كتابات
28/02/2022

ثقوا بأنفسِكم ولا تسمحوا لأحدٍ بأنْ يسقطَكُم

ثقوا بأنفسِكم ولا تسمحوا لأحدٍ بأنْ يسقطَكُم

هناك درسٌ نحتاجه في حياتنا العملية، سواء كانت حياة سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، وهي أنَّ على الإنسان أن يعرف نفسه جيِّداً؛ في ما يملكه من فكر وما يملكه من مواقف وما يملكه من قيمة. أن يعرف نفسه بنفسه، إذا كان يستطيع أن يدرك أبعاد نفسه؛ وأن يعرف نفسه من خلال أهل الرأي والخبرة، ليعرِّفوه قيمته ودرجته في مجال العلم أو في أيِّ مجالٍ آخر. أن تثق بنفسك من خلال دراستك لنفسك، ومن خلال معرفتك لنفسك، لا أن تثق بنفسك من خلال ما يقوله النَّاس عنك، ومن خلال ما يحكم به الناس لك وعليك، لأنّه ليس من الطبيعي أن يفهمك الناس أكثر ممّا تفهم نفسك...

كان الإمام عليّ (ع) إذا مُدح يقول: "اللّهمَّ اجعلني أفضل ممّا يظنّون، واغفر لي ما لا يعلمون"1، حتّى يوحي إليهم بأنّه يفهم نفسه أكثر ممّا يفهمونه.

فعلى الإنسان أن لا يستعير ثقته بنفسه من الآخرين، لأنَّ الآخرين قد يغشُّونك في نفسك، عندما يضخِّمون لكَ شخصيَّتك بطريقة غير صحيحة، أو ربّما يسقطونك عند نفسك عندما يحاولون أن يهزموك نفسيّاً، ليثيروا مواطن الضّعف في نفسك بدل أن يثيروا مواطن القوَّة فيها.

بعض الناس يسمع كلمة مدح فينتفخ، أو يسمع كلمة ذمّ فيسقط؛ إذا سار النَّاس معه يشعر بضخامة الشخصيَّة، وإذا انكفؤوا عنه وابتعدوا يشعر بضعف الشخصية. هؤلاء الذين يستعيرون ثقتهم بأنفسهم من الآخرين، هم الذين يستطيع الآخرون أن يسيطروا عليهم. وهذه من الأساليب التي استخدمها الاستكبار العالمي والكفر العالمي بجميع ممثّليه في مواقع الحكم والسياسة والاجتماع والثقافة، واستغلّها في هزيمة الشعوب المستضعفة نفسياً، بحيث يثير نقاط الضعف في داخلها ليحدّثها عنها ليسقطها.

الآن نلاحظ أنَّ هناك كثيراً من الذين تثقَّفوا بثقافة الغرب، يتحدّثون عن المجتمع الإسلامي أو المجتمع المستضعف بأنّه مجتمع جاهل، متخلِّف، متعفِّن، لا يستطيع أن يسوس نفسه ويقود نفسه بنفسه. وعندما يتحدَّثون عن الإسلام، يقولون هذا الحكم الشرعيّ متخلّف، وهذه العادة الإسلاميّة عادة غير حضاريّة، وهذا الحكم الإسلاميّ أو القاعدة الإسلاميّة بعيدة عن الحضارة.

وهكذا، يحاولون أن يفقدوا المسلمين ثقتهم بدينهم، ثم يعملون على استثارة نقاط الضّعف في أنفسهم وفي مواقفهم الَّتي يخوضون فيها في مسألة الحريّة والعدالة، عندما يقفون ضدّ الَّذين يريدون أن يصادروا حريّتهم، أو عندما يقفون ضدّ الّذين يريدون أن يظلموهم، فيأتون إلى النَّاس من خلال جماعتهم، سواء كانوا في الجامعات أساتذة جامعيّين، لأنّهم عاشوا الانبهار من خلال الاستعمار، وعاشوا الهزيمة النفسيَّة من خلال واقع الاستضعاف، أو من خلال كلّ الذين زرعهم الاستكبار العالمي والكفر العالمي في مواقعنا السياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة، يأتون إليك ويقولون ما هذا العمل؟ ما هذه العنتريَّة الّتي لا معنى لها؟... ما قيمتكم؟ ما هي أسلحتكم؟ ما هي إمكاناتكم؟ يقولون ذلك حتّى يفقد النَّاس ثقتهم بأنفسهم، وحتّى يهزمهم الَّذين يصادرون الحريّة ويركّزون الظّلم من دون معركة.

* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

[1]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 67، ص 316.

هناك درسٌ نحتاجه في حياتنا العملية، سواء كانت حياة سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، وهي أنَّ على الإنسان أن يعرف نفسه جيِّداً؛ في ما يملكه من فكر وما يملكه من مواقف وما يملكه من قيمة. أن يعرف نفسه بنفسه، إذا كان يستطيع أن يدرك أبعاد نفسه؛ وأن يعرف نفسه من خلال أهل الرأي والخبرة، ليعرِّفوه قيمته ودرجته في مجال العلم أو في أيِّ مجالٍ آخر. أن تثق بنفسك من خلال دراستك لنفسك، ومن خلال معرفتك لنفسك، لا أن تثق بنفسك من خلال ما يقوله النَّاس عنك، ومن خلال ما يحكم به الناس لك وعليك، لأنّه ليس من الطبيعي أن يفهمك الناس أكثر ممّا تفهم نفسك...

كان الإمام عليّ (ع) إذا مُدح يقول: "اللّهمَّ اجعلني أفضل ممّا يظنّون، واغفر لي ما لا يعلمون"1، حتّى يوحي إليهم بأنّه يفهم نفسه أكثر ممّا يفهمونه.

فعلى الإنسان أن لا يستعير ثقته بنفسه من الآخرين، لأنَّ الآخرين قد يغشُّونك في نفسك، عندما يضخِّمون لكَ شخصيَّتك بطريقة غير صحيحة، أو ربّما يسقطونك عند نفسك عندما يحاولون أن يهزموك نفسيّاً، ليثيروا مواطن الضّعف في نفسك بدل أن يثيروا مواطن القوَّة فيها.

بعض الناس يسمع كلمة مدح فينتفخ، أو يسمع كلمة ذمّ فيسقط؛ إذا سار النَّاس معه يشعر بضخامة الشخصيَّة، وإذا انكفؤوا عنه وابتعدوا يشعر بضعف الشخصية. هؤلاء الذين يستعيرون ثقتهم بأنفسهم من الآخرين، هم الذين يستطيع الآخرون أن يسيطروا عليهم. وهذه من الأساليب التي استخدمها الاستكبار العالمي والكفر العالمي بجميع ممثّليه في مواقع الحكم والسياسة والاجتماع والثقافة، واستغلّها في هزيمة الشعوب المستضعفة نفسياً، بحيث يثير نقاط الضعف في داخلها ليحدّثها عنها ليسقطها.

الآن نلاحظ أنَّ هناك كثيراً من الذين تثقَّفوا بثقافة الغرب، يتحدّثون عن المجتمع الإسلامي أو المجتمع المستضعف بأنّه مجتمع جاهل، متخلِّف، متعفِّن، لا يستطيع أن يسوس نفسه ويقود نفسه بنفسه. وعندما يتحدَّثون عن الإسلام، يقولون هذا الحكم الشرعيّ متخلّف، وهذه العادة الإسلاميّة عادة غير حضاريّة، وهذا الحكم الإسلاميّ أو القاعدة الإسلاميّة بعيدة عن الحضارة.

وهكذا، يحاولون أن يفقدوا المسلمين ثقتهم بدينهم، ثم يعملون على استثارة نقاط الضّعف في أنفسهم وفي مواقفهم الَّتي يخوضون فيها في مسألة الحريّة والعدالة، عندما يقفون ضدّ الَّذين يريدون أن يصادروا حريّتهم، أو عندما يقفون ضدّ الّذين يريدون أن يظلموهم، فيأتون إلى النَّاس من خلال جماعتهم، سواء كانوا في الجامعات أساتذة جامعيّين، لأنّهم عاشوا الانبهار من خلال الاستعمار، وعاشوا الهزيمة النفسيَّة من خلال واقع الاستضعاف، أو من خلال كلّ الذين زرعهم الاستكبار العالمي والكفر العالمي في مواقعنا السياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة، يأتون إليك ويقولون ما هذا العمل؟ ما هذه العنتريَّة الّتي لا معنى لها؟... ما قيمتكم؟ ما هي أسلحتكم؟ ما هي إمكاناتكم؟ يقولون ذلك حتّى يفقد النَّاس ثقتهم بأنفسهم، وحتّى يهزمهم الَّذين يصادرون الحريّة ويركّزون الظّلم من دون معركة.

* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

[1]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 67، ص 316.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية