[طرح القرآن صورة إسماعيل (ع) الّذي امتثل امتثل لأبيه وأطاعه في أمر الله، في مقابل ابن نوح الّذي عصاه وتمرّد على أوامر الله، وهذا يدلّ على] أنَّ أبناء الأنبياء والأوصياء والعلماء هم بشر كبقيَّة البشر، يتأثّرون بالأجواء الإيجابيَّة كما يتأثّرون بالأجواء السلبيَّة، وقد يعيشون في ساحة الصِّراع عندما تتدافع العوامل الإيجابيَّة والسلبيَّة لتكسب هذا الإنسان أو ذاك، بحيث يعيش في صراعٍ داخليٍّ من خلال الصِّراع الخارجيّ بما فيه من مؤثِّرات وإيحاءات.
وعلى هذا الأساس، فليس من الضَّروري أن يكون ابن النبيّ صالحاً، أو أن يكون ابن الوصيّ أو العالِم أو المجاهد مثله، لأنَّ الأب يمثّل جزءاً من البيئة، وهو واحد من العوامل الكثيرة التي تؤثّر في شخصيَّته.. وقد يعيش جوّ الأب نوعاً من الاهتزاز والضّعف الَّذي قد لا يستطيع فيه أن يترك التَّأثير الكبير على عائلته بفعل العوامل المضادّة الأخرى، أو بفعل الضغط على مواقع حركته، وهذه قد تكون مشكلة الكثيرين من الدعاة، سواء كانوا أنبياء أو أوصياء أو علماء، ذلك أنَّ ضغط الدَّعوة في تعقيداتها وتحدّياتها ومشاكلها قد يشغل الإنسان عن بيته، بحيث يعيش منفتحاً على العالم ومنغلقاً عن أهله، من خلال طبيعة ما يفرضه هذا الانفتاح من ابتعاد عن مواقعه الذّاتيَّة، باعتبار أنَّ أهله يمثِّلون أحد هذه المواقع.
وممّا يجدر ذكره، أنَّ المجتمع المنحرف قد يأخذ من النبيّ أهله دون مقاومة، على اعتبار أنَّ مسألة المقاومة كانت موجَّهة إلى المجتمع الكبير، وربّما تكون المسألة أنَّ القوى المضادَّة تملك من القوى المادية والتحدّي ما لا تستطيع العناصر الرساليَّة أن تصمد أمامها، بفعل الظروف الطبيعيَّة الطارئة، بحيث لا يصمد الرَّسول في حركة رسالته أمام هذه القوى الكبيرة، لأنَّ الرسول ـــ أيّ رسولٍ كان ـــ لا يملك كلَّ الوسائل، وإنّما يملك بعض الوسائل المنطلقة من معطيات قدراته الذاتيَّة، فعالم الرّسالة ليس هو عالم الغيب، وإنّما هو عالم القدرة البشريَّة الَّتي قد يطلّ الغيب عليها في بعض مواقعها إلى حدّ معيّن، وقد لا يطلّ عليها بالكامل بالمعنى الحركي لهذه الإطلالة.
وفي هذا الجوّ، يتحوَّل المجتمع إلى قوّة ضاغطة حتّى على بيت النبيّ أو بيت الوصيّ أو بيت العالم، على اعتبار أنّه يملك من عناصر الضّغط ما يستطيع معه أن يجتذب جوانب الانحراف لدى هؤلاء بالمستوى الَّذي يمكن أن يهزم فيه الحركة الرساليّة. وقد يبتلى بعض الأنبياء أو العلماء أو الأولياء بزوجات تقف في الموقف المضادّ من حركة الرّسالة، بحيث إنّها تقف ضدّ حركة النبيّ، وهذا ما حدَّثنا القرآن عنه بالنّسبة إلى امرأة نوح وامرأة لوط: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}[التحريم: 10].
*من كتاب "دنيا الشَّباب".
[طرح القرآن صورة إسماعيل (ع) الّذي امتثل امتثل لأبيه وأطاعه في أمر الله، في مقابل ابن نوح الّذي عصاه وتمرّد على أوامر الله، وهذا يدلّ على] أنَّ أبناء الأنبياء والأوصياء والعلماء هم بشر كبقيَّة البشر، يتأثّرون بالأجواء الإيجابيَّة كما يتأثّرون بالأجواء السلبيَّة، وقد يعيشون في ساحة الصِّراع عندما تتدافع العوامل الإيجابيَّة والسلبيَّة لتكسب هذا الإنسان أو ذاك، بحيث يعيش في صراعٍ داخليٍّ من خلال الصِّراع الخارجيّ بما فيه من مؤثِّرات وإيحاءات.
وعلى هذا الأساس، فليس من الضَّروري أن يكون ابن النبيّ صالحاً، أو أن يكون ابن الوصيّ أو العالِم أو المجاهد مثله، لأنَّ الأب يمثّل جزءاً من البيئة، وهو واحد من العوامل الكثيرة التي تؤثّر في شخصيَّته.. وقد يعيش جوّ الأب نوعاً من الاهتزاز والضّعف الَّذي قد لا يستطيع فيه أن يترك التَّأثير الكبير على عائلته بفعل العوامل المضادّة الأخرى، أو بفعل الضغط على مواقع حركته، وهذه قد تكون مشكلة الكثيرين من الدعاة، سواء كانوا أنبياء أو أوصياء أو علماء، ذلك أنَّ ضغط الدَّعوة في تعقيداتها وتحدّياتها ومشاكلها قد يشغل الإنسان عن بيته، بحيث يعيش منفتحاً على العالم ومنغلقاً عن أهله، من خلال طبيعة ما يفرضه هذا الانفتاح من ابتعاد عن مواقعه الذّاتيَّة، باعتبار أنَّ أهله يمثِّلون أحد هذه المواقع.
وممّا يجدر ذكره، أنَّ المجتمع المنحرف قد يأخذ من النبيّ أهله دون مقاومة، على اعتبار أنَّ مسألة المقاومة كانت موجَّهة إلى المجتمع الكبير، وربّما تكون المسألة أنَّ القوى المضادَّة تملك من القوى المادية والتحدّي ما لا تستطيع العناصر الرساليَّة أن تصمد أمامها، بفعل الظروف الطبيعيَّة الطارئة، بحيث لا يصمد الرَّسول في حركة رسالته أمام هذه القوى الكبيرة، لأنَّ الرسول ـــ أيّ رسولٍ كان ـــ لا يملك كلَّ الوسائل، وإنّما يملك بعض الوسائل المنطلقة من معطيات قدراته الذاتيَّة، فعالم الرّسالة ليس هو عالم الغيب، وإنّما هو عالم القدرة البشريَّة الَّتي قد يطلّ الغيب عليها في بعض مواقعها إلى حدّ معيّن، وقد لا يطلّ عليها بالكامل بالمعنى الحركي لهذه الإطلالة.
وفي هذا الجوّ، يتحوَّل المجتمع إلى قوّة ضاغطة حتّى على بيت النبيّ أو بيت الوصيّ أو بيت العالم، على اعتبار أنّه يملك من عناصر الضّغط ما يستطيع معه أن يجتذب جوانب الانحراف لدى هؤلاء بالمستوى الَّذي يمكن أن يهزم فيه الحركة الرساليّة. وقد يبتلى بعض الأنبياء أو العلماء أو الأولياء بزوجات تقف في الموقف المضادّ من حركة الرّسالة، بحيث إنّها تقف ضدّ حركة النبيّ، وهذا ما حدَّثنا القرآن عنه بالنّسبة إلى امرأة نوح وامرأة لوط: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}[التحريم: 10].
*من كتاب "دنيا الشَّباب".