مختارات
04/11/2014

عاشوراء في نظر العلماء: انتصار للحقّ وتأكيد لزوال الباطل

عاشوراء في نظر العلماء: انتصار للحقّ وتأكيد لزوال الباطل

كلَّما أدركنا اللّيل، وازداد طغيان الطّغاة، تيقّنّا أنَّ الصّبح صار أكثر قرباً، وأنَّ النّصر قريب، وأنّ صناع النصر أقرب إلى تحقيقه. هكذا علّمنا التّاريخ يوم غرق فرعون وجنوده، ويوم خرج سيّدنا موسى سالماً غانماً منتصراً... ولم يتغيّر التاريخ أبداً، ولن يتغيّر. وهذا ما أكَّدته لنا موقعة عاشوراء؛ يوم انتصر الإمام الحسين في انتصاره لأمَّة جدّه رسول الله، ولا تزال ذكراه حيّة في النفوس وفي القلوب رغم استشهاده...

وفي ذكرى الإمام الحسين؛ في ذكرى النّصر والشّهادة.. وعاشوراء، ماذا يقول السّادة العلماء؟

 المفتي سوسان

قال سماحة مفتي صيدا، الشيخ سليم سوسان: "عاشوراء ذكرى استشهاد سبط سيّد الأنبياء وخاتمهم؛ ذكرى نعيشها مع الصّبر والكرامة والنصر والعزّة والشهادة، تعود الذكرى لنعيش معاً عبق الحسين ومواقف الحسين، وشهادته في سبيل الحقّ.

عاشوراء نقطة سوداء في تاريخ أمّة وفي أحداثها، ونقطة بيضاء في مسيرة الدّعوة والرسالة، وعاشوراء تنادي من عمق التاريخ العربي الإسلاميّ إلى وحدة المسلمين، والإصرار على التمسّك بما نزل على قلب الرسول محمد(ص)، وعلى فهم هذا الدّين؛ دين العدالة والحقّ والحرية، كما عمل لأجله سيّد الأنبياء، وكما حمله سيّد الشّهداء، سيّدنا الإمام الحسين(رضي الله عنه)، وما أراد أن يثبته في موقعة كربلاء.

عاشوراء نعيشها مع عبق التّاريخ الإسلامي وعبق الشّهداء، بكلّ آلامها وشهدائها، وصبرهم على المواجهة، والاحتمال فيها، ونعيش معها ذكرى أحبّتها، وإيمانهم بالنّصر، واستعدادهم للشّهادة فيها. أما آن الأوان اليوم، لأن نعلو على الجراح، وأن نذهب إلى فهم عاشوراء ومعنى عاشوراء وشهداء عاشوراء، وأن نتلاقى اليوم في ساحات المعاني الفاضلة والذكرى العظيمة لهذا الحدث، بكلّ أبعاده، وكلّ ظروفه، وكلّ معانيه؟!

تعود الذكرى اليوم لنجدّد معاً التمسّك بديننا وقرآننا وسنَّة رسولنا(ص)، ولنجدّد حبّنا لأهل بيت رسول الله، ولسيّد الشهداء عند رسول الله، الإمام الحسين(رضي الله عنه.(

تعود الذكرى وفي القلب نداء يدعو إلى وحدة المسلمين، وأصوات تعلو إلى تجديد هذه الوحدة وإرسائها، والقبض بيدي صدقٍ عليها، والعمل لأجلها، والشّهادة في سبيلها، والارتقاء بذكراها إلى حدود المحبّة الخالصة للدّعوة والرّسالة، والشّهادة من أجلها.

تعود ذكرى عاشوراء وفي القلب إيمان لا حدود له بديننا كما أراده رسول الله، وقرآننا كما تلاه رسول الله، وصلاتنا كما أدّاها رسول الله، فنسأل الله أن يثبتنا على محبة رسول الله وآل بيت رسوله".

الشيخ ياسر عودي

وقال فضيلة الشيخ ياسر عودي: "عاشوراء اليوم، كما هي بالأمس، وكما هي بعد مئات السنين، لا بدّ لها من أن تعطينا مفهوماً كبيراً وشاملاً بحجمها وحجم دماء الشّهداء التي بذلت فيها ولأجلها وعلى خطاها، دماء ابن بنت رسول الله، والثلّة الطيّبة من أصحابه، التي انطلقت لرفض الظلم في كلّ مواقعه، ولرفض الباطل وتحريف الحقّ وتحريف آيات القرآن وإبعادها عن معانيها ومقاصدها، ولتواجه عملية قلب المفاهيم في الأمة، من استحلال الدم الحرام، واستحلال مواقع الخلافة من قبل البغاة والمفسدين والظالمين.

كانت صرخة الإمام الحسين على امتداد التّاريخ، تحاكي الإنسان المسلم في أخلاقه، مصحّحةً له مفاهيم دينه، ورافضةً الباطل أينما كان، ومن أيّ جهة أتى، وإلى أين تحرك، وداعيةً إلى الإصرار على الحقّ، وعدم الاستسلام للظّلم. ولذلك، فإنَّنا عندما نحيي ذكرى عاشوراء، ونذكر شهداء عاشوراء، فإنّنا نحيي هذه الذّكرى العزيزة الغالية على قلوبنا، لأجل إحياء الإسلام ومفاهيم القرآن، ولا نحييها لأجل بعض الشّعائر المختلقة، ولا لأجل البكاء واللّطم فقط، ولا لأجل أن نوجّه رسالة ضدّ أحد، فالإمام الحسين سيّد الشهداء، ليس شيعياً أو سنيّاً، إنما هو ابن الإسلام، وسيف للإسلام. وعلى جميع المسلمين، في أيّ مكان وزمان، أن ينهلوا منه ومن ذكرى استشهاده، ليكون دائماً مصدراً لوحدتهم، وللمحبَّة والمعرفة والتّقوى، والخوف من الله بينهم، بما يدعوهم إلى العمل دائماً وأبداً، وأينما كانوا، إلى إصلاح المجتمع والاقتصاد والسياسة والدّين، فهو(ع) من قال: "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي رسول الله(ص)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحقّ، فالله أولى بالحقّ"، وأكّد أنّه سيصبر على العمل من أجل الحقّ."

في ذكرى عاشوراء، نذكر سيّد الشّهداء، وفي ذكرى عاشوراء، نعيش معه، ونشعر بما قام به، واستشهد لأجله، وأحياه في القلوب وفي النفوس. في ذكرى عاشوراء، نذكر إمام الشهداء وسيد الشهداء، ونعيش مع الحسين شهادته وصبره، فنصرّ على الحقّ وعلى الشّهادة في سبيل الله، دفاعاً عن هذا الحقّ.

المصدر: جريدة اللّواء اللّبنانيّة


كلَّما أدركنا اللّيل، وازداد طغيان الطّغاة، تيقّنّا أنَّ الصّبح صار أكثر قرباً، وأنَّ النّصر قريب، وأنّ صناع النصر أقرب إلى تحقيقه. هكذا علّمنا التّاريخ يوم غرق فرعون وجنوده، ويوم خرج سيّدنا موسى سالماً غانماً منتصراً... ولم يتغيّر التاريخ أبداً، ولن يتغيّر. وهذا ما أكَّدته لنا موقعة عاشوراء؛ يوم انتصر الإمام الحسين في انتصاره لأمَّة جدّه رسول الله، ولا تزال ذكراه حيّة في النفوس وفي القلوب رغم استشهاده...

وفي ذكرى الإمام الحسين؛ في ذكرى النّصر والشّهادة.. وعاشوراء، ماذا يقول السّادة العلماء؟

 المفتي سوسان

قال سماحة مفتي صيدا، الشيخ سليم سوسان: "عاشوراء ذكرى استشهاد سبط سيّد الأنبياء وخاتمهم؛ ذكرى نعيشها مع الصّبر والكرامة والنصر والعزّة والشهادة، تعود الذكرى لنعيش معاً عبق الحسين ومواقف الحسين، وشهادته في سبيل الحقّ.

عاشوراء نقطة سوداء في تاريخ أمّة وفي أحداثها، ونقطة بيضاء في مسيرة الدّعوة والرسالة، وعاشوراء تنادي من عمق التاريخ العربي الإسلاميّ إلى وحدة المسلمين، والإصرار على التمسّك بما نزل على قلب الرسول محمد(ص)، وعلى فهم هذا الدّين؛ دين العدالة والحقّ والحرية، كما عمل لأجله سيّد الأنبياء، وكما حمله سيّد الشّهداء، سيّدنا الإمام الحسين(رضي الله عنه)، وما أراد أن يثبته في موقعة كربلاء.

عاشوراء نعيشها مع عبق التّاريخ الإسلامي وعبق الشّهداء، بكلّ آلامها وشهدائها، وصبرهم على المواجهة، والاحتمال فيها، ونعيش معها ذكرى أحبّتها، وإيمانهم بالنّصر، واستعدادهم للشّهادة فيها. أما آن الأوان اليوم، لأن نعلو على الجراح، وأن نذهب إلى فهم عاشوراء ومعنى عاشوراء وشهداء عاشوراء، وأن نتلاقى اليوم في ساحات المعاني الفاضلة والذكرى العظيمة لهذا الحدث، بكلّ أبعاده، وكلّ ظروفه، وكلّ معانيه؟!

تعود الذكرى اليوم لنجدّد معاً التمسّك بديننا وقرآننا وسنَّة رسولنا(ص)، ولنجدّد حبّنا لأهل بيت رسول الله، ولسيّد الشهداء عند رسول الله، الإمام الحسين(رضي الله عنه.(

تعود الذكرى وفي القلب نداء يدعو إلى وحدة المسلمين، وأصوات تعلو إلى تجديد هذه الوحدة وإرسائها، والقبض بيدي صدقٍ عليها، والعمل لأجلها، والشّهادة في سبيلها، والارتقاء بذكراها إلى حدود المحبّة الخالصة للدّعوة والرّسالة، والشّهادة من أجلها.

تعود ذكرى عاشوراء وفي القلب إيمان لا حدود له بديننا كما أراده رسول الله، وقرآننا كما تلاه رسول الله، وصلاتنا كما أدّاها رسول الله، فنسأل الله أن يثبتنا على محبة رسول الله وآل بيت رسوله".

الشيخ ياسر عودي

وقال فضيلة الشيخ ياسر عودي: "عاشوراء اليوم، كما هي بالأمس، وكما هي بعد مئات السنين، لا بدّ لها من أن تعطينا مفهوماً كبيراً وشاملاً بحجمها وحجم دماء الشّهداء التي بذلت فيها ولأجلها وعلى خطاها، دماء ابن بنت رسول الله، والثلّة الطيّبة من أصحابه، التي انطلقت لرفض الظلم في كلّ مواقعه، ولرفض الباطل وتحريف الحقّ وتحريف آيات القرآن وإبعادها عن معانيها ومقاصدها، ولتواجه عملية قلب المفاهيم في الأمة، من استحلال الدم الحرام، واستحلال مواقع الخلافة من قبل البغاة والمفسدين والظالمين.

كانت صرخة الإمام الحسين على امتداد التّاريخ، تحاكي الإنسان المسلم في أخلاقه، مصحّحةً له مفاهيم دينه، ورافضةً الباطل أينما كان، ومن أيّ جهة أتى، وإلى أين تحرك، وداعيةً إلى الإصرار على الحقّ، وعدم الاستسلام للظّلم. ولذلك، فإنَّنا عندما نحيي ذكرى عاشوراء، ونذكر شهداء عاشوراء، فإنّنا نحيي هذه الذّكرى العزيزة الغالية على قلوبنا، لأجل إحياء الإسلام ومفاهيم القرآن، ولا نحييها لأجل بعض الشّعائر المختلقة، ولا لأجل البكاء واللّطم فقط، ولا لأجل أن نوجّه رسالة ضدّ أحد، فالإمام الحسين سيّد الشهداء، ليس شيعياً أو سنيّاً، إنما هو ابن الإسلام، وسيف للإسلام. وعلى جميع المسلمين، في أيّ مكان وزمان، أن ينهلوا منه ومن ذكرى استشهاده، ليكون دائماً مصدراً لوحدتهم، وللمحبَّة والمعرفة والتّقوى، والخوف من الله بينهم، بما يدعوهم إلى العمل دائماً وأبداً، وأينما كانوا، إلى إصلاح المجتمع والاقتصاد والسياسة والدّين، فهو(ع) من قال: "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي رسول الله(ص)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحقّ، فالله أولى بالحقّ"، وأكّد أنّه سيصبر على العمل من أجل الحقّ."

في ذكرى عاشوراء، نذكر سيّد الشّهداء، وفي ذكرى عاشوراء، نعيش معه، ونشعر بما قام به، واستشهد لأجله، وأحياه في القلوب وفي النفوس. في ذكرى عاشوراء، نذكر إمام الشهداء وسيد الشهداء، ونعيش مع الحسين شهادته وصبره، فنصرّ على الحقّ وعلى الشّهادة في سبيل الله، دفاعاً عن هذا الحقّ.

المصدر: جريدة اللّواء اللّبنانيّة

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية