كان جويبر من أهل اليمامة، أسلم وحسن إسلامه، وكان رجلاً قصيراً دميماً من السودان.
ولفقره وغربته، ضمّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليه، فصار من أهل الصفة، وأجرى له طعاماً.
في يوم من الأيام، رآه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو نائم على الأرض، فرقّ لحاله.
فقال له: لو تزوّجت امرأة، فعففت بها فرجك، وأعانتك على دنياك وآخرتك! فقال له جويبر: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، من يرغب فيّ، فو الله مالي حسب ولا نسب، ولا مال ولا جمال؛ فأية امرأة ترغب فيّ؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): انطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد الأنصاري، فإنه من أشرف بني بياضه حسباً فيهم، فقل له: بعثني رسول الله إليك، وهو يقول لك: زوِّج جويبر من ابنتك الدلفاء، وكانت جميلة. أمّا جويبر، فقد كان وجهه أسود وقبيحاً، ولكنّ قلبه أبيض وجميل.
فانطلق جويبر وأدّى الرّسالة، فامتنع زياد أوّلاً.
فكلّمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: يا زياد، إنّ جويبر رجل مؤمن، والمؤمن كفؤ المؤمنة. فزوّجه يا زياد ولا ترغب عنه. فزوّجه إياها على سنَّة الله وسنَّة رسوله، وضمن صداقها. ثم جهّزها أبوها وهيّأ لها بيتاً، وتمّ زفافه منها.
العبرة من هذه القصّة: أراد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الواقعة أن يزيل الفوارق الطبقيّة في المجتمع، ويرسي قواعد الإسلام التي تعتبر التفاضل بالتقوى والعمل الصّالح، وليس بالأصل والنّسب والجاه.
كما أراد أن يكسر من شموخ العرب واعتزازهم بعاداتهم الجاهليّة، القائمة على التفاخر والكبر والعنجهيّة، فالناس في نظر الدين الجديد متساوون، كلّهم لآدم وآدم من تراب.
لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لحرّ على عبد، إلا بالتّقوى.
*من كتاب "قصص ومواعظ".
كان جويبر من أهل اليمامة، أسلم وحسن إسلامه، وكان رجلاً قصيراً دميماً من السودان.
ولفقره وغربته، ضمّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليه، فصار من أهل الصفة، وأجرى له طعاماً.
في يوم من الأيام، رآه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو نائم على الأرض، فرقّ لحاله.
فقال له: لو تزوّجت امرأة، فعففت بها فرجك، وأعانتك على دنياك وآخرتك! فقال له جويبر: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، من يرغب فيّ، فو الله مالي حسب ولا نسب، ولا مال ولا جمال؛ فأية امرأة ترغب فيّ؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): انطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد الأنصاري، فإنه من أشرف بني بياضه حسباً فيهم، فقل له: بعثني رسول الله إليك، وهو يقول لك: زوِّج جويبر من ابنتك الدلفاء، وكانت جميلة. أمّا جويبر، فقد كان وجهه أسود وقبيحاً، ولكنّ قلبه أبيض وجميل.
فانطلق جويبر وأدّى الرّسالة، فامتنع زياد أوّلاً.
فكلّمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: يا زياد، إنّ جويبر رجل مؤمن، والمؤمن كفؤ المؤمنة. فزوّجه يا زياد ولا ترغب عنه. فزوّجه إياها على سنَّة الله وسنَّة رسوله، وضمن صداقها. ثم جهّزها أبوها وهيّأ لها بيتاً، وتمّ زفافه منها.
العبرة من هذه القصّة: أراد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الواقعة أن يزيل الفوارق الطبقيّة في المجتمع، ويرسي قواعد الإسلام التي تعتبر التفاضل بالتقوى والعمل الصّالح، وليس بالأصل والنّسب والجاه.
كما أراد أن يكسر من شموخ العرب واعتزازهم بعاداتهم الجاهليّة، القائمة على التفاخر والكبر والعنجهيّة، فالناس في نظر الدين الجديد متساوون، كلّهم لآدم وآدم من تراب.
لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لحرّ على عبد، إلا بالتّقوى.
*من كتاب "قصص ومواعظ".