كتابات
08/04/2021

العاملون في خطّ الرّسالة.. حركةٌ لا تعرف اليأس

العاملون في خطّ الرّسالة.. حركةٌ لا تعرف اليأس

إنَّ الإنسان الذي يفهم الأساس العمليّ لتطوّر الحياة، لا بدّ له من أن يعيش الأمل في أعماقه، حتّى في الأفق الّذي لا يحمل أيّ بصيص من النّور، فقد يكون النور كامناً في طيَّات الأُفق بانتظار ولادة الفجر الجديد.

ولعلَّ أروع الآيات التي تمثّل كيف يعيش الأمل في قلوب العاملين، مهما كانت عوامل اليأس قويّة، هي قوله تعالى: {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[الأعراف: 164].

فنحن نلاحظ أنَّ الآية قد فرضت الجماعة التي يراد هدايتهم في مستوى الهلاك والعذاب المحقّق يوم القيامة، فليس هناك أيّ أمل يرجى لديهم إزاء الأعمال التي يقومون بها، والجرائم الّتي يرتكبونها.

ولكنَّ العاملين كانوا في مستوى الرّسالة، فهم يريدون أن يُعذَروا إلى الله سبحانه في أداء رسالتهم، ويحاولون أن يلاحقوا الأمل البسيط ولو بنسبة واحد في المائة، لئلّا يفقدوا القدرة على الأمل... فكأنّهم يقولون لهؤلاء الّذين يلومونهم: لماذا تيأسون من هدايتهم ما دامت النّفس الإنسانيّة تخضع للحقّ وللخير في كثيرٍ من لحظات النّور الّذي يشرق في داخل الناس سريعاً ثمّ يغيب؟! فقد نستطيع في هذه اللّحظات السريعة أن نجعل النور يستمرّ في النفس، من خلال الرسالة التي تلاحق كلّ فرصة جديدة وكلّ أمل جديد.

أمّا الذين يصرعهم اليأس، فيقعدهم عن النضال والجهاد في معركة العزّة والكرامة، عندما يبدأ العدوّ بحرب الأعصاب النفسيّة التي يخيّل إليهم بأنَّ العدوّ لا يقاوَم، وأنّ كثرة العدوّ وقوّة سلاحه، وتعدُّد مجالاته، يجعل الحرب خاسرة منذ البداية، وهكذا يستسلمون للاستعمار وللاستغلال، ويستريحون للحياة الذّليلة الخاضعة الخانعة التي توحي إليهم بالأمن والطمأنينة والسلام.

أمّا هؤلاء، فقد استطاع القرآن أن يخاطبهم ليشعرهم بأنَّ الكثرة ليست مقياس الانتصار، كما أنَّ القلّة ليست مقياس الهزيمة، فهناك أكثر من فرصة للنّصر أمام الفئات القليلة إذا استطاعوا استغلالها واستعمالها في طريق الصّراع، انطلاقاً من التّاريخ الذي يحمل كثيراً من النماذج التي تؤكّد الفكرة، ومن النظرة الواقعيّة لقضيّة النصر والهزيمة التي تخضع لأساليب عديدة لا تجعل المسألة تعيش في اتّجاهٍ واحد.

وهكذا نستطيع أن نتغلَّب على الحرب النفسية التي يريد العدوّ من خلالها أن يخلق اليأس في نفوسنا ليربح المعركة قبل أن يدخل المعركة، باستخدام قوانا التي نملكها في المجالات التي تحرِّك القضيّة، ومحاولة ربح قوى جديدة من خلال الظّروف التي تحيط بنا، والتطلُّع إلى المدى الطّويل الذي قد يخسر في حركته بعض المعارك، ولكنّه يستطيع في النّهاية أن يربح الحرب.

وليس هذا حلماً نحلم به، أو خيالاً نتخيَّله، أو تمنّيات تعيش في النَّفس، بل هو واقع الحياة العمليّة الذي يعيش في حساب القضيّة، كما يتمثّل في تاريخ الشعوب.

* من كتاب "مفاهيم إسلاميّة عامّة".

إنَّ الإنسان الذي يفهم الأساس العمليّ لتطوّر الحياة، لا بدّ له من أن يعيش الأمل في أعماقه، حتّى في الأفق الّذي لا يحمل أيّ بصيص من النّور، فقد يكون النور كامناً في طيَّات الأُفق بانتظار ولادة الفجر الجديد.

ولعلَّ أروع الآيات التي تمثّل كيف يعيش الأمل في قلوب العاملين، مهما كانت عوامل اليأس قويّة، هي قوله تعالى: {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[الأعراف: 164].

فنحن نلاحظ أنَّ الآية قد فرضت الجماعة التي يراد هدايتهم في مستوى الهلاك والعذاب المحقّق يوم القيامة، فليس هناك أيّ أمل يرجى لديهم إزاء الأعمال التي يقومون بها، والجرائم الّتي يرتكبونها.

ولكنَّ العاملين كانوا في مستوى الرّسالة، فهم يريدون أن يُعذَروا إلى الله سبحانه في أداء رسالتهم، ويحاولون أن يلاحقوا الأمل البسيط ولو بنسبة واحد في المائة، لئلّا يفقدوا القدرة على الأمل... فكأنّهم يقولون لهؤلاء الّذين يلومونهم: لماذا تيأسون من هدايتهم ما دامت النّفس الإنسانيّة تخضع للحقّ وللخير في كثيرٍ من لحظات النّور الّذي يشرق في داخل الناس سريعاً ثمّ يغيب؟! فقد نستطيع في هذه اللّحظات السريعة أن نجعل النور يستمرّ في النفس، من خلال الرسالة التي تلاحق كلّ فرصة جديدة وكلّ أمل جديد.

أمّا الذين يصرعهم اليأس، فيقعدهم عن النضال والجهاد في معركة العزّة والكرامة، عندما يبدأ العدوّ بحرب الأعصاب النفسيّة التي يخيّل إليهم بأنَّ العدوّ لا يقاوَم، وأنّ كثرة العدوّ وقوّة سلاحه، وتعدُّد مجالاته، يجعل الحرب خاسرة منذ البداية، وهكذا يستسلمون للاستعمار وللاستغلال، ويستريحون للحياة الذّليلة الخاضعة الخانعة التي توحي إليهم بالأمن والطمأنينة والسلام.

أمّا هؤلاء، فقد استطاع القرآن أن يخاطبهم ليشعرهم بأنَّ الكثرة ليست مقياس الانتصار، كما أنَّ القلّة ليست مقياس الهزيمة، فهناك أكثر من فرصة للنّصر أمام الفئات القليلة إذا استطاعوا استغلالها واستعمالها في طريق الصّراع، انطلاقاً من التّاريخ الذي يحمل كثيراً من النماذج التي تؤكّد الفكرة، ومن النظرة الواقعيّة لقضيّة النصر والهزيمة التي تخضع لأساليب عديدة لا تجعل المسألة تعيش في اتّجاهٍ واحد.

وهكذا نستطيع أن نتغلَّب على الحرب النفسية التي يريد العدوّ من خلالها أن يخلق اليأس في نفوسنا ليربح المعركة قبل أن يدخل المعركة، باستخدام قوانا التي نملكها في المجالات التي تحرِّك القضيّة، ومحاولة ربح قوى جديدة من خلال الظّروف التي تحيط بنا، والتطلُّع إلى المدى الطّويل الذي قد يخسر في حركته بعض المعارك، ولكنّه يستطيع في النّهاية أن يربح الحرب.

وليس هذا حلماً نحلم به، أو خيالاً نتخيَّله، أو تمنّيات تعيش في النَّفس، بل هو واقع الحياة العمليّة الذي يعيش في حساب القضيّة، كما يتمثّل في تاريخ الشعوب.

* من كتاب "مفاهيم إسلاميّة عامّة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية