فضل الله: نلمح هجمةً أطلسيةً جديدةً على المنطقة
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على الهجمة الغربية الأطلسية على المنطقة، جاء فيها:
لقد بات من الواضح تماماً أن الحركة الدولية في المنطقة، وخصوصاً تلك التي تتحرك على هامش الحركة الأميركية، تحاول استباق الأمور حيال تبدّلات جديدة في المواقع والأدوار، بعدما دخل العالم المستكبر في دوامة حقيقية بفعل الإخفاقات التي وقع فيها في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي كان يسعى لتوسيع دائرة احتلاله وهيمنته لتشمل بقية المواقع الاستراتيجية في المنطقة العربية والإسلامية.
ولذلك، علينا أن نقرأ في تسارع الخطى الأوروبية والأميركية نحو المنطقة، وفي الزيارات المكثّفة للمسؤولين الغربيين، وخصوصاً رؤساء الدول ووزراء خارجيتهم ومبعوثيهم، محاولات حثيثة للالتفاف على واقع الممانعة والمقاومة الذي أظهرت الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة أن له امتداداته الواسعة في الأمة، وأنه لا ينحصر في نطاق مذهبي أو عرقي أو في محور سياسي معين.
وإن هذه الضغوط وهذه الحركة الأميركية والأوروبية، ينبغي أن تحفّز المحاولات الداخلية في الأمة لصناعة المزيد من عناصر القوة، من خلال السعي لترسيخ الوحدة الإسلامية وجعلها أولويةً أساسيةً في حركة العاملين في الساحات الجهادية المتعدّدة، لأننا نعتقد أن المواجهة مع المشروع الاستكباري والصهيوني، أوجدت عناصر قوة جديدة في الأمة، ولكن هذه العناصر لا تزال متناثرةً ومتباعدةً، وقد بات من الضروري إيجاد آلية للتنسيق فيما بينها، ففي الوقت الذي يعمل المشروع المضادّ على تجميع شتاته ووصل ما انقطع من عناصره بفعل تعددية المصالح بين هذه الدولة وتلك، فإن من المعيب أن لا تتضافر عناصر الأمة كلها، وخصوصاً المقاومة والممانعة فيها، في نطاق وحدوي متماسك.
إننا نلاحظ أنّ المشروع الغربي المضاد، بعناصره الأميركية والأوروبية، يحاول أن يجعل من إسرائيل المحور لحركته، ليتماسك ويتضامن تحت عنوان دعم إسرائيل والانطلاق منه للدخول في مواجهة شاملة مع الواقع العربي والإسلامي، وعلينا ـ في المقابل ـ أن نجعل من فلسطين المحور الرّئيس لحركة المشروع العربي والإسلامي الذي ندعو إلى انخراط كل عناصر التحرر العربي والإسلامي فيه، لأن المسألة الآن تتمثل باستعادة فلسطين على مستوى الحركية السياسية كمقدمة لاستعادتها عملياً، ولا يوجد في الأمة من عنوان جامع كالعنوان الفلسطيني بأبعاده الإسلامية والمسيحية والإنسانية، إضافةً إلى أن فلسطين باتت تمثل معياراً لمسألة العدالة في العالم، تماماً كما تمثل إسرائيل معيار الظلم والشر والوحشية.
إننا في الوقت الذي نؤكد وحدة الأمة بعناوينها الإسلامية والمسيحية والوطنية الجامعة، نؤكّد أيضاً المشترك الإنساني الذي يمثل القيم التي تدفعنا إلى الوقوف إلى جانب المستضعفين وأصحاب الحقوق في العالم، وخصوصاً الشعوب المقهورة والمغلوب على أمرها، وتدفع الآخرين إلى الوقوف معنا في قضايانا العادلة والمحقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
إننا نلمح هجمةً غربيةً أطلسيةً جديدةً على المنطقة تأخذ من بعض العناوين المضطربة، والمناطق التي تثار فيها المشاكل، مأرباً وحجةً للدخول إلى المنطقة على ظهر البوارج وحاملات الطائرات الأطلسية، عملاً بالنصيحة التي أسداها الأمين العام السابق للحلف الأطلسي، والذي نصح الغرب بالخروج من مشاكله الداخلية ومواجهة الإسلام كعدو تاريخي، وعلينا الانتباه إلى هذه الهجمة بمعطياتها المتنوعة، وأساليبها المتعددة، والتي تحاول أن تتخذ لنفسها مواقع احتلالية جديدة في برِّ الأمة وبحرها، تحت عناوين واهية تتصل بما يسميه هؤلاء منع تهريب السلاح لعناصر المقاومة ودول المواجهة، مع معرفتهم ـ مسبقاً ـ أن هذا السلاح ينطلق من موقع ردِّ الفعل على احتلال العدو ووحشيته وعمليات الإبادة التي يواصلها دونما حسيب أو رقيب.
إننا في الوقت الذي نريد للأمة أن تعزز عناصر وحدتها الداخلية، وأن ترصد هذه الظواهر الخطرة، وتتصدى لها بحسب المستويات التي تستدعيها حركة الهجمة الاستكبارية المضادة، نحذّر هذه المواقع الغربية التي لم تتعلم من كل المآزق الأمنية والسياسية التي أصابتها في المنطقة، من أن الواقع العربي والإسلامي لم يعد على ما كان عليه من الوهن والضعف، وبات أكثر استعداداً للمواجهة والإيذاء، وخصوصاً أن الوقت الذي كانت تتعرض فيه الأمة للضرب والتدمير دون أن تردَّ أصبح خلفنا، وأن الفوضى التي يراد نشرها في مواقع معينة، باتت مؤهلة للامتداد خارج نطاق المنطقة، وحتى أبعد من جغرافية الأمة ودولها.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 6-2-1430 هـ الموافق: 01/02/2009 م
فضل الله: نلمح هجمةً أطلسيةً جديدةً على المنطقة
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على الهجمة الغربية الأطلسية على المنطقة، جاء فيها:
لقد بات من الواضح تماماً أن الحركة الدولية في المنطقة، وخصوصاً تلك التي تتحرك على هامش الحركة الأميركية، تحاول استباق الأمور حيال تبدّلات جديدة في المواقع والأدوار، بعدما دخل العالم المستكبر في دوامة حقيقية بفعل الإخفاقات التي وقع فيها في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي كان يسعى لتوسيع دائرة احتلاله وهيمنته لتشمل بقية المواقع الاستراتيجية في المنطقة العربية والإسلامية.
ولذلك، علينا أن نقرأ في تسارع الخطى الأوروبية والأميركية نحو المنطقة، وفي الزيارات المكثّفة للمسؤولين الغربيين، وخصوصاً رؤساء الدول ووزراء خارجيتهم ومبعوثيهم، محاولات حثيثة للالتفاف على واقع الممانعة والمقاومة الذي أظهرت الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة أن له امتداداته الواسعة في الأمة، وأنه لا ينحصر في نطاق مذهبي أو عرقي أو في محور سياسي معين.
وإن هذه الضغوط وهذه الحركة الأميركية والأوروبية، ينبغي أن تحفّز المحاولات الداخلية في الأمة لصناعة المزيد من عناصر القوة، من خلال السعي لترسيخ الوحدة الإسلامية وجعلها أولويةً أساسيةً في حركة العاملين في الساحات الجهادية المتعدّدة، لأننا نعتقد أن المواجهة مع المشروع الاستكباري والصهيوني، أوجدت عناصر قوة جديدة في الأمة، ولكن هذه العناصر لا تزال متناثرةً ومتباعدةً، وقد بات من الضروري إيجاد آلية للتنسيق فيما بينها، ففي الوقت الذي يعمل المشروع المضادّ على تجميع شتاته ووصل ما انقطع من عناصره بفعل تعددية المصالح بين هذه الدولة وتلك، فإن من المعيب أن لا تتضافر عناصر الأمة كلها، وخصوصاً المقاومة والممانعة فيها، في نطاق وحدوي متماسك.
إننا نلاحظ أنّ المشروع الغربي المضاد، بعناصره الأميركية والأوروبية، يحاول أن يجعل من إسرائيل المحور لحركته، ليتماسك ويتضامن تحت عنوان دعم إسرائيل والانطلاق منه للدخول في مواجهة شاملة مع الواقع العربي والإسلامي، وعلينا ـ في المقابل ـ أن نجعل من فلسطين المحور الرّئيس لحركة المشروع العربي والإسلامي الذي ندعو إلى انخراط كل عناصر التحرر العربي والإسلامي فيه، لأن المسألة الآن تتمثل باستعادة فلسطين على مستوى الحركية السياسية كمقدمة لاستعادتها عملياً، ولا يوجد في الأمة من عنوان جامع كالعنوان الفلسطيني بأبعاده الإسلامية والمسيحية والإنسانية، إضافةً إلى أن فلسطين باتت تمثل معياراً لمسألة العدالة في العالم، تماماً كما تمثل إسرائيل معيار الظلم والشر والوحشية.
إننا في الوقت الذي نؤكد وحدة الأمة بعناوينها الإسلامية والمسيحية والوطنية الجامعة، نؤكّد أيضاً المشترك الإنساني الذي يمثل القيم التي تدفعنا إلى الوقوف إلى جانب المستضعفين وأصحاب الحقوق في العالم، وخصوصاً الشعوب المقهورة والمغلوب على أمرها، وتدفع الآخرين إلى الوقوف معنا في قضايانا العادلة والمحقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
إننا نلمح هجمةً غربيةً أطلسيةً جديدةً على المنطقة تأخذ من بعض العناوين المضطربة، والمناطق التي تثار فيها المشاكل، مأرباً وحجةً للدخول إلى المنطقة على ظهر البوارج وحاملات الطائرات الأطلسية، عملاً بالنصيحة التي أسداها الأمين العام السابق للحلف الأطلسي، والذي نصح الغرب بالخروج من مشاكله الداخلية ومواجهة الإسلام كعدو تاريخي، وعلينا الانتباه إلى هذه الهجمة بمعطياتها المتنوعة، وأساليبها المتعددة، والتي تحاول أن تتخذ لنفسها مواقع احتلالية جديدة في برِّ الأمة وبحرها، تحت عناوين واهية تتصل بما يسميه هؤلاء منع تهريب السلاح لعناصر المقاومة ودول المواجهة، مع معرفتهم ـ مسبقاً ـ أن هذا السلاح ينطلق من موقع ردِّ الفعل على احتلال العدو ووحشيته وعمليات الإبادة التي يواصلها دونما حسيب أو رقيب.
إننا في الوقت الذي نريد للأمة أن تعزز عناصر وحدتها الداخلية، وأن ترصد هذه الظواهر الخطرة، وتتصدى لها بحسب المستويات التي تستدعيها حركة الهجمة الاستكبارية المضادة، نحذّر هذه المواقع الغربية التي لم تتعلم من كل المآزق الأمنية والسياسية التي أصابتها في المنطقة، من أن الواقع العربي والإسلامي لم يعد على ما كان عليه من الوهن والضعف، وبات أكثر استعداداً للمواجهة والإيذاء، وخصوصاً أن الوقت الذي كانت تتعرض فيه الأمة للضرب والتدمير دون أن تردَّ أصبح خلفنا، وأن الفوضى التي يراد نشرها في مواقع معينة، باتت مؤهلة للامتداد خارج نطاق المنطقة، وحتى أبعد من جغرافية الأمة ودولها.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 6-2-1430 هـ الموافق: 01/02/2009 م