المرجع فضل الله: الدين هو النصيحة

المرجع فضل الله: الدين هو النصيحة

بالعودة إلى أرشيف خطب الجمعة لسماحة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض)، نستحضر خطبته الدّينيَّة الّتي ألقاها في مسجد الحسنين(ع) في حارة حريك، بتاريخ: 1 صفر العام 1426ه/ الموافق 11/5/2005م، والّتي تحدَّث فيها عن مسؤوليَّة الإنسان وعلاقته بمحيطه على أساس النّصح للجميع، وما يعنيه النصح من محوريّة تمثل روح القيم والمفاهيم الإسلامية، ومن روح العبادة لله تعالى، مستشهداً بالعديد من الآيات القرآنيّة والأحاديث الشريفة. قال سماحته:

"ما هي مسؤوليّة الإنسان المسلم في الإسلام، في علاقته بالنّاس على جميع المستويات؟ كيف تكون علاقته بالقيادات والقاعدة؟ كيف يتصرّف معها؟ كيف يفكّر لها؟ كيف يخطّط لكلّ قضاياها؟ إنّ هناك عنواناً كبيراً في هذا الاتجاه كلّف الله تعالى به رسله في كلّ حركة الرسالات، وكلّف الله تعالى به أولياءه، وأراده للمؤمنين جميعاً، فقد كان الأنبياء يخاطبون أممهم ويحدّثونهم عندما يقدّمون لهم الرّسالة، عن القلب الذي ينبض بالمحبة للناس، على أساس أن المحبّة تفرض النصح، لأنّك عندما تنصح إنساناً، فمعنى ذلك أنّك تريد له الخير، وتريد أن تجنّبه الشرّ، وأن تصلح أمره وتبعده عمَّا يفسد أمره.

فنحن نقرأ قوله تعالى عن بعض الأنبياء: {أبلّغكم رسالات ربّي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون}، فأنا الإنسان النّاصح لكم، ولست في موقع الإنسان الّذي يستعلي ويريد السّيطرة عليكم والزعامة فيكم، ولكني أريد أن أربطكم برسالة الله الّتي أوحى بها إليّ، لأنّ مستوى علاقتي بالله فيما يوحي به إليّ، لا يتحقَّق لكم. وفي آية كريمة أخرى يقول: {أبلّغكم رسالاتِ ربّي وأنا لكم ناصحٌ أمين}، ناصح يحمل الأمانة في أن يرتفع بكم إلى أعلى المستويات، حتى لا تخطئوا ولا تنحرفوا أو تسقطوا، وحتى تكونوا المجتمع الذي يعيش في سلام مع نفسه ومع ربّه ومع الآخرين.

 ونقرأ في الحديث عن رسول الله(ص) وهو يقول: "قال الله عزَّ وجلَّ: أحبّ ما تعبّد لي به عبدي النّصح لي". وهو لا يحتاج إلى نصح عبده، لأنه العالِم بكلّ الأشياء بشكل مطلق، ولكنه يحبّ لعباده أن ينصحوا له، بأن يوحِّدوه ويعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وأن يطيعوه فيما فيه الصلاح والخير لهم. وعنه(ص): "من لا يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم ـ من لا يهتمّ بكل ما يعرض لهم من مشاكل وتحدّيات تُفرض عليهم، وفي كلّ الحروب التي تشنّ عليهم، والانحرافات التي تزحف إليهم، فإنه ليس من المسلمين، حتى لو صلّى ما شاء وصام ما شاء وحجّ ما شاء، لأنه لا يبالي أسَقَطَ المسلمون أم لم يسقطوا، لأنك عندما تكون جزءاً من أمّة، فإنّ الجزء يتفاعل مع الكلّ.

ولذلك نقرأ في الحديث: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالحمّى والسّهر"، فالإسلام يريد من المسلمين أن يكونوا جسداً واحداً، يتألم الكلّ لما يتألم منه البعض، وهذا ما نعانيه في كلّ حياتنا العامة والخاصّة؛ الآخرون يتقدّمون ونحن نتخلّف، والآخرون يقوون ونحن نُضعف بعضنا بعضاً ـ "ومن لم يصبح ويمسِ ناصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامَّة المسلمين فليس منهم"، فهو ليس من الله ولا من النّبيّ ولا من القرآن ولا من الإمام ولا من عامّة المسلمين في شيء، فهو خارج هذا النّطاق، كأنّ النبيّ(ص) يقول لكلّ واحدٍ منا: فكّر، باعتبارك جزءاً من هذه الأمَّة بما يمكن أن يكون نصيحة لها. كُن الإنسان الذي يفكّر بالمسؤولية بحجمه، لأن البعض يعتبر أن هذه المسألة هي من مسؤولية العلماء والقيادة، ولكنك قد تملك فكرة أو تجربة لا يملكها الآخرون، فالله يريد أن يفكّر كلّ واحد منّا بأن يكون مشروع قائد، وهذا ما نقرأه في دعاء الافتتاح: "اللّهمّ إنّا نرغب إليك في دولة كريمة، تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدّعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك"....

 ولفت سماحته إلى أنَّ الدّين هو النصيحة، بما يمثل من قيمة تدفع نحو تأصيل الشخصيّة الإسلامية والإيمانيّة:

 "عن النبيّ(ص) لأصحابه قال: "الدّين النّصيحة"، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال(ص): "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم". وعنه(ص): "إنّ أعظم الناس منزلةً عند الله يوم القيامة، أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه"، فعندما ينصح الأمّة ـ سواء للأفراد أو الجماعات ـ فإنّه يبلغ بذلك المنزلة العظيمة عند الله، وعنه(ص): "من يضمن لي خمساً، أضمن له الجنّة: النصيحة لله عزَّ وجلّ، والنّصيحة لرسوله، والنّصيحة لكتاب الله ـ الاهتمام بتعلّم القرآن وتلاوته والتدبّر بآياته والعمل بما فيه ـ والنّصيحة لدين الله ـ حتى نحفظ الإسلام قويّاً في كلّ شرائعه وعقائده وأوضاعه ـ والنّصيحة لجماعة المسلمين".

وفي الحديث عن الإمام الصّادق(ع): "إنّ عليّاً(ع) كان عبداً ناصحاً لله عزَّ وجلَّ ـ لأنه أعطى كلّ عقله وكلّ قلبه وكلّ جسده وكلّ حركته لله تعالى، لأنَّ عليّاً لم يفكّر لنفسه، وإنما فكّر لله ـ فنصحه، وأحبّ الله عزّ وجلّ فأحبّه"، وهو ما عبّر عنه رسول الله(ص)، عندما قال في واقعة خيبر: "لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله". وعنه(ع) أنه قال: "يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد والمغيب"، في إعطائه الرأي الناصح، والموقف الذي فيه نصح له من الناحية العملية. وعنه(ص): "ما أخلص المودّة من لم ينصح"، فمن يحبك ويصادقك ويودّك، فإنّ علامة صدقه في المودّة والحبّ، أن ينصحك إذا رأى لك طريقاً يمكن أن يعطيك النّتائج الكبرى.

وعنه(ع): "عليكم بالنّصح لله في خلقه ـ بأن تجنّب عباد الله ما يضرّهم وما يُسقطهم ـ فلن تلقاه بعملٍ أفضل منه". وعن رسول الله(ص): "أنسك النّاس نسكاً، أنصحهم جيباً، وأسلمهم قلباً لجميع المسلمين"، وعن أمير المؤمنين(ع): "لينصح الرّجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه".

وعن الإمام زين العابدين(ع) عن حقّ الناصح والمستنصِح: "فأمّا حقّ المستنصح ـ في أي جانب من الجوانب ـ فإنّ حقّه أن تؤدِّي إليه النّصيحة ـ أن تجهد فكرك وتنصحه، لتحلّ مشكلته أو لتسدّد خطاه ـ وليكن مذهبك الرّحمة له، وحقّ النّاصح أن تلين له جناحك ـ أن تتواضع له ـ وتصغي إليه بسمعك، فإن أتى الصّواب، حمدت الله عزّ وجلّ، وإن لم يوافق رحمته ولم تتّهمه، وعلمت أنه أخطأ ولم تؤاخذه بذلك، إلا أن يكون مستحقاً للتهمة، فلا تعبأ بشيء من أمره على حال"، وقد ورد في بعض الأحاديث: "من استنصحه أخوه ولم ينصحه، سلبه الله رأيه".

وختم سماحته بأنّ النّصح يبرز مقدار ترجمة الإنسان لمسؤوليّاته التي لا بدّ وأن تنطلق في سبيل حلّ مشاكل الأمّة ورفع مستواها:

"هذا هو الخطّ الإسلامي في ما يتحمّله الإنسان المسلم في كلّ القضايا التي تهم المسلمين، سواء كانوا أفراداً أو جماعات؛ أن يشعر كلّ مسلم بأنه مسؤول عن أن يجهد نفسه في إعطاء الرأي الصحيح الذي يرفع مستوى المسلمين، ويسدّد خطاهم، ويقوي مواقع ضعفهم، ويحرّك الموقف في ردّ التحدّي بمثله، حتى نكون المجتمع الّذي يهتمّ بعضه بكلّ هموم البعض الآخر، لنكون في موقع الأمّة التي تتوحّد في كلّ قضاياها وأوضاعها وأهدافها ووسائلها، حتى نستطيع أن نواجه الأمم الأخرى من موقع الأمّة المتعاونة الناصحة، {وقلِ اعملُوا فسيرى الله عملَكم ورسولُه والمؤمنون}". 

بالعودة إلى أرشيف خطب الجمعة لسماحة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض)، نستحضر خطبته الدّينيَّة الّتي ألقاها في مسجد الحسنين(ع) في حارة حريك، بتاريخ: 1 صفر العام 1426ه/ الموافق 11/5/2005م، والّتي تحدَّث فيها عن مسؤوليَّة الإنسان وعلاقته بمحيطه على أساس النّصح للجميع، وما يعنيه النصح من محوريّة تمثل روح القيم والمفاهيم الإسلامية، ومن روح العبادة لله تعالى، مستشهداً بالعديد من الآيات القرآنيّة والأحاديث الشريفة. قال سماحته:

"ما هي مسؤوليّة الإنسان المسلم في الإسلام، في علاقته بالنّاس على جميع المستويات؟ كيف تكون علاقته بالقيادات والقاعدة؟ كيف يتصرّف معها؟ كيف يفكّر لها؟ كيف يخطّط لكلّ قضاياها؟ إنّ هناك عنواناً كبيراً في هذا الاتجاه كلّف الله تعالى به رسله في كلّ حركة الرسالات، وكلّف الله تعالى به أولياءه، وأراده للمؤمنين جميعاً، فقد كان الأنبياء يخاطبون أممهم ويحدّثونهم عندما يقدّمون لهم الرّسالة، عن القلب الذي ينبض بالمحبة للناس، على أساس أن المحبّة تفرض النصح، لأنّك عندما تنصح إنساناً، فمعنى ذلك أنّك تريد له الخير، وتريد أن تجنّبه الشرّ، وأن تصلح أمره وتبعده عمَّا يفسد أمره.

فنحن نقرأ قوله تعالى عن بعض الأنبياء: {أبلّغكم رسالات ربّي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون}، فأنا الإنسان النّاصح لكم، ولست في موقع الإنسان الّذي يستعلي ويريد السّيطرة عليكم والزعامة فيكم، ولكني أريد أن أربطكم برسالة الله الّتي أوحى بها إليّ، لأنّ مستوى علاقتي بالله فيما يوحي به إليّ، لا يتحقَّق لكم. وفي آية كريمة أخرى يقول: {أبلّغكم رسالاتِ ربّي وأنا لكم ناصحٌ أمين}، ناصح يحمل الأمانة في أن يرتفع بكم إلى أعلى المستويات، حتى لا تخطئوا ولا تنحرفوا أو تسقطوا، وحتى تكونوا المجتمع الذي يعيش في سلام مع نفسه ومع ربّه ومع الآخرين.

 ونقرأ في الحديث عن رسول الله(ص) وهو يقول: "قال الله عزَّ وجلَّ: أحبّ ما تعبّد لي به عبدي النّصح لي". وهو لا يحتاج إلى نصح عبده، لأنه العالِم بكلّ الأشياء بشكل مطلق، ولكنه يحبّ لعباده أن ينصحوا له، بأن يوحِّدوه ويعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وأن يطيعوه فيما فيه الصلاح والخير لهم. وعنه(ص): "من لا يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم ـ من لا يهتمّ بكل ما يعرض لهم من مشاكل وتحدّيات تُفرض عليهم، وفي كلّ الحروب التي تشنّ عليهم، والانحرافات التي تزحف إليهم، فإنه ليس من المسلمين، حتى لو صلّى ما شاء وصام ما شاء وحجّ ما شاء، لأنه لا يبالي أسَقَطَ المسلمون أم لم يسقطوا، لأنك عندما تكون جزءاً من أمّة، فإنّ الجزء يتفاعل مع الكلّ.

ولذلك نقرأ في الحديث: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالحمّى والسّهر"، فالإسلام يريد من المسلمين أن يكونوا جسداً واحداً، يتألم الكلّ لما يتألم منه البعض، وهذا ما نعانيه في كلّ حياتنا العامة والخاصّة؛ الآخرون يتقدّمون ونحن نتخلّف، والآخرون يقوون ونحن نُضعف بعضنا بعضاً ـ "ومن لم يصبح ويمسِ ناصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامَّة المسلمين فليس منهم"، فهو ليس من الله ولا من النّبيّ ولا من القرآن ولا من الإمام ولا من عامّة المسلمين في شيء، فهو خارج هذا النّطاق، كأنّ النبيّ(ص) يقول لكلّ واحدٍ منا: فكّر، باعتبارك جزءاً من هذه الأمَّة بما يمكن أن يكون نصيحة لها. كُن الإنسان الذي يفكّر بالمسؤولية بحجمه، لأن البعض يعتبر أن هذه المسألة هي من مسؤولية العلماء والقيادة، ولكنك قد تملك فكرة أو تجربة لا يملكها الآخرون، فالله يريد أن يفكّر كلّ واحد منّا بأن يكون مشروع قائد، وهذا ما نقرأه في دعاء الافتتاح: "اللّهمّ إنّا نرغب إليك في دولة كريمة، تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدّعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك"....

 ولفت سماحته إلى أنَّ الدّين هو النصيحة، بما يمثل من قيمة تدفع نحو تأصيل الشخصيّة الإسلامية والإيمانيّة:

 "عن النبيّ(ص) لأصحابه قال: "الدّين النّصيحة"، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال(ص): "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم". وعنه(ص): "إنّ أعظم الناس منزلةً عند الله يوم القيامة، أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه"، فعندما ينصح الأمّة ـ سواء للأفراد أو الجماعات ـ فإنّه يبلغ بذلك المنزلة العظيمة عند الله، وعنه(ص): "من يضمن لي خمساً، أضمن له الجنّة: النصيحة لله عزَّ وجلّ، والنّصيحة لرسوله، والنّصيحة لكتاب الله ـ الاهتمام بتعلّم القرآن وتلاوته والتدبّر بآياته والعمل بما فيه ـ والنّصيحة لدين الله ـ حتى نحفظ الإسلام قويّاً في كلّ شرائعه وعقائده وأوضاعه ـ والنّصيحة لجماعة المسلمين".

وفي الحديث عن الإمام الصّادق(ع): "إنّ عليّاً(ع) كان عبداً ناصحاً لله عزَّ وجلَّ ـ لأنه أعطى كلّ عقله وكلّ قلبه وكلّ جسده وكلّ حركته لله تعالى، لأنَّ عليّاً لم يفكّر لنفسه، وإنما فكّر لله ـ فنصحه، وأحبّ الله عزّ وجلّ فأحبّه"، وهو ما عبّر عنه رسول الله(ص)، عندما قال في واقعة خيبر: "لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله". وعنه(ع) أنه قال: "يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد والمغيب"، في إعطائه الرأي الناصح، والموقف الذي فيه نصح له من الناحية العملية. وعنه(ص): "ما أخلص المودّة من لم ينصح"، فمن يحبك ويصادقك ويودّك، فإنّ علامة صدقه في المودّة والحبّ، أن ينصحك إذا رأى لك طريقاً يمكن أن يعطيك النّتائج الكبرى.

وعنه(ع): "عليكم بالنّصح لله في خلقه ـ بأن تجنّب عباد الله ما يضرّهم وما يُسقطهم ـ فلن تلقاه بعملٍ أفضل منه". وعن رسول الله(ص): "أنسك النّاس نسكاً، أنصحهم جيباً، وأسلمهم قلباً لجميع المسلمين"، وعن أمير المؤمنين(ع): "لينصح الرّجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه".

وعن الإمام زين العابدين(ع) عن حقّ الناصح والمستنصِح: "فأمّا حقّ المستنصح ـ في أي جانب من الجوانب ـ فإنّ حقّه أن تؤدِّي إليه النّصيحة ـ أن تجهد فكرك وتنصحه، لتحلّ مشكلته أو لتسدّد خطاه ـ وليكن مذهبك الرّحمة له، وحقّ النّاصح أن تلين له جناحك ـ أن تتواضع له ـ وتصغي إليه بسمعك، فإن أتى الصّواب، حمدت الله عزّ وجلّ، وإن لم يوافق رحمته ولم تتّهمه، وعلمت أنه أخطأ ولم تؤاخذه بذلك، إلا أن يكون مستحقاً للتهمة، فلا تعبأ بشيء من أمره على حال"، وقد ورد في بعض الأحاديث: "من استنصحه أخوه ولم ينصحه، سلبه الله رأيه".

وختم سماحته بأنّ النّصح يبرز مقدار ترجمة الإنسان لمسؤوليّاته التي لا بدّ وأن تنطلق في سبيل حلّ مشاكل الأمّة ورفع مستواها:

"هذا هو الخطّ الإسلامي في ما يتحمّله الإنسان المسلم في كلّ القضايا التي تهم المسلمين، سواء كانوا أفراداً أو جماعات؛ أن يشعر كلّ مسلم بأنه مسؤول عن أن يجهد نفسه في إعطاء الرأي الصحيح الذي يرفع مستوى المسلمين، ويسدّد خطاهم، ويقوي مواقع ضعفهم، ويحرّك الموقف في ردّ التحدّي بمثله، حتى نكون المجتمع الّذي يهتمّ بعضه بكلّ هموم البعض الآخر، لنكون في موقع الأمّة التي تتوحّد في كلّ قضاياها وأوضاعها وأهدافها ووسائلها، حتى نستطيع أن نواجه الأمم الأخرى من موقع الأمّة المتعاونة الناصحة، {وقلِ اعملُوا فسيرى الله عملَكم ورسولُه والمؤمنون}". 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية