كتابات
27/09/2022

نموذجُ المجادلِ بغيرِ علمٍ ومعرفة

نموذجُ المجادلِ بغيرِ علمٍ ومعرفة

يتحدَّث القرآن عن نموذج من الناس ممّن يأخذون بأسباب الجدل، من دون أن يملكوا ثقافة الموضوع الذي يجادلون فيه، بل إنّهم يتحرّكون من مواقع الجهل الذي يسيطر على ذهنيّاتهم التي لا تحمل أيّ نوع من أنواع العلم.

وهذا ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾[الحجّ: 8]، وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ﴾[الحجّ: 3].

فهؤلاء الذين لا يؤمنون بتوحيد الله ورسالاته، ولا يلتزمون بعبادته وطاعته، لا ينطلقون في جدالهم مع الرساليّين من الأنبياء وغيرهم، من أيّ وسيلة لدراسة المسألة في معطياتها الفكريّة، فهم لا يملكون الهدى الذي يضيء لهم طريق الحقّ، ولا ينفتحون على العلم الذي يثبّت لهم الحقائق، ولا يرجعون في مصادرهم الثقافيّة إلى كتاب مشتمل على وسائل الإنارة للقضايا المثارة في حركة الجدل، ولكنَّهم يتّبعون في التزاماتهم الجدليّة وسلوكيّاتهم المضادّة، الشياطين المتمرّدين على الله، المتحرّكين في اتّجاه الباطل.

إنّ أمثال هؤلاء، لا يتطلّبون الحصول على قاعدة المعرفة التي تفتح لهم أبواب التفكير الذي يلتقي مع الآخر الذي يلتزم الإيمان، ليستمعوا إلى وجهة نظره في عمليّة بحثٍ ومناقشة، أو في عمليّة إشارة واستشارة؛ لأنّهم أغلقوا عقولهم عن الحركة الفكريّة، تماماً كالأشخاص الذين يملكون عقولاً لا يفكّرون بها، وآذاناً لا يسمعون بها، وأعيناً لا يُبصرون بها، بل هم في موقع الجمود الثقافي والروحي والحركي، لا يتقدَّمون إلى الأمام خطوةً واحدة للتعرّف إلى آفاق الفكر الآخر، أو الموقف الآخر.

ومن الطَّبيعي أنّ مثل هؤلاء لا يلتقون مع النَّاصحين في موقع الشّورى التي يطرح فيها الإنسان وجهة نظره، ليستمع إلى وجهة نظر الآخر الَّذي قد يفتح له نافذةً على الخطأ في تفكيره، والصَّواب في تفكير الآخر.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 19.

يتحدَّث القرآن عن نموذج من الناس ممّن يأخذون بأسباب الجدل، من دون أن يملكوا ثقافة الموضوع الذي يجادلون فيه، بل إنّهم يتحرّكون من مواقع الجهل الذي يسيطر على ذهنيّاتهم التي لا تحمل أيّ نوع من أنواع العلم.

وهذا ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾[الحجّ: 8]، وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ﴾[الحجّ: 3].

فهؤلاء الذين لا يؤمنون بتوحيد الله ورسالاته، ولا يلتزمون بعبادته وطاعته، لا ينطلقون في جدالهم مع الرساليّين من الأنبياء وغيرهم، من أيّ وسيلة لدراسة المسألة في معطياتها الفكريّة، فهم لا يملكون الهدى الذي يضيء لهم طريق الحقّ، ولا ينفتحون على العلم الذي يثبّت لهم الحقائق، ولا يرجعون في مصادرهم الثقافيّة إلى كتاب مشتمل على وسائل الإنارة للقضايا المثارة في حركة الجدل، ولكنَّهم يتّبعون في التزاماتهم الجدليّة وسلوكيّاتهم المضادّة، الشياطين المتمرّدين على الله، المتحرّكين في اتّجاه الباطل.

إنّ أمثال هؤلاء، لا يتطلّبون الحصول على قاعدة المعرفة التي تفتح لهم أبواب التفكير الذي يلتقي مع الآخر الذي يلتزم الإيمان، ليستمعوا إلى وجهة نظره في عمليّة بحثٍ ومناقشة، أو في عمليّة إشارة واستشارة؛ لأنّهم أغلقوا عقولهم عن الحركة الفكريّة، تماماً كالأشخاص الذين يملكون عقولاً لا يفكّرون بها، وآذاناً لا يسمعون بها، وأعيناً لا يُبصرون بها، بل هم في موقع الجمود الثقافي والروحي والحركي، لا يتقدَّمون إلى الأمام خطوةً واحدة للتعرّف إلى آفاق الفكر الآخر، أو الموقف الآخر.

ومن الطَّبيعي أنّ مثل هؤلاء لا يلتقون مع النَّاصحين في موقع الشّورى التي يطرح فيها الإنسان وجهة نظره، ليستمع إلى وجهة نظر الآخر الَّذي قد يفتح له نافذةً على الخطأ في تفكيره، والصَّواب في تفكير الآخر.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 19.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية