كتابات
27/09/2022

تربيةُ الفتاةِ على دورِ الزوجةِ والأمِّ في المستقبل؟!

تربيةُ الفتاةِ على دورِ الزوجةِ والأمِّ في المستقبل؟!

[حول المسألة التي تطرح بأن يكون هناك خصوصيّة لتربية الفتاة تعدّها للقيام بدورها كأُمٍّ وزوجة في المستقبل، أرى أنّ] علينا أنْ نربّي في البنت إنسانيّتها التي تلتقي فيها مع إنسانية الذَّكَر في العلم والوعي وتنمية العقل وتنمية القوّة والإرادة، التي تستطيع بها أن تسيطر على نفسها، وتكون صاحبة قرار في المستقبل، فهذه العناوين من العناوين الإنسانيّة الإسلاميّة العامّة التي يجب أن يربّى عليها الصبيّ والفتاة على حدٍّ سواء، لأنّه ليس من الضَّروريّ، خلافاً لما هو شائع في التربية لدينا، أن تربّى الفتاة على الخضوع والطاعة العمياء، كما ليس من شأن الولد أن يتربّى على ذلك.

نعم، علينا أن نربّيهما على الخضوع والطاعة العمياء لله سبحانه وتعالى، أمّا أنْ نربّي البنت على الخضوع الأعمى لزوجها كيفما كان، فهذا أمر لا إسلامي أساساً.

نعم، علينا أن نربّي البنت على اكتساب خاصيّة المرونة التي تسهّل علاقتها بزوجها، وأن ندعم فيها خصال الأنوثة التي تنسجم مع دورها في الحياة الزوجية وفي الأمومة، ولكن ليس من الضروريّ أن نجعلها أنوثة متجسِّدة، بحيث تكون الأنوثة بمعناها الشَّائع كلّ شخصيّتها. وفي المقابل، يجب أنْ ننمِّيَ في شخصية الذَّكَر خصائص الرفق واللّين والتَّسامح التي تعتبر خصائص أنثويَّة أساساً، على أنْ لا يكون ذاك التَّسامح تسامحاً مائعاً، وعلى أن لا يكون الرفق ماسحاً لشخصيّته وما إلى ذلك.

إنّني أعتقد أنَّ شخصية الأنثى كشخصية الذَّكَر في كلِّ العناصر الإنسانية، فما هو سلبي للذكر سلبي للأنثى، وما هو إيجابي له إيجابي لها. أمَّا الخصوصيات التي يفرضها الجانب البيولوجي ويتناسب مع دور الزوجية والأمومة، فإنَّ علينا أن نركّزها بطريقة متوازنة لا تُسقط شخصيَّة الفتاة لصالِح ذاك الدَّور المرصود لها في المستقبل.

حسب فهمي، ولا أفرض على الإسلام فهمي، فنحن لا نؤمن بأنّه من المقبول في التربية أن نصادر عناصر شخصية أيِّ إنسان لصالح إنسانٍ آخر، حتّى إنّنا عندما نطلب من إنسانٍ ما التَّواضع للآخر أو التسامح معه أو التنازل له، فإنّنا نطلبه ليس من باب المصادرة، بل من موقع الإرادة الشخصية التي تنسجم مع هذا الدافع الإنساني إلى الانفتاح على الآخر ورعايته.

* من كتاب "دنيا الطّفل".

[حول المسألة التي تطرح بأن يكون هناك خصوصيّة لتربية الفتاة تعدّها للقيام بدورها كأُمٍّ وزوجة في المستقبل، أرى أنّ] علينا أنْ نربّي في البنت إنسانيّتها التي تلتقي فيها مع إنسانية الذَّكَر في العلم والوعي وتنمية العقل وتنمية القوّة والإرادة، التي تستطيع بها أن تسيطر على نفسها، وتكون صاحبة قرار في المستقبل، فهذه العناوين من العناوين الإنسانيّة الإسلاميّة العامّة التي يجب أن يربّى عليها الصبيّ والفتاة على حدٍّ سواء، لأنّه ليس من الضَّروريّ، خلافاً لما هو شائع في التربية لدينا، أن تربّى الفتاة على الخضوع والطاعة العمياء، كما ليس من شأن الولد أن يتربّى على ذلك.

نعم، علينا أن نربّيهما على الخضوع والطاعة العمياء لله سبحانه وتعالى، أمّا أنْ نربّي البنت على الخضوع الأعمى لزوجها كيفما كان، فهذا أمر لا إسلامي أساساً.

نعم، علينا أن نربّي البنت على اكتساب خاصيّة المرونة التي تسهّل علاقتها بزوجها، وأن ندعم فيها خصال الأنوثة التي تنسجم مع دورها في الحياة الزوجية وفي الأمومة، ولكن ليس من الضروريّ أن نجعلها أنوثة متجسِّدة، بحيث تكون الأنوثة بمعناها الشَّائع كلّ شخصيّتها. وفي المقابل، يجب أنْ ننمِّيَ في شخصية الذَّكَر خصائص الرفق واللّين والتَّسامح التي تعتبر خصائص أنثويَّة أساساً، على أنْ لا يكون ذاك التَّسامح تسامحاً مائعاً، وعلى أن لا يكون الرفق ماسحاً لشخصيّته وما إلى ذلك.

إنّني أعتقد أنَّ شخصية الأنثى كشخصية الذَّكَر في كلِّ العناصر الإنسانية، فما هو سلبي للذكر سلبي للأنثى، وما هو إيجابي له إيجابي لها. أمَّا الخصوصيات التي يفرضها الجانب البيولوجي ويتناسب مع دور الزوجية والأمومة، فإنَّ علينا أن نركّزها بطريقة متوازنة لا تُسقط شخصيَّة الفتاة لصالِح ذاك الدَّور المرصود لها في المستقبل.

حسب فهمي، ولا أفرض على الإسلام فهمي، فنحن لا نؤمن بأنّه من المقبول في التربية أن نصادر عناصر شخصية أيِّ إنسان لصالح إنسانٍ آخر، حتّى إنّنا عندما نطلب من إنسانٍ ما التَّواضع للآخر أو التسامح معه أو التنازل له، فإنّنا نطلبه ليس من باب المصادرة، بل من موقع الإرادة الشخصية التي تنسجم مع هذا الدافع الإنساني إلى الانفتاح على الآخر ورعايته.

* من كتاب "دنيا الطّفل".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية