[ما مردّ خجل بعض الأمّهات من محادثة بناتهنّ في الأمور الخاصّة، مثل علامات البلوغ والدّورة الشهريّة، والعلاقة الجنسيّة، وما إلى ذلك؟]
هذا الخجل مردّه إلى التّقاليد التي أثّرت في الذهنيّة العامّة للنّاس، وفي عادات المجتمع. وعلى الأمّهات، كما على الآباء، كلّ في دوره، أنْ يتجاوزوا ذلك الخجل بما أكّده الشّرع من ضرورة تأمين المعرفة للولد بهذه الأمور قبل أن يفاجأ بها، فعلى الأُمّ أن تعرِّف ابنتها بكلّ ما يطرأ على جسدها من تبدُّلات، كالدّورة الشهريّة مثلاً، وعلى الأب أن يعرِّف ولده بمسألة الاحتلام وما إلى ذلك، كي لا يعيش الولد أو البنت حالة قلق من هذا التطوُّر الجديد في جسديهما.
كما أنّه من الطّبيعيّ أيضاً أن تجيب الأُم ابنتها أو الأب ابنه على ما يمكن أن يوجِّهاهُ من أسئلةٍ محرجةٍ، كمسألة الولادة؛ كيف؟ ومن أين؟ وبأسلوبٍ علميّ ودقيق جداً، حتّى عندما يتناول الأمر وظيفة الأعضاء في العلاقة الجنسيّة، لأنّنا وصلنا إلى عصر تعدَّدت فيه مصادر المعرفة، بحيث أصبح الأبناء يتفوَّقون على الآباء والأُمّهات في معرفتهم حتّى في هذا المجال. فإذا لم يوفّر الأهل لأولادهم مصدراً أساساً للمعرفة الجنسيّة، فإنّهم قد يحصّلون معلوماتهم من وسائل سلبيّة، كالأطفال الآخرين، أو التلفزيون، أو الفيديو، أو أشياء أخرى. لذلك، أعتقد أنّنا وصلنا إلى مرحلة لم يعد فيها إخفاء المعلومات الجنسيّة أمراً ممكناً، لذا، فإنّ توفيرها مع بعض التحفُّظات، أصبح أمراً ضروريّاً للمجتمع، ولكنْ بالأسلوب العلميّ الدّقيق الذي يبتعد عن الإثارة، مع ملاحظة سنّ الطفل والجوّ الذي يحيط به وغير ذلك...
ولا شكّ في أنّ لهيبة الأمّ دوراً مهمّاً في إنجاح العمليّة التربويّة، وكذلك هيبة الأب، ولكنَّ التمسُّك بصورة الهيبة هذه قد يحمل تعقيدات كثيرة في عمليّة التربية، لأنّ هذه الحواجز التي يضعها الأب بينه وبين أولاده، وتضعها الأمّ بينها وبين أولادها، قد تجعل الأولاد يخافون من طرح أيِّ سؤال على الأب أو الأمّ، ومن التحدّث العفويّ معهما، فإنّ هذه الصّورة الصّارمة للأبوين، تخلق حاجزاً نفسيّاً لا يشعر معه الولد بحميميّة علاقته مع أبيه أو مع أُمّه في هذا المجال.
لذلك، لو أردنا المحافظة على هيبة الوالدين ومكانتهما دون حرمان الأولاد من الثقافة الجنسيّة، فبإمكان الأب والأمّ أنْ يعمدوا إلى توجيه أولادهم إلى هذه الأمور الحسّاسة، من خلال أشخاص آخرين يؤتمنون على تعليم البنات والصّبيان هذه الموضوعات، كما هي الحال في مدارس البنات أو الأولاد.
* من كتاب "دنيا الطّفل".
[ما مردّ خجل بعض الأمّهات من محادثة بناتهنّ في الأمور الخاصّة، مثل علامات البلوغ والدّورة الشهريّة، والعلاقة الجنسيّة، وما إلى ذلك؟]
هذا الخجل مردّه إلى التّقاليد التي أثّرت في الذهنيّة العامّة للنّاس، وفي عادات المجتمع. وعلى الأمّهات، كما على الآباء، كلّ في دوره، أنْ يتجاوزوا ذلك الخجل بما أكّده الشّرع من ضرورة تأمين المعرفة للولد بهذه الأمور قبل أن يفاجأ بها، فعلى الأُمّ أن تعرِّف ابنتها بكلّ ما يطرأ على جسدها من تبدُّلات، كالدّورة الشهريّة مثلاً، وعلى الأب أن يعرِّف ولده بمسألة الاحتلام وما إلى ذلك، كي لا يعيش الولد أو البنت حالة قلق من هذا التطوُّر الجديد في جسديهما.
كما أنّه من الطّبيعيّ أيضاً أن تجيب الأُم ابنتها أو الأب ابنه على ما يمكن أن يوجِّهاهُ من أسئلةٍ محرجةٍ، كمسألة الولادة؛ كيف؟ ومن أين؟ وبأسلوبٍ علميّ ودقيق جداً، حتّى عندما يتناول الأمر وظيفة الأعضاء في العلاقة الجنسيّة، لأنّنا وصلنا إلى عصر تعدَّدت فيه مصادر المعرفة، بحيث أصبح الأبناء يتفوَّقون على الآباء والأُمّهات في معرفتهم حتّى في هذا المجال. فإذا لم يوفّر الأهل لأولادهم مصدراً أساساً للمعرفة الجنسيّة، فإنّهم قد يحصّلون معلوماتهم من وسائل سلبيّة، كالأطفال الآخرين، أو التلفزيون، أو الفيديو، أو أشياء أخرى. لذلك، أعتقد أنّنا وصلنا إلى مرحلة لم يعد فيها إخفاء المعلومات الجنسيّة أمراً ممكناً، لذا، فإنّ توفيرها مع بعض التحفُّظات، أصبح أمراً ضروريّاً للمجتمع، ولكنْ بالأسلوب العلميّ الدّقيق الذي يبتعد عن الإثارة، مع ملاحظة سنّ الطفل والجوّ الذي يحيط به وغير ذلك...
ولا شكّ في أنّ لهيبة الأمّ دوراً مهمّاً في إنجاح العمليّة التربويّة، وكذلك هيبة الأب، ولكنَّ التمسُّك بصورة الهيبة هذه قد يحمل تعقيدات كثيرة في عمليّة التربية، لأنّ هذه الحواجز التي يضعها الأب بينه وبين أولاده، وتضعها الأمّ بينها وبين أولادها، قد تجعل الأولاد يخافون من طرح أيِّ سؤال على الأب أو الأمّ، ومن التحدّث العفويّ معهما، فإنّ هذه الصّورة الصّارمة للأبوين، تخلق حاجزاً نفسيّاً لا يشعر معه الولد بحميميّة علاقته مع أبيه أو مع أُمّه في هذا المجال.
لذلك، لو أردنا المحافظة على هيبة الوالدين ومكانتهما دون حرمان الأولاد من الثقافة الجنسيّة، فبإمكان الأب والأمّ أنْ يعمدوا إلى توجيه أولادهم إلى هذه الأمور الحسّاسة، من خلال أشخاص آخرين يؤتمنون على تعليم البنات والصّبيان هذه الموضوعات، كما هي الحال في مدارس البنات أو الأولاد.
* من كتاب "دنيا الطّفل".