كتابات
22/08/2023

التَّكليفِ ومسؤوليَّةُ الأهلِ في التَّحضيرِ له

06 صفر 1445هـ
 التَّكليفِ

[ما هو التَّكليف؟] التَّكليف يعني أنَّ الإنسان أصبح مسؤولاً أمام الله عمَّا يعمل وعمَّا يترك في الجانب الإيجابي والسلبي، بحيث يصل إلى مرحلة المسؤوليَّة أمام الله، فيستحق الثواب والعقاب على الطاعة والمعصية...
وإنَّ مسألة إهمال الأهل لهذه المرحلة وعدم الاهتمام بها تتعلَّق بالوعي، فهناك نوع من الإحساس لدى الآباء والأُمّهات بأنَّ عالَم الأبوّة والأمومة هو عالَم يرتبط بالجسد لا بالروح، وبالدنيا لا بالآخرة، ونحن نعرف أنَّ القرآن الكريم أكَّد هذه النقطة في قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا...}[طه: 132]، وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ...}[التحريم: 6].
والتربية تستدعي أنْ يؤهّل الإنسان ولده ليكون المسلم الملتزم المنفتح على الله، يرجو الله ويخشاه في كلِّ أموره، بحيث يعيش كعبدٍ من عباده، وكمخلوق له، وكإنسان مسؤول أمامه في أنْ يحوِّل الدنيا إلى موقع من مواقع الكدح: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ}[الانشقاق: 6]، وينتظر الخير من الله عندما يعمل الخير، والشرّ عندما يعمل الشرّ {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}[الزلزلة: 7 ـــ 8].
ولهذا، أمر الإسلام الأهل بأنْ يدرِّبوا الولَد، ذَكَراً كان أو أُنثى، على أداء واجباته الدينيّة قبل موعد تكليفه بها، فيدرّبوه على الصَّلاة قبل بلوغه، وعلى الصَّوم ولو بالتدرّج قبل البلوغ أيضاً، ويمنعوه كذلك من الأعمال المحرَّمة التي لو امتدَّت في حياته قبل البلوغ، لتحوّلت إلى عادة قد تتنامى وتقوى بعد البلوغ.
لقد اهتمَّ الإسلام بتأهيل الطّفل لمرحلة البلوغ مسبقاً، لأنَّ تحمّل المسؤوليَّة بشكلٍ مفاجئ، يخلق صدمة لدى الولَد قد تجعله يرفضها لأنّها تتعبه.
أمّا الرشد، فعلى قسمين: تارةً يكون الرشد بمعنى العقل في مقابل الجنون، فالمجنون حاله كحال غير البالغ، أي غير المكلّف في إطار تحمّل المسؤوليَّة، وذلك انطلاقاً من الحديث الشَّريف: "رُفِعَ القلم عن الصبيّ حتَّى يحتلم، والمجنون حتّى يفيق..." ، وتارة بمعنى القدرة، أي قدرة الإنسان على إدارة أموره، بحيث يستطيع أن يدخل في معاملات ماديَّة مع الآخرين، ويستطيع إدارة معاملاته بالطريقة التي يصعب معها غشّه أو خداعه، بما يضيّع ماله، أو بما يهلك حياته وما إلى ذلك.
إنَّ مرحلة الرشد قد تتأخَّر عن مرحلة البلوغ، وبالتالي مرحلة التكليف الشرعيَّة، لأنّها مرحلة تتّصل بتعامل الفرد مع الآخرين وإدارة شؤونه الماليّة أو الحياتيّة، وهذه مسألة تختلف عن قضيَّة المسؤوليَّة في إدارة أعماله الخاصّة، بما يأكل ويشرب ويعمل ويشتهي، وما يعتدي به على الآخر أو ما إلى ذلك.
* من كتاب "دنيا الطّفل".
[ما هو التَّكليف؟] التَّكليف يعني أنَّ الإنسان أصبح مسؤولاً أمام الله عمَّا يعمل وعمَّا يترك في الجانب الإيجابي والسلبي، بحيث يصل إلى مرحلة المسؤوليَّة أمام الله، فيستحق الثواب والعقاب على الطاعة والمعصية...
وإنَّ مسألة إهمال الأهل لهذه المرحلة وعدم الاهتمام بها تتعلَّق بالوعي، فهناك نوع من الإحساس لدى الآباء والأُمّهات بأنَّ عالَم الأبوّة والأمومة هو عالَم يرتبط بالجسد لا بالروح، وبالدنيا لا بالآخرة، ونحن نعرف أنَّ القرآن الكريم أكَّد هذه النقطة في قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا...}[طه: 132]، وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ...}[التحريم: 6].
والتربية تستدعي أنْ يؤهّل الإنسان ولده ليكون المسلم الملتزم المنفتح على الله، يرجو الله ويخشاه في كلِّ أموره، بحيث يعيش كعبدٍ من عباده، وكمخلوق له، وكإنسان مسؤول أمامه في أنْ يحوِّل الدنيا إلى موقع من مواقع الكدح: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ}[الانشقاق: 6]، وينتظر الخير من الله عندما يعمل الخير، والشرّ عندما يعمل الشرّ {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}[الزلزلة: 7 ـــ 8].
ولهذا، أمر الإسلام الأهل بأنْ يدرِّبوا الولَد، ذَكَراً كان أو أُنثى، على أداء واجباته الدينيّة قبل موعد تكليفه بها، فيدرّبوه على الصَّلاة قبل بلوغه، وعلى الصَّوم ولو بالتدرّج قبل البلوغ أيضاً، ويمنعوه كذلك من الأعمال المحرَّمة التي لو امتدَّت في حياته قبل البلوغ، لتحوّلت إلى عادة قد تتنامى وتقوى بعد البلوغ.
لقد اهتمَّ الإسلام بتأهيل الطّفل لمرحلة البلوغ مسبقاً، لأنَّ تحمّل المسؤوليَّة بشكلٍ مفاجئ، يخلق صدمة لدى الولَد قد تجعله يرفضها لأنّها تتعبه.
أمّا الرشد، فعلى قسمين: تارةً يكون الرشد بمعنى العقل في مقابل الجنون، فالمجنون حاله كحال غير البالغ، أي غير المكلّف في إطار تحمّل المسؤوليَّة، وذلك انطلاقاً من الحديث الشَّريف: "رُفِعَ القلم عن الصبيّ حتَّى يحتلم، والمجنون حتّى يفيق..." ، وتارة بمعنى القدرة، أي قدرة الإنسان على إدارة أموره، بحيث يستطيع أن يدخل في معاملات ماديَّة مع الآخرين، ويستطيع إدارة معاملاته بالطريقة التي يصعب معها غشّه أو خداعه، بما يضيّع ماله، أو بما يهلك حياته وما إلى ذلك.
إنَّ مرحلة الرشد قد تتأخَّر عن مرحلة البلوغ، وبالتالي مرحلة التكليف الشرعيَّة، لأنّها مرحلة تتّصل بتعامل الفرد مع الآخرين وإدارة شؤونه الماليّة أو الحياتيّة، وهذه مسألة تختلف عن قضيَّة المسؤوليَّة في إدارة أعماله الخاصّة، بما يأكل ويشرب ويعمل ويشتهي، وما يعتدي به على الآخر أو ما إلى ذلك.
* من كتاب "دنيا الطّفل".
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير