متفرقات
28/07/2022

الدَّعوةُ في حياةِ الأئمَّةِ (ع): اختلافُ الأساليبِ ووحدةُ الهدفِ

الدَّعوةُ في حياةِ الأئمَّةِ (ع): اختلافُ الأساليبِ ووحدةُ الهدفِ
عاش الأئمَّة من أهل البيت (ع) قضيَّة الدعوة في وجدانهم وفي حياتهم، لأنَّها القضيَّة التي يحملون عبء رسالتها الشَّاملة فيما يحملون من عبء الإمامة وأثقالها، وحاولوا ـــ فيما عاشوه ـــ أن يوضحوا للنَّاس طبيعة هذه الدَّعوة، ونوعية الأسلوب الَّذي يلزم على الداعية اتّباعه في طريق الدعوة.
فكانت السيرة العمليَّة التي تمثّلت في سلوكهم الحياتي تجاه الأحداث العامّة الَّتي ترتبط بالدّين ارتباطاً وثيقاً، سواء في الأشخاص الَّذين كانوا يسيطرون على مجرى الأحداث، أو في الحركات التي تدور في نطاقها، أو في الأهداف والأساليب الَّتي تتمثّل فيها وتنطلق منها، فقد اختلف سلوك كلّ واحدٍ منهم عن الآخر فيما قام به من أعمال وفيما وقفه من مواقف، فنجد ـــ مثلاً ـــ أنَّ سلوك الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع)، يختلف في كثير من مظاهره عن سلوك الإمام الحسن (ع)، وهكذا نجد الواقع المتمثّل في ثورة الحسين (ع) يختلف كثيراً عن الواقع الحياتي لولده الإمام زين العابدين (ع)، وهكذا يبرز لنا هذا الاختلاف واضحاً جليّاً في حياة باقي الأئمّة (ع).
ولن نحتاج إلى جهدٍ طويل لنتعرَّف طبيعة هذا الاختلاف في السلوك، وهذا التنوُّع في الأساليب، فليست القضيَّة قضيَّة وجهة نظر شخصيَّة توجّه هذا الواقع، وتختلف في كلّ واحدٍ منهم عن الآخر، وليست قضيَّة مبدأ للحياة يعتنقه أحدهم دون الآخر، لأنَّ وحدة المصدر الذي ينطلقون منه، وطبيعة النَّهج الذي يسيرون عليه، ممّا لا نستطيع التشكيك في تماسكه وسلامته، فضلاً عن ملاحظة بادرة اختلاف فيه، أو أيّ مظهر للتصدّع. 
وإذاً، فلا سبيل إلى السَّير في هذا الاتجاه، والجري في هذا المجرى، بل القضية قضية أساليب، تفرض اختلافها طبيعة اختلاف الظروف الزمنيَّة والمكانيَّة وتباينها، فقد يفرض الواقع الزمني والمكاني على الإمام (ع) أن يجاهر بالثورة ويعلن تحدّيه للانحرافات عن الإسلام، وقد يفرض عليه أن يُسالِم ويصمت حيث لا تكون الثَّورة أو التحدّي طريقة واقعيَّة للعمل، بل قد يكون الأمر على العكس من ذلك، فيكون الصَّمت هو الطريق العملي الوحيد الذي يمكن سلوكه.
وقد يفرض عليه أن يكتفي بمحاولة توضيح الفكرة الإسلاميَّة وطبيعة الواقع الحيّ لأحكام الإسلام دون أن يصطدم بأحد، لأنّه يريد أن تبقى المفاهيم واضحة سليمة قبل أن تدخل ميدان الصِّراع، أو تتَّجه إلى واقع الجدال.
والاختلاف في الأساليب نتيجة اختلاف الظروف، ليس أمراً بدعاً في الحياة، بل هو من الأمور الطبيعيّة التي يفرضها الواقع الحياتي للإنسان.
ولا خطر منه ولا خوف إذا بقي ـــ كما بقي في تجربة الأئمّة (ع) ـــ منسجماً مع الخطّ العام للدين، ومنطلقاً مع أحكامه وتعاليمه.
وهكذا نستطيع أن نأخذ من هذه السيرة ـــ بشكلٍ عام ـــ درساً من دروس الدعوة، نتعلَّم فيه كيف يكون أسلوب العمل في الإسلام وطريقته في السلوك مع الآخرين في مجال الدعوة.
عاش الأئمَّة من أهل البيت (ع) قضيَّة الدعوة في وجدانهم وفي حياتهم، لأنَّها القضيَّة التي يحملون عبء رسالتها الشَّاملة فيما يحملون من عبء الإمامة وأثقالها، وحاولوا ـــ فيما عاشوه ـــ أن يوضحوا للنَّاس طبيعة هذه الدَّعوة، ونوعية الأسلوب الَّذي يلزم على الداعية اتّباعه في طريق الدعوة.
فكانت السيرة العمليَّة التي تمثّلت في سلوكهم الحياتي تجاه الأحداث العامّة الَّتي ترتبط بالدّين ارتباطاً وثيقاً، سواء في الأشخاص الَّذين كانوا يسيطرون على مجرى الأحداث، أو في الحركات التي تدور في نطاقها، أو في الأهداف والأساليب الَّتي تتمثّل فيها وتنطلق منها، فقد اختلف سلوك كلّ واحدٍ منهم عن الآخر فيما قام به من أعمال وفيما وقفه من مواقف، فنجد ـــ مثلاً ـــ أنَّ سلوك الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع)، يختلف في كثير من مظاهره عن سلوك الإمام الحسن (ع)، وهكذا نجد الواقع المتمثّل في ثورة الحسين (ع) يختلف كثيراً عن الواقع الحياتي لولده الإمام زين العابدين (ع)، وهكذا يبرز لنا هذا الاختلاف واضحاً جليّاً في حياة باقي الأئمّة (ع).
ولن نحتاج إلى جهدٍ طويل لنتعرَّف طبيعة هذا الاختلاف في السلوك، وهذا التنوُّع في الأساليب، فليست القضيَّة قضيَّة وجهة نظر شخصيَّة توجّه هذا الواقع، وتختلف في كلّ واحدٍ منهم عن الآخر، وليست قضيَّة مبدأ للحياة يعتنقه أحدهم دون الآخر، لأنَّ وحدة المصدر الذي ينطلقون منه، وطبيعة النَّهج الذي يسيرون عليه، ممّا لا نستطيع التشكيك في تماسكه وسلامته، فضلاً عن ملاحظة بادرة اختلاف فيه، أو أيّ مظهر للتصدّع. 
وإذاً، فلا سبيل إلى السَّير في هذا الاتجاه، والجري في هذا المجرى، بل القضية قضية أساليب، تفرض اختلافها طبيعة اختلاف الظروف الزمنيَّة والمكانيَّة وتباينها، فقد يفرض الواقع الزمني والمكاني على الإمام (ع) أن يجاهر بالثورة ويعلن تحدّيه للانحرافات عن الإسلام، وقد يفرض عليه أن يُسالِم ويصمت حيث لا تكون الثَّورة أو التحدّي طريقة واقعيَّة للعمل، بل قد يكون الأمر على العكس من ذلك، فيكون الصَّمت هو الطريق العملي الوحيد الذي يمكن سلوكه.
وقد يفرض عليه أن يكتفي بمحاولة توضيح الفكرة الإسلاميَّة وطبيعة الواقع الحيّ لأحكام الإسلام دون أن يصطدم بأحد، لأنّه يريد أن تبقى المفاهيم واضحة سليمة قبل أن تدخل ميدان الصِّراع، أو تتَّجه إلى واقع الجدال.
والاختلاف في الأساليب نتيجة اختلاف الظروف، ليس أمراً بدعاً في الحياة، بل هو من الأمور الطبيعيّة التي يفرضها الواقع الحياتي للإنسان.
ولا خطر منه ولا خوف إذا بقي ـــ كما بقي في تجربة الأئمّة (ع) ـــ منسجماً مع الخطّ العام للدين، ومنطلقاً مع أحكامه وتعاليمه.
وهكذا نستطيع أن نأخذ من هذه السيرة ـــ بشكلٍ عام ـــ درساً من دروس الدعوة، نتعلَّم فيه كيف يكون أسلوب العمل في الإسلام وطريقته في السلوك مع الآخرين في مجال الدعوة.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية