تربوية
13/04/2015

ابني يرهق حياتنا ببكائه المستمرّ!

ابني يرهق حياتنا ببكائه المستمرّ!


المجيب عن الاستشارة: المتخصِّصة في التقييم التربويّ والسلوكيّ، ميرنا جراب.



استشارة..

لديَّ مشكلة مع ابني الوحيد البالغ من العمر ثلاث سنوات، وهذه المشكلة تكاد تفسد حياتي وحياة زوجي، فقد أصبحنا نخشى كلَّ شيء؛ السّفر، والخروج للتنزّه أو التسوّق، لأنّنا نعلم أنَّ ابننا سوف يفسد علينا متعة أيّ شي، وسينتهي بنا المطاف إلى الصّراخ والعصبيَّة، والعودة إلى البيت بمزاجٍ في غاية السّوء.

ومشكلته الأساسيَّة هي البكاء على كلّ شي من دون استثناء، وليس البكاء العادي، بل البكاء الهستيريّ المترافق مع الصّراخ والسّقوط على الأرض، وهو لا يتوقّف عن البكاء أبداً إلا بالضّرب، أو بعزله في غرفة أخرى لمدّة معيّنة. وبعد سكوته، يجلس لمدّةٍ لا تتجاوز خمس دقائق، ثم يخترع سبباً آخر ليبكي عليه، وهو لا يستمع إلينا، مهما حاولنا معه، كما أنّه لا يعاني أيّ مشكلة في الكلام، بل إنه يتكلّم العربيّة والإنجليزيّة.

وأشير إلى أنّنا لم نقم بتدليله لأنّه الابن الأوَّل، بل كنَّا نظهر له الحبّ دائماً بالطَّريقة الملائمة. وقد جرَّبنا معه الكلام والإقناع، والمعاقبة بالجلوس في زاوية، أو على كرسيّ العقاب لمدّة معيَّنة، وحتى الضّرب والتّهديد والتّخويف، وبلا جدوى.

المشكلة أنّنا نشعر بأنّنا نظلمه بعدم فهم مشكلته، وقد بدأنا نفقد الرّغبة في القيام بأيّ نشاطٍ معه، كما نشعر بندمٍ عظيمٍ بعد ضربه أو الصّراخ عليه، ولكن أحياناً لا نكون قادرين على السَّيطرة على أنفسنا، وخصوصاً زوجي، الّذي يفقد صوابه تماماً عندما يبدأ ابني بالبكاء بلا سبب.

وجواب..

إنَّ أسباب نوبات الغضب عند الأطفال عديدة ومتنوّعة، كاستياء الطّفل من شيءٍ معيَّن، أو حاجته إلى الأمان، وغيره من الحاجات النفسيَّة الأخرى، إضافةً إلى محاولة فرض سلوكٍ معيَّنٍ يستميل من خلاله الأهل للرّضوخ إلى مطالبه.

مهما كان السَّبب وراء هذا السّلوك السلبيّ، فالمعالجة بالطَّبع لا تكون أبداً من خلال الضَّرب، لأنه كما تعلمين، لا يجدي نفعاً، إضافةً إلى أنّه يترك انطباعاً سلبيّاً، بل ضارّاً عند الطّفل، بأنّه غير محبوب، بل مكروه وغير مرغوب فيه. 

فالمطلوب هو معالجة السّلوك، وليس معاقبة الطّفل نفسه، كما أنَّ السّيطرة على النّفس من قبل الأهل مطلوبة إلى أقصى الحدود.

عليك إقامة تواصل فعليّ مع طفلك، فعندما يبكي أو يصل إلى حدّ الغضب الشَّديد، عليك بمعالجة المشكلة تدريجيّاً، ويمكنك البدء بمعانقته ليشعر بالأمان، بدل ضربه، فذلك يشعره بالأمان والاطمئنان، فإذا نجحت المحاولة، فذلك دليلٌ على أنه يريد بعض الحنان والاهتمام، فمعرفة حاجات الطّفل في الوقت الّذي تحدث نوبة الغضب، هي الحلّ في أغلب الأوقات.  

أيضاً، يمكنك محاولة كشف السّبب الكامن وراء هذا السّلوك، من خلال التساؤلات التّالية: هل هو منزعج من شيء معيّن؟ هل يشعر بالتّعب مثلاً لأنَّ النّزهة طويلة، أم أنَّ المكان مزدحم وانتابه شعور بعدم الأمان؟ هل تهيَّأ نفسيّاً للخروج معكما، وشرحت له مثلاً إلى أين أنتم ذاهبون؟ ولماذا؟ وما الّذي ستقومون به؟

كلّ هذه التّساؤلات وغيرها قد تكون أحد الأسباب الَّتي تدفع بطفلك إلى الشّعور بالغضب، فالطّفل بحاجةٍ إلى الاستعداد النفسيّ قبل القيام بأيِّ عمل، كما أنَّ بعض الأطفال يخافون التّواجد في المجتمعات الكبيرة خارج البيئة المنزليّة. وأحياناً، بعض الأطفال في هذه السنّ، يكونون قد ارتادوا المدرسة للسنة الأولى، ما يسبِّب لهم تواصلاً اجتماعيّاً مختلفاً عن البيئة المنزليَّة، وبالتّالي، يكون هناك نوع من التَّنافس مع أقرانهم، بسبب المشاركة الجماعيَّة في إطار البيئة الصفيّة، قد يؤدِّي في بعض الأحيان إلى نوعٍ من عدم الارتياح، وبما أنَّ الأطفال الصِّغار لا يعبّرون عن مشاكلهم مثل الأولاد الأكبر سنّاً، يصبحون عدائيِّين بعض الشَّيء.

فالمطلوب تعزيز التّواصل بينكما وبين طفلكما، لتتمكَّنا من فهمه، وبالتّالي، لتصلا إلى حلِّ مشاكله بالطَّريقة المناسبة.


المجيب عن الاستشارة: المتخصِّصة في التقييم التربويّ والسلوكيّ، ميرنا جراب.



استشارة..

لديَّ مشكلة مع ابني الوحيد البالغ من العمر ثلاث سنوات، وهذه المشكلة تكاد تفسد حياتي وحياة زوجي، فقد أصبحنا نخشى كلَّ شيء؛ السّفر، والخروج للتنزّه أو التسوّق، لأنّنا نعلم أنَّ ابننا سوف يفسد علينا متعة أيّ شي، وسينتهي بنا المطاف إلى الصّراخ والعصبيَّة، والعودة إلى البيت بمزاجٍ في غاية السّوء.

ومشكلته الأساسيَّة هي البكاء على كلّ شي من دون استثناء، وليس البكاء العادي، بل البكاء الهستيريّ المترافق مع الصّراخ والسّقوط على الأرض، وهو لا يتوقّف عن البكاء أبداً إلا بالضّرب، أو بعزله في غرفة أخرى لمدّة معيّنة. وبعد سكوته، يجلس لمدّةٍ لا تتجاوز خمس دقائق، ثم يخترع سبباً آخر ليبكي عليه، وهو لا يستمع إلينا، مهما حاولنا معه، كما أنّه لا يعاني أيّ مشكلة في الكلام، بل إنه يتكلّم العربيّة والإنجليزيّة.

وأشير إلى أنّنا لم نقم بتدليله لأنّه الابن الأوَّل، بل كنَّا نظهر له الحبّ دائماً بالطَّريقة الملائمة. وقد جرَّبنا معه الكلام والإقناع، والمعاقبة بالجلوس في زاوية، أو على كرسيّ العقاب لمدّة معيَّنة، وحتى الضّرب والتّهديد والتّخويف، وبلا جدوى.

المشكلة أنّنا نشعر بأنّنا نظلمه بعدم فهم مشكلته، وقد بدأنا نفقد الرّغبة في القيام بأيّ نشاطٍ معه، كما نشعر بندمٍ عظيمٍ بعد ضربه أو الصّراخ عليه، ولكن أحياناً لا نكون قادرين على السَّيطرة على أنفسنا، وخصوصاً زوجي، الّذي يفقد صوابه تماماً عندما يبدأ ابني بالبكاء بلا سبب.

وجواب..

إنَّ أسباب نوبات الغضب عند الأطفال عديدة ومتنوّعة، كاستياء الطّفل من شيءٍ معيَّن، أو حاجته إلى الأمان، وغيره من الحاجات النفسيَّة الأخرى، إضافةً إلى محاولة فرض سلوكٍ معيَّنٍ يستميل من خلاله الأهل للرّضوخ إلى مطالبه.

مهما كان السَّبب وراء هذا السّلوك السلبيّ، فالمعالجة بالطَّبع لا تكون أبداً من خلال الضَّرب، لأنه كما تعلمين، لا يجدي نفعاً، إضافةً إلى أنّه يترك انطباعاً سلبيّاً، بل ضارّاً عند الطّفل، بأنّه غير محبوب، بل مكروه وغير مرغوب فيه. 

فالمطلوب هو معالجة السّلوك، وليس معاقبة الطّفل نفسه، كما أنَّ السّيطرة على النّفس من قبل الأهل مطلوبة إلى أقصى الحدود.

عليك إقامة تواصل فعليّ مع طفلك، فعندما يبكي أو يصل إلى حدّ الغضب الشَّديد، عليك بمعالجة المشكلة تدريجيّاً، ويمكنك البدء بمعانقته ليشعر بالأمان، بدل ضربه، فذلك يشعره بالأمان والاطمئنان، فإذا نجحت المحاولة، فذلك دليلٌ على أنه يريد بعض الحنان والاهتمام، فمعرفة حاجات الطّفل في الوقت الّذي تحدث نوبة الغضب، هي الحلّ في أغلب الأوقات.  

أيضاً، يمكنك محاولة كشف السّبب الكامن وراء هذا السّلوك، من خلال التساؤلات التّالية: هل هو منزعج من شيء معيّن؟ هل يشعر بالتّعب مثلاً لأنَّ النّزهة طويلة، أم أنَّ المكان مزدحم وانتابه شعور بعدم الأمان؟ هل تهيَّأ نفسيّاً للخروج معكما، وشرحت له مثلاً إلى أين أنتم ذاهبون؟ ولماذا؟ وما الّذي ستقومون به؟

كلّ هذه التّساؤلات وغيرها قد تكون أحد الأسباب الَّتي تدفع بطفلك إلى الشّعور بالغضب، فالطّفل بحاجةٍ إلى الاستعداد النفسيّ قبل القيام بأيِّ عمل، كما أنَّ بعض الأطفال يخافون التّواجد في المجتمعات الكبيرة خارج البيئة المنزليّة. وأحياناً، بعض الأطفال في هذه السنّ، يكونون قد ارتادوا المدرسة للسنة الأولى، ما يسبِّب لهم تواصلاً اجتماعيّاً مختلفاً عن البيئة المنزليَّة، وبالتّالي، يكون هناك نوع من التَّنافس مع أقرانهم، بسبب المشاركة الجماعيَّة في إطار البيئة الصفيّة، قد يؤدِّي في بعض الأحيان إلى نوعٍ من عدم الارتياح، وبما أنَّ الأطفال الصِّغار لا يعبّرون عن مشاكلهم مثل الأولاد الأكبر سنّاً، يصبحون عدائيِّين بعض الشَّيء.

فالمطلوب تعزيز التّواصل بينكما وبين طفلكما، لتتمكَّنا من فهمه، وبالتّالي، لتصلا إلى حلِّ مشاكله بالطَّريقة المناسبة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية