دعا في لقاء مع «الوسط» إلى حوار هادىء بمشاركة الجميع لتطوير التجربة السياسية فضل الله: نطالب الأطراف البحرينية بتكريس خيار الوحدة والابتعاد عن الطائفية

دعا في لقاء مع «الوسط» إلى حوار هادىء بمشاركة الجميع لتطوير التجربة السياسية فضل الله:  نطالب الأطراف البحرينية بتكريس خيار الوحدة والابتعاد عن الطائفية

دعا في لقاء مع «الوسط» إلى حوار هادىء بمشاركة الجميع لتطوير التجربة السياسية

فضل الله:  نطالب الأطراف البحرينية بتكريس خيار الوحدة والابتعاد عن الطائفية


أجرت جريدة "الوسط" البحرينية حواراً مع سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، تمحور حول الأوضاع في البحرين، حيث قال: "إنّ رهاننا كبير على كلّ العقلاء في البحرين، وثقتنا كبيرة بجميع الأطراف، وندعو الأحبّة في البحرين إلى تأسيس إطارات للحوار بين البحرينيين بعيداً عن جميع الإثارات الطائفية".

كما شدد سماحته على أنّ "إعلاء كلمة الوحدة وتجسيدها في الواقع يُعدّ واجباً إلهياً، وهذه مسؤولية الجميع، وخصوصاً الجماعات المعتدلة التي تملك رشداً ووعياً وإدراكاً لأهمية التلاقي وتلافي أية أزمات مستوردة من الفتنة التي يُراد إشعالُها في المنطقة".

وأشار السيد فضل الله، إلى وجود عنصرين ترتكز عليهما الفتنة الطائفية في المنطقة، وأوضح أنّ "العنصر الأوّل هو التخلّف الذهني الموجود عند بعض الشيعة والسنة الذين يعيشون في الماضي والتاريخ، ولا ينفتحون على مسألة الحوار التي هي حاجة إنسانية وإسلامية، مع أنّ الحوار هو السبيل للوصول إلى النتائج".

ولفت السيد فضل الله، إلى أنّ "الحوار ليس من الضروري أنْ يصل إلى الوحدة، بل يكفي أن يؤدّي إلى التقارب والانسجام والوقوف على مواقع اللقاء كما يدعو إلى ذلك القرآن: {قلْ يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء} [آل عمران:64]، وإذا كان الوحي القرآني يدعونا إلى الحوار والتفاهم مع غير المسلمين، فالأولى والمقدم هو الحوار بين المسلمين أنفسهم، وهذا الحوار بات ضرورةً وليس ترفاً".

وأكد العلاّمة فضل الله، "أنّ ما يتفق عليه السنة والشيعة هو ثمانون في المئة، وهذه هي مساحة المشتركات الكبيرة التي ينبغي العمل من خلالها واستثمارها، ويجب أنْ تكرس كلّ الجهود وتعمل كلّ الأيدي من أجل إنجاح الانسجام الإسلامي".

وأشار سماحته، إلى أنّ "العنصر الآخر الذي يسهم في إشعال وقود الفتنة الطائفية في المنطقة، هو بعض القوى الدولية التي تعمل من خلال المواقع التابعة لسياساتها على إذكاء الانقسام، لأنّها من خلال هذه الطريقة، تنقل المسلمين من مواجهة الخطط التي تُحاك ضدهم، إلى مواجهة بعضهم بعضاً. لذا يجب أن نكون على مستوى الوعي الذي يؤهِّلنا لمواجهة تحديات الواقع الذي يفرضه الآخرون على مجتمعاتنا".

وأعاد السيد فضل الله التذكير بفتاواه السابقة التي حرّم فيها سبّ الصحابة أو الإساءة إليهم، وكذلك أمهات المؤمنين، تحت أيّ اعتبار من الاعتبارات، قائلاً: "إنّ كل مَنْ يعمل على إثارة الفتنة في الواقع الإسلامي، فإنه يخدم المشاريع الاستكبارية الساعية إلى تدمير الإسلام والكيان الإسلامي كلّه، وكذلك فإنّ أية إساءات قد تنطلق من هذا الموقع أو ذاك، سوف تجرّ الشعوب إلى المنزلق الخطير ذاته".

ودعا العلاّمة فضل الله حكومات المنطقة إلى المزيد من العمل، من أجل ترسيخ ثقافة التعايش وروح الحوار، مُشيداً في هذا الصدد بمؤتمر الحوار بين الأديان الذي شهدته المملكة العربية السعودية أخيراً.

وحمّل السيد فضل الله المثقفين مسؤولية توعية الشعوب بمخاطر الفتنة الطائفية، قائلاً: "نحن نعتقد أنّ هذه هي مسؤولية المثقفين، سواء كانوا من علماء الدين أو من غيرهم، وهؤلاء المثقفون يتحمّلون دوراً كبيراً في عملية توعية الشعوب والابتعاد عن القضايا التي من شأنها أنْ تثير الانقسام والتفرقة بين المسلمين وتخلق وقوداً للفتنة بين أبناء المنطقة والوطن الواحد".

ورداً على سؤال حول الواقع البحريني في ضوء التحديات الطائفية في المنطقة، دعا سماحته إلى "تأسيس إطارات للحوار بين البحرينيين بعيداً عن الإثارات الطائفية، وهذه هي مسؤولية الجماعات المعتدلة التي تملك رشداً وإدراكاً لأهمية التلاقي وتلافي أية أزمات مستوردة من الفتنة التي يُراد إشعالُها في المنطقة، ونحن نراهن على الأصوات العقلائية في جميع الفئات".

وبشأن تقييمه للوضع السياسي في البحرين، بعد مرور عامين على مشاركة المعارضة في الانتخابات البرلمانية، قال السيد فضل الله: "إننا، وفي الوقت الذي شجّعنا خيار المشاركة في العملية السياسية والابتعاد عن حالات الانفعال، نؤكّد ضرورة أنْ تكون المؤسسة التشريعية هي الإطار المنوط به إصدار القوانين وإصلاحها بطريقة أكثر توازناً في تمثيل الواقع الشعبي، ويجب أنْ تكون المؤسسة التشريعية معبّرة عن صوت الإرادة الشعبية وحدَها في القضايا المختلفة.

كما دعا سماحته إلى "حوار هادئ وموضوعي وبنّاء بمشاركة جميع الأطراف، لوضع سبل تطوير التجربة السياسية الجديدة في البحرين، والدفع بها قدماً إلى الأمام، بحيث يعكس هذا الحوار حركة التمثيل الشعبي الحقيقي بعيداً عن أية تدخلات أخرى، مشيراً إلى أنّ أية مشاركة سياسية لابدّ من أن تعكس واقع التمثيل الشعبي بشكل عادل".

بيروت ـ حيدر محمّد

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 15 رجب 1429 هـ  الموافق: 18/07/2008 م

دعا في لقاء مع «الوسط» إلى حوار هادىء بمشاركة الجميع لتطوير التجربة السياسية

فضل الله:  نطالب الأطراف البحرينية بتكريس خيار الوحدة والابتعاد عن الطائفية


أجرت جريدة "الوسط" البحرينية حواراً مع سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، تمحور حول الأوضاع في البحرين، حيث قال: "إنّ رهاننا كبير على كلّ العقلاء في البحرين، وثقتنا كبيرة بجميع الأطراف، وندعو الأحبّة في البحرين إلى تأسيس إطارات للحوار بين البحرينيين بعيداً عن جميع الإثارات الطائفية".

كما شدد سماحته على أنّ "إعلاء كلمة الوحدة وتجسيدها في الواقع يُعدّ واجباً إلهياً، وهذه مسؤولية الجميع، وخصوصاً الجماعات المعتدلة التي تملك رشداً ووعياً وإدراكاً لأهمية التلاقي وتلافي أية أزمات مستوردة من الفتنة التي يُراد إشعالُها في المنطقة".

وأشار السيد فضل الله، إلى وجود عنصرين ترتكز عليهما الفتنة الطائفية في المنطقة، وأوضح أنّ "العنصر الأوّل هو التخلّف الذهني الموجود عند بعض الشيعة والسنة الذين يعيشون في الماضي والتاريخ، ولا ينفتحون على مسألة الحوار التي هي حاجة إنسانية وإسلامية، مع أنّ الحوار هو السبيل للوصول إلى النتائج".

ولفت السيد فضل الله، إلى أنّ "الحوار ليس من الضروري أنْ يصل إلى الوحدة، بل يكفي أن يؤدّي إلى التقارب والانسجام والوقوف على مواقع اللقاء كما يدعو إلى ذلك القرآن: {قلْ يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء} [آل عمران:64]، وإذا كان الوحي القرآني يدعونا إلى الحوار والتفاهم مع غير المسلمين، فالأولى والمقدم هو الحوار بين المسلمين أنفسهم، وهذا الحوار بات ضرورةً وليس ترفاً".

وأكد العلاّمة فضل الله، "أنّ ما يتفق عليه السنة والشيعة هو ثمانون في المئة، وهذه هي مساحة المشتركات الكبيرة التي ينبغي العمل من خلالها واستثمارها، ويجب أنْ تكرس كلّ الجهود وتعمل كلّ الأيدي من أجل إنجاح الانسجام الإسلامي".

وأشار سماحته، إلى أنّ "العنصر الآخر الذي يسهم في إشعال وقود الفتنة الطائفية في المنطقة، هو بعض القوى الدولية التي تعمل من خلال المواقع التابعة لسياساتها على إذكاء الانقسام، لأنّها من خلال هذه الطريقة، تنقل المسلمين من مواجهة الخطط التي تُحاك ضدهم، إلى مواجهة بعضهم بعضاً. لذا يجب أن نكون على مستوى الوعي الذي يؤهِّلنا لمواجهة تحديات الواقع الذي يفرضه الآخرون على مجتمعاتنا".

وأعاد السيد فضل الله التذكير بفتاواه السابقة التي حرّم فيها سبّ الصحابة أو الإساءة إليهم، وكذلك أمهات المؤمنين، تحت أيّ اعتبار من الاعتبارات، قائلاً: "إنّ كل مَنْ يعمل على إثارة الفتنة في الواقع الإسلامي، فإنه يخدم المشاريع الاستكبارية الساعية إلى تدمير الإسلام والكيان الإسلامي كلّه، وكذلك فإنّ أية إساءات قد تنطلق من هذا الموقع أو ذاك، سوف تجرّ الشعوب إلى المنزلق الخطير ذاته".

ودعا العلاّمة فضل الله حكومات المنطقة إلى المزيد من العمل، من أجل ترسيخ ثقافة التعايش وروح الحوار، مُشيداً في هذا الصدد بمؤتمر الحوار بين الأديان الذي شهدته المملكة العربية السعودية أخيراً.

وحمّل السيد فضل الله المثقفين مسؤولية توعية الشعوب بمخاطر الفتنة الطائفية، قائلاً: "نحن نعتقد أنّ هذه هي مسؤولية المثقفين، سواء كانوا من علماء الدين أو من غيرهم، وهؤلاء المثقفون يتحمّلون دوراً كبيراً في عملية توعية الشعوب والابتعاد عن القضايا التي من شأنها أنْ تثير الانقسام والتفرقة بين المسلمين وتخلق وقوداً للفتنة بين أبناء المنطقة والوطن الواحد".

ورداً على سؤال حول الواقع البحريني في ضوء التحديات الطائفية في المنطقة، دعا سماحته إلى "تأسيس إطارات للحوار بين البحرينيين بعيداً عن الإثارات الطائفية، وهذه هي مسؤولية الجماعات المعتدلة التي تملك رشداً وإدراكاً لأهمية التلاقي وتلافي أية أزمات مستوردة من الفتنة التي يُراد إشعالُها في المنطقة، ونحن نراهن على الأصوات العقلائية في جميع الفئات".

وبشأن تقييمه للوضع السياسي في البحرين، بعد مرور عامين على مشاركة المعارضة في الانتخابات البرلمانية، قال السيد فضل الله: "إننا، وفي الوقت الذي شجّعنا خيار المشاركة في العملية السياسية والابتعاد عن حالات الانفعال، نؤكّد ضرورة أنْ تكون المؤسسة التشريعية هي الإطار المنوط به إصدار القوانين وإصلاحها بطريقة أكثر توازناً في تمثيل الواقع الشعبي، ويجب أنْ تكون المؤسسة التشريعية معبّرة عن صوت الإرادة الشعبية وحدَها في القضايا المختلفة.

كما دعا سماحته إلى "حوار هادئ وموضوعي وبنّاء بمشاركة جميع الأطراف، لوضع سبل تطوير التجربة السياسية الجديدة في البحرين، والدفع بها قدماً إلى الأمام، بحيث يعكس هذا الحوار حركة التمثيل الشعبي الحقيقي بعيداً عن أية تدخلات أخرى، مشيراً إلى أنّ أية مشاركة سياسية لابدّ من أن تعكس واقع التمثيل الشعبي بشكل عادل".

بيروت ـ حيدر محمّد

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 15 رجب 1429 هـ  الموافق: 18/07/2008 م
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية