تعالوا إلى الإمام الصَّادق (ع)، لنرى كيف كان يوجِّه أصحابه على أساس الاندماج في المجتمع، في ظلِّ توجيهاته العامَّة.
الرواية في كتاب الكافي، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أسامة زيد الشحَّام، قال: "قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله (ع): اقْرَأْ عَلَى مَنْ تَرَى أَنَّه يُطِيعُنِي مِنْهُمْ – لأنَّ بعض النَّاس ليس مستعدًّا أن يطيع الإمام - ويَأْخُذُ بِقَوْلِيَ السَّلَامَ، وأُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّه عَزَّ وجلَّ - وهذه الرّسالة كما هي موجَّهة إلى المسلمين ممّن كانوا يتحرّكون في خطِّ أهل البيت (ع) في ذلك الزّمان، هي أيضاً موجَّهة إلينا، فالإمام (ع) يقرئنا السّلام إذا كنّا ممّن يطيعه ويأخذ بقوله، لأنَّ الإمام ليس إماماً فقط للَّذين عاشوا في زمنه، بل هو إمامٌ لكلِّ الأجيال الَّتي جاءت من بعده.
- والْوَرَعِ فِي دِينِكُمْ - أن تقفوا عند الشّبهة، وأن لا تنفتحوا على الحرام.
- والاجْتِهَادِ لِلَّه - أن تبذلوا كلَّ جهدكم لله سبحانه وتعالى، وفي معرفة كتابه وأحكامه.
- وصِدْقِ الْحَدِيثِ - أن لا تكونوا الَّذين يتَّخذون من الكذب سبيلاً للوصول إلى ما يريدون، ووسيلة من وسائل الحصول على ما يحبّون.
- وأَدَاءِ الأَمَانَةِ – لأنَّهُ "لَا إِيمَانَ لِمَـنْ لا أَمَانَةَ لهُ"، وَإِنْ صَامَ وصَلَّى.
- وطُولِ السُّجُودِ – لأنَّ السّجود يمثِّل عبوديَّة الإنسان لربِّه - وحُسْنِ الْجِوَارِ - أن تحسن إلى جارك ولا تسيء إليه.
- فَبِهَذَا جَاءَ مُحَمَّدٌ ص أَدُّوا الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلَيْهَا بَرّاً أَوْ فَاجِراً فَإِنَّ رَسُولَ اللَّه ص كَانَ يَأْمُرُ بِأَدَاءِ الْخَيْطِ والْمِخْيَطِ.
صِلُوا عَشَائِرَكُمْ – وعشائرهم كانوا على غير مذهبهم، صلوهم ولا تقاطعوهم - واشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، وعُودُوا مَرْضَاهُمْ، وأَدُّوا حُقُوقَهُمْ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا وَرِعَ فِي دِينِه، وصَدَقَ الْحَدِيثَ، وأَدَّى الأَمَانَةَ، وحَسُنَ خُلُقُه مَعَ النَّاسِ، قِيلَ هَذَا جَعْفَرِيٌّ، فَيَسُرُّنِي ذَلِكَ ويَدْخُلُ عَلَيَّ مِنْه السُّرُورُ، وقِيلَ هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ، وإِذَا كَانَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ – يعني إذا كان الشّيعي يكذب، ويخون الأمانة، ويسيء خلقه مع النَّاس، ولا يعطي الخير للنَّاس الَّذين حولَهُ، إذا كان كذلك - دَخَلَ عَلَيَّ بَلَاؤُه وعَارُه، وقِيلَ هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ.
ثمَّ ينقل عن أبيه الإمام الباقر (ع) - فَوَاللَّه لَحَدَّثَنِي أَبِي (ع) – حتَّى تعرفوا أنَّ التَّشيُّع ليس مجرَّد هتافات، بل هو سلوك واستقامة على خطِّ الله ورسوله، وحتّى تعرفوا كيف يريد الأئمَّة (ع) أن يكون الشِّيعيّ مسلماً في كلّ حركته وأوضاعه - أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَكُونُ فِي الْقَبِيلَةِ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ (ع)، فَيَكُونُ زَيْنَهَا، آدَاهُمْ لِلأَمَانَةِ - أكثرهم أداءً للأمانة - وأَقْضَاهُمْ لِلْحُقُوقِ، وأَصْدَقَهُمْ لِلْحَدِيثِ، إِلَيْه وَصَايَاهُمْ ووَدَائِعُهُمْ – لأنّهم يأتمنون على الشّيعيّ - تُسْأَلُ الْعَشِيرَةُ عَنْه، فَتَقُولُ مَنْ مِثْلُ فُلَانٍ؛ إِنَّه لآَدَانَا لِلأَمَانَةِ، وأَصْدَقُنَا لِلْحَدِيثِ". هذه وصيَّة الإمام الصَّادق (ع).
وورد أيضاً: قال بعض أصحاب الإمام (ع): "قلت لأبي عبد الله (ع): إنَّ لنا إماماً مخالفاً – من غير مذهبنا - وهو يبغضُ أصحابَنا كلَّهم – يعني أنَّه شخص متعصّب - فقال: ما عليْكَ مْنْ قولِهِ، واللهِ لئِنْ كنْتَ صادقاً، لأنتَ أحقُّ بالمسجدِ منه - لا تترك المسجد لمجرَّد أنَّ إمام المسجد رجل متعصِّب - فكُن أوَّلَ داخلٍ وآخرَ خارجٍ، وأحسِنْ خُلقَك معَ النَّاسٍ، وقلْ خيراً"، فإذا كان هو متعصّباً فلا تكن متعصّباً، وإذا كان يسيء فلا تسئ، لا يعدلك ذلك عن مساجد المسلمين، لأنَّ المسجد لله وللمسلمين جميعاً.
وفي حديثٍ في الكافي أيضاً: عن عبدالله بن سنان قال: "سَمعْتُ أبا عبدالله جعفر الصَّادق (ع) يقولُ: أُوصيكم بتقوى اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا تحملوا النَّاسَ على أكتافِكم فتذلّوا، إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى يقولُ في كتابِهِ: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}[البقرة: 83]، ثمَّ قالَ: عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزَهم، واشهدوا لهم وعليهم، وصلُّوا معَهم في مساجدِهم".
تعالوا إلى الإمام الصَّادق (ع)، لنرى كيف كان يوجِّه أصحابه على أساس الاندماج في المجتمع، في ظلِّ توجيهاته العامَّة.
الرواية في كتاب الكافي، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أسامة زيد الشحَّام، قال: "قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله (ع): اقْرَأْ عَلَى مَنْ تَرَى أَنَّه يُطِيعُنِي مِنْهُمْ – لأنَّ بعض النَّاس ليس مستعدًّا أن يطيع الإمام - ويَأْخُذُ بِقَوْلِيَ السَّلَامَ، وأُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّه عَزَّ وجلَّ - وهذه الرّسالة كما هي موجَّهة إلى المسلمين ممّن كانوا يتحرّكون في خطِّ أهل البيت (ع) في ذلك الزّمان، هي أيضاً موجَّهة إلينا، فالإمام (ع) يقرئنا السّلام إذا كنّا ممّن يطيعه ويأخذ بقوله، لأنَّ الإمام ليس إماماً فقط للَّذين عاشوا في زمنه، بل هو إمامٌ لكلِّ الأجيال الَّتي جاءت من بعده.
- والْوَرَعِ فِي دِينِكُمْ - أن تقفوا عند الشّبهة، وأن لا تنفتحوا على الحرام.
- والاجْتِهَادِ لِلَّه - أن تبذلوا كلَّ جهدكم لله سبحانه وتعالى، وفي معرفة كتابه وأحكامه.
- وصِدْقِ الْحَدِيثِ - أن لا تكونوا الَّذين يتَّخذون من الكذب سبيلاً للوصول إلى ما يريدون، ووسيلة من وسائل الحصول على ما يحبّون.
- وأَدَاءِ الأَمَانَةِ – لأنَّهُ "لَا إِيمَانَ لِمَـنْ لا أَمَانَةَ لهُ"، وَإِنْ صَامَ وصَلَّى.
- وطُولِ السُّجُودِ – لأنَّ السّجود يمثِّل عبوديَّة الإنسان لربِّه - وحُسْنِ الْجِوَارِ - أن تحسن إلى جارك ولا تسيء إليه.
- فَبِهَذَا جَاءَ مُحَمَّدٌ ص أَدُّوا الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلَيْهَا بَرّاً أَوْ فَاجِراً فَإِنَّ رَسُولَ اللَّه ص كَانَ يَأْمُرُ بِأَدَاءِ الْخَيْطِ والْمِخْيَطِ.
صِلُوا عَشَائِرَكُمْ – وعشائرهم كانوا على غير مذهبهم، صلوهم ولا تقاطعوهم - واشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، وعُودُوا مَرْضَاهُمْ، وأَدُّوا حُقُوقَهُمْ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا وَرِعَ فِي دِينِه، وصَدَقَ الْحَدِيثَ، وأَدَّى الأَمَانَةَ، وحَسُنَ خُلُقُه مَعَ النَّاسِ، قِيلَ هَذَا جَعْفَرِيٌّ، فَيَسُرُّنِي ذَلِكَ ويَدْخُلُ عَلَيَّ مِنْه السُّرُورُ، وقِيلَ هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ، وإِذَا كَانَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ – يعني إذا كان الشّيعي يكذب، ويخون الأمانة، ويسيء خلقه مع النَّاس، ولا يعطي الخير للنَّاس الَّذين حولَهُ، إذا كان كذلك - دَخَلَ عَلَيَّ بَلَاؤُه وعَارُه، وقِيلَ هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ.
ثمَّ ينقل عن أبيه الإمام الباقر (ع) - فَوَاللَّه لَحَدَّثَنِي أَبِي (ع) – حتَّى تعرفوا أنَّ التَّشيُّع ليس مجرَّد هتافات، بل هو سلوك واستقامة على خطِّ الله ورسوله، وحتّى تعرفوا كيف يريد الأئمَّة (ع) أن يكون الشِّيعيّ مسلماً في كلّ حركته وأوضاعه - أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَكُونُ فِي الْقَبِيلَةِ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ (ع)، فَيَكُونُ زَيْنَهَا، آدَاهُمْ لِلأَمَانَةِ - أكثرهم أداءً للأمانة - وأَقْضَاهُمْ لِلْحُقُوقِ، وأَصْدَقَهُمْ لِلْحَدِيثِ، إِلَيْه وَصَايَاهُمْ ووَدَائِعُهُمْ – لأنّهم يأتمنون على الشّيعيّ - تُسْأَلُ الْعَشِيرَةُ عَنْه، فَتَقُولُ مَنْ مِثْلُ فُلَانٍ؛ إِنَّه لآَدَانَا لِلأَمَانَةِ، وأَصْدَقُنَا لِلْحَدِيثِ". هذه وصيَّة الإمام الصَّادق (ع).
وورد أيضاً: قال بعض أصحاب الإمام (ع): "قلت لأبي عبد الله (ع): إنَّ لنا إماماً مخالفاً – من غير مذهبنا - وهو يبغضُ أصحابَنا كلَّهم – يعني أنَّه شخص متعصّب - فقال: ما عليْكَ مْنْ قولِهِ، واللهِ لئِنْ كنْتَ صادقاً، لأنتَ أحقُّ بالمسجدِ منه - لا تترك المسجد لمجرَّد أنَّ إمام المسجد رجل متعصِّب - فكُن أوَّلَ داخلٍ وآخرَ خارجٍ، وأحسِنْ خُلقَك معَ النَّاسٍ، وقلْ خيراً"، فإذا كان هو متعصّباً فلا تكن متعصّباً، وإذا كان يسيء فلا تسئ، لا يعدلك ذلك عن مساجد المسلمين، لأنَّ المسجد لله وللمسلمين جميعاً.
وفي حديثٍ في الكافي أيضاً: عن عبدالله بن سنان قال: "سَمعْتُ أبا عبدالله جعفر الصَّادق (ع) يقولُ: أُوصيكم بتقوى اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا تحملوا النَّاسَ على أكتافِكم فتذلّوا، إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى يقولُ في كتابِهِ: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}[البقرة: 83]، ثمَّ قالَ: عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزَهم، واشهدوا لهم وعليهم، وصلُّوا معَهم في مساجدِهم".