فضل الله: المرحلة التي نمرُّ بها هي مرحلة التحدّيات الكبيرة
رأى سماحة المرجع الديني، السيد محمد حسين فضل الله، أن الأمّة التي لا تفكِّر في صناعة المستقبل، هي أمةٌ تموت في الماضي، وتُدْفَن في الماضي والحاضر، وإن كانت تتنفّس في هذه المرحلة من الحياة، لأنّ عظمة الأمّة هي في روحها وعقلها وفكرها وتجدُّدها...
كلام سماحته جاء في الليلة الأولى لإحياء مراسم شهر محرّم الحرام، والسنة الهجرية الجديدة، في مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور حشدٍ كبير من المؤمنين.
وقال سماحته: إنّ هذا الموسم الإسلامي يجعلنا نلتقي بأكثر من مناسبة إسلامية تربطنا بالإسلام كلّه، وتنفتح بنا على المسلمين كلّهم، وتحمّلنا المسؤولية في أن نجدّد حياتنا لتنفتح على صناعة المستقبل، لأنّنا لسْنا مربوطين بالماضي إلا من خلال ما نستلهم منه لإنتاج الفكر المبدع المنتج، فإن كان خطأً فعلينا رفضه لنصنع تاريخاً جديداً للأجيال القادمة.
وأضاف سماحته: إنه لا بد من دراسة المرحلة التي نمرّ بها، وهي مرحلة التحديات الكبيرة، فنحن الآن نواجه تحديات الحرب على الإسلام الثقافي، ومحاولة أن يُفرَضَ الطابع الذي يُلائم مصلحة المستكبرين على الإسلام وعلى مناهجه ومضامينه الفكرية والشرعية... ولهذا فعلينا مواجهة هذا الواقع، ليس بالخرافات أو الأخطاء، بل بالفكر والإيمان والمعرفة... ولا بد من دراسة ما يملك المسلمون من قوة في هذه المرحلة، وكيفيّة استخدامها في مجابهة التحديات...
واعتبر سماحته: أن ثرواتنا موجودة في كل الأرض، وفي ما تختزنه الأرض وسطحها، ولكنّنا نعيش الجوع والحرمان، بينما يستغلّ العالم، ولا سيما العالم المستكبر، هذا الواقع والثروات، ليعيش الرخاء من ثرواتنا، حتى إنهم يعيشون حالة الطوارىء الاقتصادية عندما يرتفع سعر النفط في العالم، ولا يتورّعون عن القيام بالحروب تحقيقاً لمصالحهم وغاياتهم ومآربهم... وحتى إن المال الذي يأخذه المسيطرون ـ دون حقٍّ ـ على العالم الإسلامي، يضعونه في الأرصدة الأمريكية والأوروبية، ما يجعل إسرائيل المستفيد منه، حتى إذا حصلت أية مشكلة جُمِّدت هذه الأموال، لأنهم يريدوننا شعوباً استهلاكية تُشغِّل مصانعهم، وحتى مصانع السِّلاح، فإنها تجرَّب بكل هذه الشعوب المستضعفة المقهورة...
وختم سماحته: إنّ علينا التثقُّف بالواقع الفكري، لا بالحماس والانفعال، بل بالتخطيط والانفتاح على وعي المستقبل، وتثقيف الأمة لتعيش معنى الأمة لا معنى الفرد، والتفكير بالمستقبل لا الماضي لنطوِّر الواقع الإسلامي. ولهذا ما نؤمن به وندعو إليه، هو أن ندخُل هذه السنة الهجرية على أساس أن نجعلها سنة إسلامية في خطّ الإسلام الأصيل الفكري والسياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي. ولأن التاريخ ينطلق من واقع حركي، ولا حركة في الولادة، فعلينا التحرك في خط الرسالات واختيار مواجهة التحديات، لنثقِّف أنفسنا حركياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً، حتى نبقى في خطّ تصاعدي نحو العمل الأفضل.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ:1 محرم 1426هـ الموافق: 10 شباط 2005م
فضل الله: المرحلة التي نمرُّ بها هي مرحلة التحدّيات الكبيرة
رأى سماحة المرجع الديني، السيد محمد حسين فضل الله، أن الأمّة التي لا تفكِّر في صناعة المستقبل، هي أمةٌ تموت في الماضي، وتُدْفَن في الماضي والحاضر، وإن كانت تتنفّس في هذه المرحلة من الحياة، لأنّ عظمة الأمّة هي في روحها وعقلها وفكرها وتجدُّدها...
كلام سماحته جاء في الليلة الأولى لإحياء مراسم شهر محرّم الحرام، والسنة الهجرية الجديدة، في مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور حشدٍ كبير من المؤمنين.
وقال سماحته: إنّ هذا الموسم الإسلامي يجعلنا نلتقي بأكثر من مناسبة إسلامية تربطنا بالإسلام كلّه، وتنفتح بنا على المسلمين كلّهم، وتحمّلنا المسؤولية في أن نجدّد حياتنا لتنفتح على صناعة المستقبل، لأنّنا لسْنا مربوطين بالماضي إلا من خلال ما نستلهم منه لإنتاج الفكر المبدع المنتج، فإن كان خطأً فعلينا رفضه لنصنع تاريخاً جديداً للأجيال القادمة.
وأضاف سماحته: إنه لا بد من دراسة المرحلة التي نمرّ بها، وهي مرحلة التحديات الكبيرة، فنحن الآن نواجه تحديات الحرب على الإسلام الثقافي، ومحاولة أن يُفرَضَ الطابع الذي يُلائم مصلحة المستكبرين على الإسلام وعلى مناهجه ومضامينه الفكرية والشرعية... ولهذا فعلينا مواجهة هذا الواقع، ليس بالخرافات أو الأخطاء، بل بالفكر والإيمان والمعرفة... ولا بد من دراسة ما يملك المسلمون من قوة في هذه المرحلة، وكيفيّة استخدامها في مجابهة التحديات...
واعتبر سماحته: أن ثرواتنا موجودة في كل الأرض، وفي ما تختزنه الأرض وسطحها، ولكنّنا نعيش الجوع والحرمان، بينما يستغلّ العالم، ولا سيما العالم المستكبر، هذا الواقع والثروات، ليعيش الرخاء من ثرواتنا، حتى إنهم يعيشون حالة الطوارىء الاقتصادية عندما يرتفع سعر النفط في العالم، ولا يتورّعون عن القيام بالحروب تحقيقاً لمصالحهم وغاياتهم ومآربهم... وحتى إن المال الذي يأخذه المسيطرون ـ دون حقٍّ ـ على العالم الإسلامي، يضعونه في الأرصدة الأمريكية والأوروبية، ما يجعل إسرائيل المستفيد منه، حتى إذا حصلت أية مشكلة جُمِّدت هذه الأموال، لأنهم يريدوننا شعوباً استهلاكية تُشغِّل مصانعهم، وحتى مصانع السِّلاح، فإنها تجرَّب بكل هذه الشعوب المستضعفة المقهورة...
وختم سماحته: إنّ علينا التثقُّف بالواقع الفكري، لا بالحماس والانفعال، بل بالتخطيط والانفتاح على وعي المستقبل، وتثقيف الأمة لتعيش معنى الأمة لا معنى الفرد، والتفكير بالمستقبل لا الماضي لنطوِّر الواقع الإسلامي. ولهذا ما نؤمن به وندعو إليه، هو أن ندخُل هذه السنة الهجرية على أساس أن نجعلها سنة إسلامية في خطّ الإسلام الأصيل الفكري والسياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي. ولأن التاريخ ينطلق من واقع حركي، ولا حركة في الولادة، فعلينا التحرك في خط الرسالات واختيار مواجهة التحديات، لنثقِّف أنفسنا حركياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً، حتى نبقى في خطّ تصاعدي نحو العمل الأفضل.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ:1 محرم 1426هـ الموافق: 10 شباط 2005م