كتابات
21/08/2023

حضانةُ الأولادِ بينَ الأبِ والأمّ

5 صفر 1445هـ
حضانةُ الأولادِ بينَ الأبِ والأمّ

يقوم حقُّ الرجل في حضانة أطفاله على فلسفة الإسلام الاجتماعيَّة التي تعتبر الرَّجل هو المسؤول عن العائلة في حال وحدتها وعند تفكُّكها، وهو يلحظ في ذلك عدم طاقة المرأة على القيام بمسؤوليَّة الأولاد الماديَّة والمعنويَّة في آنٍ معاً.
ويحترم في الوقت نفسه حاجة المرأة إلى الزواج ثانية، ويهتمّ بأن لا يصبح الأولاد عائقاً في وجه ذلك. ففي حال طلّقت المرأة وهي لا تزال شابّة، وأرادت الزواج من رجلٍ آخر، فإنَّ الزوج لا يقبل عادةً ببقاء أولاد زوجته معه في البيت. إلَّا أنَّ مسؤوليَّة الأب اجتماعياً عن أولاده لا تعني حرمان الأمّ من أولادها بعد الطلاق، فلا يجوز له حجبهم عن أُمّهم، قال تعالى: {لَا تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ}[البقرة: 233]، فللمرأة الحقّ في رؤية أولادها ضمن نظام معيّن يحدِّده اتّفاق الطرفين.
فمسألة الحضانة ملحوظة من ناحية واقعيَّة، فالأب يمكن له الاحتفاظ بأولاده في حال تزوّج من أخرى، أمَّا العكس، فغير ممكن.
[وفي حال وفاة الزّوج]، من حقِّ الأمّ أن تعيش حياتها بشكلٍ طبيعيّ، وهي وإنْ كان من حقِّها حضانة الأطفال، إلَّا أنَّ ذلك لا يشكِّل واجباً عليها، فهي تستطيع الاختيار بين الأمرين، إذا دارت المسألة بين أن تتزوّج وتتخلّى عن الأولاد وبين أن تضحّيَ بحياتها الخاصَّة لصالحهم. وتحديد الخيار المتبنّى أمر يعود إليها، وإلى تقديرها الخاصّ لظروفها، ومدى حاجتها إلى الزواج أو إمكانيَّة تخلّيها عنه، وإمكانيَّة إعالة الأطفال ورعايتهم أو عدم إمكانيَّة ذلك.
أمّا لماذا تعود حضانة الأطفال إليها في حال وفاة الأب، على الرغم من استمراريَّة التعارض بين تلك الحضانة ومصلحتها في الزَّواج، فالسبب أنَّ غياب الأب، يجعل من وجود الأمِّ في حياة أطفالها ضرورة، لا تكون بهذا المستوى من الإلحاح في حال وجوده.
* من كتاب "دنيا المرأة".
يقوم حقُّ الرجل في حضانة أطفاله على فلسفة الإسلام الاجتماعيَّة التي تعتبر الرَّجل هو المسؤول عن العائلة في حال وحدتها وعند تفكُّكها، وهو يلحظ في ذلك عدم طاقة المرأة على القيام بمسؤوليَّة الأولاد الماديَّة والمعنويَّة في آنٍ معاً.
ويحترم في الوقت نفسه حاجة المرأة إلى الزواج ثانية، ويهتمّ بأن لا يصبح الأولاد عائقاً في وجه ذلك. ففي حال طلّقت المرأة وهي لا تزال شابّة، وأرادت الزواج من رجلٍ آخر، فإنَّ الزوج لا يقبل عادةً ببقاء أولاد زوجته معه في البيت. إلَّا أنَّ مسؤوليَّة الأب اجتماعياً عن أولاده لا تعني حرمان الأمّ من أولادها بعد الطلاق، فلا يجوز له حجبهم عن أُمّهم، قال تعالى: {لَا تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ}[البقرة: 233]، فللمرأة الحقّ في رؤية أولادها ضمن نظام معيّن يحدِّده اتّفاق الطرفين.
فمسألة الحضانة ملحوظة من ناحية واقعيَّة، فالأب يمكن له الاحتفاظ بأولاده في حال تزوّج من أخرى، أمَّا العكس، فغير ممكن.
[وفي حال وفاة الزّوج]، من حقِّ الأمّ أن تعيش حياتها بشكلٍ طبيعيّ، وهي وإنْ كان من حقِّها حضانة الأطفال، إلَّا أنَّ ذلك لا يشكِّل واجباً عليها، فهي تستطيع الاختيار بين الأمرين، إذا دارت المسألة بين أن تتزوّج وتتخلّى عن الأولاد وبين أن تضحّيَ بحياتها الخاصَّة لصالحهم. وتحديد الخيار المتبنّى أمر يعود إليها، وإلى تقديرها الخاصّ لظروفها، ومدى حاجتها إلى الزواج أو إمكانيَّة تخلّيها عنه، وإمكانيَّة إعالة الأطفال ورعايتهم أو عدم إمكانيَّة ذلك.
أمّا لماذا تعود حضانة الأطفال إليها في حال وفاة الأب، على الرغم من استمراريَّة التعارض بين تلك الحضانة ومصلحتها في الزَّواج، فالسبب أنَّ غياب الأب، يجعل من وجود الأمِّ في حياة أطفالها ضرورة، لا تكون بهذا المستوى من الإلحاح في حال وجوده.
* من كتاب "دنيا المرأة".
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية