كتابات
07/03/2022

الملائكةُ أرواحٌ تهيمُ بحبِّ اللهِ وتقديسِهِ

الملائكةُ أرواحٌ تهيمُ بحبِّ اللهِ وتقديسِهِ
يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعائه في الصَّلاة على محمَّد وآل محمَّد:]

"اللَّهُمَّ وحَمَلَةُ عرْشِكَ الّذينَ لا يَفْتَرونَ عَنْ تسبِيحِكَ، ولا يَسأمُونَ مِنْ تقْدِيسِكَ، ولا يَسْتَحْسِرونَ مِنْ عبادَتِكَ، ولا يُؤثِرونَ التَّقْصيرَ على الجِدِّ في أمرِكَ، ولا يغْفَلونَ عَن الوَلَهِ إلَيْكَ...".

يا ربّ، لقد خلقت الملائكة أرواحاً تهيم بك، وتستغرق في عبادتك، وتذوب في حبِّك، وتستنفد حياتها في طاعتك، وتنفتح - في إشراقة المعرفة - على معرفتك، ينابيع نور وصفاء، وإشراقة طهر ونقاء، من حملة عرشك الَّذي هو رمز الملك المطلق في ملكك، في عمق القدرة وامتدادها، وعلوّ العظمة وارتفاعها، وهيمنة القوَّة وسلطانها، هؤلاء الذين {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ}[الأنبياء: 20]، فهم في تسبيحٍ دائمٍ على مدى الزَّمن، لا تتخلَّله فترة، ولا يصيبهم فتور ولا كلال، كما هو التنفّس الَّذي لا يكلّ ولا يهدأ؛ هو التسبيح الملائكي في انفتاح الروح على الله من دون سآمةٍ أو ملالة، وهو التَّقديس الذي يتلمّس عظمة الله في تنـزيهه وإبعاده عن كلِّ الصّفات التي لا تليق به ولا تتناسب مع جلاله، فهم يتابعونه ولا يسأمون منه، لأنَّه طعامهم وشرابهم ولذاتهم الروحيَّة.

وهم الجادّون في عبادتك الّتي يستمرّون فيها، فيتجدَّد نشاطهم، وتقوى إرادتهم، فلا يتعبون منها، مهما كانت طبيعتها في كميَّتها ونوعيَّتها، فهم يمارسونها من موقع الحاجة إليها والحبِّ لها، كما لو كانت شأناً من شؤون الذَّات، فلا يقصِّرون فيها اختياراً للراحة، لأنّ راحتهم تتعمّق في جهدهم الروحي الذي يسمو بهم إلى مواقع القرب إليك، في استغراقهم في أمرك الَّذي يعيشون سرّه في كياناتهم قبل أن تُصدره إليهم.

وهم في يقظة دائمة، وإحساسٍ مستمرٍّ، وانتباهٍ متحرّكٍ، مشدودين إليك في حنين الواله، وولَه الحبيب، ولذلك اندمجوا في إيحاءات ألوهيَّتك، وتطلّعوا إلى آفاق عظمتك، وعاشوا الشوق إليك، حتى كأنَّ قلوبهم تقفز من صدورهم في التطلّع إلى مواقع القرب منك، وقد قلت - وقولك الحقّ - في الحديث عنهم: {وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ}[الأنبياء: 19]...

*من كتاب "آفاق الرّوح"، ج1.

يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعائه في الصَّلاة على محمَّد وآل محمَّد:]

"اللَّهُمَّ وحَمَلَةُ عرْشِكَ الّذينَ لا يَفْتَرونَ عَنْ تسبِيحِكَ، ولا يَسأمُونَ مِنْ تقْدِيسِكَ، ولا يَسْتَحْسِرونَ مِنْ عبادَتِكَ، ولا يُؤثِرونَ التَّقْصيرَ على الجِدِّ في أمرِكَ، ولا يغْفَلونَ عَن الوَلَهِ إلَيْكَ...".

يا ربّ، لقد خلقت الملائكة أرواحاً تهيم بك، وتستغرق في عبادتك، وتذوب في حبِّك، وتستنفد حياتها في طاعتك، وتنفتح - في إشراقة المعرفة - على معرفتك، ينابيع نور وصفاء، وإشراقة طهر ونقاء، من حملة عرشك الَّذي هو رمز الملك المطلق في ملكك، في عمق القدرة وامتدادها، وعلوّ العظمة وارتفاعها، وهيمنة القوَّة وسلطانها، هؤلاء الذين {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ}[الأنبياء: 20]، فهم في تسبيحٍ دائمٍ على مدى الزَّمن، لا تتخلَّله فترة، ولا يصيبهم فتور ولا كلال، كما هو التنفّس الَّذي لا يكلّ ولا يهدأ؛ هو التسبيح الملائكي في انفتاح الروح على الله من دون سآمةٍ أو ملالة، وهو التَّقديس الذي يتلمّس عظمة الله في تنـزيهه وإبعاده عن كلِّ الصّفات التي لا تليق به ولا تتناسب مع جلاله، فهم يتابعونه ولا يسأمون منه، لأنَّه طعامهم وشرابهم ولذاتهم الروحيَّة.

وهم الجادّون في عبادتك الّتي يستمرّون فيها، فيتجدَّد نشاطهم، وتقوى إرادتهم، فلا يتعبون منها، مهما كانت طبيعتها في كميَّتها ونوعيَّتها، فهم يمارسونها من موقع الحاجة إليها والحبِّ لها، كما لو كانت شأناً من شؤون الذَّات، فلا يقصِّرون فيها اختياراً للراحة، لأنّ راحتهم تتعمّق في جهدهم الروحي الذي يسمو بهم إلى مواقع القرب إليك، في استغراقهم في أمرك الَّذي يعيشون سرّه في كياناتهم قبل أن تُصدره إليهم.

وهم في يقظة دائمة، وإحساسٍ مستمرٍّ، وانتباهٍ متحرّكٍ، مشدودين إليك في حنين الواله، وولَه الحبيب، ولذلك اندمجوا في إيحاءات ألوهيَّتك، وتطلّعوا إلى آفاق عظمتك، وعاشوا الشوق إليك، حتى كأنَّ قلوبهم تقفز من صدورهم في التطلّع إلى مواقع القرب منك، وقد قلت - وقولك الحقّ - في الحديث عنهم: {وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ}[الأنبياء: 19]...

*من كتاب "آفاق الرّوح"، ج1.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية