الإدارة لأمريكية ركبت الموجة الطائفية ولبست لبوس الدفاع عن السنة بعد خديعة الشيعة
فضل الله: أمريكا دمّرت المنطقة وليست حريصة على أمن الخليج
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً حذّر فيه العرب مما تحضّر له أمريكا ضد المنطقة، وقد جاء في البيان:
إنّ على الشعوب العربية والإسلامية أن تكون على وعي ودراية بما تحضّر له الإدارة الأمريكية في إطار جولاتها الفوضوية الجديدة في المنطقة، حتى لا نُلدغ من الجحر الأمريكي مرة أخرى. فأمريكا التي خدعت ـ في السابق ـ أطرافاً عراقيين من شيعة وغير شيعة، زاعمة أنها تسعى لتحريرهم من الطاغية، وأن لا أطماع لها في العراق، تحاول في هذه الأيام أن تلبس لبوس الدفاع عن السنة لإقناع أطرافٍ منهم لا تحمل عمق الإخلاص للسنة وللعرب، بأن الإدارة الأمريكية باتت تعمل لحمايتهم مما تسميه المد الشيعي أو الفارسي، وهي في حقيقة الأمر تريد ركوب موجة المذهبية لإشعال فتنة في الأمة تكون من نتائجها الأولى الاعتراف العربي بإسرائيل.
إن علينا الانتباه إلى أنّ الإدارة الأمريكية تتحرك في إطار إثارتها للمسألة المذهبية على خطين: الأول؛ ويتمثل في العمل لإيجاد شرخ كبير بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي، وخصوصاً في الشرق الأوسط. والخط الثاني هو تقريب فريق من السنة والشيعة معاً، باعتبارهم فريق "المعتدلين" الذي عليه أن يواجه الفريق الثاني الذي تطلق عليه واشنطن مصطلح "المتطرفين".
إنّ على المسلمين من السنّة والشيعة أن يعرفوا أن إدارة الرئيس الأمريكي بوش، لا تحمل في قلبها أية بذرة إخلاص للسنة أو للشيعة، بل هي تعيش حال من الحقد الأعمى ضد الإسلام والمسلمين، وتخطط لتدميرهم ذاتياً بعدما عجزت عن الانتصار عليهم في أكثر من موقع، كما في العراق وأفغانستان، وكما حدث بالنسبة إلى ربيبتها إسرائيل في حربها على لبنان في تموز الفائت.
وعلى المسؤولين العرب الذين تحاكي الإدارة الأمريكية بعض هواجسهم بالحديث عن الهيمنة الفارسية، أو بإثارة اللغط أمامهم حول الحركات السياسية الشيعية، أن ينتبهوا إلى أن أمريكا شجّعت ـ في السابق ـ صدام حسين للدخول في حرب مع إيران، ثم في غزو الكويت، وما لبثت أن عملت على إسقاطه بعد انتهاء مهمته، وهي لا تزال تنظر إلى النظام السياسي العربي كأداة يمكن استخدامها لحساب مصالحها في أكثر من موقع، ثم تعمل على استبدال بعض أدواتها حينما تجد أن من مصلحتها أو مصلحة إسرائيل ذلك.
إن جولات المسؤولين الأمريكيين في المنطقة العربية، والتي يتمّ فيها استدعاء المسؤولين العرب من وزراء ومديري أجهزة استخبارية، وصولاً إلى التوجيهات التي يقدمونها لهذا الرئيس أو ذاك، لا ترمي إلى حماية عروشهم أو حماية أمن منطقة الخليج، لأن الإدارة الأمريكية التي أحرقت المنطقة في أفغانستان إلى العراق إلى لبنان، لن تكون حريصة على أمن الخليج، لأنها تتطلع إلى تدمير الأمن العربي والإسلامي كله لحساب إسرائيل.
إن أمن الخليج لا يمكن صونه إلا ذاتياً من خلال حفظ النسيج الاجتماعي والسياسي والديني للأعراق والمذاهب فيه، ثم من خلال التنسيق التام بين دول المنطقة، وخصوصاً بين الدول العربية وإيران. وإن أي تحالف يأخذ الطابع العدواني أو التآمري على بعض الدول فيه سيقود إلى إسقاط الأمن الخليجي والعربي والإسلامي، وقد يفضي ذلك إلى تغيير وجه المنطقة كلها. ولذلك، فعلى المسؤولين العرب ألا ينخدعوا بكلمات المسؤولين الأمريكيين التي تتحدث عن أن أمريكا وضعتهم في خانة "حلفائها الاستراتيجيين" لأنه لا حليف استراتيجي لأمريكا إلا إسرائيل.
إننا نحذر من سياسة تسهيل الأمور للوصول إلى الاعتراف بإسرائيل، والتحذير ـ في المقابل ـ من الخطة الأمريكية التي تعمل على تصوير إيران كبعبع أو كوحش يوشك أن يلتهم المنطقة، لأن من شأن الانزلاق في هذا الخطأ الاستراتيجي القاتل هو تدمير القضية الفلسطينية والقضاء على ما تبقى من عناصر القوة في المنطقة العربية والإسلامية، فضلاً عن إحداث تغيير خطير في الخريطة السياسية للمنطقة، بما يصيب الأنظمة العربية في الصميم ويجعل الواقع الإسلامي أكثر هشاشة، ويعيد لإسرائيل بعض الزهو بعد فشلها في الحرب على لبنان، هذا مع علم الأنظمة العربية بأن إيران الإسلامية لا يمكن أن تسلك غير طريق الصداقة والإخلاص مع العرب، لأن ذلك يمثل مصلحتها السياسية وخطها الشرعي الذي لا يمكن أن تخرج عنه... ولذلك فإنه لا بديل لأنظمة الجامعة العربية من أن تتحرك سريعاً للتحالف مع أهلها وأخوانها، وأن تمد يد العون لإيران، ليس في سبيل الدفاع عن أمن الخليج فحسب، بل لحماية الأمن العربي والإسلامي كله.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 04 ربيع الثاني 1428هـ الموافق: 22 / 4 / 2007م
"المكتب الإعلامي"
الإدارة لأمريكية ركبت الموجة الطائفية ولبست لبوس الدفاع عن السنة بعد خديعة الشيعة
فضل الله: أمريكا دمّرت المنطقة وليست حريصة على أمن الخليج
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً حذّر فيه العرب مما تحضّر له أمريكا ضد المنطقة، وقد جاء في البيان:
إنّ على الشعوب العربية والإسلامية أن تكون على وعي ودراية بما تحضّر له الإدارة الأمريكية في إطار جولاتها الفوضوية الجديدة في المنطقة، حتى لا نُلدغ من الجحر الأمريكي مرة أخرى. فأمريكا التي خدعت ـ في السابق ـ أطرافاً عراقيين من شيعة وغير شيعة، زاعمة أنها تسعى لتحريرهم من الطاغية، وأن لا أطماع لها في العراق، تحاول في هذه الأيام أن تلبس لبوس الدفاع عن السنة لإقناع أطرافٍ منهم لا تحمل عمق الإخلاص للسنة وللعرب، بأن الإدارة الأمريكية باتت تعمل لحمايتهم مما تسميه المد الشيعي أو الفارسي، وهي في حقيقة الأمر تريد ركوب موجة المذهبية لإشعال فتنة في الأمة تكون من نتائجها الأولى الاعتراف العربي بإسرائيل.
إن علينا الانتباه إلى أنّ الإدارة الأمريكية تتحرك في إطار إثارتها للمسألة المذهبية على خطين: الأول؛ ويتمثل في العمل لإيجاد شرخ كبير بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي، وخصوصاً في الشرق الأوسط. والخط الثاني هو تقريب فريق من السنة والشيعة معاً، باعتبارهم فريق "المعتدلين" الذي عليه أن يواجه الفريق الثاني الذي تطلق عليه واشنطن مصطلح "المتطرفين".
