كتابات
26/04/2022

أصحاب محمَّد (ص): الطَّليعة الّتي نصرت الرّسالة

أصحاب محمَّد (ص): الطَّليعة الّتي نصرت الرّسالة
[يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعائه في الصَّلاة على أتباع الرّسل ومصدِّقيهم:]

"اللَّهُمَّ وأصْحابُ مُحَمَّدٍ خاصّةً الَّذِينَ أحْسَنُوا الصَّحابَةَ، والَّذِينَ أبْلوا البَلاَء الحَسَن في نصْرِهِ، وكَانَفُوهُ وأسْرَعُوا إلى وفَادَتِهِ، وسَابَقُوا إلَى دَعْوَتِهِ، واسْتَجابُوا لَهُ حَيْثُ أسْمَعَهُمْ حُجَّةَ رِسَالاتِهِ، وفَارقُوا الأزْواجَ والأوْلادَ في إظْهَارِ كَلِمَتِهِ، وقَاتَلُوا الآبَاء والأبْنَاءَ في تَثْبِيتِ نُبُوَّتِهِ، وانْتَصَرُوا بِهِ ومَنْ كانُوا مُنْطَوِينَ علَى مَحَبَّتِهِ، يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ في مَوَدَّتِهِ، والَّذِينَ هَجَرَتْهُم العَشَائِرُ إذْ تَعَلَّقُوا بِعُرْوَتِهِ، وانْتَفَتْ مِنْهُمُ القَرَابات إذْ سَكَنُوا فِي ظِلِّ قَرَابَتِهِ".

يا ربّ، إنَّ الطَّليعة المنفتحة على الله ورسوله ورسالاته في الدَّعوة إليك والجهاد في سبيلك، أصحاب محمَّد (ص) الَّذين أحسنوا الصّحبة بالإيمان به، والالتزام بأوامره ونواهيه، والثَّبات على دينه، وامتدّوا بالإسلام، فكراً وعقيدةً ومنهجاً وحركةً، ودخلوا الحرب معه انتصاراً له، فأظهروا بها كلَّ قوَّةٍ وإخلاصٍ وتضحيةٍ، وعاونوه في مهمَّاته الصَّعبة، واندفعوا سراعاً في تصديق رسالته عندما انطلق في رسالته ودعوته إليهم، فكان لهم السَّبق في الاستجابة له ولدعوته، وفي الوقوف معه والاتباع له، من موقع القناعة الفكرية التي تستمع إلى الحُجّة القويَّة لتؤمن بها، وذلك لانفتاح قلوبهم على الحقّ، وانطلاق خطواتهم إلى الصِّراط المستقيم، فلم تقعد بهم عصبيّةٌ، ولم تمنعهم مكابرةٌ، بل لانت قلوبهم لذكر الله وما أنزل من الحقّ على رسوله، ولم تبتعد بهم عاطفة الأزواج والأولاد الَّتي تثقل أوضاعهم، وتتحدَّى مشاعرهم، وتعقِّد أفكارهم، فلم يستريحوا إلى مكامن الإحساس في ذواتهم، ومواقع الإثارة في وجدانهم، ففارقوا الأزواج والأولاد، وهاجروا معه، وحاربوا في صفِّه، فكان الرجل يفارق زوجته إذا أصرّت على الكفر وامتنعت عن الهجرة معه، وكانت المرأة تفارق زوجها في مثل ذلك، وهكذا الحال مع الأولاد، وقاتلوا آباءهم وإخوانهم وأبناءهم الَّذين اختاروا الكفر على الإيمان، ووقفوا ليحاربوا النبيَّ (ص) والمسلمين معه في صفوف المشركين، وذلك من أجل تركيز النبوَّة في قواعدها الثابتة، والانتصار على أعداء النبيّ (ص) الذين هم أعداء الإسلام، بقيادته الحكيمة وبروحيَّته المرتفعة إلى الله، المنفتحة على محبَّته.

هؤلاء الَّذين انطوت قلوبهم على محبّة النبيّ (ص) وعياً منهم لأسرار العظمة في شخصه، وعناصر الحقّ في موقعه وموقفه، وللنّتائج الكبيرة عند الله التي يرجون فيها تجارةً لن تبور، هؤلاء يحبّون الله ورسوله أكثر مما يحبّون أنفسهم وأزواجهم وأهلهم، لذلك كان الإخلاص للإسلام يتجاوز عندهم كلّ الحدود المادية والعاطفية، فلم يسقوا تحت تأثير ترك عشائرهم لهم وطردهم من حضيرتهم، لأنّهم تمسّكوا بالإسلام ديناً، وبالنبيّ محمَّدٍ رسولاً، لأنَّ ذلك هو المظهر الحيّ للعروة الوثقى الَّتي تحمي صاحبها من الاهتزاز والسّقوط، ولم يبتعدوا عن الحقّ الثّابت لديهم تحت ضغط القرابات عليهم، بالانتفاء منهم وبالبراءة من الانتساب إليهم، لأنّهم ارتاحوا للظلال الوارفة بالحبّ والحنان والخير والقرب إلى الله، في سكناهم في ظلّ قرابة النبيّ (ص) الروحية التي تعلو عليها كلّ قرابة، لأنّها القرابة بالله في دينه، إذا كانت القرابات الأخرى تتحرّك بالدم والعلاقات الإنسانية الذاتية.

اللّهمّ، إنّ هؤلاء كانوا يمثّلون الطّليعة السّابقة إلى الإسلام والدعوة والجهاد التي ركّزت القاعدة، وثبّتت الأرض، وانفتحت على المستقبل في خطِّ الحركة الإسلاميَّة المنطلقة نحو الآفاق العالية والأبعاد الشاسعة المترامية، فاذكرهم منك بمغفرة ورضوان.

*من كتاب "آفاق الرّوح"، ج1.

[يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعائه في الصَّلاة على أتباع الرّسل ومصدِّقيهم:]

"اللَّهُمَّ وأصْحابُ مُحَمَّدٍ خاصّةً الَّذِينَ أحْسَنُوا الصَّحابَةَ، والَّذِينَ أبْلوا البَلاَء الحَسَن في نصْرِهِ، وكَانَفُوهُ وأسْرَعُوا إلى وفَادَتِهِ، وسَابَقُوا إلَى دَعْوَتِهِ، واسْتَجابُوا لَهُ حَيْثُ أسْمَعَهُمْ حُجَّةَ رِسَالاتِهِ، وفَارقُوا الأزْواجَ والأوْلادَ في إظْهَارِ كَلِمَتِهِ، وقَاتَلُوا الآبَاء والأبْنَاءَ في تَثْبِيتِ نُبُوَّتِهِ، وانْتَصَرُوا بِهِ ومَنْ كانُوا مُنْطَوِينَ علَى مَحَبَّتِهِ، يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ في مَوَدَّتِهِ، والَّذِينَ هَجَرَتْهُم العَشَائِرُ إذْ تَعَلَّقُوا بِعُرْوَتِهِ، وانْتَفَتْ مِنْهُمُ القَرَابات إذْ سَكَنُوا فِي ظِلِّ قَرَابَتِهِ".

يا ربّ، إنَّ الطَّليعة المنفتحة على الله ورسوله ورسالاته في الدَّعوة إليك والجهاد في سبيلك، أصحاب محمَّد (ص) الَّذين أحسنوا الصّحبة بالإيمان به، والالتزام بأوامره ونواهيه، والثَّبات على دينه، وامتدّوا بالإسلام، فكراً وعقيدةً ومنهجاً وحركةً، ودخلوا الحرب معه انتصاراً له، فأظهروا بها كلَّ قوَّةٍ وإخلاصٍ وتضحيةٍ، وعاونوه في مهمَّاته الصَّعبة، واندفعوا سراعاً في تصديق رسالته عندما انطلق في رسالته ودعوته إليهم، فكان لهم السَّبق في الاستجابة له ولدعوته، وفي الوقوف معه والاتباع له، من موقع القناعة الفكرية التي تستمع إلى الحُجّة القويَّة لتؤمن بها، وذلك لانفتاح قلوبهم على الحقّ، وانطلاق خطواتهم إلى الصِّراط المستقيم، فلم تقعد بهم عصبيّةٌ، ولم تمنعهم مكابرةٌ، بل لانت قلوبهم لذكر الله وما أنزل من الحقّ على رسوله، ولم تبتعد بهم عاطفة الأزواج والأولاد الَّتي تثقل أوضاعهم، وتتحدَّى مشاعرهم، وتعقِّد أفكارهم، فلم يستريحوا إلى مكامن الإحساس في ذواتهم، ومواقع الإثارة في وجدانهم، ففارقوا الأزواج والأولاد، وهاجروا معه، وحاربوا في صفِّه، فكان الرجل يفارق زوجته إذا أصرّت على الكفر وامتنعت عن الهجرة معه، وكانت المرأة تفارق زوجها في مثل ذلك، وهكذا الحال مع الأولاد، وقاتلوا آباءهم وإخوانهم وأبناءهم الَّذين اختاروا الكفر على الإيمان، ووقفوا ليحاربوا النبيَّ (ص) والمسلمين معه في صفوف المشركين، وذلك من أجل تركيز النبوَّة في قواعدها الثابتة، والانتصار على أعداء النبيّ (ص) الذين هم أعداء الإسلام، بقيادته الحكيمة وبروحيَّته المرتفعة إلى الله، المنفتحة على محبَّته.

هؤلاء الَّذين انطوت قلوبهم على محبّة النبيّ (ص) وعياً منهم لأسرار العظمة في شخصه، وعناصر الحقّ في موقعه وموقفه، وللنّتائج الكبيرة عند الله التي يرجون فيها تجارةً لن تبور، هؤلاء يحبّون الله ورسوله أكثر مما يحبّون أنفسهم وأزواجهم وأهلهم، لذلك كان الإخلاص للإسلام يتجاوز عندهم كلّ الحدود المادية والعاطفية، فلم يسقوا تحت تأثير ترك عشائرهم لهم وطردهم من حضيرتهم، لأنّهم تمسّكوا بالإسلام ديناً، وبالنبيّ محمَّدٍ رسولاً، لأنَّ ذلك هو المظهر الحيّ للعروة الوثقى الَّتي تحمي صاحبها من الاهتزاز والسّقوط، ولم يبتعدوا عن الحقّ الثّابت لديهم تحت ضغط القرابات عليهم، بالانتفاء منهم وبالبراءة من الانتساب إليهم، لأنّهم ارتاحوا للظلال الوارفة بالحبّ والحنان والخير والقرب إلى الله، في سكناهم في ظلّ قرابة النبيّ (ص) الروحية التي تعلو عليها كلّ قرابة، لأنّها القرابة بالله في دينه، إذا كانت القرابات الأخرى تتحرّك بالدم والعلاقات الإنسانية الذاتية.

اللّهمّ، إنّ هؤلاء كانوا يمثّلون الطّليعة السّابقة إلى الإسلام والدعوة والجهاد التي ركّزت القاعدة، وثبّتت الأرض، وانفتحت على المستقبل في خطِّ الحركة الإسلاميَّة المنطلقة نحو الآفاق العالية والأبعاد الشاسعة المترامية، فاذكرهم منك بمغفرة ورضوان.

*من كتاب "آفاق الرّوح"، ج1.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية