كتابات
05/04/2023

هل تكفي مظاهرُ الإيمانِ للثِّقةِ بالآخرين؟

هل تكفي مظاهرُ الإيمانِ للثِّقةِ بالآخرين؟
 
تصوِّر لنا هذه الآية بعض النَّماذج الحيَّة الَّتي لا يتمثّل الإيمان في حياتها إلَّا من خلال الحياة الطيّبة الرخيَّة الَّتي يسير معها الإنسان، فما دام الإيمان لا يقترب في مسؤوليَّاته وفي نتائجه مع هذه الحياة، فليس هناك ما يوجب التنازل عنه، وليس لديه ما يمنع من السَّير معه.

أمّا إذا جاءت التجربة من خلال مواجهة الإيمان المسؤوليّة، فاقترب الإيمان من الحياة ليثير فيها المشاكل، وليخلق لها المتاعب، وليبعث معها بعضاً من الخسائر وبعضاً من الآلام. أمّا إذا حاولت الفتنة أن تمتحن هذا الإيمان، أو تختبر حقيقة هذا الإنسان، فلا يبقى هناك إيمان ولا مؤمنون، بل هو الانقلاب على الأعقاب والخسران المبين الَّذي يلاحق الإنسان معه مصالحه وملذّاته بعيداً من الإيمان ومسؤوليّاته، والحقّ ومتاعبه.
إنَّ هذه الصورة الحيّة تثير في أنفسنا الوعي نحو الأشخاص الَّذين نلتقيهم، فلا ننخدع بمظاهر الإيمان، ولا نحكم عليهم بمجرّد ذلك قبل أن ننطلق بعيداً مع التَّجربة الواعية التي تنقد كلّ عمل نقداً عميقاً، حتّى تنفذ إلى داخله لتكتشف ما فيه من حقيقة وأصالة.

ونلتقي ـــ مع هذا الأسلوب ـــ بالآيات التالية:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}[البقرة: 204 ـــ 206].

ففي هذه الآيات، نجد صورة الإنسان الَّذي يستخدم فصاحته وبلاغته في إغراء النَّاس بالوعود المعسولة، والأحلام الجميلة، مستعيناً بالأيمان المغلَّظة، شاهداً على ما في قلبه بكلّ حرارة واندفاع، حتّى إذا وصل إلى غايته، وحصل على هدفه، تكشَّفت نفسه عن دخائلها الخبيثة، وانطلق يعبث ويفسد في عباد الله وبلاده، دون أن يُلقي بالاً إلى موعظةٍ أو تحذير أو تذكير، بل تأخذه العزّة بالإثم، فيرى نفسه فوق الموعظة والواعظين.
إنَّ هذه الصورة تضع أيدينا على كثير من النماذج البشريَّة التي نلتقي بها على مستوى السياسة أو الدين أو الاجتماع، فتثير في نفوسنا الشكّ في وعودها وفي أقوالها مع الآخرين، لتخلق فينا طبيعة الحذر والبحث عن الأُسس المتينة التي تبعث على الثقة وتوحي بالاطمئنان، بعيداً من كلّ مظهر خادع أو كلام ساذج.
* من كتاب "مفاهيم إسلاميَّة عامّة".
 
تصوِّر لنا هذه الآية بعض النَّماذج الحيَّة الَّتي لا يتمثّل الإيمان في حياتها إلَّا من خلال الحياة الطيّبة الرخيَّة الَّتي يسير معها الإنسان، فما دام الإيمان لا يقترب في مسؤوليَّاته وفي نتائجه مع هذه الحياة، فليس هناك ما يوجب التنازل عنه، وليس لديه ما يمنع من السَّير معه.

أمّا إذا جاءت التجربة من خلال مواجهة الإيمان المسؤوليّة، فاقترب الإيمان من الحياة ليثير فيها المشاكل، وليخلق لها المتاعب، وليبعث معها بعضاً من الخسائر وبعضاً من الآلام. أمّا إذا حاولت الفتنة أن تمتحن هذا الإيمان، أو تختبر حقيقة هذا الإنسان، فلا يبقى هناك إيمان ولا مؤمنون، بل هو الانقلاب على الأعقاب والخسران المبين الَّذي يلاحق الإنسان معه مصالحه وملذّاته بعيداً من الإيمان ومسؤوليّاته، والحقّ ومتاعبه.
إنَّ هذه الصورة الحيّة تثير في أنفسنا الوعي نحو الأشخاص الَّذين نلتقيهم، فلا ننخدع بمظاهر الإيمان، ولا نحكم عليهم بمجرّد ذلك قبل أن ننطلق بعيداً مع التَّجربة الواعية التي تنقد كلّ عمل نقداً عميقاً، حتّى تنفذ إلى داخله لتكتشف ما فيه من حقيقة وأصالة.

ونلتقي ـــ مع هذا الأسلوب ـــ بالآيات التالية:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}[البقرة: 204 ـــ 206].

ففي هذه الآيات، نجد صورة الإنسان الَّذي يستخدم فصاحته وبلاغته في إغراء النَّاس بالوعود المعسولة، والأحلام الجميلة، مستعيناً بالأيمان المغلَّظة، شاهداً على ما في قلبه بكلّ حرارة واندفاع، حتّى إذا وصل إلى غايته، وحصل على هدفه، تكشَّفت نفسه عن دخائلها الخبيثة، وانطلق يعبث ويفسد في عباد الله وبلاده، دون أن يُلقي بالاً إلى موعظةٍ أو تحذير أو تذكير، بل تأخذه العزّة بالإثم، فيرى نفسه فوق الموعظة والواعظين.
إنَّ هذه الصورة تضع أيدينا على كثير من النماذج البشريَّة التي نلتقي بها على مستوى السياسة أو الدين أو الاجتماع، فتثير في نفوسنا الشكّ في وعودها وفي أقوالها مع الآخرين، لتخلق فينا طبيعة الحذر والبحث عن الأُسس المتينة التي تبعث على الثقة وتوحي بالاطمئنان، بعيداً من كلّ مظهر خادع أو كلام ساذج.
* من كتاب "مفاهيم إسلاميَّة عامّة".
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية