لما كان الهدف من الزواج في الإسلام هو استمرار النسل وبناء أسرة صالحة، فإنه لا بد لتحقيق هذا الهدف من قيام العلاقة الزوجية على أساس متين من التعاون والتفاهم والمودة، وهي أمور لا تتحقّق إلا مع توفر قدر كبير من الإنسجام مع الآخر والقبول به، وجميع ذلك يستلزم توفر عدد من الصفات تحقّق الإنسجام وتعمق المودة وتغني العلاقات الإنسانية وتقدم للحياة نسلاً أصيلاً وقوياً؛ وقد حرصت الشريعة في ما أوجبت توفره من الصفات في كلا الزوجين أو في أحدهما، أو ندبت إليه منها، على أن تؤسس لعلاقة زوجية إنسانية وأخلاقية كريمة تنحو نحو تعزيز القيم الإسلامية الفضلى وتحقيق الأهداف النبيلة، سواء ما يرجع منها إلى الكفاءة الدينية، أو إلى رفض الزواج من المحارم ومن في حكمهم ممن يؤدي الزواج منه إلى إضعاف النسل وإرباك العلاقات الأسرية، أو ما يرجع إلى حصر الزواج بالمرأة الخلية، دون المتزوجة فعلاً ودون من هي في فترة العدة، أو غير ذلك من الصفات التي لحظها التشريع واعتنى بها، وهي ما سوف نستعرضه في ثلاثة مباحث، وخاتمة، على النحو التالي: