يقول تعالى في كتابه الكريم: {وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ}[آل عمران: 103].
تؤكِّد هذه الآية الوحدة على أساس الاعتصام بحبل الله، لأنَّ الوحدة لا تُقبَل كيفما كان، بل لا بدَّ من أن تكون منطلقةً من أساسٍ يتَّصل بالإنسان في كلِّ مصيره في الدنيا وفي الآخرة، ليلتقي النَّاس على ما يلتزمونه في عقيدتهم وفي حياتهم. هذه هي الوحدة المطلوبة في الخطِّ الإسلاميّ.
ومعنى الاعتصام هو التَّمسُّك بحبل الله، فعندما يعيش المجتمع الاهتزاز وحالة الضّياع، فإنَّ علينا أن نتمسَّك بحبل الله، كما يتمسَّك الإنسان بالحبل عندما يكون في خطرٍ معيَّنٍ كي لا يقع، وكلَّما كان الحبل متيناً أكثر، كانت فرص النَّجاة أكثر. وأيّ حبلٍ أقوى من حبلِ الله سبحانه وتعالى؟! وقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص) أنَّ حبل الله كتابُهُ، وهو ما ورد في حديث الثّقلين: "إنِّي تاركٌ فيكم ما إنْ تمسَّكْتُم به لن تضلُّوا بعدي، أحدُهُما أعظمُ منَ الآخرِ؛ كتابُ اللهِ، حبلٌ ممدودٌ من السَّماءِ إلى الأرضِ، وعترتي أهلُ بيتي، ولن يفترقا حتَّى يردا عليَّ الحوضَ".
وقد ورد في بعض الأحاديث أنَّ حبل الله هو رسول الله، لأنَّ النَّاس إذا تمسَّكوا به في خطِّ الرِّسالة والقيادة، نجوا وتخلَّصوا من الخطر.
وهناك حديثٌ أنَّ حبلَ اللهِ هم أهل البيت (ع)، ويقولُ صاحبُ "مجمع البيان"، إنَّ كلَّ هذه الرِّوايات يلتقي بعضها مع بعض، فالكتابُ هو الخطُّ الَّذي يبيِّن الله فيه أسس العقيدة ومفاهيم الحياة، وحلاله وحرامه، والنَّبيّ وأهل بيته هم حبل الله في خطِّ القيادة، لأنَّهم هم الَّذين يبيِّنون للنَّاس ما في كتاب الله، ويشرحون ويفسِّرون ويعلِّمون، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: {هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلْأُمِّيِّنَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}[الجمعة: 2]. لذلك، فإنَّ قيادة النَّبيّ (ص)، لأنَّه المعلِّم والمرشد والموجِّه والمزكِّي والمطهِّر، هو حبل الله في الجانب العمليّ من ذلك.
وعلى أيّ حال، إنَّ الله يقول للمسلمين، ليكن اعتصامكم جميعاً بحبلِ الله، ولتكن وحدتكم على أساس التزامكم بحبل الله، {وَلَا تَفَرَّقُواْ}، فلا تسمحوا لخصوصيَّاتكم الأخرى بأن تفرِّقكم، لأنَّ المسلمين يفترقون، فكلٌّ من عشيرة وعائلة، وكلٌّ من عرق، وكلٌّ من منطقة جغرافيَّة تختلف عن الأخرى...
وهذه الخصوصيَّات أدَّت في التَّاريخ في واقع المجتمع، وفي واقع المسلمين، إلى الحروب والمنازعات. ولذلك، فإنَّ الإسلامَ ألغى كلَّ العصبيَّاتِ التَّاريخيَّةِ الَّتي كانت تتحرَّك على أساس الخلافِ العائليِّ أو العرقيِّ أو الجغرافيِّ، وما إلى ذلك من شؤون الخلافات، ولم يرد لها أن تثارَ من جديد، ولم يُرِدْ للمسلمِ أن يفخرَ على مسلم.
* محاضرة عاشورائيَّة لسماحته، بتاريخ: 10/05/1997م.
