التحديات وبناء البلد في هذه المرحلة الصعبة.

ويبقى الجرح النازف في الشعب العراقي الجريح، تحت تأثير اللعبة الأمريكية – البريطانية في مجلس الأمن، من خلال الحصار المفروض على العراق، من دون مراعاة لحقوق هذا الشعب المظلوم في الداخل والخارج، لأن أمريكا تريد أن تصل إلى أهدافها في احتواء العراق اقتصادياً وسياسياً وأمنياً في الوقت المحدد لخطتها في المنطقة.

لحلول واقعية للمشكلات

وأخيراً، إن تعاظم الأحداث في المرحلة الحاضرة، لا ينبغي أن يكون مبرراً للابتعاد عن التخطيط الحكومي الفاعل لحل المشكلة الاجتماعية، واقتناص الفرص لإيجاد حلول واقعية للمسألة الاقتصادية لكي لا تجعل الشباب يعيشون في ضياع أمام المستقبل، ما يفرض على الدولة أن تستنفر كل طاقاتها وإمكاناتها، للوصول إلى رؤية واضحة للحلول، وحركة مدروسة – ولو بطريقة مرحلية – بحيث يرى الشعب بأن المشكلة قد أخذت طريقها نحو الحل.. ونحن بالانتظار.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية