درس الشّهيد مطهّري الفلسفةَ بعمق، لا ليغرقَ في الكتب الفلسفيَّة الَّتي تتحدّث عن آفاق الفلاسفة الإشراقيّين والمشَّائين، ليعيش الفلسفة في التَّاريخ، تماماً كالَّذين يدرسون الأسفار، ويدرسون فلسفة ابن سينا، أو يدرسون فلسفة أفلاطون وما إلى ذلك، من أجل أن يكون علماً يديرون الفكر فيه دون أن يقتربوا من الواقع.
كان يدرس الفلسفة لأنّه كان يشعر بأنّ ساحة الصِّراع التي يخوضها من خلال فكره الرسالي الإسلامي الحركيّ، تحتاج إلى أن يقتحم كلّ الفلسفات، لأنّه كمفكّر يرى أنّه لا محرَّمات في الفكر.
لا يمكن أن تقول لمفكِّر يَحرُم عليك أن تقتحم هذا الفكر لتناقشه أو لتدرسه، لأنّ معنى أن ينمو الفكر، هو أن ينطلق في كلّ ما تحرّك فيه الإنسان من قضاياه، ثمَّ تكون المسألة أنَّ الفكر الأقوى هو الَّذي يربح المعركة. الَّذين يحرّمون الفكر هم الَّذين يخافون من الفكر.. ربّما تكون الإنسان الَّذي لا يملك أن يفكّر، حاول أن تعطي نفسك شيئاً من التَّدريب، لتقتحم الأفكار الأخرى...
أمّا أن تقول لإنسانٍ يريد أن ينطلق ليقيم لنفسه مقوِّمات الشخصيَّة الفكريَّة، حرام عليك أن تفكّر...! قد تستطيع أن تقول لإنسان حرام عليك أن تأكل هذا، أمَّا حرام عليك أن تناقش فكراً، فهذا معناه أنّك تريد أن تجمِّد فكر هذا الإنسان، وحتَّى لو خاف هذا الإنسان منك أن يفكِّر فيما حرَّمته عليه، سوف يحاول أن يستغفلك، أو أن يلجأ إلى السريَّة الَّتي يصنع فيها لنفسه الحرية التي يريدها.
وهكذا رأيناه في كلّ التّراث الَّذي تركه، انطلق من دراسته للفلسفة القديمة، وعاش في رحاب العلَّامة الكبير المفسِّر المفكّر الفيلسوف السيِّد محمّد حسين الطباطبائي، الَّذي كان يعيش الفكر الفلسفيّ برحابته، كما كان يعيش الفكر القرآنيَّ بكلِّ سموِّه ورحابته.. انطلق معه ليتدارسا، وليتعلَّم وليعلِّق، وينشر ثمرة هذه المعرفة في كتابه "أصول الفلسفة".
لقد أخذ الشَّهيد المطهَّري بكلِّ أسباب الفكر الفلسفي الحديث، فلم يقتصر على الفلسفة التي تتحرَّك في المطلق، ولكنَّه عاشَ الفلسفة الَّتي تحوَّلت إلى نهج للحياة، وتحوَّلت إلى تيّار للفكر وتيّار للواقع السياسيّ، وقد واجه الفلسفة الماركسيَّة بكلِّ قوَّة ومسؤوليَّة، واستطاع، فيما قرأناه من فكره، أن ينتصر عليها، سواء في ذلك الفلسفة الَّتي تنطلق من صراع الماديَّة والروحيَّة، أو تلك التي تتحدَّث عن فلسفة الواقع والتَّاريخ، وحركة الانسان في حياته كلِّها...
*من دراسة قدِّمت خلال مؤتمر دوليّ عقد في دمشق بدعوة من المستشاريَّة الثقافيَّة إلإيرانية في العام 1991م.
درس الشّهيد مطهّري الفلسفةَ بعمق، لا ليغرقَ في الكتب الفلسفيَّة الَّتي تتحدّث عن آفاق الفلاسفة الإشراقيّين والمشَّائين، ليعيش الفلسفة في التَّاريخ، تماماً كالَّذين يدرسون الأسفار، ويدرسون فلسفة ابن سينا، أو يدرسون فلسفة أفلاطون وما إلى ذلك، من أجل أن يكون علماً يديرون الفكر فيه دون أن يقتربوا من الواقع.
كان يدرس الفلسفة لأنّه كان يشعر بأنّ ساحة الصِّراع التي يخوضها من خلال فكره الرسالي الإسلامي الحركيّ، تحتاج إلى أن يقتحم كلّ الفلسفات، لأنّه كمفكّر يرى أنّه لا محرَّمات في الفكر.
لا يمكن أن تقول لمفكِّر يَحرُم عليك أن تقتحم هذا الفكر لتناقشه أو لتدرسه، لأنّ معنى أن ينمو الفكر، هو أن ينطلق في كلّ ما تحرّك فيه الإنسان من قضاياه، ثمَّ تكون المسألة أنَّ الفكر الأقوى هو الَّذي يربح المعركة. الَّذين يحرّمون الفكر هم الَّذين يخافون من الفكر.. ربّما تكون الإنسان الَّذي لا يملك أن يفكّر، حاول أن تعطي نفسك شيئاً من التَّدريب، لتقتحم الأفكار الأخرى...
أمّا أن تقول لإنسانٍ يريد أن ينطلق ليقيم لنفسه مقوِّمات الشخصيَّة الفكريَّة، حرام عليك أن تفكّر...! قد تستطيع أن تقول لإنسان حرام عليك أن تأكل هذا، أمَّا حرام عليك أن تناقش فكراً، فهذا معناه أنّك تريد أن تجمِّد فكر هذا الإنسان، وحتَّى لو خاف هذا الإنسان منك أن يفكِّر فيما حرَّمته عليه، سوف يحاول أن يستغفلك، أو أن يلجأ إلى السريَّة الَّتي يصنع فيها لنفسه الحرية التي يريدها.
وهكذا رأيناه في كلّ التّراث الَّذي تركه، انطلق من دراسته للفلسفة القديمة، وعاش في رحاب العلَّامة الكبير المفسِّر المفكّر الفيلسوف السيِّد محمّد حسين الطباطبائي، الَّذي كان يعيش الفكر الفلسفيّ برحابته، كما كان يعيش الفكر القرآنيَّ بكلِّ سموِّه ورحابته.. انطلق معه ليتدارسا، وليتعلَّم وليعلِّق، وينشر ثمرة هذه المعرفة في كتابه "أصول الفلسفة".
لقد أخذ الشَّهيد المطهَّري بكلِّ أسباب الفكر الفلسفي الحديث، فلم يقتصر على الفلسفة التي تتحرَّك في المطلق، ولكنَّه عاشَ الفلسفة الَّتي تحوَّلت إلى نهج للحياة، وتحوَّلت إلى تيّار للفكر وتيّار للواقع السياسيّ، وقد واجه الفلسفة الماركسيَّة بكلِّ قوَّة ومسؤوليَّة، واستطاع، فيما قرأناه من فكره، أن ينتصر عليها، سواء في ذلك الفلسفة الَّتي تنطلق من صراع الماديَّة والروحيَّة، أو تلك التي تتحدَّث عن فلسفة الواقع والتَّاريخ، وحركة الانسان في حياته كلِّها...
*من دراسة قدِّمت خلال مؤتمر دوليّ عقد في دمشق بدعوة من المستشاريَّة الثقافيَّة إلإيرانية في العام 1991م.