[هناك من يعتبر أنّ الرياضة مضيعة للوقت، ويقصرها على أنواع معيّنة].
هناك من النَّاس من يجمد أمام الأحاديث الواردة عن النبيّ محمّد (ص) في بعض الأمور
التي كانت تحكم عمليّة التّدريب في تلك المرحلة، كالحديث الوارد عنه (ص): "لا سبق
إلّا في خفّ أو نصل أو حافر". إنّ هذا الحديث يتحدَّث عن التّدريب على الرّمي
بالسّهام، وعلى سباق الخيل والإبل وما إلى ذلك، كما أنَّ هناك أحاديث تؤكِّد ركوب
الخيل والسّباحة والرّماية.
وعند دراسة هذه المفردات وطبيعة الحاجات التي تحكم الواقع آنذاك، فإنّنا نجد أنّها
تمثِّل نماذج للحاجات التي كان النّاس يحتاجونها في الحرب، بحيث نستوحي منها وسائل
الحرب عندما تتقدّم، فيستبدل السّهم بالبندقيّة أو بالمدفع، والحافر (أي الخيل
والإبل) بالسيارة والدبّابة والطائرة، وهلّم جرّاً. وكذلك عندما نتحدَّث عن
السّباحة وركوب الخيل، فإنّ من الممكن استبدالها أو الإضافة إليها ما يمكن أن
يقوِّي الجسد ويروّح عن النفس ويؤدّي إلى نتائج إيجابيّة على صعيد المسائل التي
تملأ فراغ الشّباب.
ولذلك، فإنّ الرياضة ليست مجرّد وسيلة من وسائل ملء الفراغ فحسب، بل هي وسيلة من
وسائل تربية الجسد، فإذا أضفنا إلى ذلك الرّوح الرياضيّة التي يمكن أن تحكم الجوّ
الرياضيّ، فإنّها قد تكون وسيلةً من وسائل تربية الرّوح في انفتاحها على ساحة
الصّراع مع الآخر، بحيث تقبل الهزيمة بطريقة هادئة، ومن دون أن تضيف إلى الصّراع
صراعاً نفسيّاً.
إنَّ علينا أن ندرس هذه الأمور (الرّياضة وغيرها من وسائل اللّهو)، من خلال
الإيجابيّات التي تحكمها، والّتي يمكن أن تتطوّر تبعاً لتطوّر الزّمن إنْ من حيث
الوسائل، أو من حيث المواقع والأجواء الّتي يمكن أن تهيّئها في هذا الاتجاه.
* من كتاب "دنيا الشباب".
[هناك من يعتبر أنّ الرياضة مضيعة للوقت، ويقصرها على أنواع معيّنة].
هناك من النَّاس من يجمد أمام الأحاديث الواردة عن النبيّ محمّد (ص) في بعض الأمور
التي كانت تحكم عمليّة التّدريب في تلك المرحلة، كالحديث الوارد عنه (ص): "لا سبق
إلّا في خفّ أو نصل أو حافر". إنّ هذا الحديث يتحدَّث عن التّدريب على الرّمي
بالسّهام، وعلى سباق الخيل والإبل وما إلى ذلك، كما أنَّ هناك أحاديث تؤكِّد ركوب
الخيل والسّباحة والرّماية.
وعند دراسة هذه المفردات وطبيعة الحاجات التي تحكم الواقع آنذاك، فإنّنا نجد أنّها
تمثِّل نماذج للحاجات التي كان النّاس يحتاجونها في الحرب، بحيث نستوحي منها وسائل
الحرب عندما تتقدّم، فيستبدل السّهم بالبندقيّة أو بالمدفع، والحافر (أي الخيل
والإبل) بالسيارة والدبّابة والطائرة، وهلّم جرّاً. وكذلك عندما نتحدَّث عن
السّباحة وركوب الخيل، فإنّ من الممكن استبدالها أو الإضافة إليها ما يمكن أن
يقوِّي الجسد ويروّح عن النفس ويؤدّي إلى نتائج إيجابيّة على صعيد المسائل التي
تملأ فراغ الشّباب.
ولذلك، فإنّ الرياضة ليست مجرّد وسيلة من وسائل ملء الفراغ فحسب، بل هي وسيلة من
وسائل تربية الجسد، فإذا أضفنا إلى ذلك الرّوح الرياضيّة التي يمكن أن تحكم الجوّ
الرياضيّ، فإنّها قد تكون وسيلةً من وسائل تربية الرّوح في انفتاحها على ساحة
الصّراع مع الآخر، بحيث تقبل الهزيمة بطريقة هادئة، ومن دون أن تضيف إلى الصّراع
صراعاً نفسيّاً.
إنَّ علينا أن ندرس هذه الأمور (الرّياضة وغيرها من وسائل اللّهو)، من خلال
الإيجابيّات التي تحكمها، والّتي يمكن أن تتطوّر تبعاً لتطوّر الزّمن إنْ من حيث
الوسائل، أو من حيث المواقع والأجواء الّتي يمكن أن تهيّئها في هذا الاتجاه.
* من كتاب "دنيا الشباب".