كتابات
05/06/2022

البلاءُ اختبارٌ للإنسانِ في إيمانِه وطاقاتِه

البلاءُ اختبارٌ للإنسانِ في إيمانِه وطاقاتِه

إنَّ حركة البلاء ـــ في الواقع الإنساني ـــ هي اختبار الإنسان في إيمانه، وفي حركة الطاقات الموجودة في نفسه، فالبلاء ينطلق بأسبابه، فأن تكون فقيراً، فليس ذلك على أساس أنّ الله يجعلك فقيراً بشكل مباشر، ولكنَّ فقرك ينطلق من أسباب الفقر الَّتي أودعها الله سبحانه وتعالى في حركة المال في الواقع، وفي حركة الفرص الَّتي يعيشها الإنسان، فأنت قد تفتقر لأنَّك لا تملكُ فرصاً للعمل من خلال الظروف الموضوعيَّة المحيطة بك، وأنت قد تفتقر من جهة أنَّ واقع البلد الَّذي تعيش فيه، من خلال جدب أرضه، ومن خلال الحصار الذي يعيشه من ناحية اقتصاديَّة أو سياسيَّة، يفرض عليك الفقر، وما إلى ذلك، وقد تكون غنيّاً، من خلال أنّك ولدت من أبٍ غنيّ، أو لأنَّك وجدت في بيئة تتوفّر فيها فرص العمل وأسباب الرزق.

ومن هنا، فإنَّ الفقر قد حدث بأسبابه الطبيعيَّة الَّتي أودعها الله في الكون، وكذلك "الغنى" يحدث بأسباب طبيعيَّة، وهكذا "الضّعف" و"القوّة"، فقد تكون ضعيفاً في جسدك نتيجة بعض الأمراض، أو نتيجة تكوينك الجسدي، أو لجهة عوامل الضّعف المحيطة بك في الداخل والخارج، وقد تكون قوياً من خلال الأسباب الخارجيَّة التي تكسبُك قوّة إلى قوّتك، وربّما من خلال أسباب داخليَّة. والشَّيء نفسه عن النَّجاح والفشل، والهزيمة والانتصار على مستوى الفرد أو المجتمع.

فمسألة البلاء، بمعنى الأحداث الَّتي تصيب الإنسان، سواء كانت سلبيّة أو إيجابيّة، تنطلق من خلال الأسباب والسّنن، فالله تعالى يقول: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}[النّحل: 112].

ويقول سبحانه: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الرّوم: 41]. فالفساد هو تعبير عن اختلال الواقع الاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي الَّذي ينتج للإنسان مشاكل كثيرة في حياته الفردية والاجتماعية، فأنت تذوق وبال أمرك نتيجة كسبك، وتحصد ما تزرع، وكما يقول المثل: (من يزرع الريح يحصد العاصفة)، فالريح إذا زرعتها ونمت تصبح عاصفةً.

وإذاً، فالبلاءُ يقع بأسبابه التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الكون، ومن خلال ما أراد أن يتحرّك فيه من سنن وقوانين، سواء كانت هذه السنن تتحرّك في الظواهر الكونية، أو السنن التاريخية التي تتحرَّك في حياة الإنسان وحركته في التَّاريخ والسّنن الخفيَّة المودعة عند الله ممّا يدخل في غيبه.

إنّ البلاء ينطلق من أسباب الواقع الاختياريَّة أو غير الاختياريَّة، بحيث يجعل الله الإنسان موضوعاً للاختبار والامتحان، فهو "اختبار" لك، و"امتحان" لإيمانك وصبرك وشكرك، أتشكر أو تكفر...

وعلى ضوء هذا، لا بدَّ لنا أن لا نسقط أمام البلاء، فليس من الضروريّ أن يكون البلاء عقوبة لك، فقد يكون خدمة أو نعمة، لأنَّ الإنسان إذا لم يدخل التجربة الصعبة، فسوف يبقى هشّاً لا يملك عزماً ولا إرادة، فكلّما جرّبت أكثر وكلّما عانيت أكثر، وكلّما اقتحمت الصعوبات أكثر، قويت أكثر.

* من كتاب "النَّدوة"، ج2.

إنَّ حركة البلاء ـــ في الواقع الإنساني ـــ هي اختبار الإنسان في إيمانه، وفي حركة الطاقات الموجودة في نفسه، فالبلاء ينطلق بأسبابه، فأن تكون فقيراً، فليس ذلك على أساس أنّ الله يجعلك فقيراً بشكل مباشر، ولكنَّ فقرك ينطلق من أسباب الفقر الَّتي أودعها الله سبحانه وتعالى في حركة المال في الواقع، وفي حركة الفرص الَّتي يعيشها الإنسان، فأنت قد تفتقر لأنَّك لا تملكُ فرصاً للعمل من خلال الظروف الموضوعيَّة المحيطة بك، وأنت قد تفتقر من جهة أنَّ واقع البلد الَّذي تعيش فيه، من خلال جدب أرضه، ومن خلال الحصار الذي يعيشه من ناحية اقتصاديَّة أو سياسيَّة، يفرض عليك الفقر، وما إلى ذلك، وقد تكون غنيّاً، من خلال أنّك ولدت من أبٍ غنيّ، أو لأنَّك وجدت في بيئة تتوفّر فيها فرص العمل وأسباب الرزق.

ومن هنا، فإنَّ الفقر قد حدث بأسبابه الطبيعيَّة الَّتي أودعها الله في الكون، وكذلك "الغنى" يحدث بأسباب طبيعيَّة، وهكذا "الضّعف" و"القوّة"، فقد تكون ضعيفاً في جسدك نتيجة بعض الأمراض، أو نتيجة تكوينك الجسدي، أو لجهة عوامل الضّعف المحيطة بك في الداخل والخارج، وقد تكون قوياً من خلال الأسباب الخارجيَّة التي تكسبُك قوّة إلى قوّتك، وربّما من خلال أسباب داخليَّة. والشَّيء نفسه عن النَّجاح والفشل، والهزيمة والانتصار على مستوى الفرد أو المجتمع.

فمسألة البلاء، بمعنى الأحداث الَّتي تصيب الإنسان، سواء كانت سلبيّة أو إيجابيّة، تنطلق من خلال الأسباب والسّنن، فالله تعالى يقول: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}[النّحل: 112].

ويقول سبحانه: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الرّوم: 41]. فالفساد هو تعبير عن اختلال الواقع الاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي الَّذي ينتج للإنسان مشاكل كثيرة في حياته الفردية والاجتماعية، فأنت تذوق وبال أمرك نتيجة كسبك، وتحصد ما تزرع، وكما يقول المثل: (من يزرع الريح يحصد العاصفة)، فالريح إذا زرعتها ونمت تصبح عاصفةً.

وإذاً، فالبلاءُ يقع بأسبابه التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الكون، ومن خلال ما أراد أن يتحرّك فيه من سنن وقوانين، سواء كانت هذه السنن تتحرّك في الظواهر الكونية، أو السنن التاريخية التي تتحرَّك في حياة الإنسان وحركته في التَّاريخ والسّنن الخفيَّة المودعة عند الله ممّا يدخل في غيبه.

إنّ البلاء ينطلق من أسباب الواقع الاختياريَّة أو غير الاختياريَّة، بحيث يجعل الله الإنسان موضوعاً للاختبار والامتحان، فهو "اختبار" لك، و"امتحان" لإيمانك وصبرك وشكرك، أتشكر أو تكفر...

وعلى ضوء هذا، لا بدَّ لنا أن لا نسقط أمام البلاء، فليس من الضروريّ أن يكون البلاء عقوبة لك، فقد يكون خدمة أو نعمة، لأنَّ الإنسان إذا لم يدخل التجربة الصعبة، فسوف يبقى هشّاً لا يملك عزماً ولا إرادة، فكلّما جرّبت أكثر وكلّما عانيت أكثر، وكلّما اقتحمت الصعوبات أكثر، قويت أكثر.

* من كتاب "النَّدوة"، ج2.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية