الانتفاضة في فلسطين دليل على أنّنا لا نزال نملك معنى القوّة، لا بالكلمة وإنما بالسلاح.
عندما يسقط أيّ إسرائيليّ جريحاً أو قتيلاً، عندما نثير أيّ إرباك نفسيّ داخل المجتمع الإسرائيلي، عندما نثير أيّ مشكلة سياسيّة في الداخل، فمعنى ذلك أنّنا أقوياء.
لا نريد أن نعيش «عنترة» القوَّة، وإنما نريد أن نشعر بأنّنا نملك واقع القوّة. إنَّ من يستطيع أن يهزم جندياً إسرائيلياً بسلاح لا قيمة له، يستطيع أن يهزمه إذا طوّر ذلك السّلاح...
إنّني أتصوّر أن قيمة الانتفاضة والمقاومة في واقعنا العربيّ، هي أنهما استطاعتا أن تقولا لنا إنّ العربي ليس هو الإنسان المقتول دائماً، وإنما هو الإنسان القاتل والمقتول. وهذا ما نلاحظه في التعبير القرآني: {إِنَّ اَللهَ اِشْتَرى مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوٰالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}[التوبة: 111]. الخطّ الثقافي يريد أن يقول لنا أنتم المقتولون دائماً، أنتم المهزومون دائماً. الانتفاضة والمقاومة تنطلقان من خلال هذا الخطّ القرآني، لتقولا إننا إذا كنا المقتولين في بعض الحالات، فنحن القاتلون في البعض الآخر. وعندما تكون القاتل تارةً والمقتول تارةً أخرى، فإن معنى ذلك أنك تتوازن مع الآخر في حركة الحياة. قد لا يكون التوازن محفوظاً من ناحية الحجم، لكنه محفوظ من ناحية المبدأ. وإذا ثبتّ على المبدأ، فمن الممكن أن تزيد في حجم التفصيلات من خلال حيويتك وحركيتك.
إنني أتصوّر أن علينا أن نحدّق إلى هاتين النقطتين من الضّوء في هذا الظلام العربي، وأن نفهم أن الانتفاضة والمقاومة أثبتتا لنا واقعية الاستمرار في الجهاد، وواقعيّة القوة الموجودة لدينا، وأن في إمكاننا أن نرصد المستقبل من خلال شيء عميق في الحاضر.
هناك فارق بين أن ترصد المستقبل من خلال الأحلام، ومن خلال الخيالات والأفكار الطوباوية، وبين أن ترصده من خلال واقع يتحرك في الأرض استطاع أن ينتصر على ماض من الهزيمة في حاضر من القوّة ليبدع القوّة في المستقبل.
علينا أن ننتج روحنا من جديد، وأن نعمل على تعميق هذه الرّوح، وأن نستبدل بمصطلح الواقعيّة السياسيّة التي تقول لك إنَّ عليك من أجل أن تكون واقعيّاً أن تستسلم للأمر الواقع، القول إنّنا نعمل للواقعيّة السياسيّة، لكن بطريقة أن نغيّر الواقع بأدوات الواقع، وأن نكثّر أدوات الواقع...
*من كتاب "الإسلام وفلسطين".
الانتفاضة في فلسطين دليل على أنّنا لا نزال نملك معنى القوّة، لا بالكلمة وإنما بالسلاح.
عندما يسقط أيّ إسرائيليّ جريحاً أو قتيلاً، عندما نثير أيّ إرباك نفسيّ داخل المجتمع الإسرائيلي، عندما نثير أيّ مشكلة سياسيّة في الداخل، فمعنى ذلك أنّنا أقوياء.
لا نريد أن نعيش «عنترة» القوَّة، وإنما نريد أن نشعر بأنّنا نملك واقع القوّة. إنَّ من يستطيع أن يهزم جندياً إسرائيلياً بسلاح لا قيمة له، يستطيع أن يهزمه إذا طوّر ذلك السّلاح...
إنّني أتصوّر أن قيمة الانتفاضة والمقاومة في واقعنا العربيّ، هي أنهما استطاعتا أن تقولا لنا إنّ العربي ليس هو الإنسان المقتول دائماً، وإنما هو الإنسان القاتل والمقتول. وهذا ما نلاحظه في التعبير القرآني: {إِنَّ اَللهَ اِشْتَرى مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوٰالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}[التوبة: 111]. الخطّ الثقافي يريد أن يقول لنا أنتم المقتولون دائماً، أنتم المهزومون دائماً. الانتفاضة والمقاومة تنطلقان من خلال هذا الخطّ القرآني، لتقولا إننا إذا كنا المقتولين في بعض الحالات، فنحن القاتلون في البعض الآخر. وعندما تكون القاتل تارةً والمقتول تارةً أخرى، فإن معنى ذلك أنك تتوازن مع الآخر في حركة الحياة. قد لا يكون التوازن محفوظاً من ناحية الحجم، لكنه محفوظ من ناحية المبدأ. وإذا ثبتّ على المبدأ، فمن الممكن أن تزيد في حجم التفصيلات من خلال حيويتك وحركيتك.
إنني أتصوّر أن علينا أن نحدّق إلى هاتين النقطتين من الضّوء في هذا الظلام العربي، وأن نفهم أن الانتفاضة والمقاومة أثبتتا لنا واقعية الاستمرار في الجهاد، وواقعيّة القوة الموجودة لدينا، وأن في إمكاننا أن نرصد المستقبل من خلال شيء عميق في الحاضر.
هناك فارق بين أن ترصد المستقبل من خلال الأحلام، ومن خلال الخيالات والأفكار الطوباوية، وبين أن ترصده من خلال واقع يتحرك في الأرض استطاع أن ينتصر على ماض من الهزيمة في حاضر من القوّة ليبدع القوّة في المستقبل.
علينا أن ننتج روحنا من جديد، وأن نعمل على تعميق هذه الرّوح، وأن نستبدل بمصطلح الواقعيّة السياسيّة التي تقول لك إنَّ عليك من أجل أن تكون واقعيّاً أن تستسلم للأمر الواقع، القول إنّنا نعمل للواقعيّة السياسيّة، لكن بطريقة أن نغيّر الواقع بأدوات الواقع، وأن نكثّر أدوات الواقع...
*من كتاب "الإسلام وفلسطين".