لماذا يوم القدس لا يوم فلسطين؟
لكي تجعل رمزاً من الرموز، لقضيَّة من القضايا، لا بدَّ لك من أن تنطلق من هذا الرمز، لتحوِّله إلى قاعدة أساسيَّة في عمق تصوّرك وروحيَّتك، حتى لا يتحوَّل الرمز إلى مجرَّد شبح أو رمز فقط، إنّنا حينما نريد أن نجعل أمامنا رمزاً، لا نريد منه الكلمة بل الموقف، والموقف لا يتعامل مع الكلمات، بل مع عمق الإحساس والشّعور، وعمق الفكر وامتداد الرؤية ووضوحها.
في هذا الإطار، كلمة «القدس» لا تمثِّل مجرَّد رمز دينيّ تقليديّ نتعامل معه كما نتعامل مع الرّموز التقليديّة الأُخرى مما اعتدنا أن نجمِّد حيويَّته بتقليديَّتنا المغرقة في الجمود، ولكنَّ القدس تمثِّل تلك الرّسالة الممتدَّة للأنبياء.. القدس موطن الأنبياء، لا موطنهم لأنهم دفنوا هناك، بل موطنهم لأنهم انطلقوا من أرضيّة قرَّرها القرآن الكريم عندما قال: {لقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}[الحديد: 25]، فالرسالات كلّها من وجهة نظر قرآنيّة إلهيّة، من أجل أن يقوم النَّاس بالعدل والقسط.
إنَّ يومَ القدس هو يوم الأوصياء والأنبياء، وهو يساوي العدل لكلِّ النَّاس، فنحن عندما نأخذ يوم القدس كرمز، نأخذ منه رمز العدل الَّذي يقف ضدَّ كلّ القيم المضادَّة؛ قيم الظلم والاستكبار والاستعمار، وعندما نأخذ يوم القدس كرمز، نأخذ منه معنى الحريَّة، لأنّ العبوديّة ظلم؛ ظلم الإنسان لنفسه، وظلمه للآخرين.
لماذا يوم القدس؟... يوم القدس حتَّى لا يرتبط النَّاس بالتراب كتراب، وحتى لا يتحجَّر النَّاس بالأطر الإقليميَّة التي تجعلك تشعر كأنَّك تفكر في إطار الحجارة.
إنَّ يوم القدس يعني أنَّك عندما تخاطب الحجارة والنَّاس وكلّ الأشياء، فمن حيث إنَّهم يمثّلون القيمة، لا من حيث إنهم يمثّلون الصّورة...
لهذا، كان يوم القدس رمزاً؛ رمزاً لقيمنا، رمزاً لروحيَّتنا، رمزاً للآفاق الكبيرة التي عاش فيها تاريخنا، ونريد من خلالها أن نصنع تاريخنا.
وذلك هو معنى يوم القدس، رمزه أنَّه انطلاقة تعبِّئ الأُمَّة في يوم اجتماع المسلمين في آخر جمعة من شهر رمضان، دورها أن توسِّع الصّراع... ليتحوَّل إلى حالة إسلاميَّة ترفض إسرائيل بما تمثِّل من موقع للاستعمار وبؤرة للانحراف وللفساد، كما ترفض الطَّعام والشَّراب والشَّهوات، فيكون تعبيراً عن أحد معاني الصَّوم السياسيّ الّذي ينبغي أن يكون متلازماً مع الامتناع عن الطَّعام والشّراب وغير ذلك.
بمعنى أن نرفض كلّ ألوان الظلم والاضطهاد... ليتحرّك "يوم القدس" ويخرج عن كونه يوماً إلى كونه حركة، حركة يشعر فيها كلّ العالم بأنَّ له قضيّة واحدة ينبغي أن يعيش لها ويثور لأجلها من موقع أهداف الصَّوم وشعاراته، كما هي قضيَّة مكّة لو كانت مكّة في موقع القدس، لا بما تمثِّل القدس كبلدٍ كما يحاول أمراء السياسة أن يوحوا، ولا كمكانٍ للعبادة كما تحاول كلّ جهات الاستكبار أن تؤكِّد، بل أن تكون القدس هي فلسطين كلّها، والقدس رمز لواجب العالم الإسلاميّ في المسؤوليَّة تجاه تلك الأرض، من أجل حركة الحريَّة في الفهم والعزة والكرامة في الحياة.
* من كتاب "من أجل الإسلام".
لماذا يوم القدس لا يوم فلسطين؟
لكي تجعل رمزاً من الرموز، لقضيَّة من القضايا، لا بدَّ لك من أن تنطلق من هذا الرمز، لتحوِّله إلى قاعدة أساسيَّة في عمق تصوّرك وروحيَّتك، حتى لا يتحوَّل الرمز إلى مجرَّد شبح أو رمز فقط، إنّنا حينما نريد أن نجعل أمامنا رمزاً، لا نريد منه الكلمة بل الموقف، والموقف لا يتعامل مع الكلمات، بل مع عمق الإحساس والشّعور، وعمق الفكر وامتداد الرؤية ووضوحها.
في هذا الإطار، كلمة «القدس» لا تمثِّل مجرَّد رمز دينيّ تقليديّ نتعامل معه كما نتعامل مع الرّموز التقليديّة الأُخرى مما اعتدنا أن نجمِّد حيويَّته بتقليديَّتنا المغرقة في الجمود، ولكنَّ القدس تمثِّل تلك الرّسالة الممتدَّة للأنبياء.. القدس موطن الأنبياء، لا موطنهم لأنهم دفنوا هناك، بل موطنهم لأنهم انطلقوا من أرضيّة قرَّرها القرآن الكريم عندما قال: {لقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}[الحديد: 25]، فالرسالات كلّها من وجهة نظر قرآنيّة إلهيّة، من أجل أن يقوم النَّاس بالعدل والقسط.
إنَّ يومَ القدس هو يوم الأوصياء والأنبياء، وهو يساوي العدل لكلِّ النَّاس، فنحن عندما نأخذ يوم القدس كرمز، نأخذ منه رمز العدل الَّذي يقف ضدَّ كلّ القيم المضادَّة؛ قيم الظلم والاستكبار والاستعمار، وعندما نأخذ يوم القدس كرمز، نأخذ منه معنى الحريَّة، لأنّ العبوديّة ظلم؛ ظلم الإنسان لنفسه، وظلمه للآخرين.
لماذا يوم القدس؟... يوم القدس حتَّى لا يرتبط النَّاس بالتراب كتراب، وحتى لا يتحجَّر النَّاس بالأطر الإقليميَّة التي تجعلك تشعر كأنَّك تفكر في إطار الحجارة.
إنَّ يوم القدس يعني أنَّك عندما تخاطب الحجارة والنَّاس وكلّ الأشياء، فمن حيث إنَّهم يمثّلون القيمة، لا من حيث إنهم يمثّلون الصّورة...
لهذا، كان يوم القدس رمزاً؛ رمزاً لقيمنا، رمزاً لروحيَّتنا، رمزاً للآفاق الكبيرة التي عاش فيها تاريخنا، ونريد من خلالها أن نصنع تاريخنا.
وذلك هو معنى يوم القدس، رمزه أنَّه انطلاقة تعبِّئ الأُمَّة في يوم اجتماع المسلمين في آخر جمعة من شهر رمضان، دورها أن توسِّع الصّراع... ليتحوَّل إلى حالة إسلاميَّة ترفض إسرائيل بما تمثِّل من موقع للاستعمار وبؤرة للانحراف وللفساد، كما ترفض الطَّعام والشَّراب والشَّهوات، فيكون تعبيراً عن أحد معاني الصَّوم السياسيّ الّذي ينبغي أن يكون متلازماً مع الامتناع عن الطَّعام والشّراب وغير ذلك.
بمعنى أن نرفض كلّ ألوان الظلم والاضطهاد... ليتحرّك "يوم القدس" ويخرج عن كونه يوماً إلى كونه حركة، حركة يشعر فيها كلّ العالم بأنَّ له قضيّة واحدة ينبغي أن يعيش لها ويثور لأجلها من موقع أهداف الصَّوم وشعاراته، كما هي قضيَّة مكّة لو كانت مكّة في موقع القدس، لا بما تمثِّل القدس كبلدٍ كما يحاول أمراء السياسة أن يوحوا، ولا كمكانٍ للعبادة كما تحاول كلّ جهات الاستكبار أن تؤكِّد، بل أن تكون القدس هي فلسطين كلّها، والقدس رمز لواجب العالم الإسلاميّ في المسؤوليَّة تجاه تلك الأرض، من أجل حركة الحريَّة في الفهم والعزة والكرامة في الحياة.
* من كتاب "من أجل الإسلام".