[من الآيات المباركة الّتي ذكر الله فيها أهل البيت (ع)، ولا سيّما عليّ وفاطمة (ع):] قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً}[الإنسان: 8 ـــ 12].
إنّها الروحية الرساليّة التي كان أهل البيت (ع) يعيشونها، حتّى نزل القرآن ليخلّد فيهم هذه الميزة التي امتازوا بها عمَّن سواهم1، فهم يعيشون روحيَّة العطاء في أجواء الحرمان الذي يصيب بعض الفئات الاجتماعيَّة المحرومة الخاضعة لبعض الظروف الضّاغطة عليهم... فيقدِّمون إليهم الطّعام في لمسةٍ تعبيريّة رائعة، في الوقت الذي قد يكونون محتاجين إليه في حياتهم الخاصّة.
ولعلَّ هذا هو معنى "على حبِّه"، أي مع توق النَّفس إلى الطَّعام لشدَّة الحاجة، وهذا هو ما نستوحيه من قوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}[آل عمران: 92]...2
[إنّهم] يطعمون الطعام مع حاجتهم إليه على حبِّ الله، فهم يقدّمون كلَّ جهدهم، سواء كان جهداً مادياً، أو جهداً معنويّاً أو ثقافياًّ أو جهاديّاً، في سبيل الله وحسب، لا يريدون من الناس جزاءً ولا شكوراً3... نطعمكم الغذاء، ونطعمكم العلم، ونطعمكم الروحانيّة، ونطعمكم صرخات الجهاد، ونطعمكم كلّ القيم الروحية والإنسانية4... إنهم ينطلقون مع الله لأنهم عاشوا معه في أنفسهم، وعاشوا معه في علاقتهم بالناس، وعاشوا معه في حركة حياتهم كلّها5...
إنّها الروح التي تعيش العطاء كرسالةٍ روحيّة تتحسَّس حاجات الآخرين وآلامهم، ولذا فإنّها تبذل وتبذل، وتتدفّق بالخير كلّه، تماماً كما هو الينبوع عندما يتدفَّق بالماء إلى الأرض العطشى، وكما هي الشّمس تبذل النّور إلى كلّ الآفاق المظلمة التي تتطلَّع إلى رحاب الشّروق...
فأيُّ سموٍّ هو هذا السموّ؟ وأيّ ارتقاء هذا الارتقاء؟!...
وهذه قصّة أهل البيت (ع)، أنّهم عاشوا لله سبحانه، وماتوا في سبيل الله سبحانه، وقد قالها عليّ (ع) عندما أخبره النبيّ (ص) بمقتله: "أَوَفي سلامة من ديني"؟ فأجابه النبيّ (ص): "بلى، فقال (ع): إذاً لا أُبالي أَوَقَعْتُ على الموت أمْ وَقَعَ الموتُ عليّ"6.
لذلك، فإنّ التزامنا بأهل البيت وارتباطنا بهم، يفرض علينا أن نكون مثلهم، وأن نتحرّك بخطّهم، وأن نقتدي بهم، لأنّ التشيّع ليس خفقة قلب، ولا دمعة عين، ولكنّه التزام بالخطّ، وانطلاق نحو الهدف، وحركة في النهج، وهذا هو المعنى في أن يكون الإنسان شيعةً لأهل البيت (ع). فأهل البيت (ع) لم يعيشوا لأنفسهم، إنما عاشوا لرسالتهم ولربهم وللنّاس جميعاً، لذلك علينا أن نعيش في خطِّ أهل البيت (ع) لرسالتنا ولربنا وللناس جميعاً7.
[1]الزّهراء القدوة، العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض).
[2]الزّهراء القدورة.
[3]النَّدوة 1، العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض).
[4]النَّدوة 11، العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض).
[5]النَّدوة 1.
[6]الزّهراء القدوة.
[7]النَّدوة: 1.
[من الآيات المباركة الّتي ذكر الله فيها أهل البيت (ع)، ولا سيّما عليّ وفاطمة (ع):] قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً}[الإنسان: 8 ـــ 12].
إنّها الروحية الرساليّة التي كان أهل البيت (ع) يعيشونها، حتّى نزل القرآن ليخلّد فيهم هذه الميزة التي امتازوا بها عمَّن سواهم1، فهم يعيشون روحيَّة العطاء في أجواء الحرمان الذي يصيب بعض الفئات الاجتماعيَّة المحرومة الخاضعة لبعض الظروف الضّاغطة عليهم... فيقدِّمون إليهم الطّعام في لمسةٍ تعبيريّة رائعة، في الوقت الذي قد يكونون محتاجين إليه في حياتهم الخاصّة.
ولعلَّ هذا هو معنى "على حبِّه"، أي مع توق النَّفس إلى الطَّعام لشدَّة الحاجة، وهذا هو ما نستوحيه من قوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}[آل عمران: 92]...2
[إنّهم] يطعمون الطعام مع حاجتهم إليه على حبِّ الله، فهم يقدّمون كلَّ جهدهم، سواء كان جهداً مادياً، أو جهداً معنويّاً أو ثقافياًّ أو جهاديّاً، في سبيل الله وحسب، لا يريدون من الناس جزاءً ولا شكوراً3... نطعمكم الغذاء، ونطعمكم العلم، ونطعمكم الروحانيّة، ونطعمكم صرخات الجهاد، ونطعمكم كلّ القيم الروحية والإنسانية4... إنهم ينطلقون مع الله لأنهم عاشوا معه في أنفسهم، وعاشوا معه في علاقتهم بالناس، وعاشوا معه في حركة حياتهم كلّها5...
إنّها الروح التي تعيش العطاء كرسالةٍ روحيّة تتحسَّس حاجات الآخرين وآلامهم، ولذا فإنّها تبذل وتبذل، وتتدفّق بالخير كلّه، تماماً كما هو الينبوع عندما يتدفَّق بالماء إلى الأرض العطشى، وكما هي الشّمس تبذل النّور إلى كلّ الآفاق المظلمة التي تتطلَّع إلى رحاب الشّروق...
فأيُّ سموٍّ هو هذا السموّ؟ وأيّ ارتقاء هذا الارتقاء؟!...
وهذه قصّة أهل البيت (ع)، أنّهم عاشوا لله سبحانه، وماتوا في سبيل الله سبحانه، وقد قالها عليّ (ع) عندما أخبره النبيّ (ص) بمقتله: "أَوَفي سلامة من ديني"؟ فأجابه النبيّ (ص): "بلى، فقال (ع): إذاً لا أُبالي أَوَقَعْتُ على الموت أمْ وَقَعَ الموتُ عليّ"6.
لذلك، فإنّ التزامنا بأهل البيت وارتباطنا بهم، يفرض علينا أن نكون مثلهم، وأن نتحرّك بخطّهم، وأن نقتدي بهم، لأنّ التشيّع ليس خفقة قلب، ولا دمعة عين، ولكنّه التزام بالخطّ، وانطلاق نحو الهدف، وحركة في النهج، وهذا هو المعنى في أن يكون الإنسان شيعةً لأهل البيت (ع). فأهل البيت (ع) لم يعيشوا لأنفسهم، إنما عاشوا لرسالتهم ولربهم وللنّاس جميعاً، لذلك علينا أن نعيش في خطِّ أهل البيت (ع) لرسالتنا ولربنا وللناس جميعاً7.
[1]الزّهراء القدوة، العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض).
[2]الزّهراء القدورة.
[3]النَّدوة 1، العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض).
[4]النَّدوة 11، العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض).
[5]النَّدوة 1.
[6]الزّهراء القدوة.
[7]النَّدوة: 1.