الإمامُ زينُ العابدين (ع) يستنكرُ الطّبقيَّة في الزّواجِ

الإمامُ زينُ العابدين (ع) يستنكرُ الطّبقيَّة في الزّواجِ

يثير الإمام زين العابدين (ع) مسألة هي محلّ ابتلائنا، ألا وهي قضيّة الطبقيّة في الزواج.

فمن الشائع أنَّه إذا كان هناك شخصٌ من عائلة كبيرة، وجاءه شخصٌ من عائلة متواضعة يخطب ابنته، فإنَّ العائلة كلَّها تستنكر ذلك عليه، أو العكس.

فلنقرأ ما جرى من حوارٍ بين الإمام زين العابدين (ع) وبين عبد الملك بن مروان، أحد خلفاء بني أميّة. يقول المؤرّخون: "إنَّ عليَّ بن الحسين (ع) تزوَّج أمَةً كانت للحسن بن عليّ (ع)، فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان، فكتب إليه في ذلك كتاباً: "إنَّك صرتَ بَعْلَ الإماء"، فكأنَّه يريد أن يقول له، بأنَّه قد أسقط مكانته وشرفه، فكتب إليه عليّ بن الحسين (ع): "إنَّ اللهَ رفع بالإسلام الخسيسة، وأتمَّ به النَّاقصة، فأكرم به من اللّؤم، فلا لؤم على مسلم، إنَّما اللّؤم لؤمُ الجاهليّة"1. فعندما يصبح الإنسان مسلماً، فإنَّ كلَّ خسَّة نَسَب ترتفع، لأنَّه عندما يُسلم لله، يكون قريباً من الله، ومَنْ كان قريباً من الله، فأيُّ شرف أعظم من هذا الشَّرف؟!

وقد عبَّر الإمام (ع) في أحد أدعيته عن هذا المفهوم، فقال: "فإنَّ الشَّريف مَنْ شرّفته طاعتُك، وإنَّ العزيز مَنْ أعزَّته عبادتك"2.. وهذه هي القيمة، كلُّ القيمة.

فلمّا انتهى الكتاب إلى عبد الملك، قال لمن عنده: "أخبروني عن رجلٍ إذا أتى ما يضع النَّاس لم يزده إلا شرفاً؟ قالوا: ذاك أمير المؤمنين، ويقصدون عبد الملك، فقال: لا والله ما هو ذاك. قالوا: ما نعرف إلَّا أمير المؤمنين. قال: فلا والله ما هو بأمير المؤمنين، ولكنَّه عليّ بن الحسين"3.

* من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)، ج2.

[1]بحار الأنوار، العلَّامة المجلسي، ج46، ص 105.

[2]الصحيفة السجادية، دعاؤه (ع) في الرّضا إذا نظر إلى أهل الدّنيا.

[3]بحار الأنوار: ج 46، ص 105.

يثير الإمام زين العابدين (ع) مسألة هي محلّ ابتلائنا، ألا وهي قضيّة الطبقيّة في الزواج.

فمن الشائع أنَّه إذا كان هناك شخصٌ من عائلة كبيرة، وجاءه شخصٌ من عائلة متواضعة يخطب ابنته، فإنَّ العائلة كلَّها تستنكر ذلك عليه، أو العكس.

فلنقرأ ما جرى من حوارٍ بين الإمام زين العابدين (ع) وبين عبد الملك بن مروان، أحد خلفاء بني أميّة. يقول المؤرّخون: "إنَّ عليَّ بن الحسين (ع) تزوَّج أمَةً كانت للحسن بن عليّ (ع)، فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان، فكتب إليه في ذلك كتاباً: "إنَّك صرتَ بَعْلَ الإماء"، فكأنَّه يريد أن يقول له، بأنَّه قد أسقط مكانته وشرفه، فكتب إليه عليّ بن الحسين (ع): "إنَّ اللهَ رفع بالإسلام الخسيسة، وأتمَّ به النَّاقصة، فأكرم به من اللّؤم، فلا لؤم على مسلم، إنَّما اللّؤم لؤمُ الجاهليّة"1. فعندما يصبح الإنسان مسلماً، فإنَّ كلَّ خسَّة نَسَب ترتفع، لأنَّه عندما يُسلم لله، يكون قريباً من الله، ومَنْ كان قريباً من الله، فأيُّ شرف أعظم من هذا الشَّرف؟!

وقد عبَّر الإمام (ع) في أحد أدعيته عن هذا المفهوم، فقال: "فإنَّ الشَّريف مَنْ شرّفته طاعتُك، وإنَّ العزيز مَنْ أعزَّته عبادتك"2.. وهذه هي القيمة، كلُّ القيمة.

فلمّا انتهى الكتاب إلى عبد الملك، قال لمن عنده: "أخبروني عن رجلٍ إذا أتى ما يضع النَّاس لم يزده إلا شرفاً؟ قالوا: ذاك أمير المؤمنين، ويقصدون عبد الملك، فقال: لا والله ما هو ذاك. قالوا: ما نعرف إلَّا أمير المؤمنين. قال: فلا والله ما هو بأمير المؤمنين، ولكنَّه عليّ بن الحسين"3.

* من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)، ج2.

[1]بحار الأنوار، العلَّامة المجلسي، ج46، ص 105.

[2]الصحيفة السجادية، دعاؤه (ع) في الرّضا إذا نظر إلى أهل الدّنيا.

[3]بحار الأنوار: ج 46، ص 105.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية