[كيف تنظرون إلى دور عالِم الدِّين؟]
إنَّ عالِمَ الدِّين إنسانٌ يملك ثقافةً دينيّة منفتحة على كلّ ما له علاقة بحركة الدّين في الإنسان وفي الحياة، من خلال الخطوط التفصيليّة في القانون والأخلاق والقِيَم وما إلى ذلك.. لذلك، لا بدّ للعالِم الديني من أن يكون مُلِمّاً بكلّ ما يتّصل بحركة الدّين في وجدان الإنسان وفي واقع الحياة.
أمّا الاختصاصات الأخرى، كالكيمياء والفيزياء والهندسة وغيرها، فإنَّ عالِم الدّين لا يدّعي لنفسه الإحاطة بذلك، بل إنَّ طبيعة أمانته لمسؤوليّته، وأمانته على الناس، ألّا يُعطي رأياً اقتصادياً إلّا بعد أن يرجع إلى أهل الخبرة في الاقتصاد، وألّا يعطي رأياً سياسياً إذا لم تكن له ثقافة سياسيّة، إلّا بعد أن يرجع إلى أهل الخبرة. لذلك، فعالِم الدين لا يتصوَّر نفسه إنساناً يملك كلّ الخبرات، بل هو إنسان يقف في دائرة الخبرة الثقافيّة والعمليّة التي يملكُها، حتّى إنّ عالِم الدين إذا كان اقتصادياً، فإنّه لا يتحرَّك في الاقتصاد من خلال أنّه رجل اقتصاد، يُعطي لنفسه الخبرة فيما يتّصلُ بالمسألة الاقتصادية في الجانب الديني، كما يُعطي لغيره الخبرة في هذا المقام.
لذلك، نحن نقول: إنّ الدين يحترم العلوم الأخرى، ويرى أنّ على كلّ إنسانٍ أن يقفَ عند حدود معرفته، وأنّ على عالِم الدين أن يحترمَ أهل الخبرة الآخرين، وألّا يعطي أيّ رأيٍ في مسألة لا تتّصل باختصاصه وبخبرته، إلّا بعد أن يرجع إلى أهل الخبرة، وعليه أن يلتزم برأيهم إذا رآه مُلزِماً، لأنَّ عمليّة الرجوع إلى أهل الخبرة، هي عملية متحرّكة، لأنّك قد ترجع إلى بعض أهل الخبرة ليرى رأياً، وقد يكون هناك بعض أهل الخبرة يرى رأياً آخر.
لذلك، لا بدّ لك أن تشاور، ثمّ تحاول أن ترجِع إلى نفسك، لتقرِّر القرار من خلال ذلك، وهذا ما عبَّرت عنه الآية الكريمة في خطاب الله للنبيّ (ص)، يقول سبحانه: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ}(1).
ومن الطبيعيّ، أنّه ليس كلّ شيخٍ عالِم دين، العلم ليس عمامة، والعلم ليس موقعاً، العلم الدّيني هو كأيّ علمٍ آخر.. إنَّ الموقع لا يمنحك الدّرجة العلميّة، وإنّ الزيّ لا يمنحك الدرجة الدينيّة.. عالمُ الدّين كأيّ إنسان إذا كان له العلم الذي يمكن أن يجعله في مستوى موقعه، وعلى الناس أن يُقدّروه كتقديرهم لأيّ شخص صاحب علم، وإذا لم يكن له ذلك، ووضعَ نفسه في موقع، فعلى النّاس أن يرفضوه حتّى لا يُسيء إلى القيمة الدينيّة والقيمة العلميّة من خلال جهله، أو من خلال انحرافه.
*من كتاب "للإنسان والحياة".
[كيف تنظرون إلى دور عالِم الدِّين؟]
إنَّ عالِمَ الدِّين إنسانٌ يملك ثقافةً دينيّة منفتحة على كلّ ما له علاقة بحركة الدّين في الإنسان وفي الحياة، من خلال الخطوط التفصيليّة في القانون والأخلاق والقِيَم وما إلى ذلك.. لذلك، لا بدّ للعالِم الديني من أن يكون مُلِمّاً بكلّ ما يتّصل بحركة الدّين في وجدان الإنسان وفي واقع الحياة.
أمّا الاختصاصات الأخرى، كالكيمياء والفيزياء والهندسة وغيرها، فإنَّ عالِم الدّين لا يدّعي لنفسه الإحاطة بذلك، بل إنَّ طبيعة أمانته لمسؤوليّته، وأمانته على الناس، ألّا يُعطي رأياً اقتصادياً إلّا بعد أن يرجع إلى أهل الخبرة في الاقتصاد، وألّا يعطي رأياً سياسياً إذا لم تكن له ثقافة سياسيّة، إلّا بعد أن يرجع إلى أهل الخبرة. لذلك، فعالِم الدين لا يتصوَّر نفسه إنساناً يملك كلّ الخبرات، بل هو إنسان يقف في دائرة الخبرة الثقافيّة والعمليّة التي يملكُها، حتّى إنّ عالِم الدين إذا كان اقتصادياً، فإنّه لا يتحرَّك في الاقتصاد من خلال أنّه رجل اقتصاد، يُعطي لنفسه الخبرة فيما يتّصلُ بالمسألة الاقتصادية في الجانب الديني، كما يُعطي لغيره الخبرة في هذا المقام.
لذلك، نحن نقول: إنّ الدين يحترم العلوم الأخرى، ويرى أنّ على كلّ إنسانٍ أن يقفَ عند حدود معرفته، وأنّ على عالِم الدين أن يحترمَ أهل الخبرة الآخرين، وألّا يعطي أيّ رأيٍ في مسألة لا تتّصل باختصاصه وبخبرته، إلّا بعد أن يرجع إلى أهل الخبرة، وعليه أن يلتزم برأيهم إذا رآه مُلزِماً، لأنَّ عمليّة الرجوع إلى أهل الخبرة، هي عملية متحرّكة، لأنّك قد ترجع إلى بعض أهل الخبرة ليرى رأياً، وقد يكون هناك بعض أهل الخبرة يرى رأياً آخر.
لذلك، لا بدّ لك أن تشاور، ثمّ تحاول أن ترجِع إلى نفسك، لتقرِّر القرار من خلال ذلك، وهذا ما عبَّرت عنه الآية الكريمة في خطاب الله للنبيّ (ص)، يقول سبحانه: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ}(1).
ومن الطبيعيّ، أنّه ليس كلّ شيخٍ عالِم دين، العلم ليس عمامة، والعلم ليس موقعاً، العلم الدّيني هو كأيّ علمٍ آخر.. إنَّ الموقع لا يمنحك الدّرجة العلميّة، وإنّ الزيّ لا يمنحك الدرجة الدينيّة.. عالمُ الدّين كأيّ إنسان إذا كان له العلم الذي يمكن أن يجعله في مستوى موقعه، وعلى الناس أن يُقدّروه كتقديرهم لأيّ شخص صاحب علم، وإذا لم يكن له ذلك، ووضعَ نفسه في موقع، فعلى النّاس أن يرفضوه حتّى لا يُسيء إلى القيمة الدينيّة والقيمة العلميّة من خلال جهله، أو من خلال انحرافه.
*من كتاب "للإنسان والحياة".