حوار: خالد اللحّام
أكَّد المرجع الإسلامي محمد حسين فضل الله أنه لا يزال إلى اليوم يتلقى طلبات من المسلمين في العالم بقبول أصحابها كمتطوعين وجنود في خط المقاومة والانتفاضة، كما إن التبرعات لا تزال تصل إلى المقاومة والانتفاضة من قوى ليست ذات صلة عضوية بالطرفين، رغم الحواجز الأميركية الموضوعة باسم الحرب على الإرهاب.
ورأى سماحته أنه إذا أحسن المسلمون إدارة الاحتفال بعاشوراء، جعلوها قاعدةً للوحدة، وأنه يجب أن تكون هذه الذكرى حركةً في تحويل عناصر الوحدة في واقعنا. مركِّزاً على أن المعركة في فلسطين ليست ضد الصهانية فقط، بل هي ضد الأميركيين الذي يعلنون صراحةً أنهم لا يحاورون الصهاينة، بل يعملون معهم.
وقال سماحته: لقد أكَّدْنَا سابقاً أنَّ الأساليب التي تمارس في عاشوراء، كالإدماء وضرب الظهور بالسلاسل، هي محرّمة من الناحية الشرعية بحسب رأينا ورأي عدد كبير من الفقهاء، ودعونا كل الذين يودّون مواساة الحسين (عليه السلام)، أن يتبرعوا بالدم تحيةً له، ليكون ذلك للمجاهدين والفقراء، بما يعبر تعبيراً حضارياً عن الانسجام مع روح هذه الذكرى وآفاقها الإسلامية والإنسانية السامية.
جاء ذلك في حوار خاص أجرته "اللواء الإسلامي" مع سماحته:
عاشوراء والوحدة:
س: أيُّ دور لعاشوراء في خطِّ الوحدة؟
ـ عندما ندرس عاشوراء في مضمونها الفكري الإسلامي، فإننا نجد أنها تمثل العنوان الإسلامي الكبير الذي ينطلق بالإسلام كله، في كلِّ مواقعه، وإذا كان الموقع الذي تحركت عاشوراء في ساحته موقعاً ينفتح على الواقع الإسلامي الداخلي في خصوصية المشاكل الإسلامية على مستوى الحكم أو على مستوى الالتزام الشخصي بالأحكام والقيم الإسلامية، فإن عاشوراء في معطياتها الإسلامية تتّسع لكل الإشكالات والتحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين في العالم.
كما إننا نرفض أن تكون عاشوراء مذهبية بالمعنى الذي يتداوله الناس أو الذي يحاول البعض في هذا الجانب أو ذاك إثارته على هذا الصعيد، باعتبار أن المجتمع في تلك المرحلة، منقسماً وتتنوع مذاهبه، بل إننا نعتقد أن المسألة كانت مسألة تتصل بوضع الدولة الإسلامية، وبالمشاكل التي كانت تواجهها على مستوى الحكم وشخصية الحاكم، وعلى مستوى المفاهيم التي اختلفت بعيداً عن المسألة المذهبية هنا وهناك، أو على مستوى التطبيق. مع ملاحظة مهمة جداً، وهي أن شخصيّة الحاكم في تلك الظروف لم تكن شخصيةً سنيّةً بالمعنى الذي يتداوله الناس لتكون شخصية الحسين(ع) إنّ شخصية شيعية في الدائرة المغلقة للمذهبية، بل إنّ الجميع يعرفون أن شخصية الإمام الحسين(ع) هي شخصية إسلامية يحترمها كل المسلمين، ولا يدخلون في أية مقارنة ولو بنسبة 1% بينه وبين يزيد في هذا المجال، وقد روى المسلمون كلهم حديث النبي محمد(ص): "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"، وقرأ المسلمون الآية الكريمة: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}، باعتبار أن الحسين (عليه السلام) هو الشخصية الأخيرة لأهل البيت (عليهم السلام).
لذلك فالقضية هي إسلامية في الأفق الواسع للإسلام. ولهذا فإننا نعتقد بأن من الممكن جداً إذا أحسن المسلمون إدارة الاحتفال بالذكرى الحسينية، أن تكون قاعدةً للوحدة الإسلامية، حيث يلتقي المسلمون عند شخصية الإمام الحسين(ع)، وعند الخطوط التي أطلقها في حركته لمواجهة الظلم.
قال: بعض الكلمات التي صدرت عن الإمام الحسين(ع) في وصيته لأخيه محمد المعروف بابن الحنفية قال: "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردَّ عليّ أصبر حتى يقضي الله بيننا وهو خير الحافظين". فنحن نقرأ في هذا النص، أن الحسين (عليه السلام) لم يتحرك من خلال أية عناصر ذاتية تجعله ينفتح على حالة الخيلاء وضخامة الشخصية التي تعبر عنها كلمة الأشر والبطر، ولم يخرج من أجل أن يسيطر على الناس ويصادر حرياتهم وأوضاعهم، أو ليفسد في الأرض بحيث يحوّل الواقع الإسلامي إلى فوضى، إنما كان الحسين (عليه السلام) يدرس الواقع الإسلامي، فيدرس فيه الفساد في المفاهيم والتطبيق وعلى ضوء هذا، فإنه يتحدث على أساس أن يكون الشخصية المصلحة في الأمة حتى يرجع الأمة إلى أصولها المنطلقة من الكتاب والسنّة، لا سيما أن الإمام الحسين(ع) عاشر جده في طفولته وعاش مع كل هذا البيت الرسولي الذي كان يضمُّ الرسول(ص) وعلياً وفاطمة والحسن(ع)، وكان في طفولته يتردد على المسجد، ويستمع إلى جده ويعيش احتضان جده له وحدبه عليه.
حركة إصلاحية
وتابع: وقد عاش الحسين(ع) كل تلك الفترة وهو يحدق في الواقع الإسلامي الذي تحرك فيه معاوية ومن بعده ليحوّلوا الخلافة إلى ملك عضوض، كما يذكر ذلك كل المؤرخين في هذا المجال، فالحسين جاء من أجل الإصلاح. ونحن نقرأ في قصة شعيب عندما كان يعالج الواقع المنحرف على المستوى الاقتصادي، مرتكزاً على المستوى الإيماني، إنه كان يقول "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت". فالإصلاح هو العنوان الكبير الذي يتحمّل مسؤوليته الذين يملكون الشرعية في الواقع الإسلامي، كما تتحمل كلُّ الأمة مسؤوليته.
ثم يحدِّد الإمام الحسين (ع) الخطِّ الشرعي لمسألة الإصلاح، فهناك معروف يترك على مستوى الخط العام للمعروف وهو العدل، وعلى مستوى المفردات المتحركة في علاقات الحاكم بالناس وعلاقات الناس ببعضهم البعض، وهناك منكر يفعل، في التعدي على حدود الله سبحانه وتعالى. وعلى ضوء ذلك، فقد طرح الإمام الحسين(ع) حركته في دائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم أعلن الإمام الحسين (عليه السلام) أنه لم يخرج مقاتلاً، وإنما مصلحاً يتناول مسألة الإصلاح من القمة، وهي الحكم، إلى آخر مفردة من مفردات السلوك الإسلامي في خط الشريعة.
ولذلك، فقد طرح الإمام الحسين(ع) المسألة على الأمة، أن هذه هي رسالتي ولكم الحرية أن تقبلوها أو لا تقبلوها، لأنني لم أتحرك مسيطراً، وإنما تحركت في خط جدي رسول الله، مذكِّراً ومرشداً ومصلحاً، فمن قبلني بقبول الحق، لا على أساس الذات، وإنما على أساس الحق، فهو لم يقبلني شخصياً، وإنما قبل ما أراده الله من الحق، ذلك بأن الله هو الحق وما يدعون من دونه هو الباطل، ومن رد عليّ اصبر وعليه أن يتحمَّل مسؤولية الردّ عليّ، لأنني لا أنطلق من حالة ذاتية ليكون لذلك الشخص الحرية الذاتية في أن يقبل أو لا يقبل، وإنما أتحرّك من حالة إسلامية، وعلى المسلمين أن يلتزموا بذلك، ولذلك قال: "وأصبر حتى يقضي الله بيننا وهو خير الحاكمين". فالقضية بيننا وبين من يرفضوننا هي قضية الحق والباطل، والخير والشر، والعدل والظلم، ولذلك فسوف نقف بين يدي الله ليحكم بيننا على هذا الأساس.
الإدماء وضرب الظهور بالسلاسل محرمان شرعاً
س: ما رأي الشرع ببعض الأساليب التي تمارس في عاشوراء، كالإدماء وضرب الظهرو بالسلاسل؟
ـ لقد أكَّدنا سابقاً أن هذه الأساليب تشوهِّ صورة الإسلام والمسلمين، وتعبِّر عن تخلف في التعبير عن الحزن، وتؤدي إلى هتك للخط الإسلامي الأصيل، وهي محرّمة من الناحية الشرعية بحسب رأينا ورأي عدد كبير من الفقهاء.
لقد دعونا كلَّ الذين يودّون مؤاساة الحسين (عليه السلام)، أن يتبرعوا بالدم تحيةً له، على أن يعود ذلك للمجاهدين والفقراء، كتعبير حضاري عن الانسجام مع روح هذه الذكرى وآفاقها الإسلامية والإنسانية.
واقع وقضية
س: هل تعتقدون أن الأمور اليوم تختلف عن واقع عاشوراء؟
ـ لقد صوَّر الإمام الحسين(ع) الواقع الإسلامي من خلال الحكم الذي كان يسيطر على المسلمين بكلمة قصيرة قالها: "اتخذوا مال الله دولاً وعباده خولاً"، فصوَّر الحكم على أنه كان يعبث بالأموال العامة، وهي أموال لكل المسلمين، لكنهم يتداولونها بين أنصارهم وأصحابهم ومحازبيهم، وأما نظرتهم إلى الناس فهي نظرة استعباد.
وهكذا نلاحظ أن الإمام الحسين(ع) قال في بعض مواقفه في طريقه إلى كربلاء ما يؤكد شرعية حركته، عندما قال: "أيها الناس، إن رسول الله(ص) قال: من رأى منكم سلطاناً جائراً، مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهده مخالفاً لسنة رسوله(ص)، فلم يُغيّر ما عليه بقول أو بفعل كان حقاً على الله أن يدخله مدخله". فهو في ذلك قد ركّز على أنه إذا كان هناك سلطان جائر لا يلتزم بالقانون الإسلامي، ولا يلتزم بالمواثيق التي يعطيها والتي يتحمل الحاكم مسؤوليتها، فعلى كل شخص من الأمة أن يتحرك من أجل أن يغير ما عليه من هذا السلوك المجافي للإسلام، إما بالكلمة، وإما بالفعل، وإلا كان مصيره مصير الحاكم هذا في هذا المجال.
ثم قال وهو يريد تطبيق هذه القاعدة الإسلامية الرسولية "ألا وإن هؤلاء القوم قد تركوا طاعة الرحمن، ولزموا طاعة الشيطان، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأنا أحق من غيرّ". فالإمام يركز المسألة على أساس أن هؤلاء الذين يسيطرون على الواقع الإسلامي، انحرفوا عن الخط الإسلامي بشكل عام، وحتى على المستوى التفصيلي، ولذلك لا بد أن يتحمَّل المسلمون، ولا سيما القادة منهم، مسؤولية تغيير هذا الواقع.
وعندما ندرس هذا النص، فإننا نجد أنه يطرح عناوين إسلامية كبيرة، ونقرأ في نص آخر له(ع) يقول فيه: "ألا ترون إلى الحقّ لا يعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برماً".
ومن خلال هذه العناوين، بإمكاننا إذا أردنا أن نتلمَّس الوحدة بين المسلمين في إقامة هذه الذكرى، أن تكون الذكرى حركة في تحريك هذه العناوين في الواقع الإسلامي، لأنه إذا كان الواقع الإسلامي في زمن الحسين بهذا السوء، فإن الواقع الإسلامي اليوم يمثل سوءاً بدرجة أعلى، وعندما تثار قضايا الانحراف في هذه العناوين في الدائرة الإسلامية، فمن الطبيعي أن العنوان الإسلامي في مسائل الظلم والعدل والمعروف والنهي عن المنكر وما إلى ذلك من الأمور العامة التي تشمل المسلمين وغير المسلمين، لا سيما عندما يواجه المسلمون الاستكبار، وهو قمة الظلم، كما يواجهون الانحراف الفكري والسياسي والاقتصادي في العالم الذي يحاول أن يفرض على المسلمين البعد عن الخطوط الإسلامية، من الطبيعي جداً أن تكون قضايا المسلمين في مواجهة التحديات الكبرى والاستكبار العالمي هي قلب الحديث في عاشوراء، لأن عناوين الداخل في خط الانحراف تمتد إلى عناوين الخارج، فلا فرق بين أن يكون الظلم إسلامياً أو أن يكون الظلم استكبارياً.
ظلم القوى الاستكبارية
إنَّ القوة الاستكبارية، ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية وكلّ حلفائها، عملت على أن تضغط على واقع المستضعفين كلهم، مستغلةً القوة الهائلة المتنوعة التي تملكها، ولذلك فإن المسألة بحاجة إلى وسائل متنوعة حسب كل موقع من المواقع الإسلامية، فهناك المواقع السياسية التي يرفض فيها المسلمون الخطط السياسية الأميركية، وهناك بعض الوسائل الاقتصادية التي ربما لا تمثل شيئاً كبيراً لكنها تمثل خطاً يمكن أن يمتَّد، وهو المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية، وقد أصدرنا فتوى بحرمة شراء البضائع الأميركية بقدر الإمكان، وهناك أيضاً المقاومة المسلّحة والمقاومة السلمية ضد الاحتلال والخطط الأميركية، كما إن هناك معركةً في فلسطين، لأننا نعتبر أن معركتنا في فلسطين ليست موجَّهة ضد الصهاينة فحسب، بل ضدَّ الصهاينة المتحالفين مع أميركا، وقد قال مسؤول أميركي: "نحن لا نتحاور مع إسرائيل لأننا نعمل معها". ولذلك فإن الحرب العربية الإسلامية ـ الإسرائيلية هي حرب عربية إسلامية ـ أميركية في هذا المجال، وأبطال الانتفاضة والشعب الفلسطيني يقاتلون أميركا في هذا المجال بقدر إمكاناتهم، وقد حاربوا السياسية الأميركية والسياسية الإسرائيلية والأمن الإسرائيلي، وأوجدوا للإدارة الأميركية قلقاً يدفعها بين وقت وآخر للطلب من كل الأميركيين في العالم أن يأخذوا الحذر، وأن لا يذهبوا إلى هذا البلد أو ذاك البلد من جهة تأثير القضية الفلسطينية على الشعوب العربية والإسلامية، ما قد يدفع البعض إلى إيذاء الأميركيين هنا وهناك كردّة فعل انفعالية.
وهكذا نجد الموقف في العراق الذي يواجه فيه الأميركيون حالة غرق في الرمال المتحركة على مستوى المقاومة العسكرية أو المقاومة السلمية، حيث نجد أن الشعب العراقي بجميع أطيافه يقف ضد الاحتلال بالصوت وبالرصاصة، وهذا ما نلاحظه في أفغانستان، كما في لبنان، الذي يقف ضد الاحتلال الصهيوني الذي هو احتلال أميركي أيضاً، من خلال وحدة الموقف بين أميركا وإسرائيل، إضافة إلى الحرب الإعلامية والثقافية التي يخوضها المسلمون في العالم في مواجهة أميركا، لذلك نحن نقول إن الوسائل التي يملكها المسلمون الآن بالرغم من كل عناصر الضعف الموجودة في ساحتهم، وعناصر القوة لدى أميركا، تدفعنا لتأكيد المقولة الواقعية "أن في القوي نقاط ضعف وفي الضعيف نقاط قوة، وعلى الضعيف أن يحارب القوي في نقاط ضعفه بنقاط قوته"، وهذا ما يفعله المجاهدون من المسلمين، سواء جاهدوا بالكلمة أو بالعمل.
الدعم المطلوب
س: لماذا أطلقتم قضية مقاطعة البضائع الأميركية؟
ـ عندما أطلقنا وأطلق بعض علماء المسلمين قضية المقاطعة، التزم الكثير من المسلمين بها ولا زالوا، بحسب الحجم الذي يملكون فيه هذه المقاطعة، وربما كان الآخرون يخضعون لبعض التحليلات أو المواجهات الموجودة عندنا من الذين يعيشون الرعب من الغرب، ويشعرون بأننا لا نملك أيَّ قوة أمام الغرب وأننا بحاجة إليه، وربما نجد بعض المسلمين المخلصين لا يجدون إمكانات للمقاطعة بحسب الضغوط الأميركية التي تحاول أن توزِّع مواقعها حتى في الدول الأوربية أو الآسيوية، عندما تنطلق الشركات الأميركية بإعطاء الوكالات لمنتجاتها لهذا الفريق أو ذاك الفريق هنا وهناك.
وأضاف: حينما أطلقنا الفكرة، أردنا أن تكون رمزاً للمقاطعة، بحيث يتعلم المسلمون الاحتجاج بالعمل لا بالقول، لذلك علينا أن نبقى في عملية الرفض شرط أن تكون مدروسةً، لا سيما بعد أن اشهرت أميركا بالحرب على ما أسمته بالإرهاب، وهي كلمة حق يراد بها باطل، لأن تخطيط الحرب ضد الإرهاب أميركياً، يراد من خلاله إيجاد عنوان وشعار يعطي أميركا الفرصة للسيطرة على كل العالم الإسلامي، والتدخل في شؤونه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
ونحن نعتقد أن المسلمين يدعمون الانتفاضة والمقاومة، وهذا ما نلاحظه شخصياً من خلال التبرعات التي ترسل للمقاومة وللانتفاضة دون أن يكون للمتبرعين أي علاقة عضوية بهذه الانتفاضة أو تلك المقاومة، ما يدل على أن المسلمين بالرغم من كل الحواجز التي وضعت بينهم وبين مساعدة الانتفاضة أو المقاومة، يحاولون تكسير هذه الحواجز، ونحن نتلقى طلبات من بعض المسلمين من مناطق أخرى في العالم يعرضون علينا أن يُقبلوا كجنود في المقاومة أو في الانتفاضة، لكننا نعرف أن المقاومة والانتفاضة لا تحتاجان في هذه المرحلة إلى مزيد من الجنود، بل إلى الدعم الكبير السياسي والمادي والإعلامي وما إلى ذلك.
جريدة اللواء: 7 محرم 1425هـ الموافق 28 -02-2004