كتابات
17/04/2023

منَ الأمورِ الَّتي لا يحلُّ الاستماعُ إليْها: الغيبة

منَ الأمورِ الَّتي لا يحلُّ الاستماعُ إليْها: الغيبة
من بين فقرات خطبة النبيّ (ص) الَّتي استقبل بها شهر رمضان المبارك أنَّه قال: "وغضّوا عمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم"، إذ يؤكّد النبيّ (ص) في هذه الكلمة أنَّ هناك من الأمور المسموعة ما لا يحلّ للإنسان أن يستمع إليه، لأنّه يؤثّر تأثيراً سلبياً فيه وفي المجتمع...

[ومن الأمور الّتي] لا يحلّ الاستماع إليها جانب الغيبة، فنحن نعرف أنّ الغيبة محرّمة، وهي من الكبائر التي يستحقُّ عليها الإنسان دخول النَّار، وقد ورد في بعض الأحاديث أنّ السّامع هو أحد المغتابَين، إلَّا أن يمنع غيبة هذا الإنسان أو ينسحب من المجلس.

ومن الأمور التي أكَّدها القرآن الكريم، أنَّ الإنسان إذا كان في مجلس من المجالس، وتحدَّث الناس بما يتنافى مع المنهج الإسلامي، كما إذا كان حديث سخرية بالله تعالى وآياته أو استهزاءً بها، أو غيبة لمؤمن، أو تهجّماً على شخصية إسلاميّة أو إيمانيّة، فعلى الإنسان إذا كان قادراً على الردّ أن يردّ، أمّا إذا لم يكن قادراً على الردّ، فعليه أن ينسحب، وإذا لم ينسحب، فإن حكمه حكم المنافق. يقول تعالى في سورة النساء: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا - وآيات الله هي كلّ ما يرتبط بالله تعالى من رسله ورسالاته وكتبه وأحكامه ومن السَّائرين على خطّه - فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}[النساء: 140].

والسرّ في هذا الموضوع، هو أنَّ الإنسان إذا حضر في مجلس يُتهجَّم فيه على الله ورسله وأوليائه وشرائعه ويسكت، فإنَّ السكوت، بحسب الانطباع الاجتماعيّ، علامة الرضى، ومعنى ذلك أنَّه منسجم مع الجوّ، ولذلك إذا لم تكن قادراً على ردّ التهجم على النبيّ (ص) أو غيبة العلماء والأولياء، فعليك أن تنسحب، وهذا موجود حتى في الأعراف الدبلوماسيَّة، فلو كان هناك احتفال يحضره سفير أو قائم بأعمال يمثّل دولة ما، وانطلق أحد الخطباء لمهاجمة هذه الدولة، فالمطلوب من هذا السَّفير الذي يمثل دولته أن ينسحب، لأنَّه بحسب العرف الدبلوماسيّ، فإن السفير لا يستطيع أن يردّ، ولكن عليه أن ينسحب حتى يُعلن احتجاجه وعدم رضاه في التهجّم على دولته، وإلّا فإنّه يعاقب من قبل دولته.

والنقطة الثانية في هذا الموضوع، هي أنَّ الناس الذين يأخذون حريتهم في التهجّم على الإسلام وأهله، ولا يجدون اعتراضاً واحتجاجاً من النَّاس، فإنهم يتشجّعون على ذلك، وسوف يزداد التهجّم في هذا الاتجاه، فمقتضى النَّهي عن المنكر أنَّه "من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" ، والإنكار بالقلب هو إظهار عدم الرّضى بشكل سلميّ، وهو الانسحاب.
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 24 رمضان 1423 ه/ الموافق: 29 تشرين الثاني ٢٠٠2م.
من بين فقرات خطبة النبيّ (ص) الَّتي استقبل بها شهر رمضان المبارك أنَّه قال: "وغضّوا عمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم"، إذ يؤكّد النبيّ (ص) في هذه الكلمة أنَّ هناك من الأمور المسموعة ما لا يحلّ للإنسان أن يستمع إليه، لأنّه يؤثّر تأثيراً سلبياً فيه وفي المجتمع...

[ومن الأمور الّتي] لا يحلّ الاستماع إليها جانب الغيبة، فنحن نعرف أنّ الغيبة محرّمة، وهي من الكبائر التي يستحقُّ عليها الإنسان دخول النَّار، وقد ورد في بعض الأحاديث أنّ السّامع هو أحد المغتابَين، إلَّا أن يمنع غيبة هذا الإنسان أو ينسحب من المجلس.

ومن الأمور التي أكَّدها القرآن الكريم، أنَّ الإنسان إذا كان في مجلس من المجالس، وتحدَّث الناس بما يتنافى مع المنهج الإسلامي، كما إذا كان حديث سخرية بالله تعالى وآياته أو استهزاءً بها، أو غيبة لمؤمن، أو تهجّماً على شخصية إسلاميّة أو إيمانيّة، فعلى الإنسان إذا كان قادراً على الردّ أن يردّ، أمّا إذا لم يكن قادراً على الردّ، فعليه أن ينسحب، وإذا لم ينسحب، فإن حكمه حكم المنافق. يقول تعالى في سورة النساء: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا - وآيات الله هي كلّ ما يرتبط بالله تعالى من رسله ورسالاته وكتبه وأحكامه ومن السَّائرين على خطّه - فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}[النساء: 140].

والسرّ في هذا الموضوع، هو أنَّ الإنسان إذا حضر في مجلس يُتهجَّم فيه على الله ورسله وأوليائه وشرائعه ويسكت، فإنَّ السكوت، بحسب الانطباع الاجتماعيّ، علامة الرضى، ومعنى ذلك أنَّه منسجم مع الجوّ، ولذلك إذا لم تكن قادراً على ردّ التهجم على النبيّ (ص) أو غيبة العلماء والأولياء، فعليك أن تنسحب، وهذا موجود حتى في الأعراف الدبلوماسيَّة، فلو كان هناك احتفال يحضره سفير أو قائم بأعمال يمثّل دولة ما، وانطلق أحد الخطباء لمهاجمة هذه الدولة، فالمطلوب من هذا السَّفير الذي يمثل دولته أن ينسحب، لأنَّه بحسب العرف الدبلوماسيّ، فإن السفير لا يستطيع أن يردّ، ولكن عليه أن ينسحب حتى يُعلن احتجاجه وعدم رضاه في التهجّم على دولته، وإلّا فإنّه يعاقب من قبل دولته.

والنقطة الثانية في هذا الموضوع، هي أنَّ الناس الذين يأخذون حريتهم في التهجّم على الإسلام وأهله، ولا يجدون اعتراضاً واحتجاجاً من النَّاس، فإنهم يتشجّعون على ذلك، وسوف يزداد التهجّم في هذا الاتجاه، فمقتضى النَّهي عن المنكر أنَّه "من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" ، والإنكار بالقلب هو إظهار عدم الرّضى بشكل سلميّ، وهو الانسحاب.
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 24 رمضان 1423 ه/ الموافق: 29 تشرين الثاني ٢٠٠2م.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية