غزّة تقاوم، وتصمد، وتقدّم الشّهداء، وتودّع قوافلهم في رمضان وقت الإفطار ووقت السحور، ونحن نتلهّى، نلعب الورق، ونشرب زجاجات الشعير، ونحلب البعير...
غزّة.. المشهد يتكرّر؛ شهداء وجرحى، ومنازل تتحطّم وتلامس الأرض، وأهل البيت لهم العراء ورحمة السّماء، وجامعة العرب لم تسمع بعد بالغارات الجويّة ولا بالقصف، ولم تجتمع على عجل كما اجتمعت لطرد سورية من صفوفها.
لأنّ المعلّم ـ والمقصود هنا المعلّم الأمريكي، وليس وزير خارجيّة سورية وليد المعلّم ـ لم يأذن لهم بالاجتماع بعد، فهو في مرحلة ضبط النفس.
والأمين العام للجامعة العربيّة لا يطلق تصريحات ناريّة، ولا يريد أن يموّل الصواريخ للثوّار والمنتفضين، فهم خارج الجغرافيا والتّاريخ، وبحر غزّة لا يطلّ على شواطئ عربيّة، وصفّارات الإنذار لم تطلق، وما زال في الطّريق قوافل جديدة من الشّهداء والأرقام، لم تصل بعد إلى مستوى أن يتحرّك السيد العربي، وصلاة الفجر لم تدخل بعد مرحلة الأذان الأول، والسحور مازال على موائدهم ..!
غزّة هذه المرّة تلتحم مع الضفّة ومع القدس ومع شهيد الانتفاضة الثالثة محمد أبو خضير، ولن تصمت على طائرات « النتن ياهو» وصواريخها المعبّدة بالدّم، ستعبر في طريقها إلى تلّ الربيع، وستعلن الخطوط الحمر، لأنّ إرادة الحياة توحّدت بمشيئة الله في طريق واحد. الدّم هو الدم، في شعفاط، وعرب الـ 48، وبيت حانون؛ إنهم الفلسطينيون الجدد والعرب الجدد، بعد أن غادرنا نحن عروبتنا وحرّيتنا وكرامتنا.
المشهد في غزّة يتكرّر.. هذه المرّة غزاوية تؤجّل زفافها لأنّ المنزل تهدّم، ولأنّ القصف يشتدّ، ولا مكان لحفل أو فرح، وتعود لتمارس طقوس التّأجيل مرّة أخرى، لأنّ العريس استشهد، وستودّعه على عجل، ولا مجال لفرح أو عزاء، وملابس الفرح تطايرت، وأثاث المنزل أصبح حطاماً، وبطاقات الدّعوة تحوّلت إلى شعلة من نار ولهيب مشتعل.
عذراً غزّة لم نعد عرباً، ولم نسمع بعد بجرحك المشتعل، ورمضان لم يغادرنا بعد... وصوت المؤذّن لم ينطلق، ورصاصات المدفع الرمضاني أصبحت من حبر وورق..!
المصدر: جريدة الدّستور الأردنيّة
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
غزّة تقاوم، وتصمد، وتقدّم الشّهداء، وتودّع قوافلهم في رمضان وقت الإفطار ووقت السحور، ونحن نتلهّى، نلعب الورق، ونشرب زجاجات الشعير، ونحلب البعير...
غزّة.. المشهد يتكرّر؛ شهداء وجرحى، ومنازل تتحطّم وتلامس الأرض، وأهل البيت لهم العراء ورحمة السّماء، وجامعة العرب لم تسمع بعد بالغارات الجويّة ولا بالقصف، ولم تجتمع على عجل كما اجتمعت لطرد سورية من صفوفها.
لأنّ المعلّم ـ والمقصود هنا المعلّم الأمريكي، وليس وزير خارجيّة سورية وليد المعلّم ـ لم يأذن لهم بالاجتماع بعد، فهو في مرحلة ضبط النفس.
والأمين العام للجامعة العربيّة لا يطلق تصريحات ناريّة، ولا يريد أن يموّل الصواريخ للثوّار والمنتفضين، فهم خارج الجغرافيا والتّاريخ، وبحر غزّة لا يطلّ على شواطئ عربيّة، وصفّارات الإنذار لم تطلق، وما زال في الطّريق قوافل جديدة من الشّهداء والأرقام، لم تصل بعد إلى مستوى أن يتحرّك السيد العربي، وصلاة الفجر لم تدخل بعد مرحلة الأذان الأول، والسحور مازال على موائدهم ..!
غزّة هذه المرّة تلتحم مع الضفّة ومع القدس ومع شهيد الانتفاضة الثالثة محمد أبو خضير، ولن تصمت على طائرات « النتن ياهو» وصواريخها المعبّدة بالدّم، ستعبر في طريقها إلى تلّ الربيع، وستعلن الخطوط الحمر، لأنّ إرادة الحياة توحّدت بمشيئة الله في طريق واحد. الدّم هو الدم، في شعفاط، وعرب الـ 48، وبيت حانون؛ إنهم الفلسطينيون الجدد والعرب الجدد، بعد أن غادرنا نحن عروبتنا وحرّيتنا وكرامتنا.
المشهد في غزّة يتكرّر.. هذه المرّة غزاوية تؤجّل زفافها لأنّ المنزل تهدّم، ولأنّ القصف يشتدّ، ولا مكان لحفل أو فرح، وتعود لتمارس طقوس التّأجيل مرّة أخرى، لأنّ العريس استشهد، وستودّعه على عجل، ولا مجال لفرح أو عزاء، وملابس الفرح تطايرت، وأثاث المنزل أصبح حطاماً، وبطاقات الدّعوة تحوّلت إلى شعلة من نار ولهيب مشتعل.
عذراً غزّة لم نعد عرباً، ولم نسمع بعد بجرحك المشتعل، ورمضان لم يغادرنا بعد... وصوت المؤذّن لم ينطلق، ورصاصات المدفع الرمضاني أصبحت من حبر وورق..!
المصدر: جريدة الدّستور الأردنيّة
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .