استشارة..
أنا شاب عشريني. منذ سنتين، بدأت أعاني القلق والتوتر والخوف، من دون أسباب واضحة، وأخذ وضعي يتفاقم إلى درجة أن الخوف من الموت بات لا يفارقني، وبت أتوهّم أنه قريب مني جداً، فأقلق وأشعر بالاختناق، وأحياناً، أضغط على أصابعي بقوة كي أحس بالألم، وأطرد هذا الخوف. قبل شهرين، اختفت هذه الحالة، ثم عادت مؤخراً، وأنا غير قادر على زيارة الطبيب لتلقّي العلاج. فما الحل؟
وجواب..
أعتقد أنَّ هذه الحالة لم تنشأ لديك إلا بعد مواجهة حادثة موت، ومن الممكن أن تكون في العائلة، وهذا غالباً ما يؤثّر سلباً في بعض الأشخاص الّذين لا يتقبّلون فكرة الموت، لاعتقادهم أنه نهاية مجهولة، وهذا شأن أغلب الناس.
الأخ السّائل، من الأمور المستحبَّة دينياً أن نتذكَّر الموت، وذلك بهدف عدم الاستغراق في التّفكير الدّنيوي، ولكن في الحالة الَّتي تعانيها، فإنَّ الوضع مختلف تماماً، فقد تحوَّل الموت لديك إلى حالة معيقة للحياة الطبيعيَّة المطلوبة.
إنّ الموت يا عزيزي ما هو إلا حالة انتقال هادئ وجميل إلى الحياة الآخرة، وليس نهاية مجهولة، وهو الراحة المقصودة. طبعاً، أنا لا أعلم ما هي اهتماماتك في الحياة، ونوعيَّة عملك، ولكن في كلّ الأحوال، عليك أن تشغل نفسك بما يقضي فترة اليوم بالأمور المهمّة والممتعة، وأن تعيش مع أصدقائك وأحبابك ضمن برامج ترفيه وانشغال مفيد، بما يبدّد فرصة التّفكير السَّلبي في الموت.
وأنصحك بأن يكون لديك نشاط روحيّ، كالصَّلاة والصّيام وزيارة المسجد، لما لهذه الأنشطة من أثر إيجابي في الفهم الحقيقي لماهية الموت، الَّذي ليس هو إلا حالة انتقال من رحمة الله في الدنيا، إلى رحمته في الآخرة.
وفي واقع الأمر، إذا لم تنجح محاولاتك الشخصيَّة، فأعتذر لأن أقول لك، لا بدّ من استشارة طبيب نفسي، مع علمي أنّه متعذّر عليك ذلك، ولكن حاول يا عزيزي بإرادتك، فالحياة الجميلة أمامك، ولا زلت شاباً يافعاً تستحقّ أن تعيشها بكلّ سعادة وفرح، وهي كذلك.
***
مرسل الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الأستاذة فاطمة نصر الله، اختصاصيّة في الإدارة التربويّة.
التاريخ: 21 آب 2014م.
نوع الاستشارة: تربويّة.