يقول تعالى في كتابه الكريم: {وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ}[آل عمران: 103].
تؤكِّد هذه الآية الوحدة على أساس الاعتصام بحبل الله، لأنَّ الوحدة لا تُقبَل كيفما كان، بل لا بدَّ من أن تكون منطلقةً من أساسٍ يتَّصل بالإنسان في كلِّ مصيره في الدنيا وفي الآخرة، ليلتقي النَّاس على ما يلتزمونه في عقيدتهم وفي حياتهم. هذه هي الوحدة المطلوبة في الخطِّ الإسلاميّ.
ومعنى الاعتصام هو التَّمسُّك بحبل الله، فعندما يعيش المجتمع الاهتزاز وحالة الضّياع، فإنَّ علينا أن نتمسَّك بحبل الله، كما يتمسَّك الإنسان بالحبل عندما يكون في خطرٍ معيَّنٍ كي لا يقع، وكلَّما كان الحبل متيناً أكثر، كانت فرص النَّجاة أكثر. وأيّ حبلٍ أقوى من حبلِ الله سبحانه وتعالى؟! وقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص) أنَّ حبل الله كتابُهُ، وهو ما ورد في حديث الثّقلين: "إنِّي تاركٌ فيكم ما إنْ تمسَّكْتُم به لن تضلُّوا بعدي، أحدُهُما أعظمُ منَ الآخرِ؛ كتابُ اللهِ، حبلٌ ممدودٌ من السَّماءِ إلى الأرضِ، وعترتي أهلُ بيتي، ولن يفترقا حتَّى يردا عليَّ الحوضَ".
وقد ورد في بعض الأحاديث أنَّ حبل الله هو رسول الله، لأنَّ النَّاس إذا تمسَّكوا به في خطِّ الرِّسالة والقيادة، نجوا وتخلَّصوا من الخطر.
وهناك حديثٌ أنَّ حبلَ اللهِ هم أهل البيت (ع)، ويقولُ صاحبُ "مجمع البيان"، إنَّ كلَّ هذه الرِّوايات يلتقي بعضها مع بعض، فالكتابُ هو الخطُّ الَّذي يبيِّن الله فيه أسس العقيدة ومفاهيم الحياة، وحلاله وحرامه، والنَّبيّ وأهل بيته هم حبل الله في خطِّ القيادة، لأنَّهم هم الَّذين يبيِّنون للنَّاس ما في كتاب الله، ويشرحون ويفسِّرون ويعلِّمون، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: {هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلْأُمِّيِّنَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}[الجمعة: 2]. لذلك، فإنَّ قيادة النَّبيّ (ص)، لأنَّه المعلِّم والمرشد والموجِّه والمزكِّي والمطهِّر، هو حبل الله في الجانب العمليّ من ذلك.
وعلى أيّ حال، إنَّ الله يقول للمسلمين، ليكن اعتصامكم جميعاً بحبلِ الله، ولتكن وحدتكم على أساس التزامكم بحبل الله، {وَلَا تَفَرَّقُواْ}، فلا تسمحوا لخصوصيَّاتكم الأخرى بأن تفرِّقكم، لأنَّ المسلمين يفترقون، فكلٌّ من عشيرة وعائلة، وكلٌّ من عرق، وكلٌّ من منطقة جغرافيَّة تختلف عن الأخرى...
وهذه الخصوصيَّات أدَّت في التَّاريخ في واقع المجتمع، وفي واقع المسلمين، إلى الحروب والمنازعات. ولذلك، فإنَّ الإسلامَ ألغى كلَّ العصبيَّاتِ التَّاريخيَّةِ الَّتي كانت تتحرَّك على أساس الخلافِ العائليِّ أو العرقيِّ أو الجغرافيِّ، وما إلى ذلك من شؤون الخلافات، ولم يرد لها أن تثارَ من جديد، ولم يُرِدْ للمسلمِ أن يفخرَ على مسلم.
* محاضرة عاشورائيَّة لسماحته، بتاريخ: 10/05/1997م.