(الكَفَّارة) في اللغة: إسم من (فَعَّالة) من صيغ المبالغة، تجمع على: كفارات، جمع مؤنث سالماً، وهي في الشرع: (إسم لما يستغفر به الآثم أو المخطىء من صدقة أو صوم أو نحوهما). ولعلها مأخوذة من: (كَفَر) الشَّيءَ، أي: ستره وغطاه، فكأنَّ ما يقدِّمُه المذنبُ من صدقة أو صوم ساتر لذنبه ومساعد على زواله أو التخفيف من آثاره.
ثم إنها لما كانت واجبة في بعض المعاصي دون بعضها الآخر، وواجبة على بعض الأفعال الخاطئة مما لا إثم عليه، كقتل الخطأ، دون بعضها الآخر، فالظاهر أن الهدف منها هو تشديد الروادع عن بعض المعاصي التي يهتم الشارع المقدس بعدم فعلها، كما في القتل عمداً والإفطار في الصوم الواجب، وكما في مخالفة اليمين وشبهه؛ وكذا تشديد التحذير والتأنيب على بعض الأخطاء التي لا يصح للمكلف التورط فيها ولو عن عذر، كقتل الخطأ، وذلك حرصاً من الشارع على عدم تكراره من الفاعل ولزوم تَنَبُّهه وترك الاستهانة بأرواح العباد. ولعل اختلاف الكفارات فيما بينها في الأمور التي يجب التكفير بها وفي كيفية القيام بها ناشيء من مدى عظم الفعل الموجب لها وخطورته. وفيما يلي سوف نستعرض أنواع الكفارات وموجباتها وأحكام الخصال الواجبة فيها في مبحثين: