من شعب الجهاد بالنَّفس، أن تعطي قوَّتك للأمَّة في سبيل الله، فإنها قد تحتاج إلى قوَّة جسدك، وقد تحتاج إلى قوَّة جاهك وقوَّة موقعك، فقوَّتك ليست ملكك، بل هي ملك الأمَّة.
فلا بدَّ لنا أن نجاهد لنعطي قوَّتنا للأمَّة، فنحمي الأمَّة بقوَّتنا ونحمي أرضها، لأنَّ الأرض الحرّة هي الَّتي تحمي الإنسان الحرّ، ونحمي حريّة إنسانها وحريّة سياستها وحريّة اقتصادها وتقرير مصيرها، فهذا هو الَّذي نحتاجه عندما نعطي من قوَّتنا لأمَّتنا.
وعندما نقول الأمَّة، فإنَّ إعطاءها القوَّة هو في سبيل الله الَّذي يريد للأمَّة الَّتي تؤمن به وبرسوله، أن تكون الأمَّة القويَّة، لأنَّه تعالى يريد لنا القوَّة والعزَّة {وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}(المنافقون: 8). فأن تكون مؤمناً، يساوي أن تكون عزيزاً.
ولقد ذكرت أكثر من مرَّة، أنَّ الإمام الصّادق (ع) استوحى هذه الآية، فقال: "إنَّ الله فوّض إلى المؤمن أموره كلَّها، ولم يفوِّض إليه أن يكون ذليلاً"1. وإذا أردت أن تكون عزيزاً، فلا بدَّ أن تكون قويَّاً، فالله تعالى يقول في القرآن الكريم، في تعبيرين منفصلين متَّصلين: {أَنَّ الْقُوَّةَ للهِ جَمِيعًا}(البقرة: 165)، و{إِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا}(يونس: 65). فالعزَّة لله جميعاً، من حيث إنَّ القوَّة له جميعاً، فعندما تكون القوَّة كلّها له، فلن يستطيع أحد أن ينتقص من عزَّته شيئاً. ولذلك، فبمقدار ما تكون قويَّاً تكون عزيزاً.
ولقد أرادنا الله أن نجاهد في سبيله، وأن نتحمَّل الأذى في ذلك {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}(التّوبة: 111)، فهو عزَّ وجلَّ لا يريدنا أن نكون المقتولين دائماً، لا يريدنا أن نكون المهزومين الخانعين، ولا من الذين يجبّنون بعضهم بعضاً، ويضعفون بعضهم بعضاً، فالله يقول لك كُن المقتول القاتل، فإذا أردت أن تكون المقتول، فحرّك قوَّتك أوَّلاً، واقتل عدوّك، واستقبل الشَّهادة بعد ذلك، أي أن تكون روحك روح الإنسان الَّذي يريد أن ينال من عدوِّه، ولقد قال لنا: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ}، والفرق بينكم وبينهم {وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ}(النساء: 104)، {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}(آل عمران: 140). فليست هناك قوَّة خالدة في الأرض، وليس هناك ضعف خالد {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(آل عمران: 26)...
*من كتاب "النَّدوة"، ج 4.
من شعب الجهاد بالنَّفس، أن تعطي قوَّتك للأمَّة في سبيل الله، فإنها قد تحتاج إلى قوَّة جسدك، وقد تحتاج إلى قوَّة جاهك وقوَّة موقعك، فقوَّتك ليست ملكك، بل هي ملك الأمَّة.
فلا بدَّ لنا أن نجاهد لنعطي قوَّتنا للأمَّة، فنحمي الأمَّة بقوَّتنا ونحمي أرضها، لأنَّ الأرض الحرّة هي الَّتي تحمي الإنسان الحرّ، ونحمي حريّة إنسانها وحريّة سياستها وحريّة اقتصادها وتقرير مصيرها، فهذا هو الَّذي نحتاجه عندما نعطي من قوَّتنا لأمَّتنا.
وعندما نقول الأمَّة، فإنَّ إعطاءها القوَّة هو في سبيل الله الَّذي يريد للأمَّة الَّتي تؤمن به وبرسوله، أن تكون الأمَّة القويَّة، لأنَّه تعالى يريد لنا القوَّة والعزَّة {وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}(المنافقون: 8). فأن تكون مؤمناً، يساوي أن تكون عزيزاً.
ولقد ذكرت أكثر من مرَّة، أنَّ الإمام الصّادق (ع) استوحى هذه الآية، فقال: "إنَّ الله فوّض إلى المؤمن أموره كلَّها، ولم يفوِّض إليه أن يكون ذليلاً"1. وإذا أردت أن تكون عزيزاً، فلا بدَّ أن تكون قويَّاً، فالله تعالى يقول في القرآن الكريم، في تعبيرين منفصلين متَّصلين: {أَنَّ الْقُوَّةَ للهِ جَمِيعًا}(البقرة: 165)، و{إِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا}(يونس: 65). فالعزَّة لله جميعاً، من حيث إنَّ القوَّة له جميعاً، فعندما تكون القوَّة كلّها له، فلن يستطيع أحد أن ينتقص من عزَّته شيئاً. ولذلك، فبمقدار ما تكون قويَّاً تكون عزيزاً.
ولقد أرادنا الله أن نجاهد في سبيله، وأن نتحمَّل الأذى في ذلك {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}(التّوبة: 111)، فهو عزَّ وجلَّ لا يريدنا أن نكون المقتولين دائماً، لا يريدنا أن نكون المهزومين الخانعين، ولا من الذين يجبّنون بعضهم بعضاً، ويضعفون بعضهم بعضاً، فالله يقول لك كُن المقتول القاتل، فإذا أردت أن تكون المقتول، فحرّك قوَّتك أوَّلاً، واقتل عدوّك، واستقبل الشَّهادة بعد ذلك، أي أن تكون روحك روح الإنسان الَّذي يريد أن ينال من عدوِّه، ولقد قال لنا: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ}، والفرق بينكم وبينهم {وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ}(النساء: 104)، {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}(آل عمران: 140). فليست هناك قوَّة خالدة في الأرض، وليس هناك ضعف خالد {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(آل عمران: 26)...
*من كتاب "النَّدوة"، ج 4.