يلتقي المفهوم الإسلامي حول القناعة بالفكرة الإسلاميَّة عن الزهد، باعتباره يمثّل القوّة الذاتيَّة التي يسيطر الإنسان من خلالها على كلّ نزواته وشهواته، فلا تطغى ولا تنحرف، ولا تجرّه إلى ما يخالف مبادئه، أو يوقفه في مواقف الضّعف، عندما تتحوَّل رغبته وعلاقته الشَّديدة بحاجاته، إلى الوقوع صريعاً أمامها، يعاني ـــ فيها ـــ ما يعانيه من العبوديّة الداخليَّة للدّنيا في كلّ مظاهرها وشهواتها، فيعيش تحت رحمة الخوف الدَّائم من الأشخاص أو المواقف التي تمنعه من الحصول عليها.
ولعلّ من أوضح النصوص الدينيّة التي يتجسَّد فيها المعنى الأصيل لهذه الكلمة، النصّ الوارد عن الإمام عليّ (ع): "ليس الزّهد أن لا تملك شيئاً، بل الزّهد أن لا يملكك شيء" .
والكلمة الأخرى الواردة عنه، التي تحاول الدخول في تفاصيل الفكرة، من خلال المفهوم القرآني للنّظرة الواقعيَّة التي يتبنّاها الإنسان المسلم في نظرته إلى الحياة، فقد جاء في "نهج البلاغة" عن الإمام عليّ (ع): "الزهد كلّه بين كلمتين من القرآن؛ قال الله سبحانه: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}"[الحديد: 23].
فقد انطلقت الآية ـــ من خلال تفسير الإمام (ع) وتطبيقها على الزهد ـــ من مواجهة الدنيا بشكل طبيعيّ جداً؛ لا تصرعه الخسارة، ولا يبطره الرّبح، لأنّه لا يشعر بأنّه مشدود إلى هذا أو ذاك، بعلاقة تتجاوز العلاقة الطبيعيَّة التي يواجه بها الإنسان الأشياء الَّتي لا تربطه بها إلَّا الرابطة العادية البسيطة.
وبهذا نعرف كيف يكون الزهد عاملاً للتحرّر من الخوف من الدنيا، وعليها، عندما يواجهها بالنظرة الواقعيّة الحكيمة.
* من كتاب "الإسلام ومنطق القوَّة".
يلتقي المفهوم الإسلامي حول القناعة بالفكرة الإسلاميَّة عن الزهد، باعتباره يمثّل القوّة الذاتيَّة التي يسيطر الإنسان من خلالها على كلّ نزواته وشهواته، فلا تطغى ولا تنحرف، ولا تجرّه إلى ما يخالف مبادئه، أو يوقفه في مواقف الضّعف، عندما تتحوَّل رغبته وعلاقته الشَّديدة بحاجاته، إلى الوقوع صريعاً أمامها، يعاني ـــ فيها ـــ ما يعانيه من العبوديّة الداخليَّة للدّنيا في كلّ مظاهرها وشهواتها، فيعيش تحت رحمة الخوف الدَّائم من الأشخاص أو المواقف التي تمنعه من الحصول عليها.
ولعلّ من أوضح النصوص الدينيّة التي يتجسَّد فيها المعنى الأصيل لهذه الكلمة، النصّ الوارد عن الإمام عليّ (ع): "ليس الزّهد أن لا تملك شيئاً، بل الزّهد أن لا يملكك شيء" .
والكلمة الأخرى الواردة عنه، التي تحاول الدخول في تفاصيل الفكرة، من خلال المفهوم القرآني للنّظرة الواقعيَّة التي يتبنّاها الإنسان المسلم في نظرته إلى الحياة، فقد جاء في "نهج البلاغة" عن الإمام عليّ (ع): "الزهد كلّه بين كلمتين من القرآن؛ قال الله سبحانه: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}"[الحديد: 23].
فقد انطلقت الآية ـــ من خلال تفسير الإمام (ع) وتطبيقها على الزهد ـــ من مواجهة الدنيا بشكل طبيعيّ جداً؛ لا تصرعه الخسارة، ولا يبطره الرّبح، لأنّه لا يشعر بأنّه مشدود إلى هذا أو ذاك، بعلاقة تتجاوز العلاقة الطبيعيَّة التي يواجه بها الإنسان الأشياء الَّتي لا تربطه بها إلَّا الرابطة العادية البسيطة.
وبهذا نعرف كيف يكون الزهد عاملاً للتحرّر من الخوف من الدنيا، وعليها، عندما يواجهها بالنظرة الواقعيّة الحكيمة.
* من كتاب "الإسلام ومنطق القوَّة".