إنّ على المسلمين من السنّة والشيعة أن يعرفوا أن إدارة الرئيس الأمريكي بوش، لا تحمل في قلبها أية بذرة إخلاص للسنة أو للشيعة، بل هي تعيش حال من الحقد الأعمى ضد الإسلام والمسلمين، وتخطط لتدميرهم ذاتياً بعدما عجزت عن الانتصار عليهم في أكثر من موقع، كما في العراق وأفغانستان، وكما حدث بالنسبة إلى ربيبتها إسرائيل في حربها على لبنان في تموز الفائت.
وعلى المسؤولين العرب الذين تحاكي الإدارة الأمريكية بعض هواجسهم بالحديث عن الهيمنة الفارسية، أو بإثارة اللغط أمامهم حول الحركات السياسية الشيعية، أن ينتبهوا إلى أن أمريكا شجّعت ـ في السابق ـ صدام حسين للدخول في حرب مع إيران، ثم في غزو الكويت، وما لبثت أن عملت على إسقاطه بعد انتهاء مهمته، وهي لا تزال تنظر إلى النظام السياسي العربي كأداة يمكن استخدامها لحساب مصالحها في أكثر من موقع، ثم تعمل على استبدال بعض أدواتها حينما تجد أن من مصلحتها أو مصلحة إسرائيل ذلك.
إن جولات المسؤولين الأمريكيين في المنطقة العربية، والتي يتمّ فيها استدعاء المسؤولين العرب من وزراء ومديري أجهزة استخبارية، وصولاً إلى التوجيهات التي يقدمونها لهذا الرئيس أو ذاك، لا ترمي إلى حماية عروشهم أو حماية أمن منطقة الخليج، لأن الإدارة الأمريكية التي أحرقت المنطقة في أفغانستان إلى العراق إلى لبنان، لن تكون حريصة على أمن الخليج، لأنها تتطلع إلى تدمير الأمن العربي والإسلامي كله لحساب إسرائيل.
إن أمن الخليج لا يمكن صونه إلا ذاتياً من خلال حفظ النسيج الاجتماعي والسياسي والديني للأعراق والمذاهب فيه، ثم من خلال التنسيق التام بين دول المنطقة، وخصوصاً بين الدول العربية وإيران. وإن أي تحالف يأخذ الطابع العدواني أو التآمري على بعض الدول فيه سيقود إلى إسقاط الأمن الخليجي والعربي والإسلامي، وقد يفضي ذلك إلى تغيير وجه المنطقة كلها. ولذلك، فعلى المسؤولين العرب ألا ينخدعوا بكلمات المسؤولين الأمريكيين التي تتحدث عن أن أمريكا وضعتهم في خانة "حلفائها الاستراتيجيين" لأنه لا حليف استراتيجي لأمريكا إلا إسرائيل.
إننا نحذر من سياسة تسهيل الأمور للوصول إلى الاعتراف بإسرائيل، والتحذير ـ في المقابل ـ من الخطة الأمريكية التي تعمل على تصوير إيران كبعبع أو كوحش يوشك أن يلتهم المنطقة، لأن من شأن الانزلاق في هذا الخطأ الاستراتيجي القاتل هو تدمير القضية الفلسطينية والقضاء على ما تبقى من عناصر القوة في المنطقة العربية والإسلامية، فضلاً عن إحداث تغيير خطير في الخريطة السياسية للمنطقة، بما يصيب الأنظمة العربية في الصميم ويجعل الواقع الإسلامي أكثر هشاشة، ويعيد لإسرائيل بعض الزهو بعد فشلها في الحرب على لبنان، هذا مع علم الأنظمة العربية بأن إيران الإسلامية لا يمكن أن تسلك غير طريق الصداقة والإخلاص مع العرب، لأن ذلك يمثل مصلحتها السياسية وخطها الشرعي الذي لا يمكن أن تخرج عنه... ولذلك فإنه لا بديل لأنظمة الجامعة العربية من أن تتحرك سريعاً للتحالف مع أهلها وأخوانها، وأن تمد يد العون لإيران، ليس في سبيل الدفاع عن أمن الخليج فحسب، بل لحماية الأمن العربي والإسلامي كله.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 04 ربيع الثاني 1428هـ الموافق: 22 / 4 / 2007م
"المكتب الإعلامي"