العلاّمة فضل الله لوكالة مهر: أمريكا تحاول أن تجعل من الشرق الأوسط منطقة متوترة

العلاّمة فضل الله لوكالة مهر: أمريكا تحاول أن تجعل من الشرق الأوسط منطقة متوترة

العلاّمة فضل الله لوكالة مهر:

أمريكا تحاول أن تجعل من الشرق الأوسط منطقة متوترة


الأزمة اللبنانية دخلت الكهوف الدولية والإقليمية على أبواب الاستحقاق الرئاسي وفي ظلّ الأزمة الحكومية على الساحة اللبنانية، كان لوكالة "مهر" الإيرانية، جولة أفق مع العلاّمة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، حول الاستحقاق الرئاسي وأهداف العدوان الصهيوني على لبنان في تموز الماضي، وهذا نصّ الحوار:

س1: كما تعلمون، فإن لبنان على أعتاب إجراء الانتخابات الرئاسية، بصفة كونكم مرجعاً دينياً في لبنان، ما هي مواقفكم في هذا الشأن؟

ج1: إن موقفنا هو انتخاب الشعب كله للرئيس، بحيث يكون موضع ثقة من كل فئات الشعب، فإذا لم يكن ذلك ممكناً، لأن النظام في لبنان نظام برلماني ينتخب فيه الرئيس من قِبَل مجلس النواب، فلا بد أن يكون الرئيس قوياً في موقعه وموقفه، بعيداً عن الخضوع لأية دولة إقليمية أو دولية تفرض عليه سياستها وتحدّد له منهجه وتطالبه بأن يخدم مشاريعها ومصالحها على خلاف مصالح الشعب، وأن يكون قادراً على إدارة شؤون الوطن في اقتصاده وأمنه وسياسته، وينفتح على محيطه من خلال القضايا المشتركة التي تمثّل المصير الحيوي إلى غير ذلك مما يجعله رئيساً للجميع، رفيقاً بهم واعياً لظروفهم وليس منغلقاً على طائفته...

س2: اليوم يعيش لبنان أزمة سياسية واقتصادية، ما هي اقتراحاتكم لإخراج لبنان من أزمته الراهنة؟

ج2: من الصعب حلّ الأزمة اللبنانية التي دخلت الكهوف الدولية والإقليمية، ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال تمنع حلّ الأزمة من خلال فريقها السياسي الداخلي والدول التابعة لها من العرب والأوروبيين. وقد اعتبر الرئيس بوش أن الوضع اللبناني دخل في عهدة الأمن القومي الأمريكي، وقالت وزيرة خارجيته إن لبنان ساحة للمشروع الشرق الأوسطي الجديد. ولذلك فإن الوضع يتحرك في دائرة الصراع الدولي بين أمريكا وإيران وسوريا وفصائل المقاومة، وبالتالي فإنّ أمريكا لن ترضى إلا ببقاء الوضع معقداً والأزمة مستحكمة.

س3: موضوع فتح الإسلام أثار انطباعات مختلفة لدى الشارع اللبناني وفي الأوساط السياسية اللبنانية في شأن هذه المجموعة، إذ أن البعض يرى أن هذه المجموعة تابعة لبعض الدول العربية تمّ تشكيلها لمواجهة حزب الله رغم أن السنّة كانوا أكثر تضرراً جرّاء الحرب بين الجيش ومجموعة فتح الإسلام، ما هو رأيكم في هذا الصدد؟

ج3: إنّ هذه الجماعة، جماعة غامضة الأهداف والانتماءات والتطلعات، وقد ذكر المطّلعون إنها من فصائل القاعدة في أفكارها وأوضاعها وحركتها الأمنية، ونحن لم نلتقِ بأحدٍ منهم، ولكن حربهم ضد الجيش جعلتهم في موقع الجدل السياسي الذي يتحرك في أكثر من اتجاه، ويرى البعض أن ثمّة حسابات جعلتهم يتورّطون في هذه الحرب، كما يرى أن الجيش اللبناني قد أُقحم في هذه المسألة.

س4: ما هو سبب نجاح المقاومة الإسلامية في حرب تموز الماضي التي فرضها الكيان الصهيوني ضد الشعب اللبناني العام الماضي؟

ج4: السبب هو أن شباب المقاومة يتميّزون بالإخلاص الإسلامي والروحية العالية والخبرة الدقيقة الواسعة في قضايا المواجهة والمعرفة العميقة لأسرار العدو، هذا إضافة إلى نقاط ضعف العدو التي عرف المجاهدون كيف يتعاملون معها. ولا ننسى أنهم قد نصروا الله فنصرهم.

س5: ما هي الأهداف الكامنة وراء قيام الكيان الصهيوني بشنّ عدوان على لبنان؟

ج5: لقد كان الهدف الإسرائيلي ـ الأمريكي المشترك، القضاء على المقاومة الإسلامية كقوة جهادية، وعلى حزب الله كقوة سياسية معارضة للاستكبار الأمريكي والصهيوني، وإسقاط قوته ونزع سلاحه، لأن هذه القوة أصبحت مشكلة لإسرائيل وأمريكا وحلفائها من العرب الذين خضعوا للهزيمة التي واجهوها مع العدو وتحرّكت سياستهم نحو الصلح مع العدو بالطريقة المهينة الذليلة. ولذلك كان الانتصار على العدو صدمةً لهم وخوفاً من امتداد المقاومة إلى كل المنطقة لإسقاط الخط الانهزامي الذي يسيرون عليه...

ومن جهة ثانية، فإن هذه الحرب التي استهدفت القضاء على المقاومة استهدفت التمهيد لصناعة شرق أوسط جديد على الطريقة الأمريكية، وذلك للإطباق على المنطقة بشكل كامل لمصلحة العدو الصهيوني، وقد صرّح أكثر من مسؤول أمريكي بذلك، ولاسيما كوندوليزا رايس.

س6: ما هو رأيكم في شأن المحاولات الرامية إلى نزع سلاح المقاومة اللبنانية، لاسيما في هذه الظروف التي لا يمكن للجيش اللبناني أن يحافظ على الحدود دون الاستعانة بالمقاومة؟

ج6: إنّ أكثر الدول العربية ودول الاستكبار العالمي والصهيونية، وبعض الاتجاهات اللبنانية التابعة للغرب، تعمل وتطالب بذلك، ولكن الجميع يعرف أن الواقع اللبناني والظروف الداخلية والخارجية لا تسمح لهم بذلك.

س7: ما هو رأيكم في شأن رسالة قائد الثورة الإسلامية، آية الله السيد علي الخامنئي، حول تسمية العام الحالي بعام الانسجام والوحدة الإسلامية؟

ج7: إننا نقدّر ذلك، وندعو إلى أن تتحرك الدعوة على أساس إيجاد الآليات الواقعية ودراسة الوسائل التي يمكن لها أن تحقِّق هذا الهدف بعيداً عن الشعارات السطحية والمؤتمرات الاستعراضية.

س8: كونكم أحد مراجع الشيعة في العالم، ما هي توجيهاتكم في شأن الحوار الإسلامي الإسلامي، والسبل الكفيلة بتوحيد الصف الإسلامي بعيداً من الخلافات المذهبية والطائفية؟

ج8: لقد دعونا، منذ عشرات السنين إلى الوحدة الإسلامية من خلال الحوار الإسلامي ـ الإسلامي، وأصدرنا أخيراً بياناً ودراسةً لآلية هذا الحوار ليكون واقعياً، حتى إننا دعونا إلى حوار جدي وعميق بين الشيعة والتيار السلفي الوهابي، وقد لاقت هذه الدعوة التي أصدرناها استحساناً من جهة، وجدلاً من جهة أخرى، ونحن نتابع العمل في اتجاه الوحدة الإسلامية على الصعد الثقافية والسياسية والاجتماعية كافة.

س9: ما هو رأيكم حول مكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة والعالم؟

ج9: إننا نعتقد أن الجمهورية الإسلامية في إيران تملك رصيداً قوياً في العالم الإسلامي في حركتها المعارضة للاستكبار العالمي وفي اهتمامها بشؤون الإسلام والمسلمين في المنطقة والعالم، ولكنها تعاني الكثير في صراعها مع دول الاستكبار، ولاسيما أمريكا والاتحاد الأوروبي، التي تخطط من أجل إسقاط مواقعها ومنعها من الحصول على أسباب القوة، ولاسيما في الملف النووي السلمي والخبرة العلمية التي تريد الوصول إليها، ولكننا نتصور أنها تملك القوة في خط المواجهة من أجل الانتصار.

س10: ألا ترون أنّ ثمة علاقة بين مشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي والأحداث في العراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان؟

ج10: إننا نرى أن مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي يختزن الفوضى البنّاءة المغطاة بنشر الديمقراطية، هو السبب في كل هذه الأوضاع القلقة في المنطقة على الصعد الأمنية والاقتصادية والسياسية والثقافية، ونحن ندعو المسلمين في هذه البلدان وغيرها، كالصومال والسودان وسوريا، إلى الانتباه إلى الخطة الأمريكية الخبيثة التي تعمل على استغلال المنطقة لحساب مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية والأمنية، وإلى دعوة الشعوب إلى الوقوف ضدها لإسقاط مخططاتها التدميرية التي قد تتحرك معها الخطة لتدمير الإسلام.

س11: ما هو رأيكم في تدخّل بعض الدول العربية في شؤون العراق وأفغانستان ولبنان، وخصوصاً الأحداث الراهنة في فلسطين؟

ج11: إن مشكلة هذه الدول أنها خاضعة خضوعاً مطلقاً للسياسة الأمريكية. ولذلك فإن المسؤولين الأمريكيين يزورونها دائماً من أجل تحريكها لخدمة مصالح الاستكبار في المنطقة، ولاسيما في فلسطين التي يريدون لشعبها أن يتوحد في حكومة وحدة، لا أن يتابع المقاومة لإسقاط الاحتلال، وهكذا الحال في لبنان والعراق وأفغانستان، التي تتحرك فيها أمريكا لحساب مصالحها الخاصة.

س12: ما هو رأيكم في محاولات بعض الدول العربية والإسلامية إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني؟

ج12: إننا لا نجد أية شرعية للكيان الصهيوني على المستويات كافة، ولا نرى هناك أي أساس إسلامي وعربي لتشريع ذلك سياسياً، ولهذا فإننا نرفض كل صلح واعتراف ومفاوضات، بل إننا ندعو إلى خروج اليهود من فلسطين.

س13: ما هو رأيكم في ازدواجية التي تنتهجها الدول الغربية وأمريكا، إذ أنها في الوقت الذي تقف ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني، تغضّ الطرف عن ترسانة إسرائيل النووية؟

ج13: إننا نعتقد أن من حقّ إيران الشرعي الاستمرار في البرنامج النووي السلمي، وأن الدول الغربية، بما فيها أمريكا، لا تريد لإيران أن تأخذ بأسباب القوة من حيث الخبرة العلمية النووية، أما إسرائيل فهي دولة غربية تنفذ خطط الغرب كله ضد العالم العربي والإسلامي.

س14: ما هو رأيكم في مشروع بوش لإقامة مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط؟

ج14: إننا نرى أن هذا المشروع لن يصل إلى نتيجة إيجابية، بل هو وسيلة أمريكية ـ إسرائيلية لاحتواء الوضع الفلسطيني في الوقت الضائع.

س15: قامت الإدارة الأمريكية مؤخراً بعقد صفقات لتزويد بعض الدول العربية والكيان الصهيوني بالأسلحة، حيث ترى بعض الأوساط أن هذه الأسلحة موجهة ضد إيران، فما هو رأيكم في هذا المجال؟

ج15: إننا نؤكد أن العدو الأكبر لأمريكا هو إيران، وأن الأسلحة كلها موجّهة ضدّ إيران، ولكننا لا نعتقد أن هناك فرصة واقعية لأي حرب ضد إيران، لأنّ الأخطار التي ستتعرّض لها أمريكا وحلفائها، في حال شنّ الحرب، سوف تكون مدمّرة.

س16: ألا ترون أن التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة هو السبب الرئيس في توتير الأوضاع في الشرق الأوسط؟

ج16: إننا نعتقد أن أمريكا هي التي تصنع التوتّر في المنطقة، لأنها ترى نفسها الدولة القائدة للعالم، كما صرّح بذلك بعض مسؤولي إدارتها، ولذلك فإنها تعمل على خلق الكثير من التوترات للحصول على بعض مواقع القوة لسياستها وإضعاف مواقع الدول الممانعة لها.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 20 شعبان 1428 هـ  الموافق: 02/09/2007 م

العلاّمة فضل الله لوكالة مهر:

أمريكا تحاول أن تجعل من الشرق الأوسط منطقة متوترة


الأزمة اللبنانية دخلت الكهوف الدولية والإقليمية على أبواب الاستحقاق الرئاسي وفي ظلّ الأزمة الحكومية على الساحة اللبنانية، كان لوكالة "مهر" الإيرانية، جولة أفق مع العلاّمة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، حول الاستحقاق الرئاسي وأهداف العدوان الصهيوني على لبنان في تموز الماضي، وهذا نصّ الحوار:

س1: كما تعلمون، فإن لبنان على أعتاب إجراء الانتخابات الرئاسية، بصفة كونكم مرجعاً دينياً في لبنان، ما هي مواقفكم في هذا الشأن؟

ج1: إن موقفنا هو انتخاب الشعب كله للرئيس، بحيث يكون موضع ثقة من كل فئات الشعب، فإذا لم يكن ذلك ممكناً، لأن النظام في لبنان نظام برلماني ينتخب فيه الرئيس من قِبَل مجلس النواب، فلا بد أن يكون الرئيس قوياً في موقعه وموقفه، بعيداً عن الخضوع لأية دولة إقليمية أو دولية تفرض عليه سياستها وتحدّد له منهجه وتطالبه بأن يخدم مشاريعها ومصالحها على خلاف مصالح الشعب، وأن يكون قادراً على إدارة شؤون الوطن في اقتصاده وأمنه وسياسته، وينفتح على محيطه من خلال القضايا المشتركة التي تمثّل المصير الحيوي إلى غير ذلك مما يجعله رئيساً للجميع، رفيقاً بهم واعياً لظروفهم وليس منغلقاً على طائفته...

س2: اليوم يعيش لبنان أزمة سياسية واقتصادية، ما هي اقتراحاتكم لإخراج لبنان من أزمته الراهنة؟

ج2: من الصعب حلّ الأزمة اللبنانية التي دخلت الكهوف الدولية والإقليمية، ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال تمنع حلّ الأزمة من خلال فريقها السياسي الداخلي والدول التابعة لها من العرب والأوروبيين. وقد اعتبر الرئيس بوش أن الوضع اللبناني دخل في عهدة الأمن القومي الأمريكي، وقالت وزيرة خارجيته إن لبنان ساحة للمشروع الشرق الأوسطي الجديد. ولذلك فإن الوضع يتحرك في دائرة الصراع الدولي بين أمريكا وإيران وسوريا وفصائل المقاومة، وبالتالي فإنّ أمريكا لن ترضى إلا ببقاء الوضع معقداً والأزمة مستحكمة.

س3: موضوع فتح الإسلام أثار انطباعات مختلفة لدى الشارع اللبناني وفي الأوساط السياسية اللبنانية في شأن هذه المجموعة، إذ أن البعض يرى أن هذه المجموعة تابعة لبعض الدول العربية تمّ تشكيلها لمواجهة حزب الله رغم أن السنّة كانوا أكثر تضرراً جرّاء الحرب بين الجيش ومجموعة فتح الإسلام، ما هو رأيكم في هذا الصدد؟

ج3: إنّ هذه الجماعة، جماعة غامضة الأهداف والانتماءات والتطلعات، وقد ذكر المطّلعون إنها من فصائل القاعدة في أفكارها وأوضاعها وحركتها الأمنية، ونحن لم نلتقِ بأحدٍ منهم، ولكن حربهم ضد الجيش جعلتهم في موقع الجدل السياسي الذي يتحرك في أكثر من اتجاه، ويرى البعض أن ثمّة حسابات جعلتهم يتورّطون في هذه الحرب، كما يرى أن الجيش اللبناني قد أُقحم في هذه المسألة.

س4: ما هو سبب نجاح المقاومة الإسلامية في حرب تموز الماضي التي فرضها الكيان الصهيوني ضد الشعب اللبناني العام الماضي؟

ج4: السبب هو أن شباب المقاومة يتميّزون بالإخلاص الإسلامي والروحية العالية والخبرة الدقيقة الواسعة في قضايا المواجهة والمعرفة العميقة لأسرار العدو، هذا إضافة إلى نقاط ضعف العدو التي عرف المجاهدون كيف يتعاملون معها. ولا ننسى أنهم قد نصروا الله فنصرهم.

س5: ما هي الأهداف الكامنة وراء قيام الكيان الصهيوني بشنّ عدوان على لبنان؟

ج5: لقد كان الهدف الإسرائيلي ـ الأمريكي المشترك، القضاء على المقاومة الإسلامية كقوة جهادية، وعلى حزب الله كقوة سياسية معارضة للاستكبار الأمريكي والصهيوني، وإسقاط قوته ونزع سلاحه، لأن هذه القوة أصبحت مشكلة لإسرائيل وأمريكا وحلفائها من العرب الذين خضعوا للهزيمة التي واجهوها مع العدو وتحرّكت سياستهم نحو الصلح مع العدو بالطريقة المهينة الذليلة. ولذلك كان الانتصار على العدو صدمةً لهم وخوفاً من امتداد المقاومة إلى كل المنطقة لإسقاط الخط الانهزامي الذي يسيرون عليه...

ومن جهة ثانية، فإن هذه الحرب التي استهدفت القضاء على المقاومة استهدفت التمهيد لصناعة شرق أوسط جديد على الطريقة الأمريكية، وذلك للإطباق على المنطقة بشكل كامل لمصلحة العدو الصهيوني، وقد صرّح أكثر من مسؤول أمريكي بذلك، ولاسيما كوندوليزا رايس.

س6: ما هو رأيكم في شأن المحاولات الرامية إلى نزع سلاح المقاومة اللبنانية، لاسيما في هذه الظروف التي لا يمكن للجيش اللبناني أن يحافظ على الحدود دون الاستعانة بالمقاومة؟

ج6: إنّ أكثر الدول العربية ودول الاستكبار العالمي والصهيونية، وبعض الاتجاهات اللبنانية التابعة للغرب، تعمل وتطالب بذلك، ولكن الجميع يعرف أن الواقع اللبناني والظروف الداخلية والخارجية لا تسمح لهم بذلك.

س7: ما هو رأيكم في شأن رسالة قائد الثورة الإسلامية، آية الله السيد علي الخامنئي، حول تسمية العام الحالي بعام الانسجام والوحدة الإسلامية؟

ج7: إننا نقدّر ذلك، وندعو إلى أن تتحرك الدعوة على أساس إيجاد الآليات الواقعية ودراسة الوسائل التي يمكن لها أن تحقِّق هذا الهدف بعيداً عن الشعارات السطحية والمؤتمرات الاستعراضية.

س8: كونكم أحد مراجع الشيعة في العالم، ما هي توجيهاتكم في شأن الحوار الإسلامي الإسلامي، والسبل الكفيلة بتوحيد الصف الإسلامي بعيداً من الخلافات المذهبية والطائفية؟

ج8: لقد دعونا، منذ عشرات السنين إلى الوحدة الإسلامية من خلال الحوار الإسلامي ـ الإسلامي، وأصدرنا أخيراً بياناً ودراسةً لآلية هذا الحوار ليكون واقعياً، حتى إننا دعونا إلى حوار جدي وعميق بين الشيعة والتيار السلفي الوهابي، وقد لاقت هذه الدعوة التي أصدرناها استحساناً من جهة، وجدلاً من جهة أخرى، ونحن نتابع العمل في اتجاه الوحدة الإسلامية على الصعد الثقافية والسياسية والاجتماعية كافة.

س9: ما هو رأيكم حول مكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة والعالم؟

ج9: إننا نعتقد أن الجمهورية الإسلامية في إيران تملك رصيداً قوياً في العالم الإسلامي في حركتها المعارضة للاستكبار العالمي وفي اهتمامها بشؤون الإسلام والمسلمين في المنطقة والعالم، ولكنها تعاني الكثير في صراعها مع دول الاستكبار، ولاسيما أمريكا والاتحاد الأوروبي، التي تخطط من أجل إسقاط مواقعها ومنعها من الحصول على أسباب القوة، ولاسيما في الملف النووي السلمي والخبرة العلمية التي تريد الوصول إليها، ولكننا نتصور أنها تملك القوة في خط المواجهة من أجل الانتصار.

س10: ألا ترون أنّ ثمة علاقة بين مشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي والأحداث في العراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان؟

ج10: إننا نرى أن مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي يختزن الفوضى البنّاءة المغطاة بنشر الديمقراطية، هو السبب في كل هذه الأوضاع القلقة في المنطقة على الصعد الأمنية والاقتصادية والسياسية والثقافية، ونحن ندعو المسلمين في هذه البلدان وغيرها، كالصومال والسودان وسوريا، إلى الانتباه إلى الخطة الأمريكية الخبيثة التي تعمل على استغلال المنطقة لحساب مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية والأمنية، وإلى دعوة الشعوب إلى الوقوف ضدها لإسقاط مخططاتها التدميرية التي قد تتحرك معها الخطة لتدمير الإسلام.

س11: ما هو رأيكم في تدخّل بعض الدول العربية في شؤون العراق وأفغانستان ولبنان، وخصوصاً الأحداث الراهنة في فلسطين؟

ج11: إن مشكلة هذه الدول أنها خاضعة خضوعاً مطلقاً للسياسة الأمريكية. ولذلك فإن المسؤولين الأمريكيين يزورونها دائماً من أجل تحريكها لخدمة مصالح الاستكبار في المنطقة، ولاسيما في فلسطين التي يريدون لشعبها أن يتوحد في حكومة وحدة، لا أن يتابع المقاومة لإسقاط الاحتلال، وهكذا الحال في لبنان والعراق وأفغانستان، التي تتحرك فيها أمريكا لحساب مصالحها الخاصة.

س12: ما هو رأيكم في محاولات بعض الدول العربية والإسلامية إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني؟

ج12: إننا لا نجد أية شرعية للكيان الصهيوني على المستويات كافة، ولا نرى هناك أي أساس إسلامي وعربي لتشريع ذلك سياسياً، ولهذا فإننا نرفض كل صلح واعتراف ومفاوضات، بل إننا ندعو إلى خروج اليهود من فلسطين.

س13: ما هو رأيكم في ازدواجية التي تنتهجها الدول الغربية وأمريكا، إذ أنها في الوقت الذي تقف ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني، تغضّ الطرف عن ترسانة إسرائيل النووية؟

ج13: إننا نعتقد أن من حقّ إيران الشرعي الاستمرار في البرنامج النووي السلمي، وأن الدول الغربية، بما فيها أمريكا، لا تريد لإيران أن تأخذ بأسباب القوة من حيث الخبرة العلمية النووية، أما إسرائيل فهي دولة غربية تنفذ خطط الغرب كله ضد العالم العربي والإسلامي.

س14: ما هو رأيكم في مشروع بوش لإقامة مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط؟

ج14: إننا نرى أن هذا المشروع لن يصل إلى نتيجة إيجابية، بل هو وسيلة أمريكية ـ إسرائيلية لاحتواء الوضع الفلسطيني في الوقت الضائع.

س15: قامت الإدارة الأمريكية مؤخراً بعقد صفقات لتزويد بعض الدول العربية والكيان الصهيوني بالأسلحة، حيث ترى بعض الأوساط أن هذه الأسلحة موجهة ضد إيران، فما هو رأيكم في هذا المجال؟

ج15: إننا نؤكد أن العدو الأكبر لأمريكا هو إيران، وأن الأسلحة كلها موجّهة ضدّ إيران، ولكننا لا نعتقد أن هناك فرصة واقعية لأي حرب ضد إيران، لأنّ الأخطار التي ستتعرّض لها أمريكا وحلفائها، في حال شنّ الحرب، سوف تكون مدمّرة.

س16: ألا ترون أن التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة هو السبب الرئيس في توتير الأوضاع في الشرق الأوسط؟

ج16: إننا نعتقد أن أمريكا هي التي تصنع التوتّر في المنطقة، لأنها ترى نفسها الدولة القائدة للعالم، كما صرّح بذلك بعض مسؤولي إدارتها، ولذلك فإنها تعمل على خلق الكثير من التوترات للحصول على بعض مواقع القوة لسياستها وإضعاف مواقع الدول الممانعة لها.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 20 شعبان 1428 هـ  الموافق: 02/09/2007 م
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية