بيان حول نتائج مؤتمر شرم الشيخ وزيارة تشيني إلى المنطقة

بيان حول نتائج مؤتمر شرم الشيخ وزيارة تشيني إلى المنطقة

دعا المسؤولين العرب إلى التصرف بنديّة مع تشيني كما تصرّف متكي مع رايس
فضل الله: الإدارة الأمريكية فقدت فاعليتها بإنتاج الحرب ولكنها لم تفقد شهية العنف

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على نتائج مؤتمر شرم الشيخ وزيارة تشيني إلى المنطقة، جاء فيه:

إن المتابع للحركة السياسية في المنطقة، يلاحظ أن الوضع فيها دخل في مرحلة من السباق المحموم بين ما هي علائم التسوية والانفراج والاستقرار، وبين علائم الاضطراب والحرب وشبح العنف الذي لا يزال سيد الموقف في أكثر من ساحة، بفعل السياسة الأمريكية التي دفعت بالأمور إلى هذا المستوى من الفوضى التي تنتج عنفاً دامياً في العراق وغيره.

أضاف: وإذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي قد فقدت فاعليتها في إنتاج حرب جديدة في المنطقة بفعل فشلها المدوّي في العراق وتراكمات هذا الفشل على المستوى الأمريكي الداخلي، إلا أن هذه الإدارة لم تفقد شهية الحروب والعنف والدمار والقتل على الرغم من كل الفضائح التي حاصرت هذه الإدارة، لأنه لا يزال فيها من يفكّر بالهروب إلى الأمام عبر القيام بمغامرات خاطفة في المنطقة، وخصوصاً نائب الرئيس الأمريكي (ديك تشيني) الذي لا تزال التقارير والمعلومات الواردة من أمريكا نفسها ومن شخصيات شاركت في إدارة بوش تتحدث عن دور تشيني في دفع بوش للقيام بالحرب على العراق تحت حجج واهية، وهو ما أكده رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق، جورج تينيت، في كتابه الأخير.

وقال: إن ديك تشيني، الذي ينطلق إلى المنطقة للقاء الرباعية العربية، ليس رسول سلام ومحبة، ولكنه رسول حرب وداعية فتنة وهو شيطان بوش وموجّهه الدائم نحو الحرب في المنطقة، وهو لا يأتي إلى المنطقة العربية ليدرس مع المسؤولين العرب سبل تخفيف الاحتقان ودفع الأمور باتجاه السلام، بل يأتي محرضاً لهم على إيران وموجّهاً لهم نحو الاقتراب من إسرائيل، وربما كلفهم بمهمة جديدة تتمثّل بحماية أولمرت عبر مد اليد نحوه لمنعه من السقوط، حيث أن تشيني يتطلع لدور القادة العرب من منظار حماية إسرائيل ومن خلال مدى انسجامهم مع الخطط الأمريكية في المنطقة.

وأردف: إننا نريد للمسؤولين العرب أن يتصرفوا بشيء من النديّة في مواجهة تشيني، كما تصرف وزير خارجية إيران مع وزيرة الخارجية الأمريكية، وخصوصاً أنهم يعرفون أن المسؤولين الأمريكيين لا يأتون إلى المنطقة لحلّ مشاكلها، بل لحلّ مشكلة أمريكا ومأزق إسرائيل. وقد أظهرت نتائج مؤتمر شرم الشيخ أن المؤتمر لم يُعقد لحلّ المشكلة العراقية، بل لحلّ مشكلة أمريكا في العراق، ولم يكن الهدف منه هو الوصول إلى حال من الاستقرار الداخلي في العراق، بل البحث في السبل التي من شأنها أن توفّر الأجواء اللازمة للمحتل الأمريكي كي ينعم بشيء من الاستقرار الذي يمكّنه من البقاء أكثر في بلاد الرافدين.

وأضاف: إننا نلمح نفاقاً أمريكياً متصاعداً في المنطقة، حيث تلوّح الإدارة الأمريكية باستعدادات علنية للحوار مع دول المنطقة التي تعتبرها مشاغبة، ولكنها تهمس في آذان دول أخرى ومن بينها دول عربية إسلامية، بأنها ستعمل على تأديب دول الممانعة، ولذلك فإنّ على المسؤولين العرب أن ينتبهوا إلى هذه اللعبة الأمريكية المزدوجة، وخصوصاً أن هذه الإدارة الأمريكية أثبتت أنها مستعدة للتضحية بأي مسؤول عربي أو أي نظام عربي، إذا رأت أن ذلك يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل، وعسى أن يتّعظ الجميع من تجربة أمريكا مع صدام حسين.

وخلص سماحته إلى القول: إننا نرى أن البناء السياسي والأمني الصحيح في المنطقة، لا بد من أن يبدأ من خلال اعتراف الإدارة الأمريكية بأخطائها وجرائمها، وأن تتحلى بشيء من الشجاعة لتعترف بالفشل كما اعترفت إسرائيل به، ذلك أنّ مثل هذا الاعتراف الأمريكي وإعلان الاستعداد للتصحيح قد يكون اللّبنة الأولى التي يمكن أن يبني الحوار القادم عليها أساساً من شأنه أن يكون المنطلق لإعادة ترميم علاقة أمريكا بشعوبنا من خلال مراجعة لسياستها الخارجية في المسألة الفلسطينية، وفي محاولاتها الدائمة لإشعال حرب مذهبية في المنطقة كلها... ومن شأن ذلك كله أن يحاصر ما تسميه الإدارة الأمريكية إرهاباً، لأن هذا الإرهاب كان صنيعة من صنائعها، أو كان نتاجاً لسياستها الظالمة في المنطقة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 13 ربيع الثاني 1428هـ  الموافق: 02 / 5 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

دعا المسؤولين العرب إلى التصرف بنديّة مع تشيني كما تصرّف متكي مع رايس
فضل الله: الإدارة الأمريكية فقدت فاعليتها بإنتاج الحرب ولكنها لم تفقد شهية العنف

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على نتائج مؤتمر شرم الشيخ وزيارة تشيني إلى المنطقة، جاء فيه:

إن المتابع للحركة السياسية في المنطقة، يلاحظ أن الوضع فيها دخل في مرحلة من السباق المحموم بين ما هي علائم التسوية والانفراج والاستقرار، وبين علائم الاضطراب والحرب وشبح العنف الذي لا يزال سيد الموقف في أكثر من ساحة، بفعل السياسة الأمريكية التي دفعت بالأمور إلى هذا المستوى من الفوضى التي تنتج عنفاً دامياً في العراق وغيره.

أضاف: وإذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي قد فقدت فاعليتها في إنتاج حرب جديدة في المنطقة بفعل فشلها المدوّي في العراق وتراكمات هذا الفشل على المستوى الأمريكي الداخلي، إلا أن هذه الإدارة لم تفقد شهية الحروب والعنف والدمار والقتل على الرغم من كل الفضائح التي حاصرت هذه الإدارة، لأنه لا يزال فيها من يفكّر بالهروب إلى الأمام عبر القيام بمغامرات خاطفة في المنطقة، وخصوصاً نائب الرئيس الأمريكي (ديك تشيني) الذي لا تزال التقارير والمعلومات الواردة من أمريكا نفسها ومن شخصيات شاركت في إدارة بوش تتحدث عن دور تشيني في دفع بوش للقيام بالحرب على العراق تحت حجج واهية، وهو ما أكده رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق، جورج تينيت، في كتابه الأخير.

وقال: إن ديك تشيني، الذي ينطلق إلى المنطقة للقاء الرباعية العربية، ليس رسول سلام ومحبة، ولكنه رسول حرب وداعية فتنة وهو شيطان بوش وموجّهه الدائم نحو الحرب في المنطقة، وهو لا يأتي إلى المنطقة العربية ليدرس مع المسؤولين العرب سبل تخفيف الاحتقان ودفع الأمور باتجاه السلام، بل يأتي محرضاً لهم على إيران وموجّهاً لهم نحو الاقتراب من إسرائيل، وربما كلفهم بمهمة جديدة تتمثّل بحماية أولمرت عبر مد اليد نحوه لمنعه من السقوط، حيث أن تشيني يتطلع لدور القادة العرب من منظار حماية إسرائيل ومن خلال مدى انسجامهم مع الخطط الأمريكية في المنطقة.

وأردف: إننا نريد للمسؤولين العرب أن يتصرفوا بشيء من النديّة في مواجهة تشيني، كما تصرف وزير خارجية إيران مع وزيرة الخارجية الأمريكية، وخصوصاً أنهم يعرفون أن المسؤولين الأمريكيين لا يأتون إلى المنطقة لحلّ مشاكلها، بل لحلّ مشكلة أمريكا ومأزق إسرائيل. وقد أظهرت نتائج مؤتمر شرم الشيخ أن المؤتمر لم يُعقد لحلّ المشكلة العراقية، بل لحلّ مشكلة أمريكا في العراق، ولم يكن الهدف منه هو الوصول إلى حال من الاستقرار الداخلي في العراق، بل البحث في السبل التي من شأنها أن توفّر الأجواء اللازمة للمحتل الأمريكي كي ينعم بشيء من الاستقرار الذي يمكّنه من البقاء أكثر في بلاد الرافدين.

وأضاف: إننا نلمح نفاقاً أمريكياً متصاعداً في المنطقة، حيث تلوّح الإدارة الأمريكية باستعدادات علنية للحوار مع دول المنطقة التي تعتبرها مشاغبة، ولكنها تهمس في آذان دول أخرى ومن بينها دول عربية إسلامية، بأنها ستعمل على تأديب دول الممانعة، ولذلك فإنّ على المسؤولين العرب أن ينتبهوا إلى هذه اللعبة الأمريكية المزدوجة، وخصوصاً أن هذه الإدارة الأمريكية أثبتت أنها مستعدة للتضحية بأي مسؤول عربي أو أي نظام عربي، إذا رأت أن ذلك يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل، وعسى أن يتّعظ الجميع من تجربة أمريكا مع صدام حسين.

وخلص سماحته إلى القول: إننا نرى أن البناء السياسي والأمني الصحيح في المنطقة، لا بد من أن يبدأ من خلال اعتراف الإدارة الأمريكية بأخطائها وجرائمها، وأن تتحلى بشيء من الشجاعة لتعترف بالفشل كما اعترفت إسرائيل به، ذلك أنّ مثل هذا الاعتراف الأمريكي وإعلان الاستعداد للتصحيح قد يكون اللّبنة الأولى التي يمكن أن يبني الحوار القادم عليها أساساً من شأنه أن يكون المنطلق لإعادة ترميم علاقة أمريكا بشعوبنا من خلال مراجعة لسياستها الخارجية في المسألة الفلسطينية، وفي محاولاتها الدائمة لإشعال حرب مذهبية في المنطقة كلها... ومن شأن ذلك كله أن يحاصر ما تسميه الإدارة الأمريكية إرهاباً، لأن هذا الإرهاب كان صنيعة من صنائعها، أو كان نتاجاً لسياستها الظالمة في المنطقة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 13 ربيع الثاني 1428هـ  الموافق: 02 / 5 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية