كتابات
23/05/2022

عيدُ المقاومةِ والتَّحريرِ: إنجازٌ تاريخيٌّ وإسقاطٌ لمخطَّطات العدوّ

عيدُ المقاومةِ والتَّحريرِ: إنجازٌ تاريخيٌّ وإسقاطٌ لمخطَّطات العدوّ

بعد اندحار العدوّ الصّهيونيّ عن قرى جنوب لبنان في 25 أيّار من العام 2000م، بفعل ضربات المقاومة وعمليّاتها البطوليّة، وبفعل صمود الشّعب وتضحياته، كان لسماحة العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض) موقف في خطبة الجمعة الّتي ألقاها في مسجد الحسنين (ع) في حارة حريك، في 26 أيّار العام 2000، أي في اليوم التّالي على إعلان الانتصار، عبّر فيه عن اعتزازه بإنجاز المجاهدين المقاومين، داعياً إلى تحصين الانتصار وحمايته. وممّا جاء في خطبته:

"إنّنا ونحن نعيش كلّ هذه الفرحة الغامرة، من خلال خروج العدوّ مهزوماً من أرضنا شرّ هزيمة لم يعرفها في تاريخه، حيث خرج من هذا البلد في حالة من الإرباك والفوضى الَّتي أسقطت كلّ مخطَّطاته، أمام هذا الإنجاز التاريخي، نقول لهؤلاء الشّباب الَّذين هم أحياء عند ربهم يرزقون: يا أحبَّتنا وأبناءنا، أيّها الّذين عاشوا الإيمان روحاً وفكراً وجهاداً وحركة، يا من أعطوا كلَّ شبابهم لأمَّتهم فتحركت الأمَّة في شباب الحرية، يا من أعطوا كلَّ دمائهم لأمَّتهم ودينهم، فازدهرت أمَّتهم بكلّ هذا الدَّم الطّاهر.. إنكم أدّيتم واجبكم وأصبحتم مثلاً وقدوةً، وقد صنعتم تاريخاً، فجزاكم الله عن أمَّتكم خير الجزاء، وحشركم الله مع النبيّين والصدّيقين والشّهداء وحسن أولئك رفيقاً، فنعم المجاهدون الصّابرون السّائرون في درب الاستقامة أنتم، فرحمكم الله برحمته، وجزاكم خير الجزاء.

لقد كان الجميع يعرف أنَّ العدوّ قد اتخذ قراراً بالهروب، وبات لا يستطيع الاحتفاظ بأرضنا كثيراً، بعد أن جرّب كلَّ وسائل القتل والدَّمار والتهديد، ولكن حرب الاستنـزاف التي شنّتها المقاومة ضده أنهكته وجعلته يستعجل الانسحاب... وهو يترك عشرات الآليات وراءه، وكلّ همّه أن يصل جنوده إلى ما وراء الشّريط الشّائك، ولو مات أو قُتل أو اعتقل كلَّ العملاء.

إنَّ صورة الهروب الكبير الَّذي نفَّذه العدوّ بهذه السرعة، تشير إلى أنَّ الهزيمة التي مُني بها، هي أعظم وأضخم من هزيمة أمريكا في "فيتنام"، لأنَّ مشهد هذه الهزيمة هو مشهد فريد من نوعه، حيث إنَّ زحف الجموع من أهلنا إلى مواقعه وإلى أرضهم، جعله يضاعف من هرولته، فأصبح الانسحاب رهن السَّاعات، بعد أن كانت الخطة تقتضي أياماً وأسابيع.

إنَّ هذا المشهد المذلّ ينبغي أن يظلَّ محفوراً في ذاكرة العدوّ، ليتذكَّر دائماً أنَّ هناك فئة قارعته، فلم تكن الندَّ له فحسب، بل انتصرت عليه، وفي ذلك درس للجنديّ الصهيونيّ الذي ينبغي أن يتعلّم أنه هو الَّذي يُقهَر مع كل آليّاته وعتاده.. كما أنَّ في هذا المشهد درساً لكلّ العرب المتهالكين وراء الصّلح مع العدوّ، والمتحركين على هذا المسار، وذلك بهدف إعادة وصل ما انقطع، أو حثِّ هذا الموقع العربي وذاك على التَّسليم له تحت عنوان "اغتنام الفرصة قبل ضياع الوقت"!

إننا نقول لهؤلاء: إنَّ الفرصة هي فرصة التحرّر من ذهنيّة التبعيّة والضّعف، وخصوصاً أنَّ النموذج اللّبناني قد أعطى الدَّرس للعالم، فلا بأس أن يتعلَّم بعض العرب...".

بعد اندحار العدوّ الصّهيونيّ عن قرى جنوب لبنان في 25 أيّار من العام 2000م، بفعل ضربات المقاومة وعمليّاتها البطوليّة، وبفعل صمود الشّعب وتضحياته، كان لسماحة العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض) موقف في خطبة الجمعة الّتي ألقاها في مسجد الحسنين (ع) في حارة حريك، في 26 أيّار العام 2000، أي في اليوم التّالي على إعلان الانتصار، عبّر فيه عن اعتزازه بإنجاز المجاهدين المقاومين، داعياً إلى تحصين الانتصار وحمايته. وممّا جاء في خطبته:

"إنّنا ونحن نعيش كلّ هذه الفرحة الغامرة، من خلال خروج العدوّ مهزوماً من أرضنا شرّ هزيمة لم يعرفها في تاريخه، حيث خرج من هذا البلد في حالة من الإرباك والفوضى الَّتي أسقطت كلّ مخطَّطاته، أمام هذا الإنجاز التاريخي، نقول لهؤلاء الشّباب الَّذين هم أحياء عند ربهم يرزقون: يا أحبَّتنا وأبناءنا، أيّها الّذين عاشوا الإيمان روحاً وفكراً وجهاداً وحركة، يا من أعطوا كلَّ شبابهم لأمَّتهم فتحركت الأمَّة في شباب الحرية، يا من أعطوا كلَّ دمائهم لأمَّتهم ودينهم، فازدهرت أمَّتهم بكلّ هذا الدَّم الطّاهر.. إنكم أدّيتم واجبكم وأصبحتم مثلاً وقدوةً، وقد صنعتم تاريخاً، فجزاكم الله عن أمَّتكم خير الجزاء، وحشركم الله مع النبيّين والصدّيقين والشّهداء وحسن أولئك رفيقاً، فنعم المجاهدون الصّابرون السّائرون في درب الاستقامة أنتم، فرحمكم الله برحمته، وجزاكم خير الجزاء.

لقد كان الجميع يعرف أنَّ العدوّ قد اتخذ قراراً بالهروب، وبات لا يستطيع الاحتفاظ بأرضنا كثيراً، بعد أن جرّب كلَّ وسائل القتل والدَّمار والتهديد، ولكن حرب الاستنـزاف التي شنّتها المقاومة ضده أنهكته وجعلته يستعجل الانسحاب... وهو يترك عشرات الآليات وراءه، وكلّ همّه أن يصل جنوده إلى ما وراء الشّريط الشّائك، ولو مات أو قُتل أو اعتقل كلَّ العملاء.

إنَّ صورة الهروب الكبير الَّذي نفَّذه العدوّ بهذه السرعة، تشير إلى أنَّ الهزيمة التي مُني بها، هي أعظم وأضخم من هزيمة أمريكا في "فيتنام"، لأنَّ مشهد هذه الهزيمة هو مشهد فريد من نوعه، حيث إنَّ زحف الجموع من أهلنا إلى مواقعه وإلى أرضهم، جعله يضاعف من هرولته، فأصبح الانسحاب رهن السَّاعات، بعد أن كانت الخطة تقتضي أياماً وأسابيع.

إنَّ هذا المشهد المذلّ ينبغي أن يظلَّ محفوراً في ذاكرة العدوّ، ليتذكَّر دائماً أنَّ هناك فئة قارعته، فلم تكن الندَّ له فحسب، بل انتصرت عليه، وفي ذلك درس للجنديّ الصهيونيّ الذي ينبغي أن يتعلّم أنه هو الَّذي يُقهَر مع كل آليّاته وعتاده.. كما أنَّ في هذا المشهد درساً لكلّ العرب المتهالكين وراء الصّلح مع العدوّ، والمتحركين على هذا المسار، وذلك بهدف إعادة وصل ما انقطع، أو حثِّ هذا الموقع العربي وذاك على التَّسليم له تحت عنوان "اغتنام الفرصة قبل ضياع الوقت"!

إننا نقول لهؤلاء: إنَّ الفرصة هي فرصة التحرّر من ذهنيّة التبعيّة والضّعف، وخصوصاً أنَّ النموذج اللّبناني قد أعطى الدَّرس للعالم، فلا بأس أن يتعلَّم بعض العرب...".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية