بيان دعا فيه الشعوب العربية إلى مواجهة المرحلة المقبلة

بيان دعا فيه الشعوب العربية إلى مواجهة المرحلة المقبلة

هل يحسب نجاح القمم العربية من خلال التنازل عن قضية اللاجئين
فضل الله: نخشى من أن يكون اللهاث العربي نحو إسرائيل وفاءً لالتزامات سابقة بضرب إيران

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً دعا فيه الشعوب العربية وقوى الممانعة إلى مواجهة المرحلة المقبلة في ظلّ الانزلاقات العربية، جاء فيه:

إن الذي يتابع حركة الأنظمة، وخصوصاً في محاولاتها المتصاعدة لخطب ودّ العدو الإسرائيلي، يعرف أن المسألة باتت أبعد من العمل لإحداث خرق على مستوى التسوية، كما يتحدث بذلك الكثيرون، لأن القضية دخلت ـ على ما يبدو ـ في متاهات الانخراط في المشروع الأمريكي الذي لا يريد من العرب أن يتوددوا إلى إسرائيل فحسب، بل أن يكون ذلك جزءاً من الضغوط التي تطاول دول الممانعة وحركات المقاومة في المنطقة لتلتقي في منتصف الطريق مع المشروع الأمريكي أو لتمد يد المصالحة نحوه.

أضاف: إننا نتساءل، لماذا كل هذا اللهاث العربي نحو إسرائيل، مع أن إسرائيل لم تتقدم بأي أفكار، فضلاً عن أنها لم تتقدم بأي مبادرة حيال العرب، وقد عملت على إرباك كل المبادرات بما فيها مبادرة اللجنة الرباعية الدولية، وخريطة الطريق التي أضافت إليها أربعة عشر شرطاً فرغتها من مضمونها، ووافق الرئيس الأمريكي بوش على ذلك لتصبح هذه الخريطة مجرد لافتة تضاف إلى اللافتات الإعلامية والسياسية الأخرى، والتي تمنع الفلسطينيين من تحقيق استراتيجيتهم في إقامة دولة ذات سيادة أو دولة قابلة للحياة، كما يعبّر أكثر من مسؤول غربي.

وتابع: لقد عملت اللجنة الرباعية من خلال خريطة الطريق على تجميد حركة الفلسطينيين بفرضها شرطين تعجيزيين: الأول، يقوم على الاعتراف بإسرائيل من دون قيد أو شرط، مع أن إسرائيل لم تعترف بالفلسطينيين كشعب ولا بحقوقهم، بل نشرت المزيد من المستوطنات على أرضهم وأقامت الجدار العازل وواصلت عمليات تهويد القدس... والشرط الثاني الذي فرضته اللجنة الرباعية الدولية، وهو إيقاف المقاومة في مقابل ترك الباب مفتوحاً أمام إسرائيل لتواصل عدوانها واحتلالها واغتيالاتها دونما رقيب أو حسيب.

وأردف: لماذا كل هذه الهرولة نحو إسرائيل بعد القمة التي قيل عنها بأنها الأكثر نجاحاً بين القمم العربية، وهل أن نجاح القمم ينطلق من خلال الانسحاق أمام إسرائيل وهي التي كانت أعلنت بعد قمة بيروت أن المبادرة التي أطلقتها هذه القمة لا تساوي الأوراق التي كتبت عليها، واعتبرت أن عودة اللاجئين تمثّل انتحاراً لها... فهل أصبح المطلوب أن يرسل العرب مقدمات سياسية يتم الإعلان فيها عن رغبة دفينة في التخلص من هذه المسألة (قضية اللاجئين) كمقدمة للخلاص من القضية الفلسطينية بالكامل بعد شطب المسألة الأساس التي تتصل بالشعب الذي جرى تشريده في كل مكان ويراد توطينه حيثما حلّ.

وقال: إننا نخشى من أن يكون هذا اللهاث نحو إسرائيل هو جزءٌ من الالتزامات التي أخذها أكثر من طرف عربي رسمي على نفسه، في لقاءات سرية وعلنية مع مسؤولين أمريكيين، بالموافقة على ضرب إيران أو محاصرتها، والنظر إليها كعدوّ خطير يمكن أن تلتقي الأنظمة العربية مع إسرائيل وأمريكا على حربه أو محاصرته، وقد تناهى إلينا من كثير من المصادر أن الحديث الأبرز في بعض الكواليس العربية الرسمية يؤكد أن إيران هي الخطر، كما يؤكد على إمكان دعم أي حرب ضدها في المستقبل أو المساهمة في حصارها ودفعها نحو القبول بالشروط الأمريكية.

إننا نشعر أن القمة العربية استطاعت في لهاثها الذليل وراء إسرائيل ـ الذي يتوالي فصولاً في الاجتماعات العربية الرسمية التي أعقبتها ـ أن تصل إلى القمة في السقوط أمام إسرائيل، وعلى الشعوب العربية والطليعة الواعية فيها وقوى الممانعة في داخلها أن تعدّ العدّة لمواجهة المرحلة المقبلة في كل حركة الانزلاقات العربية التي قد تودي بالبقية الباقية من قضايانا، وقد تقضي على القضية الفلسطينية باسم العمل لحلّ مشاكل الفلسطينيين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 06 ربيع الثاني 1428هـ  الموافق: 24 / 4 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

هل يحسب نجاح القمم العربية من خلال التنازل عن قضية اللاجئين
فضل الله: نخشى من أن يكون اللهاث العربي نحو إسرائيل وفاءً لالتزامات سابقة بضرب إيران

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً دعا فيه الشعوب العربية وقوى الممانعة إلى مواجهة المرحلة المقبلة في ظلّ الانزلاقات العربية، جاء فيه:

إن الذي يتابع حركة الأنظمة، وخصوصاً في محاولاتها المتصاعدة لخطب ودّ العدو الإسرائيلي، يعرف أن المسألة باتت أبعد من العمل لإحداث خرق على مستوى التسوية، كما يتحدث بذلك الكثيرون، لأن القضية دخلت ـ على ما يبدو ـ في متاهات الانخراط في المشروع الأمريكي الذي لا يريد من العرب أن يتوددوا إلى إسرائيل فحسب، بل أن يكون ذلك جزءاً من الضغوط التي تطاول دول الممانعة وحركات المقاومة في المنطقة لتلتقي في منتصف الطريق مع المشروع الأمريكي أو لتمد يد المصالحة نحوه.

أضاف: إننا نتساءل، لماذا كل هذا اللهاث العربي نحو إسرائيل، مع أن إسرائيل لم تتقدم بأي أفكار، فضلاً عن أنها لم تتقدم بأي مبادرة حيال العرب، وقد عملت على إرباك كل المبادرات بما فيها مبادرة اللجنة الرباعية الدولية، وخريطة الطريق التي أضافت إليها أربعة عشر شرطاً فرغتها من مضمونها، ووافق الرئيس الأمريكي بوش على ذلك لتصبح هذه الخريطة مجرد لافتة تضاف إلى اللافتات الإعلامية والسياسية الأخرى، والتي تمنع الفلسطينيين من تحقيق استراتيجيتهم في إقامة دولة ذات سيادة أو دولة قابلة للحياة، كما يعبّر أكثر من مسؤول غربي.

وتابع: لقد عملت اللجنة الرباعية من خلال خريطة الطريق على تجميد حركة الفلسطينيين بفرضها شرطين تعجيزيين: الأول، يقوم على الاعتراف بإسرائيل من دون قيد أو شرط، مع أن إسرائيل لم تعترف بالفلسطينيين كشعب ولا بحقوقهم، بل نشرت المزيد من المستوطنات على أرضهم وأقامت الجدار العازل وواصلت عمليات تهويد القدس... والشرط الثاني الذي فرضته اللجنة الرباعية الدولية، وهو إيقاف المقاومة في مقابل ترك الباب مفتوحاً أمام إسرائيل لتواصل عدوانها واحتلالها واغتيالاتها دونما رقيب أو حسيب.

وأردف: لماذا كل هذه الهرولة نحو إسرائيل بعد القمة التي قيل عنها بأنها الأكثر نجاحاً بين القمم العربية، وهل أن نجاح القمم ينطلق من خلال الانسحاق أمام إسرائيل وهي التي كانت أعلنت بعد قمة بيروت أن المبادرة التي أطلقتها هذه القمة لا تساوي الأوراق التي كتبت عليها، واعتبرت أن عودة اللاجئين تمثّل انتحاراً لها... فهل أصبح المطلوب أن يرسل العرب مقدمات سياسية يتم الإعلان فيها عن رغبة دفينة في التخلص من هذه المسألة (قضية اللاجئين) كمقدمة للخلاص من القضية الفلسطينية بالكامل بعد شطب المسألة الأساس التي تتصل بالشعب الذي جرى تشريده في كل مكان ويراد توطينه حيثما حلّ.

وقال: إننا نخشى من أن يكون هذا اللهاث نحو إسرائيل هو جزءٌ من الالتزامات التي أخذها أكثر من طرف عربي رسمي على نفسه، في لقاءات سرية وعلنية مع مسؤولين أمريكيين، بالموافقة على ضرب إيران أو محاصرتها، والنظر إليها كعدوّ خطير يمكن أن تلتقي الأنظمة العربية مع إسرائيل وأمريكا على حربه أو محاصرته، وقد تناهى إلينا من كثير من المصادر أن الحديث الأبرز في بعض الكواليس العربية الرسمية يؤكد أن إيران هي الخطر، كما يؤكد على إمكان دعم أي حرب ضدها في المستقبل أو المساهمة في حصارها ودفعها نحو القبول بالشروط الأمريكية.

إننا نشعر أن القمة العربية استطاعت في لهاثها الذليل وراء إسرائيل ـ الذي يتوالي فصولاً في الاجتماعات العربية الرسمية التي أعقبتها ـ أن تصل إلى القمة في السقوط أمام إسرائيل، وعلى الشعوب العربية والطليعة الواعية فيها وقوى الممانعة في داخلها أن تعدّ العدّة لمواجهة المرحلة المقبلة في كل حركة الانزلاقات العربية التي قد تودي بالبقية الباقية من قضايانا، وقد تقضي على القضية الفلسطينية باسم العمل لحلّ مشاكل الفلسطينيين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 06 ربيع الثاني 1428هـ  الموافق: 24 / 4 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية